إصدار جديد: أُؤْمِنُ بِالحُبِّ للمؤلف أشرف ناجح إبراهيم عبد الملاك

إصدار جديد: أُؤْمِنُ بِالحُبِّ للمؤلف أشرف ناجح إبراهيم عبد الملاك

خَوَاطِرٌ فِي أَبْعَادِ “مَفْهُومِ الْحُبِّ الْمَسِيحِيِّ”

 

الْكِتَابُ: أُؤْمِنُ بِالْحُبِّ، خَوَاطِرٌ فِي أَبْعَادِ: “مَفْهُومِ الْحُبِّ الْمَسِيحِيِّ” – من أجمل ما كُتب (6)

الْمُؤَلِّفُ: أشرف ناجح إبراهيم عبد الملاك

النَّاشِرُ: دَارُ الْقِدِّيسِ بُطْرُسَ لِلْبَرْمَّجَةِ وَالنَّشْرِ – بِمِصْرَ

تصميم الغلاف: جورج أنور

 

مُقَدِّمَةٌ

«الله محبَّة» (1 يو4/16) بماذا نؤمن؟ ومَن هو الإله الذي نؤمن به؟

إِنَّنا كمسيحيِّين نؤمن بالله الواحد-الثَّالوث، الخالق والفادي، والذي خلق الكون والإنسان مِن فيض حبِّه اللامحدود، ولا يزال حتى اليوم يخلقهما ويحفظهما في كلِّ لحظة بنظرة حبِّه اللامتناهيَّة، فهذا ما نُسمِّيه في إيماننا المسيحيِّ بـ”الخلق المستمر”. وهذا الخالق هو عينه الفادي الإنسان والكون أيضًا اللذِّين جرحتْهما الخطيئةُ وشوَّهتْهما، أي خطيئة الإنسان الأوَّل (تك 3/1-23، روم 5/12-21). ونؤمن أيضًا أَنَّ هذا الخالق والفادي ليس هو قديرًا وعليمًا وسميعًا ومجيبًا ورحيمًا فحسب، وإِنَّما هو “المحبَّة” ذاتها (1يو 4/4-8، 16)، وهو “الآب” و”ضابط الكلِّ” (متى 6/9، إش 3/16).

«في البدء كان الكلمة […] والكلمة صار بشرًا، فسكن بيننا، فرأينا مجده، مجدًا مِن لَدُنِ الآب لابن وحيد مِلؤه النعمةُ والحقُّ» (يو 1/1، 14)

