“أأنتَ هو الآتي؟” : تأمل في قراءات الإثنين 9 يونيو 15 بؤؤونة 1730

“أأنتَ هو الآتي؟” : تأمل في قراءات الإثنين 9 يونيو 15 بؤؤونة 1730

“أأنتَ هو الآتي؟”

تأمل في قراءات الإثنين 9 يونيو 15 بؤؤونة 1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

“أمّا يوحَنا فلَمّا سمِعَ في السِّجنِ بأعمالِ المَسيحِ، أرسَلَ اثنَينِ مِنْ تلاميذِهِ، وقالَ لهُ:”أنتَ هو الآتي أم نَنتَظِرُ آخَرَ؟”. فأجابَ يَسوعُ وقالَ لهُما:”اذهَبا وأخبِرا يوحَنا بما تسمَعانِ وتنظُرانِ: العُميُ يُبصِرونَ، والعُرجُ يَمشونَ، والبُرصُ يُطَهَّرونَ، والصُّمُّ يَسمَعونَ، والموتَى يَقومونَ، والمَساكينُ يُبَشَّرونَ. وطوبَى لمَنْ لا يَعثُرُ فيَّ”.وبَينَما ذَهَبَ هذانِ ابتَدأَ يَسوعُ يقولُ للجُموعِ عن يوحَنا: “ماذا خرجتُمْ إلَى البَرِّيَّةِ لتنظُروا؟ أقَصَبَةً تُحَرِّكُها الرِّيحُ؟ لكن ماذا خرجتُمْ لتنظُروا؟ أإنسانًا لابِسًا ثيابًا ناعِمَةً؟ هوذا الذينَ يَلبَسونَ الثِّيابَ النّاعِمَةَ هُم في بُيوتِ المُلوكِ. لكن ماذا خرجتُمْ لتنظُروا؟ أنَبيًّا؟ نَعَمْ، أقولُ لكُمْ، وأفضَلَ مِنْ نَبيٍّ. فإنَّ هذا هو الذي كُتِبَ عنهُ: ها أنا أُرسِلُ أمامَ وجهِكَ مَلاكي الذي يُهَيِّئُ طريقَكَ قُدّامَكَ. (متى 11: 2- 10).

نص التأمل

جيد ان تضع الكنيسة هذا النص في اول يوم من الزمن الطقسي فيما بعد الخماسبن

لماذا؟ لأنه يلخص في رأي كل ما عشناه منذ القيامة إلى العنصرة!

فبعد عن عايشنا يسوع لمدة خمسين يوم بعد قيامته وتمتعنا معه بظهوراته وإظهاراته

بعد أن حرك القلوب وفتح العيون وفسر الكتب من موسى إلى الأنبياء…

بعد أن وضح وبين وأكد وثبت تلاميذه واحدا فواحدا من تلميذي عمواس

إلى توما الشكاك مختتما بالتلميذ بطرس الذي ساله ثلاث مرات على شاطيء البحيرة

وكأنه  يشير إلى عدد مرات إنكاراته الثلاث: ” اتحبني يا بطرس”

غريب ألا تضع لنا الكنيسة القبطية هذا النص في زمن الخماسين

وكأنها تخشى من طغيان بطرس على مرقص حيث سلمه المسيح ثلاث مرات ايضا

عصا الرعاية عوضا عنه فبطرس خليفة المسيح على الأرض في المسئولية عن إخوته

على كل حال دعونا من الجدل وهلم نرتد إلى السؤال الهام الذي يطرحه المعمدان اليوم

وكأنه قبل أن يسلم الروح شهيدا للحق والبر والإستقامة يريد أن يستوثق

من أن يسوع الناصري هو المسيا المنتظر، مشتهى الأجيال…

حيث تعتمد رسالته ووجوده من الأساس على هذه الإجابة

فقد بشر به الملاك اباه في الهيكل على يمين مذبح البخور

على انه الذي يسبق سيده : “ليُعد للرب شعباً مبررا”

وقد شهد له وهو بعد في بطن أمه وعند عماده وفي مختلف لحظات حياته

ولقد شهد الرب يسوع بدوره ليوحنا بانه أعظم مواليد النساء”…

المهم في هذا المحتوى الإنجيلي الفذ أمران:

الأول هو السؤال : هل أنت هو الآتي؟ أي:

          هل اعتبر اني قد اتممت رسالتي؟

          هل حقق الرب وعوده المنتظرة في شخص المسيا؟

          هل أنت المسيّا الذي يتمم في شخصه وحياته هذه الوعود لشعبه؟

إذا كنت إياه فاستطيع ان أرقد في سلام بل وان افرح أيضا

فهذا هو هدف وجودي وما يعطي لحياتي ورسالتي معنى…

وإذ لم تكن إيّاه فعبثا كان تعبي وعبثا جاهدت

وعليّ من اليوم أن ابدأ من جديد فمازال الطريق طويلا شاقا…

الأول هو الإجابة : هل أنت هو الآتي؟ أي:

اذهَبا وأخبِرا يوحَنا بما تسمَعانِ وتنظُرانِ: العُميُ يُبصِرونَ،

والعُرجُ يَمشونَ، والبُرصُ يُطَهَّرونَ، والصُّمُّ يَسمَعونَ، والموتَى يَقومونَ، والمَساكينُ يُبَشَّرونَ.

وهذه هي علامة حلول الملكوت حسب موسى وإشعيا والأنبياء…

وهي تعني أن السيد ساكن وسط شعبه يرعى قطيعه ويتفقد كرمه

فهل بعد هذه الإجابة العملية الواقعية لا الشفوية النظرية

والتي تعتمد على شهادة عيان من تلاميذ يوحنا انفسهم

يمكن ان نتساءل أو نتردد او نحتار حول من هو يسوع الناصري

نستطيع أن نعيش بعد اليوم في سلام وفي السلام أيضا نرقد

لقد عرفنا وآمنا أنك هو الآتي…..