الأدب الاستشهادي في الكنيسة القبطية

الأدب الاستشهادي في الكنيسة القبطية

الكنيسة القبطية هي كنيسة تحب الشهداء وتحب الاستشهاد، فهي كنيسة الشهداء، لم تعرف البشرية في كلّ تاريخها كشهداء كنيستنا من حيث حماستهم، وشجاعتهم، وإيمانهم، ووداعتهم، وصبرهم، واحتمالهم، وفرحهم بالاستشهاد. فقد كانوا يعانقون الموت في فرح وهدوء ووداعة عجيبة أذهلت معذبيهم ومضطهديهم وأعداءهم علي السواء. ومن حبّها للاستشهاد بدأت تقويمها، ولقبته بتقويم الشهداء الذي يبدأ في 11 من شهر سبتمبر(أول توت)، ويدعي عيد الشهداء أو عيد النيروز، وهو أكبر الأعياد في الكنيسة فهو يبدأ من 11 سبتمبر حتي 26 منه (أيّ أول توت حتي 16 منه)، وفي هذه الفترة الزمنية تحتفل الكنيسة بعدة شهداء من مصر وذلك حسب السنكسار[1] وهم:

  1. في يوم 2 توت تحتفل الكنيسة باستشهاد القديس داسيه الجندي وهو من أجناد إريانوس والي أنصنا. وكان من أهل تندا التابعة لمركز ملوي محافظة المنيا.
  2. في يوم 5 توت تحتفل الكنيسة باستشهاد القديسة صوفيا وهي من مواليد منف بمصر وتُسمّي الآن ميت رهينة بمركز البدرشين الجيزة.
  3. في يوم 6 توت تحتفل الكنيسة باستشهاد القديسة باشيلية في عهد دقلديانوس.
  4. في يوم 7 توت تحتفل الكنيسة باستشهاد القديسة رفقة وأولادها الخمسة أغاثون وبطرس ويوحنا وآمون وآمونة في عهد دقلديانوس وهم من بلدة قامولا وهي تتبع الآن مركز نقادة بمحافظة قنا.
  5. في 8 توت تحتفل الكنيسة باستشهاد القديس ديميدس القس، واستشهد أمام لوقيانوس والي الإسكندرية وهو من أهل درشابة مركز الرحمانية بمحافظة البحيرة.
  6. في 9 توت تحتفل الكنيسة باستشهاد القديس الأنبا بيسورة أسقف ميصيل (حاليا مليج مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية) في عهد دقلديانوس، وأيضًا استشهاد الأسقفان الأنبا بيليوس ونيلوس وبصحبتهما إيليا الكاهن وواحد من الأراخنة.
  7. في 10 توت تحتفل الكنيسة باستشهاد القديسين يوأنس المصري وزملائه في عهد الإمبراطور مكسيميانوس.
  8. في14 توت تحتفل الكنيسة باستشهاد القديس فيلكس وريجولا أخته والقديس أكسيوبرانتيوس وهم من مدينة طيبة.
  9. في17 توت تحتفل الكنيسة باستشهاد القديس القس أپا قسطور في عهد دقلديانوس[2].

إذا تحتفل الكنيسة القبطية في كل يوم تقريبًا بذكري شهيد، والشهداء لهم مكانة كبيرة جدًا داخل الكنيسة القبطية وتُشيّد وتكرّس مذابح علي أسمائهم، وأيضًا ديارات علي اسمهم وأيضًا نحتفظ بأيقوناتهم ونكرّم رفاتهم.

إن الاستشهاد لم يضعف الكنيسة بل قوى الكنيسة، لذلك نقول أن الكنيسة شيدت على الدم وعلى الصمود وليس مجرد حياة رعوية فقط. الكنيسة القبطية تعلّم أولادها أنهم أبناء الشهداء، فآباؤنا الشهداء، استقبلوا الاستشهاد، ليس فقط باحتمال ورِضَى، وإنما بالأكثر بفرح. 

إن آلافًا من المؤمنين انتقلت من دمنهور إلى الإسكندرية لتستشهد، وهى ترتل في الطريق تراتيل الفرح علي غرار  الآباء الرسل الأطهار الاثني عشر، لما جلدوهم وألقوهم في السجن إنهم: «فَرِحين بِأَنَّهم وُجِدوا أَهلاً لأَن يُهانوا مِن أَجْلِ الاسْم»(أع5: 41). والقدّيس آپا فام الجندي، لما دُعِي للاستشهاد، لبس أفخر ثيابه، وقال: ”إنّ هذا هو يوم عُرسِي“. وهناك شهود عيان على الشهداء فسطر أحدهم: «كنت تراهم يشاهدون الدماء تجري غديرًا من جراحاتهم العديدة، ولم تتغير ألوان وجوههم من شدة العذاب ينظرون أحشاءهم تخفق ولم يرتاعوا ويتقدمون للعذاب بالسرور والابتهاج فيتألمون وهم شاكرين. ولم يفتحوا أفواههم إلا ليباركوا الرب ويسبحوه كأنه لم يكن في أجسادهم شيء أو بالحري كانوا منزهين من الآلام بالإصغاء إلى صوت يسوع المسيح الذي يناجي قلوبهم ومن فرحهم بحضوره يزدرون بجميع العذاب ويعدون أنفسهم سعداء لأنهم استحقوا أن يتألموا من أجل اسم مخلصهم».

أولاً: تعريف الشهيد:

شهِيد هو من قُتِل في سبيل الله، أو دفاعًا عن بلدٍ أو عقيدة أو مبدإٍ: شهيد الإيمان، شهيد الوطن، شهيد الحرّية، الأمم تعيش بأبطالها ومُفكّريها وشهدائها، وجمع «شهيد» أشهاد: الأمين في شهادته[3]. والشاهد هو من يخبر بما شهده. وتشتق المفردات من الفعل: «شَهِد» أي «شهادة» أي مكان شهادة (يعني معترف أي بالكلام: شهد فلان على كذا، أي أخبر به خبرًا قاطعًا). وشاهد (أو شهيد). وقد تطورت كل هذه التعابير فتغيّر معناها الأول من شهد، شهادة، شاهد إلى استشهد، استشهاد، شهيد. والشهيد هو من قاسي الموت شهادة لإيمانه وتمسّكه بالمسيح، أُطلق هذا اللقب، منذ القدم، علي مسيحيين لم يقاسوا الموت شهادة لإيمانهم، بل تحمّلوا التعذيب أو النفيّ فقط[4]. والشهداء الذين روجعت سيرهم وتثبتت من اشتهار استشهادهم، أصبحوا معروفين ومثبتين كشهداء، وتقرير أن شخصًا ما هو شهيد، وقد مات من أجل إيمانه، وبالتالي السماح بعد ذلك بتكريمه كشهيد؛ أمر يختص بأسقف الأبرشية التي شهد فيها هذا الإنسان بإيمانه. وبعد أن يتأكد الأسقف من دافع موته وإيقانه بأنه مات شهيد إيمانه، فإنه يُرسل اسمه مع سيرة استشهاده للكنائس الأخرى، وعلي الأخص القريبة والمجاورة لكنيسته، حتي إذا ما نال موافقات أساقفتها، يمتدُّ تكريم هذا الشهيد إلي كنائسهم أيضًا؛ ثم يبدأ المؤمنون في ”أن يكونوا في شركة مع شهيد المسيح المكرّم هذا“[5]

ومن هنا يبرز السؤال حول علاقة الشهادة بالاستشهاد، وما يبرّر التقارب بين الموضوعين. يُظهِر سفر الرؤيا هذا السؤال بشكل كبير، لأن الشهود هم أنفسهم الشهداء الذين قدموا حياتهم لأجل إيمانهم وشهادتهم. ولكن ابتداء من القرن الثاني، أخذت التعابير المشتقة من شهد تأخذ من معنى الشهادة بالأعمال وخاصة بالآلام والموت. فمن يُعلن إيمانه دون أن يختم شهادته بالموت يُدعى معترفًا وليس شهيدًا. وشهد كشاهد أمام القضاء قد تطوّر ليدلّ على من شهد لإيمانه في المحاكم واستق على ذلك الموت. ثمّ تطوّر المعنى بعد ذلك ليصبح الموت جزءً من الشهادة، إلى أن أصبح شهد يعني الشهيد فقط فغابت الشهادة بالكلام وتغلّبت عليها فكرة الاستشهاد.

