رانيا منصور
تعلن حراسة الاراضي المقدسة ، الاباء الفرنسسكان ، عن اعادة فتح أبواب مزار النبي موسى على جبل نيبو من جديد أمام الزوار والسياح، الذين يمكنهم الاستمتاع مجدداً بمشاهدة بعض أجمل اللوحات الفسيفسائية الموجودة في الأردن وكذلك الكنيسة التي تحتوي هذه الفسيفساء.
وبحسب البيان الذي وزعه المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام اليوم ، تقام الاحتفالات الرسمية على مدار يومين وذلك بهدف إيلاء الأهمية اللازمة للشخصيات المشاركة في احتفالية إعادة افتتاح أحد أهم المواقع الأثرية التي يتردد عليها الحجاج والسياح في الأردن والأرض المقدسة.
يقام الاحتفال المدني يوم السبت الموافق ١٥ تشرين الأول / أكتوبر، في حين يتم الاحتفال الديني يوم الأحد الموافق ١٦ تشرين الأول / أكتوبر. يفتح المزار أبوابه خلال هذين اليومين بشكل حصري لاستقبال المدعوين المشاركين في الاحتفالات فقط. أما افتتاح المزار بشكل عادي أمام الزوار فسيتم ابتداءً من يوم الاثنين 17 تشرين الأول/أكتوبر. الدخول وحضور فعاليات الاحتفال يوم ١٥ تشرين الأول / أكتوبر محجوزاً حصرياً للمسؤولين والمدعوين فقط، في حين يوم ١٦ تشرين الأول / أكتوبر يمكن لجميع الراغبين بالمشاركة في القداس الاحتفالي الذي يترأسه نيافة الكاردينال ليوناردنو ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقية، والمبعوث البابوي لقداسة البابا فرنسيس.
البادرة الرمزية التي ستحدد انطلاق الاحتفالات يوم ١٥ تشرين الأول / أكتوبر هي لحظة قيام سيادة حارس الأرض المقدسة الأب فرانشيسكو باتون بافتتاح أبواب البازيليك. خلال الكلمات الاحتفالية، سيقرأ نيافة الكاردينال ساندري رسالة البابا فرنسيس للمناسبة. ترافق المراسم جوقة وأوركسترا ينبوع المحبة بقيادة الأستاذ طعمة جبارة. كما سترافق الجوقة أيضاً القداس الاحتفالي يوم 16 تشرين الأول / أكتوبر، حيث سيتم أيضاً خلال القداس مراسم مباركة المذبح الجديد.
قام رهبان حراسة الأرض المقدسة، المسؤولون عن المزار بتنظيم سلسلة من الفعاليات الموسيقية والنشاطات الثقافية حيث يتم الاحتفال بافتتاح المزار بما يليق من التكريم. يبلغ برنامج الاحتفالات ذروته وذلك بالاحتفال بقداس عيد الميلاد في الكنيسة ( يوم 24/12/2016، الساعة 10:00 مساء).
سيتم تدشين الأورغن الجديد في تمام الساعة التاسعة مساء الأحد يوم 16 تشرين الأول / أكتوبر، بعد القداس الاحتفالي، وذلك بإحياء حفل موسيقي خاص تم إدراجه ضمن فعاليات مهرجان الأورغن في الأرض المقدسة، المهرجان الدولي الذي تنظمه حراسة الأرض المقدسة في كنائس الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط. وبالرغم من صغر حجم الأورغن كنيسة مزار جبل نيبو إلا أنه يبقى آلة مهيبة قام بإعدادها الحرفي الايطالي نيقولا بوتشيني وهي آلة الأورغن الوحيدة الموجودة في الأردن. تمت عملية تنصيب الأورغن والاعداد لتقديم العرض خلال الحفل الموسيقي بالتعاون مع السفارة الايطالية في عمان. وقد تمت مباركة الأورغن فور استكمال بنائه العام الماضي في إيطاليا وذلك على يد سيادة المطران مارون لحام، الأسقف المساعد والنائب البطريركي في الأردن. يقيم العرض عازف الأورغن الايطالي يوجين ماريا فاجاني، بمرافقة مرنمين منفردين من جوقة ينبوع المحبة في عمان وعازف العود الشهير طارق الجندي، يرافقه على الرق ناصر سلامة.
