إما نلبّي دعوة الرب إلى المحبة اليوم أو لا نلبّيها أبدًا” هذا ما حذّر منه البابا فرنسيس اليوم 12 كانون الثاني في أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا مشيرًا إلى “تجربة الغد الذي لن يحصل أبدًا”. علّق البابا على القراءة الأولى بحسب القراءات التي قدّمها الطقس اللاتيني حيث يكتب صاحب الرسالة إلى العبرانيين: “اليوم إذا سمعتم صوته فلا تقسّوا قلوبكم” (عب 3، 7 – 14).
أشار البابا في عظته إلى أنّ الغد بالنسبة إلى المؤمن سيكون غدًا مشرقًا لا يعرف الغروب مع الرب ويبقى إلى الأبد إنما على الإنسان أن يتوقّف ليطرح على نفسه هذا السؤال بشأن اليوم: “كيف أعيش يومي الآن؟” اليوم لن يتكرّر أبدًا يوجد “الآن” مرة واحدة في حياتنا محذّرًا من تجربة التأجيل إلى الغد. تجربة الغد الذي لن يأتي أبدًا وهي شبيهة بما حصل مع العذارى الجاهلات اللواتي وصلن متأخّرات إلى العرس.
وأوضح البابا: “أنا لا أقول ذلك لأخيفكم إنما لأقول ببساطة بأنّ حياتنا هي “يوم”: اليوم أو أبدًا. الغد هو “غد أبدي مع الرب ويبقى إلى الأبد إن كنت أمينًا لهذا اليوم. في ذلك اليوم الذي “استقبلنا فيه محبة الله لنا” آن لنا أن نجدد عهدنا بأمانة للرب”. ثم دعا البابا إلى القيام بفحص ضمير: “كيف أعيش هذا “اليوم”؟
كيف هو قلبي؟
أردف الباب: “في قلبنا نلتقي بالرب وفي قلبنا نجد اليوم لذا على القلب أن يكون منفتحًا إلى الرب وأن لا يكون قاسيًا مفتقرًا إلى الإيمان أو قلبًا منحرفًا تغويه الخطايا”. وهنا ذكر البابا بأنّ الرب يسوع التقى بالعديد من أصحاب القلوب المنغلقة والقاسية مثل معلّمي الشريعة وكل الأشخصا الذين كانوا يضطهدونه ويجرّبونه كي يتّهموه بشي ما… ثم اقترح البابا فحص ضمير ثانٍ: “كيف هو قلبي؟ هل هو منفتح؟ هل هو ثابت في الإيمان؟ هل يترك محبة الرب تقوده؟”.
واعترف البابا: “أنا أتأثّر كثيرًا عندما ألتقي بشخص مسنٍّ أكان راهبًا أو كاهنًا ويقول لي: “أبتِ صلِّ على نية مثابرتي الأخيرة” وأقول: “ولكنّك صنعت الخير في كل أيام حياتك وكل يوم من أيامك كان في خدمة الرب وأنت خائف…؟ فيردّ: “لا، لا. حياتي لم تنتهي بعد: أريد أن أعيشها إلى الملء بقلب مترسخ بالإيمان لا تشوّهه الخطيئة”. وهنا لفت البابا إلى أهمية أن يستفيد الإنسان من حياته قبل غروبها حتى يتمكّن من عيشها بالكامل وهكذا عندما تأتي ساعة الممات يكون القلب راسخًا في الإيمان، لا تشوّهه الخطيئة والفساد والعادات السيئة.