وفي التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية يعرّف الاستشهاد في البند 2473[6]: [هو الشهادة السُّميا لحقيقة الإيمان؛ إنه يعني شهادة تصل حتي الموت. والشهيد يؤدّي شهادة للمسيح الذي مات وقام، والذي هو متحدٌّ به بالمحبّة. إنّه يؤدّي شهادة لحقيقة الإيمان والعقيدة المسيحية. وهو يحتمل الموت بفعل قوّة. «دعوني أصير طعامًا للوحوش. فبها سأُعطي البلوغ إلي الله» (القديس إغناطيوس الإنطاكي)].

 

ثانيّا: الاستشهاد في تاريخ الكنيسة القبطية:

يُلقب المؤرخون الكنيسة القبطية “بكنيسة الشهداء”، ليس فقط بسبب الأعداد غير المحصية من شهداء كنيستنا، وإنما أيضًا من أجل الشوق الصادق لأعضائها نحو التمتع بالاستشهاد. حينما منعوا من العبادة لم يلجؤوا إلي السراديب ولا صاروا يتعبدون في المقابر بل كانوا يمارسون العبادة علانية في الحقول. كثير من الأقباط كانوا ينتقلون من موضع إلي آخر يطلبون أكاليل الاستشهاد.

يطلعنا التاريخ الكنسي أن القدّيس مرقس الرّسول تلميذ القدّيس بطرس الرّسول هامة الرّسل الذي أرسله

معلّمه بُطرس إلي الديار المصرية سنة 48 للميلاد ووجد مرقس بعض الأشخاص الذين وصلتهم الرسالة المسيحية منذ يوم العنصرة (أع 2/30). لما زاد عدد المؤمنين في القرن الأول الميلادي، رسم مرقس إنيانوس أسقفًا وثلاثة قسوس وسبعة شمامسة ليديروا شئون المؤمنين . وفي عيد القيامة 28 من شهر  أبريل لسنة 68   ميلادية وقد وافق هذا اليوم احتفال الوثنيين بمهرجان الآلهة سرابين وتجمعوا علي مار مرقس وهو يصلي داخل الهيكل، وألقوا القبض عليه وأحاطوا برقبته بحبل غليظ وسحبوه بعنف صارخين : «جردوا التيتل من دار البقر» حتى تهرأ جسده مستودعًا روحه في يد الله، وجمع الوثنيين حطب لإحراق جثته لكن أتت ريح شديدة ومطر غزير وبرق ورعد أوقعت في قلوبهم الرعب فتركوا الجثمان الطاهر، فتجمع المؤمنون وأخذوا الجثمان وصلوا عليه وأودعوه في  قبرًا في كنيسة بوكاليا، أي دار البقر وتأسس كرسي الإسكندرية بدم قديسه.

ومنذ هذه اللحظة دعي هذا المكان بدار البقر لأنه كان ينبت في هذا المكان حشائش ونباتات بحريّة وكان الأهالي يرعون بقرهم فيها، كما كانت هناك صخور تقطع منها الحجارة، فلقب أيضا هذا المكان بموضع قطع الحجارة. وبعد استشهاد القديس مرقس شيد علي هذا المكان بدار البقر قبره وكنيسته وقد دشنت باسم كنيسة القديس مرقس الرسول الإنجيلي. ويعتبر مار مرقس كاروز الديار المصرية هو أول شهيد في الكنيسة القبطية. وقد عانت الكنيسة القبطية منذ استشهاد مار مرقس الرسول الشهيد من الاضطهاد حيث أن الأباطرة الرومان كانوا ينظرون لكل من لا يبخر للأوثان نظرة عداء وكان الكثير من المنضمين للمسيحية في مصر من اليهود، وكان وقتها اليهود في ثورة ضد الإمبراطورية الرومانية[7].  ومن هنا بدأت موجات الاضطهاد في مصر منذ القرن الأول، وحينما استشهد الرسول مرقس علي أيدي عامة الوثنيين الثائرين، بينما أخذ الوالي موقف المستطيب للأمر أو علي الأقل موقف الصامت.

صمتت المصادر التاريخية عن الاضطهادات التي حدثت في مصر حتي  سيامة البطريرك الإسكندري ديمتريوس(67-118) إلا أن هذا لا يعني عدم حدوث اضطهادات في هذه الفترة. نذكر علي سبيل المثال بعد موت كوروزون(106) لم يكن ممكنًا سيامة بطريرك لمدة ثلاث سنوات بسبب الاضطهاد. مثل آخر، في عهد البطريرك الإسكندري أومنيوس(129-151)، استشهدت القديسة صوفيّا، وهي من مدينة منفيس القديمة بمصر الوسطي.

في عهد سبتمبوس ساويروس(193-200) عانت الكنيسة القبطية من مرارة الاضطهاد الذي استمر حوالي سبع سنوات. لقد زار ساويروس مصر، وذهب إلي الصعيد حيث وجد المسيحية منتشرة، فأصدر أمره في الحال أن يزيد الوالي اضطهاده ويمنع الكرازة مهما كلّفه الأمر. أغلقت مدرسة الإسكندرية، واضطر عميدها القديس إكليمنس إلي الهروب، واحتل أوريجانيوس مكانه وهو في السابعة عشر من عمره. ويكتب القديس إكليمنضس الإسكندري عن زمن الاستشهاد في هذه الحقبة ومن واقع الخبرة التي عاشها، لأنه عاصر الاستشهاد بنفسه ولمس ثمرته الحيّة في حياة الكنيسة: «إن الشهيد يذهب للرب صديقه بشجاعة صادقة، مقدّمًا جسده من أجله بكمال حريته…إنا ندعو الاستشهاد كمالاً ليس لأن حياة الإنسان تنتهي كما تنتهي حياة غيره، وإنما لأنه يظهر كمال عمل المحبّة… إن كان الاعتراف بالله هو استشهاد…إنهم يضطهدوننا ليس لأننا فعلة شر، لكنهم يظنون إننا كمسيحيين نخطيء ضد الحياة وإننا نعمل ضد أنفسنا[8]». وفي هذه الفترة قبض علي ليونيدس والد العلامة أورجانيوس ووضع في السجن، أما ابنه الذي لم يكن بعد قد بلغ السابعة عشر من عمره فكان يتوق بشغف أن ينال إكليل الاستشهاد مع والده. وفي اللحظة الحاسمة منعته أمّه من تحقيق رغبته بإخفاء كل ملابسه حتي يلتزم في المنزل ليرعي شئون إخوته الستة. فأرسل إلي أبيه يحثه علي الاستشهاد، قائلاً: “احذر أن تغير قلبك بسببنا!”. وهكذا نشأ أوريجانيوس في أسرة كان لها شرف أن ينعم الأب بالاستشهاد، وتلمذ كثيرين صاروا شهداء، ودخل إلي مشاركة الشهداء أتعابهم…وكان يهيئ قلوب المؤمنين، بل والموعوظين أيضًا لقبول الاستشهاد بفرح، وصار له تلاميذ شهداء وهم بعد موعوظين، حتي بعد أن انتهت موجة الاضطهاد بقي ذهنه يحمل ذكريات الاستشهاد، إذ يقول: «وجد وقت كان فيه الناس مؤمنين بحق، حيث كان الاستشهاد هو عقوبة حتي لمن يدخل الكنيسة…حيث وقفت الكنيسة كلها دون أن تتزعزع. كانوا الموعوظين يتلقون التعاليم وسط الاستشهاد وموت المسيحيين الذين يعترفون بإيمانهم حتي النهاية، وحين كان هؤلاء الموعوظين يغلبون المحاكمات ملتصقين بالله الحيّ بغير خوف… وكتب في شيخوخته أي بعد 40 سنة من هذا الاضطهاد:  هذا حدث عندما كان الإنسان بحق مؤمنًا، يذهب إلي الاستشهاد في الكنيسة بشجاعة. كنا نعود من المقابر حيث نكون في صحبة أجساد القديسين، ونرجع إلي اجتماعاتنا، حيث تجتمع الكنيسة بثبات. كان الموعوظين يقبلون الوعظ وسط الاستشهاد، وكانوا يغلبون العذابات ويعترفون بالله الحيّ بغير خوف. حقًا رأينا أعمالاً عجيبة بطوليّة! كان المؤمنون قليلين في العدد، لكنهم بحق مؤمنين، يتقدمون في الطريق المستقيم الضيق المؤدي إلي الحياة، وكان يحثهم علي الاستشهاد فإنه رأي في الاستشهاد مجدًا للكنيسة وتحريرًا للنفس، ينبغي علي المؤمن إن وجد الفرصة أن يجري إليها…فالاستشهاد هو واجب كل مسيحي حقيقي، لأن كل الذين يحبون الله يرغبون في الاتحاد معه»[9]. ونظر الآباء للذين يتهيبون الاستشهاد ويهربون منه علي أنهم يصيرون مع الملائكة الساقطين، أما الذين يعترفون به علنًا، فإن المسيح يأخذهم معه إلي الفردوس توا، والذين يسلمون حياتهم ليد الله، فمن يده يأخذونها مع عزاء أبدي مجتازين إلي العلاء بأنفسهم.