يوم الجمعة 23 كانون الأول / ديسمبر مع قرب الاحتفال بعيد الميلاد، سيقام السادسة مساءً في كنيسة جبل نيبو أول عرض موسيقي لعيد الميلاد قام بتأليفه الملحن الأردني طعمة جبارة، الذي سيقود أوركسترا وجوقة ينبوع المحبة. تتخل النشاطات الثقافية لبرنامج الافتتاح إقامة ندوتين. الأولى يوم الثلاثاء 12 تشرين الأول / أكتوبر تقيمها الجماعة الفرنسيسكانية المقيمة في مزار جبل نيبو في إقامة ندوة أثرية بعنوان ” المياه الثمينة” وذلك في حرم الجامعة الأردنية، ساهمت في تنظيمها السفارة الايطالية في عمان. بعد الظهر، سيقدم البروفيسور الأب يوجين ياتا من المعهد الفرنسيسكاني لدراسة الكتاب المقدس في القدس، أمام الهيئات العلمية، عرضاً ملخصاً للمزار الجديد للنبي موسى وآخر الاكتشافات التي يحتويها.
يوم 15 كانون الأول (سيتم التأكيد على الموعد في وقت لاحق) هو يوم مخصص لشخصية النبي موسى وتاريخ جبل نيبو، تتخلله ندوة نظمها المعهد الملكي للدراسات الدينية بالاشتراك مع السفارة الايطالية في عمان وجماعة الفرنسيسكان على جبل نيبو.
يتخلل برنامج الاحتفال فقرات تهدف إلى نشر معلومات تستهدف الأدلاء السياحيين (ورشة عمل يوم 17 تشرين الأول يقيمها الأب يوجين بالياتا المسؤول العلمي لمشروع الترميم، والمهندس عثمان حمدان، مدير أعمال افتتاح المزار، وفرانكو شيوريللي، مسؤول أعمال ترميم الفسيفساء) وتستهدف أيضاً المدارس التي يمكنها التسجيل للجولات السياحية بالانجليزية والعربية يومي 17 و 18 تشرين الأول.
على أثر الاكتشافات الجديدة، وبمناسبة إعادة افتتاح مزار النبي موسى أعاد الأب يوجين آليتا كتابة تاريخ جبل نيبو والمزار الذي يحويه، وذلك من خلال الرجوع إلى الشهادات القديمة ليلخلص أعمال علماء الآثار الفرنسيسكان (ساللر، باغاتي، كربو، بيتشيريلو، ألياتا، وبابالاردو) وإنتهاء بالمشروع الحالي. بانتظار إصدار دليل شامل للموقع، قام الأب ألياتا بإعداد نشرة بسيطة يمكن الحصول عليها خلال أيام الاحتفال بافتتاح المزار، كما سيتم نشرها على موقع المزار على الانترنتwww.mountenebo.org ، حيث يمكن أيضاً مراجعة برنامج الاحتفالات بمختلف تفاصيله.
مزار النبي موسى على جبل نيبو هو الموقع الذي فيه بحسب الكتاب المقدس (سفر تثنية الاشتراع الفصل 34)، أرى الله موسى الأرض المقدسة وهو المكان الذي فيه رقد هذا النبي الذي تكرمه الديانات التوحيدية الثلاث. وبما أن أحداً لا يعرف بالتحديد الموقع الذي دفن فيه النبي موسى ( كما يشير النص المقدس أيضاً)، فقد أقامة جماعة الرهبان على جبل نيبو، هذا المكان لتخليد ذكرى موسى وذلك منذ القرن الرابع حتى القرن التاسع الميلادي.
خلال القرن العشرين، قام علماء حراسة الأرض المقدسة، الذين كانوا قد اشتروا الموقع عام 1932، بحفريات أثرية أظهرت إلى النور الدير العتيق، والكنيسة والفسيفساء المذهلة الموجودة فيها. ومن ثم بهدف حماية الموقع الأثري وتأمينه، وفي الوقت عينه إظهار الفسيفساء الذي اعتنى بها الرهبان على مرّ القرون، تم إنشاء المبنى الجديد الذي يتم افتتاحه في شهر تشرين الأول أكتوبر وقد زاره البابا القديس يوحنا بولس الثاني في 20 آذار من عام اليوبيل الكبير 2000، كما زاره البابا بندكتس السادس عشر في 9 آيار 2009