تأمل بقلم الأب بولس جرس
نستطيع أن ندرك ونفهم معنى وأهمية الملح في الطعام عندما يأمرنا الطبيب سواء لمرض أو للرجيم أن نتناول طعامنا بدون ملح… حينئذ نشكو ونتألم ونبدي عدم استساغتنا لما نتذوق فيضع الطعم وتتضاءل لذة كل ما نأكل… وهو كعنصر أساسي يقاوم الفساد بطبعه
لذا يعد الملح عنصراً اساسيا لكل طعام بحيث يجب تواجده على كل مائدة، في كل زمان وفي كل بلد وحيث يتواجد الإنسان فقيرا كان او غنياً مثقفا أو جاهلاً
هكذا شاء الرب يسوع أن يختم به عظته عن أهمية معنى التواجد المسيحي في العالم فالعالم متخم بنوعيات متعددة من البشر لا تهتم بمعنى وجودها ولا هدف هذا الوجود… اما من أراد ان يتبع يسوع فيتوجب عليه ان يكون مختلفاً عن باقي تلك الكائنات:
يختلف في نظرته للألم فيرى في الصليب خلاصاً
يختلف في تقبله لكل ما يعاني من صعاب فيرى فيها مجرد تجارب عابرة
يختلف في تفسيره للأحداث فيؤمن ان الله قادر أن يخرج من الظلمة نوراً
يختلف في تفاعله مع الآخرين فيستطيع أن يحب اعداءه ويبارك لاعنيه
وما يحمله يومياً من صلبان فهو يرى فيها تيجانا
يختلف في رؤيته للحياة فما هي إلا ظل عابر
يختلف حتى في رؤيته للموت فليس سوى مجرد انتقال…
لذا فهو مطالب ان يكون بالفعل ملحاً للأرض وللحياة وللدنيا بأسرها