وفي عام 250 أصدر داكيوس منشورًا لكل الولاة أن يعيدوا إحياء ديانة الدولة بكل وسيلة. أما في مصر فقد بدأ الاضطهاد غالبًا قبل اصدار المنشور. آلاف من المسيحيين استشهدوا في المدن والقري!.

وفي عاميّ 257و258 أصدر الإمبراطور فاليريان منشورين لتحطيم الكنيسة، فألقي القبض علي القيادات الكنسيّة بمصر وقرطاجنّة، ونُفيّ البطريرك الإسكندري ديوناسيوس[10].

 إن الاضطهادات التي ذهب ضحيتها آلاف المصريين ظلت تندلع من آن إلي آخر مدي قرن من الزمان(حوالي سنة 194- سنة295) ثم خفقت قليلاً لتلتهب مرة أخري أيام ليسينوس(زوج أخت قسطنطين الكبير). وهبّت دفعة أخري بأمر يوليانوس الجاحد(361-363) وانطفأت بعده تمامًا في صورتها المنظمة[11].

يُسطّر القديس إكليمنس السكندري: «الاستشهاد ليس مجرد سفك دم، ولا هو مجرد اعتراف شفهي بالسيد المسيح، لكنه ممارسة كمال الحبّ». والاستشهاد هو الشهادة للإيمان بالمسيح، بأمانة وشجاعة، تصلان إلى حد التضحية بالحياة، في رفض مطلق للتفريط في الإيمان بالمسيح ابن الله. يحاول المضطهـِدون خنق صوت الاعتراف بالإيمان والشهادة للمسيح، ولكنهم يفشلون، وتتحوّل دماء الشهداء إلى شهادة أعلى وأبلغ من الكلمة، وإلى زرع وفير للمسيحيين، كما يقول ترتليانوس.

عندما تسلّم دقلديانوس الحكم سنة 284, قسم العالم إلي قسمين هما:

1-القسم الغربي:-

وتم تعيين الإمبراطور مكسيميانوس (286-305) ومقره في ميلانو, وكونستانس كلور  (305-306), بلقب قيصر, في بريطانيا, وغاليا  وأسبانيا وهو والد الإمبراطور قسطنطين

2-القسم الشرقي:-

وكان فيه الإمبراطور دقلديانوس (284-305) وبلقب أوغست وكان مقره نيكوميديا وغاليريوس (305-311) ومقره في ايليريا (البلقان) وبلقب قيصر.

ولقد شهد المؤرخون الكنسيون بأن عدد الشهداء المصريين الذين راحوا ضحية اضطهاد دقلديانوس كان بالغًا حدًا لا يوصف. وفي هذا الشأن قال القديس ترتليانوس: «لو أن الشهداء العالم كله وضعوا في كفة ميزان، وشهداء مصر في الكفة الأخرى لرجحت كفة المصريين». ولما كان هذا الاضطهاد أفظع اضطهاد عرفته الكنيسة القبطية. وقد كتب المونسنيور چيرين في كتابه “قاموس القواميس” تحت كلمة “الشهداء” أن الذين قتلهم دقلديانوس قد بلغ عددهم 000و800 شخصًا (ثمانمائة ألف).  ولما كان أطول اضطهاد إذ قد دام عشر سنين متوالية، فقد جعلته الكنيسة القبطية مبدأ لتقويمهم، متخذين سنة 284 التي اعتلي فيها دقلديانوس العرش السنة الأولي لسنة الشهداء يوم الجمعة الموافق 29 من شهر أغسطس لسنة 284 وختامها يوم الجمعة الموافق 28 من شهر أغسطس لسنة 285[12]   – فتكون السنة القبطية الحالية 11 من شهر سبتمبر لسنة 2016- 10من شهر سبتمبر لسنة 2017 هي سنة 1733 للشهداء الأطهار. والتقويم هو الذكري الوحيدة التي احتفظت بها الكنيسة القبطية وفاء لشهدائهم.

في عهد دقلديانوس، أعلن لقيوس دوميتوس دومتيانوس، قائد روماني بالإسكندرية، إنه إمبراطور. في الحال نزل دقلديانوس بنفسه إلي ساحل مصر واستولي علي المدينة بعد حصار ثمانية أشهر.

في سنة 302 بدأ دقلديانوس اضطهاده للمسيحيين بطرد كل جندي يرفض تقديم ذبائح للآلهة الرومان. في العام 303 أصدر مرسومة الإمبراطوري ضد المسيحيين واعدامهم جميعًا[13]. يبدو أن الاضطهاد في مصر فاق أغلب مدن العالم إن لم يكن جميعها، فقد اعتقد دقلديانوس أن رأس الحية في مصر، إن سحقت أمكن بسهولة الإنهاء علي المسيحية في كل الإمبراطورية، إن اضطهاد دقلديانوس عضده مكسيموس دازا (305-313) والي مصر وسوريا، وقد اتسم عهده بسفك الدماء أكثر من كل الاضطهادات الواردة في تاريخ الكنيسة، ينسب شهداء عصره للاضطهاد الدقلدياني. وبسبب هذا الاضطهاد الروماني خلقت الحياة الرهبانية، فالاستشهاد والرهبة هما لون من ألوان المقاومة المصرية[14].

وشهادة الدم داخل الكنيسة الجامعة نرتبها كالتالي:

  • اضطهاد الإمبراطور نيرون في السنة 86.
  • اضطهاد الإمبراطور دوميسيان في السنة 92.
  • اضطهاد الإمبراطور تراجان في السنة 112.
  • اضطهاد الإمبراطور أنطونين في السنة 155.
  • اضطهاد الإمبراطور مرقس أوريليوس في السنة 163.
  • اضطهاد الإمبراطور كومود في السنة 193.
  • اضطهاد الإمبراطور سبتيم سيڤير في السنة 202.
  • اضطهاد الأباطرة مكسيميان، سيڤير، ألكسندر(222-233).
  • هدأ الاضطهاد في عهد فيليب الفلسطيني بسبب العلاقة الحميمة بينه وبين العلامة أوريجانيوس الإسكندري معلّم مدرسة الإسكندرية في السنة 244.
  • اضطهاد الإمبراطور داسيوس(250-253).
  • اضطهاد الإمبراطور فالريان(253-259).
  • اضطهاد الإمبراطور جاللينوس(260-268)
  • اضطهاد الإمبراطور دوميتيوس أوريليانوس(273-275).
  • اضطهاد الامبراطور دقلديانوس(284-305)[15].

