منذ ان وصف البابا فرنسيس مذبحة تركيا ضد المسيحيين الارن بالابادة وهناك حالة عداء وتربص بين تركيا ودولة الفاتيكان . وبعد الانقلاب الفاشل علي اردوغان قامت اجهزة اعلامة بالزج بالكنيسة الكاثوليكة في ردة فعلها الانتقامية حيث ربطت بين علاقة الفاتيكان بفتح الله جولن وحركته .في محاولة فاضحة للزج بالكاثوليك في محاولة الانقلاب الامر الذي اشعل غضب مؤيدي اردوغان ومليشاته ضد الكنائس و المسيحيين في تركيا الامر الذي ظهر في الاعتداء علي عدد من الكنائس .ويقول الكاتب جاني فلانتي في رد فعله العنيف الناتج عن الانقلاب الفاشل الذي وقع ليلة 15 يوليو الماضي، وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وجهازه أصابع الاتهام إلى حركة “هزميت (الخدمة)، على أنها “المصدر الفاعل” للمؤامرة الانقلابية ضد الدولة التركية. و”هزميت” هي حركة دولية يرأسها الداعية الإسلامي فتح الله غولن. وأشارت قنوات وأدوات أردوغان الدعائية إلى “هزميت” بوصفها “منظمة غولن الإرهابية”، كما ألقت اللوم عليها في الهجمات والاختطافات، والمحاولات الفاشلة للإطاحة بالحكومة التركية بصورة غير قانونية. وعلى مدى الشهور الماضية، ارتبطت حملة التجريم بالعلاقة بين شبكة “هزميت” والكنيسة الكاثوليكية، بما في ذلك الفاتيكان.
وقد تم الإشارة إلى ذلك في أكثر القنوات الصحفية الوطنية تشددًا. إن العلاقة بين حركة فتح الله جولن وحزب العدالة والتنمية، الذي جلب أردوغان إلى السلطة عام 2002، تقدم توضيحًا للجهود الرامية إلى فك شيفرة العوامل السياسية والجيوسياسية الغامضة، والتي برزت في تركيا خلال السنوات الأخيرة. في الحقيقة، حصل حزب العدالة والتنمية على دعم حركة “هزميت” لفترة طويلة، كما أن تأثير الحركة على السلطة القضائية أدى إلى إضعاف المعارضة والعسكريين نوعًا ما. في هذا الشأن، يقول المحلل نات دا بولي: إن أردوغان يصنف جولن على أنه العدو رقم واحد “على الرغم من حقيقة كون الأخير كان والده الروحي في يوم ما”. لقد هرب زعيم “هزميت” الكاريزمي إلى بنلسلفانيا عام 1999 بسبب اضطهاد الجنرالات الأتراك له. وفي السنوات التالية، كانت شبكته فاعلة في إظهار صورة أردوغان وحزب العدالة والتنمية إلى الغرب على أنهما تسببا في إيجاد الإسلام السياسي التركي ودافعا عن الديمقراطية المحافظة، وهي صورة إسلامية لأحزاب أوروبا السياسية. في ذلك الوقت، استقرت رؤية الإسلام السياسي المنفتح على الحداثة والتعاون مع التقاليد الدينية المتعددة، على المبادرات العديدة التي أطلقها الموالون مع “هزميت” عبر العالم لتشجيع الحوار والتعاون مع المؤسسات والمجموعات الكاثوليكية. إلا أنه في السنوات الأخيرة، تم إدراك هذه المبادرات على ضوء العداء المتزايد الذي أبدته أجهزة أردوغان ضد جولن وأجهزته الخاصة، حيث تم انتقادها من قبل وسائل الإعلام التركية الحكومية وتحويل محتواها لتكون دليلاً إضافيًا على التواطؤ “العالمي” مع المؤامرة الجولينية. في الشهور الأخيرة، اشتهرت العديد من الصحف بإبراز صوت العبارات المتطرفة للمشاعر الوطنية، فقد زادت عدد المقالات التي انتقدت التعاون والشراكة والرعاية المالية التي قدمتها شبكة غولن إلى الأكاديميات والمؤسسات الاجتماعية التي تملكها الكنيسة الكاثوليكية. ففي 13 يوليو وقبيل يومين من وقوع الانقلاب الفاشل ذكرت صحيفة Yeni Şafak التركية تقريرًا يدعي بأن شبكة جولن قد خصصت منحًا بقيمة 3.5 مليون دولار لبناء كنيستين، الأولى في تكساس، والثانية في استراليا. ويقول كاتب التقرير أن “جولن يقدم ديانة جديدة بنكهته الخاصة، وهي مزيج بين المسيحية واليهودية بدون أي اعتبار لردود فعل العالم الإسلامي، وهو خيار سيضعه البابا في موضع التقدير”.
