كتب : عصام عياد
” أنذر لله الآب القدوس و القدير أن أحيا طوال حياتي في الطاعة دون امتلاك شيء .. و في العفة و اعتنق حياة الأخوة الأصاغر و القانون المعتمد من البابا أونوريوس .. و أعد بأن أحفظه بأمانة طبقا لتشريعات رهبانية الأخوة الأصاغر … لذا أسلم ذاتي بكل قلبي لهذه الأخوة حتى أستطيع أن أصبو الى المحبة الكاملة في خدمة الله و الكنيسة و البشر بقوة الروح القدس مقتديا بمثال القديسة مريم النقية و شفاعة أبينا القديس فرنسيس و جميع القديسين .. ” جاء هذا ” الالتزام الرهباني ” على لسان الناذرين الأخ / أوغسطينوس و الأخ / شربل، و أعلناه بايمان راسخ و ارادة حاسمة بين يدي الأب / كمال لبيب الخادم الاقليمي لرهبنة الأخوة الأصاغر بمصر ” اقليم العائلة المقدسة ” بكنيسة سان جوزيف للآباء الفرنسيسكان بوسط المدينة ، في شهر فبراير الفائت وسط فرحة غامرة و بين الأهل و الأقارب و الأصدقاء،متخذين شعارا لهما من كلمات المرنم دواد في المزمور .. ” به تفرح قلوبنا و على اسمه القدوس توكلنا .. ” ( مز 33 / 21 ) .
شارك في الذبيحة الالهية سعادة القاصد الرسولي في مصر المطران برونو موزارو، و أصحاب النيافة المطران ماركريكور أوغسطينوس كوسا مطران الأرمن الكاثوليك بمصر ،و المطران جورج شيحان مطران الموارنة بمصر، و لفيف من الآباء الكهنة و الرهبان و الراهبات وجمع غفير من أبناء الكنيسة الى جانب الأخوة الرهبان الفرنسيسكان من مختلف الأديرة المنتشرة في ربوع المحروسة ،بمشاركة كورال سان جوزيف قيادة الأب بطرس دانيال الفرنسيسكاني .
جاءت مراسم الاحتفال ” برتبة النذور الدائمة ” طبقا للتقاليد المتبعة حسب قوانين رهبنة الأخوة الأصاغر ،حيث يجري الحوار بين الخادم الاقليمي و الناذرين و تتلى ” طلبة جميع القديسين ” و الناذرين ملقيان بوجههما الى الأرض، ثم تسلما كتاب القوانين، و تختتم بصلاة ” البركة الاحتفالية ” ” …و الآن أيها الرب أنظر الى أخوينا هذين الذين دعوتهما لاتباع يسوع المسيح عبر المشورات الانجيلية .. الفقر .. العفة .. و الطاعة .. على مثال القديس فرنسيس الفقير المتواضع و المحب للصليب أغمرهما بروح القداسة … لتكن أيها الآب حياتهما المكرسة اعترافا بحب ابنك الحبيب لك قي وحدة الروح القدس و علامة للشركة الأخوية .. ” و بعدها يستكمل القداس الالهي .
تجدر الاشارة الى الأخوين الناذرين أمضيا رحلة من التكوين اللاهوتي و الكتابي و الانساني و الرهباني عبر العديد من المؤسسات الرهبانية .. دير القديس كيرلس بالعمرانية ،و دير سانت كاترين بالاسكندرية ،و دير سان أنطوان بالظاهر ،و دير العذراء سيدة الكرمل ببولاق ،و كلية العلوم الانسانية و اللاهوتية بالمعادي، هذا الى جانب الخبرات الرعوية و الأنشطة الرسولية منها نشاط ” طريق جديد ” و غيرها .
من جانبه تحدث الأب لبيب في عظة القداس عن تزامن احتفالية النذور الدائمة و سنة الرحمة التي تعيشها كنيستنا الكاثوليكية و ما تحمله لنا رحمة الآب من خلال فعل الالتزام المؤبد للأخوين أغسطينوس و شربل ، مشيرا الى دور العائلة و حياة الصلاة التي رافقتهما و ساعدتهما ليصلا الى هذه اللحظة و اختتم كلماته بالصلاة الى الله تعالى أن يرسل لكنيسته دوما دعوات كهنوتية و رهبانية تواصل رسالة المحبة و الخدمة … و مهنئا للأخوين الناذرين و ليثبتهما الرب في دعوتهما لمجد الله و خدمة النفوس .
في ختام الذبيحة الالهية عبرا الأخوين أغسطينوس و شربل بكلمات شكر دافئة ذاكرين لكل من كان له تعب المحبة عبر مسيرة التكوين ..من مكونين و مرشدين و معرفين و لكل الحضور الكريم ،ثم تفضل سعادة المطران موزارو بمنح البركة الرسولية وسط سعادة الجميع.
تهنئة من القلب للأب كمال لبيب الخادم الاقليمي لرهبانية الأخوة الأصاغر و للأخوين الناذرين اغسطينوس حنا ،و شربل كامل لترافقهما دوما نعمة الرب في التزامهم الرهباني ،و ليكن لهما الأتضاع و الأصغرية أساسا راسخا لحياتهما بشفاعة أمنا مريم العذراء و القديس الساروفي فرنسيس الأسيزي .