ثالثًا: قصص من شهداء الكنيسة القبطية[16]:

كانوا يرون الاستشهاد هو أقصر طريق يؤدى إلى أفراح السماء، تأسّست المسيحية على الاستشهاد . فالمسيح هو الشهيد الأعظم. والقديس إسطفانوس هو أول شهيد بعده (أعمال 7). ثم تبعه القديس يعقوب الكبير أخو يوحنا (أعمال 12 : 1 – 2). ويخبرنا التاريخ القديم أن جميع الرسل ماتوا شهداء، باستثناء القديس يوحنا الحبيب … ومن بعد زمن الرسل، استمر الاستشهاد علامة مميزة للمسيحية والمسيحيين، في جميع العصور والبلاد. وتبلورت دوافع الاستشهاد كالتالي:

  1. إن هذا العالم وقتي بالقياس إلي الحياة الأبدية.
  2. شعور بأنهم غرباء ونزلاء في الأرض..
  3. كانوا يرون الاستشهاد شركة في آلام المسيح، وشركة معه في موته، وبالتالي شركة معه في مجده.

سطّر الأنبا فيلياس أسقف تمي إلي شعبه قبيل استشهاده بالإسكندرية: ما يوضح أثر المعجزات التي صاحبت  تعذيب الشهداء… «لو حاولت أن أصف لكم بطولة الشهداء، لظننتموها أشيه بالأساطير. لكن حقيقة هذه البطولة أعجب بكثير من كل تصور. فالمؤمنون الذين شهدوا تشددوا وتعزّوا، أما غير المؤمنين، فلم يؤمنوا فحسب، بل أعلنوا إيمانهم جهارًا أيضًا، فانضموا بدورهم إلي صفوف الشهداء.

 

1-القصة الأولي: أريانوس والي أنصنا تحتفل به الكنيسة بعيد استشهاده في 8 برمهات:

هذا الوالي قد عذّب المسيحيين بوحشية وبشاعة وباختراع آلات وتفنن في وسائل تعذيب مبتكرة، وبكثرة عدد من استشهدوا عن يديه، أمر أريانوس بناء علي منشور الإمبراطورية بالقبض علي جميع المسيح في مدينة أنصنا[17]. وكثيرون هربوا، ولكن الكنيسة استمرت في تشجيع إيمان المخلصين وقبض علي سبعة وثلاثة مسيحيًّا، وقدموا للمحاكمة…وكان يوجد في ذلك الوقت في أنصنا، عازف  مزمار بارع يدعي فليمون، وكان يتحلّي بالطيبة، حتي أنه نال إعجاب الجميع، وكان هناك يدعي أبولونيوس، وإذ كان يريد أن ينكر إيمانه هداه تفكيره إلي طريقة يتخلّص بها من محاكمة أريانوس. ذهب إلي فليمون وقدّم له أربعة دنانير من الذهب، وسأله أن يذهب إلي معبد الأوثان ليضحي للآلهة نيابة عنه.

وافق فليمون إلي المحكمة، بعد أن ترك مزماره لأبولونيوس، ولم يتعرف عليه أحد. مثّل فليمون أمام أريانوس، وهناك عملت النعمة الإلهية فيه بطريقة عجيبة، فأعلن إيمانه ورفض أن يقرب للآلهة. وخطر لأريانوس أن يستدعي فليمون ليعزف علي مزماره، لعل أنغامه ترد المتهوسين (يقصد المسيحيين) إلي صوابهم، بحثوا عنه في كل مكان فلم يجدوه، وأخيرًا أستدعي أريانوس شقيقه ثاؤونا، وسأله عنه،  فأرشد عنه، وأشار إليه-ولم يتعرف عليه أريانوس بسبب تنكره.

وحينئذ أكتشف خطة الشمّاس أبولونيوس، وأحضر أمام الوالي واعترف هو الآخر بإيمانه. وعذّبا طويلا واجتازا ميتات كثيرة.

أخيرًا أمر أريانوس، أم يعلّق فليمون من قدميه ورأسه إلي أسفل، وأن يضرب بالنشّاب. ولكنها لا تؤثر فيه، وترتد عن جسده، الأمر الذي جعل أريانوس يتقدّم ليري بنفسه هذا الشيء العجيب. فأصابته نشّابة قلعت إحدى عينيه، فطلب من فليمون أن يشفيها له. لكن فليمون قل له لو فعلت ذلك، لنسبت أنت هذا للسحر…لكنه أوصاه أن يتوجه بعد موته إلي قبره ويأخذ من التراب، يدهن عينه، وسيشفي، فأمر بقطع رأسي فليمون وأبولونيوس ودفنهما.

وفي اليوم التالي، ذهب أريانوس باكرًا سرًّا إلي حيث دفن الشهيدان بعد أن أمضي ليلة بصرخ من الألم، وفعل كما أوصاه فليمون وهو يقول: «باسم يسوع المسيح الذي احتمل هذان الشهيدان الموت لأجله، أدهن عيني لأسترد البصر، وفي نفس الوقت أؤمن أنه ليس إله آخر غيره». وفي الحال أبصر أريانوس. ومن شدة فرحه بدأ أريانوس يجول في المدينة ماشيًّا علي قدميه، وهو يصيح: «إنّي أُبصر. إنّي أُبصر!! وأنا أيضًا مسيحيّ. ومن الآن لا أخدم إلهًا آخر المسيح». ثمّ أخذ أطيابًا، وطيّب جسديّ الشهيدين، وأفرج عن جميع المعترفين المسجونين.

كان دقلديانوس موجودًا يومذاك بمدينة الإسكندرية، وسمع بقصة أريانوس فأرسل إلي أنصنا أربعة مندوبيين للقبض عليه واحضاره إليه. وفي طريقه مرّ علي قبر الشهيدين وخاطبهما قائلاً: «أشكركما أيها المختاران المغبوطان، يا من تنعمان في النور الأبديّ اسألاَ عنّي سيديّ يسوع أن يهبني القوة لأكمل شهادتي» فسمع صوتًا من القبر بكل وضوح يُجيب: «لا تخف يا أريانوس إن يسوع الذي تؤمن به سيعطيك الشجاعة اللازمة وستزداد قوتك أمام الملك. وستنال إكليلك مثلنا في الفردوس. أمض بغير خوف مع المندوبين، والذين أتوا للقبض عليك. صلِّ عنهم لكي يفتح الرب عيونهم للحق»، وقد سمع المندوبيون أيضًا هذا الصوت…وأمام دقلديانوس اعترف أريانوس بإيمانه الجيد، ورفض التقريب للآلهة الدولة، علي الرغم من اللين الذي أظهره نحوه دقلديانوس.

أمر دقلديانوس بدفنه حيّا في حفرة، بعد تقييد يديه ورجليه بالقيود الحديدية، وربط رحي كبير في عنقه…نفذ الجند المكلفين هذا الحكم، ودفنوه في حفرة كبيرة، وردموا عليه التراب. وبعدها أخذ الجند يرقصون فوق الحفرة، ويقولون «سنري إن كان مسيحه سيأتي ليخلّصه!».

وفي صباح اليوم التالي، أبصره دقلديانوس، قائمًا أمامه بلا قيود في قصره، فتعجّب جدًا، وأمر أن يُوضع في كيس به رمل ويطرح في البحر.

وبعدها تقدم الأربعة مندوبين، الذين رأوا هذه الآية وسمعوا الصوت من قبر فليمون وأبولونيوس، واعترفوا بإيمانهم لأمام دقلديانوس فأمر بأن يلقوا جميعهم في البحر أسوة بأريانوس. وكان ذلك في إرهاصات العام 305.

