إنْ عَطِشَ أحَدٌ فليُقبِلْ إلَيَّ ويَشرَبْ
تأمل في قراءات الجمعة 6 يونيو 2014 الموافق12 بؤونه 1730
الأب/ بولس جرس
نص الإنجيل
وفي اليومِ الأخيرِ العظيمِ مِنَ العيدِ وقَفَ يَسوعُ ونادَى قائلاً:”إنْ عَطِشَ أحَدٌ فليُقبِلْ إلَيَّ ويَشرَبْ. مَنْ آمَنَ بي، كما قالَ الكِتابُ، تجري مِنْ بَطنِهِ أنهارُ ماءٍ حَيٍّ”. قالَ هذا عن الرّوحِ الذي كانَ المؤمِنونَ بهِ مُزمِعينَ أنْ يَقبَلوهُ، لأنَّ الرّوحَ القُدُسَ لم يَكُنْ قد أُعطيَ بَعدُ، لأنَّ يَسوعَ لم يَكُنْ قد مُجِّدَ بَعدُ. (يوحنا 7: 37-39).
نص التأمل
في ايام الحر والقيظ يزداد العطش وتلك هي أيام الحر القائظات
ففي التقويم القبطي هي نوة النقطة: شرقية ساخنة وتستمر ليومين
وهي بداية الفيضان الذي يغطي الأرض ويهجّر المصريين من أرض واديهم
فما المقصود اليوم بهذا العطش وذاك الفيضان؟
وما سر الإرتباط بينهما في الأيام الأواخر من الخماسين؟
نستطيع القول أنها مقولة خالدة في لحظة مناسبة
واختيار موفق لكنيسة رائدة متأملة…
أيام الأعياد اليهودية اكثر من باقي ايام أعياد العالم
كانت تشهد على الخصوص تجمع العديد من البشر
حول هيكل الله في اورشليم وكان العدد يتضاعف في آخر يوم
وكان الجميع قد صعود خصيصا في هذا العيد بعد ان سمعوا عن يسوع الناصري
واشتاقوا أن يروه ويسمعوا منه كلمة الرب وينالوا من بركة عجائبة ودهشة معجزاته
ولاحظ الرب المعلم هذا العطش في النفوس وذاك الشوق في القلوب
فما كان منه كمعلم وراع صالح للخراف سوى ان يدلهم على الطريق الحق إلى الحياة
فأعلن لهم أنه النبع الحي للماء الحي الذي يؤدي حتما إلى حياة الأبد
وما على كل عطشان سوى الإقبال نحوه واللجوء إليه ليروي عطشه وعنده يستريح
فهو ليس من ذاك النوع من الماء الذي “من يشرب منه يعطش ايضا”
على العكس تماما فمن يشرب منه لا يتوقف على مجرد الإحساس بالإرتواء والرضى
بل ينطلق من “بطنه” أي من داخل نفسه في حياته أنهار تروي الآخرين
تلك هي عطية الروح القدس الذي مازال يروي الكنيسة بالمواهب:
مواهب الروح القدس السبع:
1- الحكمة 2- الفهم 3- المشورة 4- القوّة 5- العلم 6- التقوى 7- مخافة الله ( ﺃﺷﻌﻴﺎء 11: 2 )
1- المحبة 2- الفرح 3- السلام 4- طول الأناة 5- اللطف 6- الصلاح 7- الأمانة 8- الوداعة 9- العفاف (غلاطية 5: 22)
وهي تلك التي تهب الكنيسة قديسين ورهبانا ومرسلين خداما ومعلمين وعاظا ومرنمين
وهي كما ترون تجري من بطن كنيسة الله بجميع طوائفها انهارا متدفقة في الكنيسة
أليس كلامه حق هو؟