إِنَّ يسوع المسيح، الكلمة المتجسِّد، هو “وحِّي الله الكامل والشَّامل والأخير”؛ فنحن لا ننتظر أَيَّ وحِّي جديد علني لله قبل الظُّهور المجيد لسيدنا يسوع المسيح (تيموتاوس الأولى 6: 14، تيطس 2: 13) ، لأَنَّ «المسيح أكمل الوحي وتمّمه وثبّته بشهادة إلهيّة». فهو الأقنوم الثَّاني في الثَّالوث، الابن الذي هو كائن منذ الأزل في حضن أبيه، ونزل مِن حضن أبيه على الأرض – إِنْ جاز التَّعبير. لقد كشف لنا عن طبيعة الله المحبِّ، وذلك مِن خلال أقواله وأعماله؛ لأَنَّ الأقول بدون أعمال هي أفكار مُجرَّدة وغير متجسِّدة، والأعمال بدون أقوال هي أمور مُبهمة وغير مفهومة. وليس هذا فحسب، بل وقد كشف أيضًا لنا عن هوية الإنسان الحقيقة، فهو بدوره محبوب ومخلوق ومفدي ومدعو إلى الحياة مع الله وفيه. وقبل صعوده إلى السَّماء، ليجلس على يمين أبيه (عب 1/3)، ترك لنا يسوع المسيح وصيَّة واحدة، هي أصل لكلِّ الوصايا الأخرى، وقد تناقلتْها كلُّ الأجيال عبر التَّاريخ، وحفظتْها لنا الكنيسةُ الواحدة المُقدَّسة الجامعة الرَّسوليَّة منذ يوم تأسيسها حتى اليوم، وهي وصيَّة “المحبَّة”؛ فقد قال لنا: «وصيَّتي هي: أحبُّوا بعضكم بعضًا كما أحببتكم» (يو 15/12، 17). فالمحبَّة هي حقًّا كمال وغاية كلِّ الشَّرائع (روم 13/10)، بل وينبغي أَنْ تكون هي الغاية الأخيرة لكلِّ قُدرة عقليَّة وجسديَّة، ولكلِّ قول وعمل وتصرُّف في حياتنا. فيقول بحقٍّ المجمعُ المسكونيِّ الفاتيكانيِّ الثَّانيِّ مُتحدِّثًا عن يسوع المسيح: «وهو الذي أعلن لنا أَنَّ “الله محبَّة” (1 يو4/8)، وعلَّمنا بالتَّالي أَنَّ شريعة الكمال الإنسانيِّ وأساس تَحوُّل العالم هي وصيَّة المحبَّة الجديدة». ومِن جهة أخرى، يُؤكِّد القدِّيس بولس مُتحدِّثًا عن الله أبي ربِّنا يسوع المسيح «بأَنَّه اختارنا فيه [في المسيح] قَبل إنشاء العالم لنكونَ في نظره قديسين بلا عيب في المحبَّة» (أف 1/4)؛ وهذا يعني ببساطة أَنَّنا مدعون إلى “الكمال في المحبَّة”، ولذلك يصرخ فينا هذا القدِّيس العظيم قائلًا: «اقتدوا إذًا بالله شأن أبناء أحباء، وسيروا في المحبَّة سيرة المسيح الذي أحبَّنا وجاد بنفسه لأجلنا “قُرْبَانًا وذبيحة لله طيَّبة الرَّائحة”» (أف 5/1-2)! ويمكننا أَنْ نفهم جيَّدًا تلك الحقيقة الإلهيَّة ونحياها بعمق عندما نسمح للرُّوح القدس، روح الحبِّ، أَنْ يملأنا بالمحبَّة الإلهيَّة؛ فالثَّالوث ذاته ليس إِلَّا محبَّة، والمحبَّةُ هي مشاركةٌ وتبادلٌ. فيمكننا إذن كمسيحيِّين استبدال القول المشهور للفيلسوف الفرنسيِّ ديكارت: “أفكِّرُ، إذن أنا موجودٌ”، بقولنا “نُحَبُّ ونُحِبُّ، إذن نحن موجودون”!

«”آمنتُ ولذلك تكلَّمتُ”، فنحن أيضًا نؤمن ولذلك نتكلَّم» (2 قور 4/ 13)

لقد سمع كلُّ واحد منا كثيرين يقولون أَنَّ الحبَّ أمر غير واقعيِّ، بل وليس له وجود على الإطلاق؛ ويزعمون أَنَّ كلَّ ما عاشتْه البشريَّةُ على مر العصور، ولازالتْ تعيشه، ما هو إِلَّا مشاعر حسيَّة ولمسات جسديَّة ورغبات أنانيَّة! فهم لا يؤمنون بمصداقيَّة الحبِّ المجانيِّ النَّقيِّ الوفيِّ، فلا يقتنعون _ مثلًا _ بالحبِّ بين الرَّجل والمرأة، ولا بين الآباء والأمهات وأبنائهم؛ لا وبل لا يقدرون أَنْ يعقلوا أَنَّ ثَمَّة أشخاصٌ يموتون حقًّا مِن أجل الأخرين، أو حتى يُكرِّسون حياتهم كاملةً حبًّا في الله وخدمة لإخوتهم في الإنسانيَّة! والخُلاصة الواضحة لكلِّ هذا هي أَنَّه يصعب عليهم أَنْ يؤمنوا بأَنَّ “الله محبَّة”، وبأَنَّه يحبُّ الإنسان، كلَّ إنسان وكلَّ الإنسان، حبًّا أبويًّا وأُمُوميًّا، حبًّا شخصيًّا!

ولكننا كمسيحيِّين قد تقابلنا يومًا مع هذه المحبَّة الإلهيَّة الثَّالوثيَّة، فغيرتْ حياتنا، واكتشفنا شيئًا ضئيلًا مِن حقيقة هذا الحبِّ الإلهيِّ، وشربنا قطرة واحدة مِن محيطه! أجل، نُؤمن بالحبِّ لأَنَّنا خُلقنا به ولأجله، وقد غُفرتْ لنا كلَّ خطايانا بفضله، وأصبح كلُّ واحدٍ إنسانًا جديدًا بواسطته، لأَنَّ «الحبَّ يستُر جميع المعاصي» (مثل 10/12)! إِنَّنا نُؤمن بالحبِّ لأَنَّنا نؤمن بالله، فالإيمان بالحبِّ هو إيمان بالله والإيمان بالله هو إيمان بالحبِّ، لأَنَّ “الله محبَّة”؛ ونُؤمن أيضًا بالحبِّ لأَنَّ الإيمان الحقيقيَّ هو الإيمان الذي يعمل الحقَّ بالمحبَّة (أف 4/15)!