2-القصة الثانية: خمسة آلاف راهب مع أسقفهم الأنبا يوليانوس بصحراء أنطنوي بأنصنا عن يد الحاكم مرقيان في زمن دقلديانوس.

3-القصة الثالثة: الشهيد أباكير وهو ناسكا بالإسكندرية واعترف أمام واليها بالمسيح وقطعت رأسه.

القصة الرابعة: سبعة نساك من تونة الجبل بمنطقة الأشمونيين بمصر الوسطي، اعترفوا أمام الوالي بإيمانهم فعذّبهم، ومن ثم أمر بقطع رؤوسهم.

4-القصة الرابعة: يسطس بن نوماريوس الملك، وزوجة ثاؤكليا، وابنهما الفتي أبالي: استشهدوا جميعًا في عهد دقلديانوس، وقُطعت رؤوسهم.

5-القصة الخامسة: بيفام خال مار يوحنّا الهرقلي:

كان الصبيّ بيفام له من العمر عشر سنوات، عندما استشهد مار يوحنّا الهرقلي. وقد حضر واقعة استشهاده، وأخذ الصبيّ يبكي لأنه صار وحيدًا. فخرج صوت من جسد مار يوحنّا الهرقلي يقول له: «يا حبيبي بيفام، إن كنت تريد أن تصير شهيدًا، فدع جسدي هنا وأسرع لتلحق بالوالي في مدينة أسيوط فيكتب قضيتك. وها الرب قد أمر أن يوضع جسدك مع جسدي». فأسرع الصبيّ نحو الوالي وهو يصيح «أنا مسيحي، ولست أخاف من عذابك أيها الوالي» فغضب أريانوس وأمر أن يعذبوه ثم أخذت رأسه بالسيف، في الخامس من بؤونه.

6-القصة السادسة: الشهيدة رفقة وأبنائها الخمسة: أغاثون وبطرس ويوحنّا وآمون وآمونا، وكان موطنهم مركز قوص بجوار الأقصر، فذهبوا أمام ديونيسيوس القائد، وعذبهم عذابا شديدًا، مبتدئًا بالأم التي شجعت أبنائها أن ينالوا إكليل الشهادة.

رابعًا: مذابح جماعية من الكنيسة القبطية[18]:

  • أ‌- مذبحة الكتيبة الطيبية: وعددها 6666 وهم من أهل طيبة الأقصر في عهد الإمبراطور مكسيميانوس.
  • ب‌- مذبحة إسنا: في عهد الوالي إريانوس وقد استشهدوا بالسيوف والرماح مع أسقفهم وهم يصرخون: «نحن مسيحيون مؤمنون بالسيد يسوع المسيح خالق السموات والأرض» وكانوا آلافًا في عددهم.
  • ت‌- مذبحة أخميم وعددها 8140 واستمرت ثلاثة أيام وكانوا يهتفون بفرح قائلين: «نحن سائرون إلي ملكوت السموات».
  • ث‌- مذابح أنصنا: وعددها 5000 آلاف راهب مع أسقفهم الأنبا يوليانوس وكانوا يقطنون في الصحراء بالقرب من أنصنا.
  • ج‌- مذبحة أتريب وذهب ضحيتها 1500 مؤمنًا.
  • ح‌- مذبحة في مدينة الإسكندرية وعدد شهدائها 920 مؤمنًا.
  • خ‌- مذبحة ألــــ40 عذراء مع القديسة دميانا وكان والدها واليًا على البرلس والزعفران بوادي السيسبان.
  • د‌- مذبحة ألــــ40 راهبة في أسيوط
  • ذ‌- مذبحة ألـــ 400 في دندرة.
  • ر‌- مذبحة ألـــ540 في ببنوسة بصعيد مصر.
  • ز‌- مذبحة الثلاثون ألف في الإسكندرية.

خامسًا: مكانة الشهداء في طقوس الكنيسة القبطية:

قد نلّخص زمن الاضطهادات في الكنيسة من عصر نيرون64 حتي مرسوم قسطنطين 313 كالتالي:

  • أ‌- القرن الأول: ست سنوات اضطهاد، مقابل 28 سنة تسامح.
  • ب‌- القرن الثاني: 86 سنة اضطهادات، مقابل 14 سنة تسامح.
  • ت‌- القرن الثالث: 24 سنة اضطهادات، مقابل 76 سنة تسامح.
  • ث‌- القرن الرابع: 10 سنوات اضطهادات، حتي صدور منشور قسطنطين 313.

تعمّق الاستشهاد في وجدان الكنيسة القبطية، ونجد في تعاليمها أن الاستشهاد هو شركة المسيح في الآلام وأن الروح القدس هو المتكلّم والمُعطي قوة لتجاوز حدة هذه الآلام، لذا اعتبروا أن الضيقات مفيدة كمشرط الجراح، وأن من لا يستعد ليموت لآلام يسوع المسيح فإن حياة الرب ليست فيه، وأن الاستشهاد واجب علي كل مسيحي، وأن المؤهلين له هم من شركان كأس المسيح، وهم الذين يدخلون الأبدية السعيدة ويعبرون إلي الحياة الدائمة.

لقد صار الاستشهاد فلسفة روحية تستند إلي واقع روحي وحياة إنجيلية، تفرز دوافع الشهادة بالدم لا كفكرة طارئة أو ساذجة اعتنقها بسطاء المسيحيين، لكن كقصة الكرازة بالمسيحية التي تعطرت بمسك سيرتهم وعطر آلامهم وشهادة دمائهم وأعمال شهادتهم وأقوالهم وأدعيتهم وصلواتهم وسلوكهم وكتاباتهم وأنواع عذاباتهم وفئاتهم وتاريخهم وبالجملة كل ما يخص الأدب الاستشهادي.

وأذادت قيمة الاستشهاد عندما ترسخت في حياة الكنيسة تلك الكرامة والتطويب والجعالة التي ينالها الشهداء باعتبار أن كرامتهم تساوي كرامة التلاميذ الذين سيجلسون مع المسيح متي جلس علي كرسي  مجده(مت19: 28).

وأضفت الكنيسة علي الشهداء صفات أخري للتعبير عن كرامتهم اللائقة بهم مثل: «المغبوط، الكامل، الطوباوي، السعيد….» باعتبار أن الاستشهاد ميلاد جديد تربح به النفس حياتها الأبدية.

  وقد وضعت الكنيسة القبطية رتبة الشهداء بعد رؤساء الآباء والأنبياء والرسل في طقوسها، وجعلت تقوينها يبدأ بالشهداء، ووضعت إيقوناتهم في حامل الإيقونات ليتطلعوا إلينا بعد أن اشتروا أماكنهم بالدم ليشفعوا فينا كخط أول لخورس الكنيسة في العبادة، بل وحثت الكنيسة الفنانين علي تسجيل أعمال الشهداء بالألوان والفرشاة لتصوير المشاهد العظيمة لعذاباتهم.

وربطت عبادة الكنيسة الشهداء بالشفاعة وبتكريم ذخائر رفاتهم الطاهرة وأعلنت قداستهم وطوّبتهم كقديسين وشفعاء لها، باعتبار أنهم شهود المسيح الذين يحملون شهادة الحق، والمسيح الذي شهد لنفسه هو الذي حلّ فيهم وجعلهم قادرين علي حمل الشهادة للحق.

وعلّمت الكنيسة بتطويبهم ومديحهم وطلب شفاعتهم والتبرك من أجسادهم وتكريمها وحفظ تذكارات أعيادهم، وعلّمت أيضًا أن نطلب بأسمائهم ونوقد عندهم الشموع وأن نعرف كمالاتهم ونقتدي بهم وأن نركض في نهج تعليمهم، إذ أن كرامة الشهيد في الاقتداء به، وتطويبه يكون في التمثل به. واعتنت الكنيسة بإقامة الصلوات الخاصة من أجل طلب مراحم الله ومعونته من أجل هؤلاء الشهداء، مع تسجيل يوم استشهاد كل منهم كبركة للكنيسة كلها، وكذا كتابة وثائق ترافق أجسادهم عند إرسال كل شهيد إلي بلده.

