خاص بالموقع – إعداد بتصرف / ناجى كامل – مراسل الموقع من القاهرة .
اعلن قداسة البابا بندكتوس السادس عشر قداسة الطوباويين : ستانيسلو كازيميرتشيك، الأخ أندريه بيسيت ، الأم كانديدا ماريا دي خيسوس ثيبيتريا، الأم ماري ماكيلوب ، الأم جوليا سالزانو و باتيستا كاميلا فارانو. وبهذه المناسبة السعيدة القى قداسته عظة يعرف فيها القديسين الجدد:
+ القديس ستانيسلو كازيميرتشيك
إن القديس ستانيسلو كازيميرتشيك، الراهب الذي عاش في القرن الخامس عشر، يمكنه أن يكون أيضاً مثالاً وشفيعاً لنا. كانت حياته كلها مرتبطة بسر الافخارستيا. بداية في كنيسة “جسد الرب” في كازيميرز المعروفة حالياً بكراكوفيا حيث تعلم مع والده ووالدته الإيمان والتقوى؛ وحيث نذر نذوره الرهبانية في رهبنة الكهنة القانونيين؛ وحيث عمل ككاهن ومرب مهتم بالعناية بالمحتاجين. لكنه كان متعلقاً خاصة بسر الافخارستيا من خلال المحبة الحارة للمسيح الحاضر في الخبز والخمر في الذبيحة المقدسة؛ ومن خلال محبة الغير التي تعتبر الشركة مصدرها ورمزها.
+ الأخ أندريه بيسيت
إن الأخ أندريه بيسيت المنحدر من كيبيك الكندية والراهب في رهبنة الصليب المقدس عاش الألم والفقر في وقت مبكر جداً. هذا ما دفعه إلى اللجوء إلى الله من خلال الصلاة وحياة روحية عظيمة. كحارس لمعهد نوتردام في مونريال، أظهر محبة لا حدود لها واجتهد في تخفيف معاناة الذين كانوا يأتون إليه. على الرغم من أنه لم يكن مثقفاً كثيراً، إلا أنه فهم أين يجد جوهر إيمانه. كان يعتبر أن الإيمان يعني إخضاع ذاته بحرية ومحبة للمشيئة الإلهية. ولأنه كان ممتلئاً بسر يسوع، عاش سعادة القلوب الطاهرة، سعادة الاستقامة الشخصية. هذه البساطة هي التي سمحت لكثيرين برؤية الله. كان مسؤولاً عن بناء كنيسة القديس يوسف في جبل مون روايال، وبقي حارساً أميناً لها حتى وفاته سنة 1937. كان شاهداً على العديد من الشفاءات والاهتداءات. وكان يقول: “لا تسعوا إلى التخلص من المحن، بل اطلبوا النعمة لمواجهتها جيداً”. وكان يعتبر أن كل شيء كان يتحدث عن الله وحضوره. فلنتمكن على مثاله من البحث عن الله بصدق لاكتشاف حضوره الدائم في حياتنا
+ الأم كانديدا ماريا دي خيسوس ثيبيتريا
عندما يعود ابن الإنسان لينصف مختاريه، أيجد إيماناً على الأرض؟ (لو 18، 8). نستطيع اليوم أن نقول “أجل” بتعزية وقوة عند تأمل أشخاص كالأم كانديدا ماريا دي خيسوس ثيبيتريا إي باريولا. فهذه المرأة ذات الأصول البسيطة هي صاحبة قلب وضع الله ختمه عليه ودفعها بهدي مرشديها الروحيين اليسوعيين إلى اتخاذ قرار ثابت بالعيش “فقط من أجل الله”. إنه قرار حافظت عليه بأمانة، كما ذكرت بنفسها عندما كانت على وشك الموت. عاشت من أجل الله ومن أجل ما أراده هو: الوصول إلى الجميع، حمل الرجاء غير المتردد، وبخاصة لمن هم بأكثر حاجة إليه. “حيث لا مكان للفقراء، لا مكان لي أنا أيضاً”، هذا ما كانت تقوله القديسة الجديدة التي بموارد نادرة ألهمت أخواتها الأخريات لاتباع يسوع وتكريس أنفسهن للتربية وتنمية المرأة. هكذا نشأت بنات يسوع اللواتي يجدن في مؤسستهن مثالاً سامياً يحتذى به، ونشأت رسالة مثيرة لا بد من استكمالها في البلدان العديدة التي وصلت إليها روح الأم كانديدا وطموحاتها الرسولية
+ الأم ماري ماكيلوب
” تذكروا من كانوا معلميكم – فمنهم تستطيعون أن تتعلموا الحكمة التي تؤدي إلى الخلاص من خلال الإيمان بيسوع المسيح”. خلال سنوات عديدة، حظي شباب كثيرون في كافة أنحاء أستراليا بأساتذة استلهموا من مثال الأم ماري ماكيلوب، مثال الشجاعة والقداسة والاندفاع والثبات والصلاة. فقد كرست نفسها كشابة لتربية الفقراء المتألمين في الأراضي الأسترالية الريفية الوعرة، وألهمت نساء أخريات للاتحاد معها في الجمعية النسائية الأولى للأخوات الراهبات في تلك البلاد. لبت احتياجات كل شاب أوكل إليها من دون الاهتمام بالمكانة الاجتماعية أو الثروة، وأمنت التنشئة الفكرية والروحية. وعلى الرغم من التحديات العديدة، فإن صلواتها إلى القديس يوسف وعبادتها التي لا تعرف الكلل لقلب يسوع الأقدس الذي كرست له جمعيتها الجديدة، أعطت هذه المرأة النعم الضرورية للحفاظ على أمانتها لله وللكنيسة. بشفاعتها، فليتمكن أتباعها من الاستمرار حالياً في خدمة الله والكنيسة بإيمان وتواضع.
