آمَنَ بهِ كثيرونَ
تأمل في قراءات الثلاثاء 15 يوليو 2014 الموافق 21 أبيب 1730
الأب/ بولس جرس
نص الإنجيل
“فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”مَتَى رَفَعتُمُ ابنَ الإنسانِ، فحينَئذٍ تفهَمونَ أنِّي أنا هو، ولستُ أفعَلُ شَيئًا مِنْ نَفسي، بل أتكلَّمُ بهذا كما عَلَّمَني أبي. 29والذي أرسَلَني هو مَعي، ولم يترُكني الآبُ وحدي، لأنِّي في كُلِّ حينٍ أفعَلُ ما يُرضيهِ”.وبَينَما هو يتكلَّمُ بهذا آمَنَ بهِ كثيرونَ. 31فقالَ يَسوعُ لليَهودِ الذينَ آمَنوا بهِ:”إنَّكُمْ إنْ ثَبَتُّمْ في كلامي فبالحَقيقَةِ تكونونَ تلاميذي، 32وتعرِفونَ الحَقَّ، والحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ”. 33أجابوهُ:”إنَّنا ذُرِّيَّةُ إبراهيمَ، ولم نُستَعبَدْ لأحَدٍ قَطُّ! كيفَ تقولُ أنتَ: إنَّكُمْ تصيرونَ أحرارًا؟”. 34أجابَهُمْ يَسوعُ:”الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ كُلَّ مَنْ يَعمَلُ الخَطيَّةَ هو عَبدٌ للخَطيَّةِ. 35والعَبدُ لا يَبقَى في البَيتِ إلَى الأبدِ، أمّا الِابنُ فيَبقَى إلَى الأبدِ. 36فإنْ حَرَّرَكُمْ الِابنُ فبالحَقيقَةِ تكونونَ أحرارًا. 37أنا عالِمٌ أنَّكُمْ ذُرِّيَّةُ إبراهيمَ. لكنكُمْ تطلُبونَ أنْ تقتُلوني لأنَّ كلامي لا مَوْضِعَ لهُ فيكُم. 38أنا أتكلَّمُ بما رأيتُ عِندَ أبي، وأنتُمْ تعمَلونَ ما رأيتُمْ عِندَ أبيكُمْ”. 39أجابوا وقالوا لهُ:”أبونا هو إبراهيمُ”. قالَ لهُمْ يَسوعُ:”لو كنتُم أولادَ إبراهيمَ، لكُنتُمْ تعمَلونَ أعمالَ إبراهيمَ! 40ولكنكُمُ الآنَ تطلُبونَ أنْ تقتُلوني، وأنا إنسانٌ قد كلَّمَكُمْ بالحَقِّ الذي سمِعَهُ مِنَ اللهِ. هذا لم يَعمَلهُ إبراهيمُ. (يوحنا 8 : 28-42)
نص التأمل
آمَنَ بهِ كثيرونَ…
حقا لو حاولنا أن نحصر عدد من آمن بالمسيح عبر العصور،
فسيكون ذلك عسيرا على تصور العقل البشري…
فمنذ التلاميذ الذين دعاهم إليه فتركوا حياتهم وتبعوه
وحتى آخر طفل يتم عماده في أبسط كنيسة في اصغر قرية في العالم
يظل اتباع المسيح والذين يؤمنون به غير قابلين للعد والحصر،
وإن إختلفت نوعية هؤلاء وأساليب ودرجات إيمانهم؛
وهم منذ خرج الزارع ليزرع يتجاوبون بطرق واساليب مختلفة
فمنهم من يؤمن
– بالإسم فحسب: حيث ولد مسيحيا ونال العماد طفلا
– باللسان فحسبك حيث يدعي انه مسيحي وهو بعيد كل البعد هن عيش المسيحية
– ومنهم من يؤمن احيانا ويبرد إيمانه أحيانا أخرى
– ومنهم من يؤمن وقت الشدة والأزمات وينسى بعد ذلك كل الالتزامات
– ومنهم من يؤمن بالقول والعمل
– ومنهم من يؤمن بالعمل والحياة في صمت
– منهم من يثمر ويعطي في سخاء
– ومنهم من يثمر ويعطي في الخفاء
– ومنهم من يقدم مالا وآخرون اعمالا
– ومنهم من يقدم وقتا وجهدا ومنهم من يقدم حياته كاملا
– منهم من يسير خلف حافيا متجردا
– ومنهم من بنى باسمه القصور وشيد الكاتدرائيات العظام
– منهم ام تبذل في صمت وتصلي في سكون
– ومنهم أباء يجدون ويعرقون في سبيل الأسرة
– منهم من كرس حياته بالكامل في خدمة المرضى
– ومنهم من يراه في خدمة الفقراء
– منهم من يراه ويتبعه في صمت وعزلة الصوامع
– ومنهم من يستشعره عبر الأضواء والكاميرات والميكروفونات
– منهم من يعلنه ويجهر به
– ومنهم من يحتفظ به في قلبه ولا يبوح
– منهم من برّحه حبه فترك كل شيء وتبعه
– ومنهم من تبعه فربح كل شيء
ألم اقل انهم كثيرون وبلا حصر…. ترى أي فئة منهم انت؟