وأخيرًا، ينبغي الاعترافُ بأنَّ هذه الخواطرَ البسيطة هي عبارة عن صراخاتِ قلب وفكر إنسان مسيحيّ يؤمن بالمحبة. فهذه الخواطرُ في محتوها هي مزيجٌ وخليطٌ من الكتابِ المُقدَّس والتَّقليدِ وتعليمِ الكنيسةِ والعقيدةِ والروحانيَّاتِ والرعويَّاتِ والأدبِ والتَّأملِ والتَّساؤلِ…إلخ. ولا يُقصد مِن خلال هذه الأفكار المُتنوِّعة والموضوعات المُتفرِّقة، المُندرجة كلَّها تحت حقيقة واحدة، حقيقة كلِّ الحقائق، أَيْ المحبَّة، تعريفُ المحبَّة المسيحيَّة وتحدِّيدُها تحديدًا لاهوتيًّا وفلسفيًّا، إِنَّما فقط وصف _ ولو قليلًا _ بعض أبعاد مفهوم المحبَّة المسيحيَّة؛ فالمحبَّة في الواقع هي مثل الحياة والصَّلاة، فلا يمكن تحديدهما تمامًا، إِنَّما ينبغي علينا أَنْ نحياهما لنكتشف معناهما وعمقهما. و«المحبة متى اتسعت صعب التعبير عنها بالكلام. والذاكرة إذا كثرت أحمالها سارت تفتش عن الأعماق الصامتة».

وفي النِّهايَّةِ أودُّ أَنْ أشكر شكرًا عميقًا كلَّ الأشخاص الذين لم يبخلوا عليَّ بخدماتهم، بل بكلِّ سخاءٍ وحبٍّ قدَّموا لي مساعداتهم الماديَّة أو المعنويَّة أو الرُّوحيَّة؛ فبدونهم وبدون معونتهم ما كان يتسنَّى لهذه الخواطر أَنْ تخرج إلى النُّور. وأَذكرُ بنوعٍ خاصٍّ الأب/ د. يوأنس لحظي جيد، فهو مَن قام بمراجعة هذا العمل ونشره. 

 

فهرس

 

  • إِهْدَاءٌ 
  • مُقَدِّمَةٌ 
  • الْحَيَاةُ خِبْرَاتٌ
  • عَجَبِي عَلَى هَؤُلَاءِ   
  • أَنَا الْأَلِفُ وَالْيَاءُ      
  • جَاؤوا مُسْرِعِينَ إِلَى الْمِذْوَدِ  
  • لَيْسَ.. بَل     
  • الكَرَاهِيَّةُ وَالْحُبُّ      
  • دُمُوعُ قَلْبٍ جَرِيحٍ    
  • أُؤْمِنُ بالحُبِّ  
  • مسكينٌ أنتَ، أيُّها الكاهنُ، في حياتِكَ ورسالتِكَ!    
  • كَثِيرونَ قَالُوا: لَا     
  • صمتُ الكنيسةِ المتكلِّم
  • ثقْ بنفسِكَ    
  • دمُ يسوعَ ودمعُ مريمَ 
  • هَؤلَاء هُم أَجْدَادنا الحَقِيقِيُّون 
  • تَركُ التَّركِ   
  • الوَدَاعُ الضَّرُورِيُّ    
  • كَيْفَ تُؤمِنُ؟  
  • المَحبَّةُ أَقْوَى مِن المَوْتِ     
  • البلُوغُ إلَى الحريَّةِ    
  • صُراخُ الصَّامتِينَ    
  • نتُوقُ إلى الحيَاةِ الأبَديَّةِ      
  • المَصَادرُ والمَرَاجِعُ  

 

تطلب هذه الإصدارات من مقر دار القديس بطرس للبرمجة والنشر- 34 ش ابن سندر بكبري القبة-

تليفون 0222564801

أو عن طريق الكتابة على هذا العنوان البريدي:

 

sanpietrocopto@yahoo.it

 

لمعرفة المزيد يرجى زيارة موقع كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي

www.coptcatholic.net