سادسًا: نصوص الصلوات الطقسية القبطية بتذكار ميلاد شهدائها المصريين:

صار من المألوف أن تزدحم الجموع حول الشهداء في لحظاتهم الأخيرة ليتنسموا رائحتهم ويتقبلوا نصائحهم ويتزودوا بدعواتهم وينتفعوا بصلواتهم، ويتزاحموا علي لمس أجسادهم ويتبركوا بقطرات دمائهم!!واعتبرت رفات الشهداء أثمن من الذهب والنفائس، واعتبر الشهداء سفراء دائمين للكنيسة عند العرش الإلهي يتشفعون عن الجميع. وإننا نسرد بعض الصلوات الطقسية في تذكار الشهداء:

  1. في يوم 30 برمودة(8مايو) تحتفل الكنيسة باستشهاد القديس مار مرقس الرسول كاروز الديار المصرية: في صلوات رفع البخور العشية يصلّون هذه الذكصولوجيّة:

(يا مرقس الرسول، والإنجيليّ، الشاهد لآلام، الإله الوحيد الجنس. 

أتيت وأنرت لنا، بإنجيلك، وعلّمتنا الآب والابن، والرّوح القدس. 

وأخرجتنا من الظلمة، إلي النور الحقيقي، وأطعمتنا خبز الحياة، الذي نزل من السماء. 

تباركت بك، كل قبائل الأرض، وأقوالك بلغت، إلي أقطار المسكونة. 

السلام لك أيها الشهيد، السلام للإنجيلي، السلام للرسول، مرقس ناظر الإله. 

اُطلب من الرب عنّا، يا ناظر الإله الإنجيلي، مرقس الرسول، ليغفر لنا خطايانا). 

  1. في يوم 15 هاتور(24 نوفمبر) تحتفل الكنيسة باستشهاد مار مينا العجايبي: في صلوات رفع البخور العشية يصلّون هذه الذكصولوجيّة:

(أنت الحجر الكريم المختار عن الذهب والفضة أيها المجاهد القوي أبا مينا البياضي. 

من أجل كثرة آياتك التي صنعتها كل حين دُعيتَ طبيبا لشفاء كل الأمراض. 

وبعد هذا أيضاً حمل جسده إلى اكليل مصر فصنع معجزات وآيات وعجائب. 

فدعي اسمك الأمين المبارك لأن (آياتك) أعطتنا الفرح والابتهاج. 

تكلّم عنك ودعاك داود الحسن عجيب هو الرب الإله في قديسيه. 

اُطلب عنّا أيها الشهيد المجاهد أبا مينا البياضي ليغفر لنا خطايانا).

  1. في يوم 13 طوبة(21 يناير) تحتفل الكنيسة باستشهاد القديسة دميانا:

(الصبية العذراء الحكيمة. المختارة البارة. عروس المسيح. القديسة دميانا. 

هذه التي امتلأت. من الحكمة منذ صباها. فبغضت العالميات. وأحبت البتولية. 

صارت رئيسة. وميناء للخلاص. وأما للأربعين عذراء في القصر. الذى بناه لها أبوها. 

ولما كفر بالمسيح. ردته ابنته. دميانا التي أحبته. فنال الشهادة. 

من أجل هذا. أرسل الملك أمره بتعذيبها. فقبلت آلامًا عدّة. ونالت الشهادة. 

والأربعون عذراء. الذين كانوا معها. في القصر نالوا الشهادة. في يوم واحد معها. 

طوباك أنت يا دميانا. عروس الختن. الراهبة البتول المختارة. الشهيدة الحقيقية. 

اطلبى عنّا يا عروس المسيح. القديسة دميانا. ليغفر لنا خطايانا).

سابعًا: نصوص بعض الصلوات للشهداء المصريين قبل استشهادهم:

كانوا يزدحمون المسيحيون حول الشهداء في لحظاتهم الأخيرة ويتقبلون نصائحهم، ويستمعون ويصلّون معهم، ويقدّم لنا الأدب الاستشهادي نمازج من نصوص صلوات دُونت لهم وإننا نذكر منهم:

  • الشهيد أبو فام الأوسيمي:

”هذا يوم عُرسي الحقيقي، هذا يوم فرحي وسروري بلقاء ملكي وإلهي سيدي يسوع المسيح“.

  • الشهيد مار مينا العجايبي:

”عذاباتكم هي رأسمالي، فهي تُعد لي الأكاليل أمام المسيح ملكي وإلهي“.

  • مار بقطر الشهيد:

”إنَّ الآلام التي سأُعانيها لن تُميتني بل تهِب لي الحياة الأبدية، شكرًا ليسوع إلهي الذي أعطاني هِبة الاحتمال، حاشا لي أن أضحِّي لقِطع من الخشب أو لكُتل من الحجر وأسجُد لها… بل أضحِّي فقط للإله الحي الحقيقي خالِق السموات والأرض، إنه إله آبائنا، أصغي يا رب لخاطِئ سيتألَّم بسبب محبته لك.. احفظ يا إلهي جسدي من ألسِنة النيران لكي يُؤمِن هؤلاء القوم أنكَ الإله الحقيقي.. استمروا في تعذيبي أيها المُعدمون، ولكن لن تُرهِبوني لأنَّ يسوع إلهي يُقوِّيني، فلن تخور مُقاومتي، وإني مُستعِد لكل ألم لاقتناء الهِبات التي وعد بها الله وحده أولاده المُحبين. أشكُرك يا سيِّدي الرب لأنكَ عزِّيت قلبي تعزية هذا مقدارُها!! “.

  • الشهيد إسحاق الدفراوي:

”يا ربي يسوع المسيح أعنّي. كما أرسلت ملاكك وخلّص الثلاثة من آتون النار المتقدة كذلك أنقذني يا ربّي لئلا يقولوا أين هو إلهك. أيها الرب الإله ضابط الكل وسيدي يسوع المسيح أقبل إليّ ولا تبعد عنّي“

  • الشهيد أباهور السرياقوسي:

”ربي يسوع المسيح قال في إنجيله المُقدس الذي يترُك أباه أو أمه أو أخاه أو أخته أو زوجة أو أولاده من أجل اسمه القدوس ومن أجل بشارِة الإنجيل يأخذ مائة ضِعف وحياة أبدية يرِثها، من أجل هذا نحن نموت على اسمه القدوس ونرفع أجسادنا قُربانًا مقبولًا يُرضيه“.

ثامنًا: أشهر الشهداء المصريين في السنكسار القبطيّ[19]:

  • أ‌- شهداء من بطاركة الكرسي الإسكندري:

1-القديس مار مرقس الرسول  الشهيد وكاروز الديار المصرية.

2-القديس بطرس خاتم الشهداء.

3-القديس بيروتيريوس الشهيد.

  • ب‌- شهداء من الأساقفة الأقباط في مصر:

1-الأنبا بسادة اسقف أبصاى

2-الأنبا بافنوتيوس أسقف طيبة (الأقصر)

3-الأنبا غلوكوس أسقف أوسيم 

4-الأنبا بسورة وثلاثة أساقفة معه

5-الأنبا أوناسيوس والقس أندراوس              

6-الأنبا سرابامون أسقف نيقيوس   

7- الأنبا أمونيوس إسنا                      

8-الأنبا هالياس أسقف الدير المحرق ومدينة القوصية

9-الأنبا أبصادى أسقف أبصاى         

10-الأنبا كلانيوس أسقف أوسيم              

11-الأنبا أباديون أسقف أنصنا                 

12-الأنبا مكراوى أسقف نيقيوس                     

13-الأنبا فيلياس أسقف تمى

  • ت‌- شهداء من الكهنة الأقباط:

1-أبا فسطور القس  

2-أبا كلوج القس   

3-أبا بجول القس        

4-القس يوحنا وأبن عمه الشماس سمعان                          

5-الشهيدان أبا بنينا وأبا بناوى.            