+ الأم جوليا سالزانو
في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وفي كامبانيا الواقعة في جنوب إيطاليا، دعا الرب شابة تعلم الصفوف الابتدائية واسمها جوليا سالزانو، وجعلها رسولة التربية المسيحية ومؤسسة رهبنة الأخوات معلمات الدين لقلب يسوع الأقدس. فهمت الأم جوليا أهمية التعليم الديني في الكنيسة، وبجمع الإعداد التربوي مع الاندفاع الروحي، كرست ذاتها له بسخاء وذكاء مسهمة في تنشئة أشخاص من كافة الأعمار والطبقات الاجتماعية. كانت تكرر لأخواتها أنها ترغب في تعليم الدين حتى آخر ساعة في حياتها، مظهرة بكل كيانها “إن كان الله قد خلقنا لنعرفه ونحبه ونخدمه في هذه الحياة”، فلا شيء يجب أن يسبق هذه المهمة. فلتساند قدوة وشفاعة القديسة جوليا سالزانو الكنيسة في مهمتها الدائمة القائمة على إعلان المسيح وتنشئة ضمائر مسيحية حقيقية
+ القديسة باتيستا كاميلا فارانو
إن القديسة باتيستا كاميلا فارانو، الراهبة الكلارية التي عاشت في القرن الخامس عشر شهدت حتى الأعماق لمعنى الحياة الإنجيلي، مواظبة بخاصة على الصلاة. دخلت إلى دير أوربينو بعمر 23 سنة، وأدت دوراً رئيسياً في هذه الحركة الإصلاحية العظيمة التابعة للروحانية الفرنسيسكانية النسائية التي كانت تسعى إلى استعادة موهبة القديسة كلارا الأسيزية. نمت مؤسسات رهبانية جديدة في كاميرينو التي انتخبت فيها رئيسة دير لمرات عديدة، وفي فيرمو وفي سان سيفيرينو. لقد كانت حياة القديسة باتيستا المنغمسة تماماً في الأعماق الإلهية ارتقاءً دائماً على درب الكمال، بمحبة بطولية لله والقريب. وتميزت بآلام كبيرة وتعزيات روحية؛ لذا قررت حسبما كتبت بنفسها “أن تدخل إلى قلب يسوع الكلي القداسة، وتغرق في محيط آلامه الكلية المرارة”. في وقت كانت تعاني فيه الكنيسة من انحطاط الأخلاق، سارت هي بحزم على درب التكفير والصلاة، وتقوت برغبة شديدة في تجديد جسد المسيح السري.
يقول قداسة البابا بندكتوس السادس عشر ” أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، فلنشكر الرب على هبة القداسة التي تشع في الكنيسة وتنعكس اليوم في أوجه إخوتنا وأخواتنا هؤلاء. ويسوع أيضاً يدعو كل واحد منا إلى اتباعه ليرث الحياة الأبدية. دعونا نفتتن بالمثال الحسن، ولنسر بهدي تعاليمهم لكي يصبح وجودنا نشيد تسبيح لله. أرجو أن تنال لنا هذه النعمة مريم العذراء وشفاعة القديسين الستة الجدد الذين نكرمهم اليوم بفرح. آمين ”