وفي الأسبوع السابق، أبلغت صحيفة Daily Sabah (وهي جريدة أنشئت خصيصًا عام 2014 لمواجهة الحملات المعادية لحزب العدالة والتنمية) قراءها حول عملية مراوغة قامت بها “منظمة فتح الله جولن الإرهابية” مع الجامعة الكاثوليكية في لوفان، والتي قيل فيها أنها تسلمت مبلغ مليون دولار من المساعدات من الجولينيين من أجل “تدريب داعمي الأئمة” الذين من المفترض أن يحلوا مكان من تم إرسالهم إلى تركيا وبلجيكا. وفي نهاية شهر حزيران نشرت صحيفة Akşam، وهي صحيفة عريقة اشترتها أجهزة الحكومة مؤخرًا، خبرًا حول شكوى قدمتها مؤسسة غير حكومية في كاليفورنيا تحمل اسم القديس فرنسيس الأسيزي إلى محكمة أمريكية –بإيعاز من كاثوليك عراقيين يعيشون في المهجر– ضد المؤسسات المالية التركية المتهمة برشوة جهاديي الدولة الإسلامية. ويتحدث الخبر عن العلاقة بين المنظمة غير الحكومية وحركة جولن الرامية إلى جعل الشكوى تبدو وكأنها عملية ضد تركيا بإلهام من “الدولة الموازية” الغولونية. وأكدت الصحيفة أنه غالبًا ما يشير المرتبطون مع “حركة هزميت” إلى القديس الأسيزي في خطبهم ويعقدون اجتماعات ومؤتمرات مشتركة مع الكاثوليك “لصالح حوار بين الأديان”. في منتصف يونيو نشرت صحيفة Yeni Akit مقالاً آخر يتحدث هذه المرة عن رجل الأعمال علاء الدين كايا، الذي اعتقل مؤخرًا لعلاقته بالحملة المناوئة للفساد في كانون الأول عام 2013، وأدى ذلك إلى استقالة أربعة وزراء تشير إليهم الحكومة الحالية على أنها المحاولة الأولى للانقلاب من قبل حليف غولن السابق. وقال الخبر أن جهود كايا للحفاظ على مسافة بعيدة عن غولن “لم تكن صادقة”، واستذكر الدور الذي لعبه في تنظيم اجتماع البابا يوحنا بولس الثاني مع وفد “هزميت”، الذي ترأسه غولن بنفسه، في 9 فبراير 1998 في روما. إن زيارة جولن إلى البابا يوحنا بولس الثاني، والذي تعرض للهجوم من قبل التركي علي أقجا، هي مذكورة في كثير من الأحيان ضمن نظريات المؤامرة الخاصة بالقوميين المتطرفين الأتراك، على أنها دليل واضح على “التوافق” الغادر واللا-وطني المنسوب إلى الأخوية الإسلامية.
لكن في حربهم الشاملة يستعمل مهاجمو غولن أيضًا حججًا متعارضة. ففي محاولة لوصم غولن وحركته بالنفاق والخداع، نشروا ما ادعوا أنها تسجيلات لمؤتمرات سابقة عقدها الداعية في أوائل التسعينات من القرن الماضي: فخلال أيام الصراع في البلقان يبدو أن جولن أشار إلى الفاتيكان على أنه “رأس الأفعى” وتحدث عن “اللوبيات” الأمريكية والأوروبية التي تعمل على خدمة الكرسي الرسولي. تتم الاتصالات بين المرتبطين بحركة “هزميت” وممثلي المؤسسات الفاتيكانية في العلن. ففي روما، هنالك مؤسسة تيفيري، المكلفة بتنظيم مناسبات ثقافية واجتماعية موحاة من الحوار بين الديانات والحضارات. ففي 15 يونيو الماضي، عقد عشاء الصداقة العاشر الذي نظمته المؤسسة، ورعاه المعهد البابوي للدراسات العربية والأديان من أجل السلام، وكان موضوعه الرئيسي “الرحمة والبيئة”، بتنظيم من ميلكور خوسيه سانشيز دي توكا، نائب أمين المجلس البابوي للثقافة. وفي حسابها على صفحة الفيسبوك، نشرت مؤسسة تيفيري البيان الصادر عن الناطق الرسمي للحركة عقب الانقلاب الفاشل: “لقد أظهر فتح الله جولين وأعضاء حركة هزميت جهودهم لتحقيق السلام والديمقراطية لما يزيد عن أربعين سنة. كما استنكرنا التدخلات العسكرية في الشؤون المحلية السياسية مرة تلو الأخرى. هذا هو جوهر قيم أعضاء ’حركة هزميت‘. نحن نندد بكل التدخلات العسكرية في السياسات التركية”.
واختتم البيان إن “التعليقات الصادرة عن الدوائر الموالية لأردوغان بخصوص حركة هزميت هي غير مسؤولة بصورة مطلقة”. يذكر أن العديد من رؤساء الكنائس في تركيا قد أعربوا عن رفضهم للانقلاب الفاشل. فقال نيكولاوس أوزونوغلو، رئيس الاتحاد العالمي للروم الأرثوذكس في اسطنبول: “أدين بشدة محاولة الانقلاب التي حصلت في 15 يوليو ضد الحكومة والنظام الدستوري في تركيا. وأرجو أن يتخطى البلد هذه اللحظات الصعبة في أسرع وقت ممكن ويستعيد السلام”. كما شارك لاكي فينغاس، الممثل الأرثوذكسي عن مؤسسات الأقليات، في إحياء ذكرى شهداء الديمقراطية التي نظمت في اسطنبول في ساحة تقسيم، وقال: إن “محاولة الانقلاب التي نظمت ضد الرئاسة في بلادنا وضد البرلمان والحكومة لن تُمحى من ذاكرتنا لأنها تشكل إحدى النقاط السوداء في تاريخنا الحديث”.
نقلا عن الاقباط متحدون