6-أبا بلانه.                                       

7-القديس بيرا.                                   

  • ث‌- شهداء من الشمامسة الأقباط:

1-تيموثاوس.

2-الشماس أوريسيوس.

  • ج‌- شهداء رهبان وراهبات من الأقباط:

1-خمسة آلاف راهب استشهدوا في دير بالقرب من أنصنا 

2-سبعة رهبان من تونة الجبل بمصر

3-موسى الأسود

4-49 راهبًا شهيدًا في دير أبو مقار بوادى النطرون

5-الأنبا ديسقورس وأخوه اسكلابيوس

6-القديس أبانوب المعترف

7-القديس ببنودة

8-الأنبا كراجون    

9-القديس مويسيس وأخته سارة

10-القديس بيمن

11-القديس بارشانوفيوس

12-القديس الأنبا كاو   

13-القديس أثناسيا وبناتها الثلاث وأبو قير ويوحنا

14-استشهاد أربعين راهبة في جبل أسيوط

15-القديس تادرس الراهب 

16-القديس مارقورة والقديس أفرام

17-القديس بفنوتيوس المتوحد

  • ح‌- علماء ومؤرخون من الأقباط:

1-القديس يوليوس الأقفهصي

2-القديس وأرشانوفا

  • خ‌- الشهداء من الملوك والأمراء الأقباط:

1-يسطس ابن نورماريوس.

2-بقطر ابن رومانوس.

3-بطليموس نسطوريوس.

4-الشهيد مار بفام.

5-القديسة الأميرة ثاوكليا.

6-الأمير تادرس الشطبي.

  • د‌- استشهاد ولاة ووزراء وكبار الموظفين من الأقباط:

1-ميناس وهرموجينوس واليا الإسكندرية.

2-أركانيوس والي سمنود وسوكيانوس والي أتريب.

3-أريانوس والي أنصنا بملوي.

4-مرقس والي البرلس والزعفران.

5-يوحنا الهرقلي.

6-القديس مطرا.

7-الوالي يعقوب المقطع.

8-القديس مكاريوس.

  • ذ‌- استشهاد ضباط وجنود من الأقباط:

1-القديس مار مينا.

2-الشهيد بقطر الجندي.

3-أبسخرون القليني.

4-أبابجول الجندي.

5-أبو فام الجندي.

6-القديس بشاي بابانوس.

7-القديس سفرنيوس والقديس شانازون.

8-القديس أوجينيوس.

9-الشهيد أباديوس.

10-يوحنا الجندي والقديسة أثناسيا وبناتها الثلاث.

11-القديس طيمانوس.

12-أباهور الجندي وأخوه الأنبا بشاي وأمهما ديدرها.

13-القديس أبو يحنس.

  • ر‌- شهداء من الزوجات والأمهات القبطيات:

1-القديس ثاوكيلا زوجة يسطس.

2-القديسة سارة زوجة سقراط وابنها.

3-القديسة مورا زوجة تيموثاوس.

4-القديسة كورونا.

5-القديسة صوفيا وإبناها يوديموس وبسطاموس والقديسة ديامون والقديسان ورشانوف وأولجي.

6-القديسة ديدرها وأبناها أباهور والأنبا بشاي.

7-القديسة رفقة وأولادها الخمسة.

8-القديسة دولاجي وأبائها الأربعة.

  • ز‌- شهداء من الشباب والشابات الأقباط:

1-الشهيد مار جرجس الإسكندري.

2-الشهيد أبانهارمر.

3-الشهيدان ديسقورس وأسقلابيوس.

4-القديس أنبا بسادة.

5-القديس سرجيوس.

6-القديس أوسابيوس.

7-القديس أنبا أندرونيا”أنطوني”.

8-القديس أبيكرجون.

9-القديس أبامون.

10-القديس آري.

11-القديس بنيامين وأخته أودكسية.

12-القديس يوحنا وابن عمّه سمعان.

13-القديسون أغاثون وبطرس ويوحنا وآمون وأمونيا وأمهم رفقة.

14-القديس أبيمالك.

15-القديس بولس السرياني.

16-القديس شنودة البهنساوي.

17-القديس بقطر.

18-القديس اسحق الدفراوي.

  • س‌- شهداء من الأطفال في مصر:

1-الشهيد أبالي ابن يسطس.

2-القديس بيفام.

3-القديس شينوتي والقديس ثاوفيلس.

4-القديس أبانوب النهيسي.

5-القديس زكريا الطفل.

6-القديس شوره الطفل.

7-الشهيد أمساح.

8-الطفلة القديسة مهراتي.

9- الطفل القديس يعقوب.

  • ش‌- استشهاد فلاحين ورعاة غنم وصُنّاع من الأقباط:

1-القديس أبيمافوس البلوزي.

2-القديس أبيما.

3-القديسون سورس وأنطوكيون ومشهوري.

4-القديس باخوم.

5-الشهيد الأنبا بجوشه.

6-القديس أباشورة.

7-القديس يحنس.

8-القديس سينوسيوس.

9-القديس توماس.

10-الشهيد أسيذورس.

11-الشهيد أباهور السرياقوسي.

12-الشهيد إبيماخوس.

  • ص‌- شهداء من فئات آخرون من الأقباط:

1-القديسان فليمون وإيكونيوس.

2-القديس أبا أيسي وأخته تكلا وإبنها أبولونيوس.

3-القديس أبيرو وأخوه أتوم.

4- القديس بيما.

5-القديس ثاؤفيلس.

6-القديس صرابيون و540 شهيدًا بمدينة ببنوسه بصعيد مصر.

7-الأنبا هيلياس الخصي.

8-القديس برفوريوس.

9-القديس شنوده البهنساوي.

10-القديس أبو إسحق الدفراوي.

11-القديسون أبا كير وأخوه فيليا ويوحنا وأبطلما.

12-الشهيدان سينا وإيسداروس.

  • ض‌- استشهاد سحرة من الأقباط:

1-أثناسيوس.

2-سيدراخس.

3-الكسندروس.

  • ط‌- شهداء من كهنة الأوثان من الأقباط:

1-لوكيانوس.

2-أبسكنده وسبعون آخرون من كهنة الأوثان.

3-لوكيليانوس[20].

تاسعًا: المصادر والمراجع:

أولاً: المخطوطات:

  1. «السنكسار»، بدون تاريخ ، دير القديس أنطونيوس الكبير – البحر الأحمر، طقس882.  
  2. «السنكسار الجزء الأول من توت إلى أمشير»، بتاريخ 1723، رقم مسلسل في مخطوطات المتحف القبطي بالقاهرة«304»، طقس50، مقاس30×20.
  3. «السنكسار من برمهات إلى آخر السنة، الأعياد فقط»، من القرن15، رقم مسلسل في مخطوطات المتحف القبطي بالقاهرة«176»، طقس39، مقاس17×14.
  4. «السنكسار، الجزء الأول من توت إلى أمشير»، بتاريخ1720، رقم مسلسل في مخطوطات المتحف القبطي بالقاهرة«209»، طقس19، مقاس29×20.
  5. «السنكسار ج1»، تاريخه في 5  طوبة 1610، دير القديس أنطونيوس الكبير – البحر الأحمر،  طقس 880.
  6. «الجزء الأول من قطمارس الصوم الكبير وصوم بدون نبوات، فصول الرفاع وأعياد الصليب والأربعين شهيدا بسبسطية والبشارة»، بتاريخ1787، رقم مسلسل في مخطوطات المتحف القبطي بالقاهرة«242»، طقس78، مقاس30×20.
  7. «الجزء الأول من السنكسار»، بتاريخ1712، رقم مسلسل في مخطوطات المتحف القبطي بالقاهرة«205»، طقس45، مقاس28×20.
  8. «سنكسار الجزء الثاني من السنة القبطية وهو 6»، تاريخه في7أبيب1551، دير القديس أنطونيوس الكبير – البحر الأحمر، طقس343، ناسخه القس إسطفانوس بولس السقر الأنطوني.
  9. «سنكسار الجزء الثاني من السنة القبطية وهو 6»، تاريخه في13مسري1435، دير القديس أنطونيوس الكبير – البحر الأحمر، طقس344، ناسخه الراهب يوحنا الأنطوني.
  • «سنكسار الستة شهور الأخيرة والنسي من السنة القبطية»، تاريخه في10برمودة1465 دير القديس أنطونيوس الكبير – البحر الأحمر، طقس879، ناسخه جرجس مكرم الله البهنساوي.
  • «سنكسار الستة شهور الأولى من السنة القبطية»، تاريخه26بؤونة1435، دير القديس أنطونيوس الكبير – البحر الأحمر، طقس878، ناسخه الراهب يوحنا الأنبا بولا.
  • «سنكسار شهر برمهات وبرمودة وبشنس»، تاريخه في29مسري 1555، دير القديس أنطونيوس الكبير – البحر الأحمر، طقس342، ناسخه القمص حنا المنشاوي والقس يوقيم.
  • «سنكسار شهر بؤونة وأبيب ومسرى»، تاريخه في 10 توت 1345، دير القديس أنطونيوس الكبير – البحر الأحمر، طقس345، ناسخه الراهب قلتة الأنطوني.
  • «سنكسار شهر توت وبابة وهتور»، تاريخه في21 أبيب 1555، دير القديس أنطونيوس الكبير – البحر الأحمر، طقس339.
  • «سنكسار شهر كيهك وطوبة وأمشير»، تاريخه في19 مسري1555، دير القديس أنطونيوس الكبير – البحر الأحمر، طقس340، ناسخه الراهب قلته الأنطوني.
  • «سنكسار من 14 توت إلى24 أمشير»، بدون تاريخ، دير القديس أنطونيوس الكبير – البحر الأحمر، طقس714.
  • «دلال السنكسار»، بدون تاريخ، دير القديس أنطونيوس الكبير – البحر الأحمر، طقس 877.
  • «دلال السنكسار»، تاريخه في21طوبة1605، دير القديس أنطونيوس الكبير – البحر الأحمر، طقس839، والمهتم به ملك الراهب عبد الملاك البراموسي.
  • «السنكسار ج 2»، تاريخه في26هاتور 1623، دير القديس أنطونيوس الكبير – البحر الأحمر، طقس881، ناسخه القمص يعقوب الأنطوني الأخميمي.

ثانيًّا: المراجع والمصادر:

  1. «إيجريا يوميات رحلة»، نقلها إلى العربية الأب نعمة الله الحلو، الراهب اللبناني، ودقق فيها ونسّقها وعلّق عليها الأب جورج باليكي البولسيّ، أقدم النصوص المسيحية، سلسلة النصوص اللِيتُرْجيَّة = 5، منشورات مجلس كنائس الشرق الأوسط، بيروت، 1994.
  2. «بستان الرهبان»، لجنة التحرير والنشر بمطرانية بني سويف، القاهرة، الطبعة الثانية، 1976.
  3. «تقويم كنيسة الإسكندرية»، طبع في عهد غبطة أبينا الأنبا كيرلس الثاني مقار بطريرك كنيسة الإسكندرية للأقباط الكاثوليك وسائر الكرازة المرقسية، القاهرة، 1903.
  4. إبيفانيوس المقاري(الراهب)، «بستان الرهبان»، دير القديس أنبا مقار، برية شيهيت، القاهرة، 2013.
  5. أثناسيوس المقاري (القس)، «الزمن الطقسي بين عيدي النيروز والصليب»، الكنيسة مبناها ومعناها = الكنائس الشرقية وأوطانها= الجزء الثاني، الدرة الطقسية للكنيسة القبطية بين الكنائس الشرقية، مقدمات في طقوس الكنيسة= 1/4، القاهرة، 2009.
  6. إستفانوس قوميطا،« الدرة النفيسة في شرح حال الكنيسة تُرجم حديثًا من اللغة اليونانية عن مختصر تاريخ استفانوس قوميطا المقتطف من تاريخ ملاتيوس مطران أثينا الكنايسي»، بمطبعة القبر المقدس البطريركية المختصة بدير الروم العامر في أورشليم، 1867.
  7. إسطفانوس الدويهي(البطريرك)، «منارة الأقداس»، الجزء الأول، بيروت، 1895.
  8. إسطفانوس الدويهي(البطريرك)، «منارة الأقداس»، الجزء الثاني، بيروت، 1896.
  9. إسطفانوس دانيال جرجس(الأب)، «التقويم القبطي الكاثوليكي الشامل لكل الأجيال»، القاهرة، 2014.
  • أندروملر، « مختصر تاريخ الكنيسة»، تعريب ناشد ساويروس، القاهرة، 1912.
  • بطريركية الأقباط الكاثوليك، «التقويم السنوي»، القاهرة، 1957.
  • جرجس فلثاؤوس، «النيروز»، القاهرة، 1895.
  • رشدي واصف بهمان دوس(الدكتور)، «التقويم وحساب الأبقطي»، القاهرة، 2001.
  • عبد المجيد دياب (الدكتور)، «تاريخ الأقباط المعروف بالقول الإبريزي للعلامة المقريزيّ لتقي الدين المقريزي (ت 845 هـ = 1441مـ)»، القاهرة، 1995.
  • عبد المسيح دانيال جرجس، «عيد النيروز»، مجلة الصلاح، السنة 74، أغسطس/سبتمبر،القاهرة، 2003، ص 244.
  • عبد المسيح دانيال، «من تراث كنيستنا القبطية = النيروز الشهادة والاستشهاد»، مجلة الصلاح، السنة 77، سبتمبر /أكتوبر، 2006، القاهرة، 268-270.
  • عزيز سوريال عطية، «تاريخ المسيحية الشرقية»، ترجمة: إسحاق عبيد = المجلس الأعلى للثقافة = 892، القاهرة، 2005.
  • كيرلس سليم بسترس(المطران) وحنا الفاخوري(الأب) وجوزيف العبسي البولسي(الأب)، «تاريخ الفكر المسيحي عند آباء الكنيسة»، منشورات المكتبة البولسية، لبنان، 2001.
  • اللجنة المجمعية للطقوس، «السنكسار الذي يحوي أخبار الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين المستعمل في كنائس الكرازة المرقسية»، الجزء الأول(من توت إلى أمشير)، مكتبة دير السريان، القاهرة، 2012.
  • اللجنة المجمعية للطقوس، «السنكسار الذي يحوي أخبار الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين المستعمل في كنائس الكرازة المرقسية»، الجزء الأول(من برمهات إلى الصغير)، مكتبة دير السريان، القاهرة، 2012.
  • لويس روفائيل الأول ساكو (البطريرك)، «الآباء الأوائل آباء الكنيسة الرسوليون والمدافعون (96- 185م)»، دار المشرق، بيروت، 2013.
  • ماهر يونان عبد الملك، «الطوائف المسيحية في مصر والعالم»، القاهرة، 2001.
  • متاؤس (الأنبا)، «جدول تاريخ البطاركة»، القاهرة، الطبعة الثانية، 1999.
  • مجموعة من المؤلفين، «السنكسار في الليتورجيا»، لبنان، 1995.
  • مجموعة من المؤلفين، «الشهداء في الليتورجيا»، منشورات الليترجية في جامعة الروح القدس=20 ، لبنان، 1995.
  • مجموعة من المؤلفين، «تاريخ الكنيسة القبطية الكاثوليكية»، أعمال المجمع السكندري الثاني، القاهرة، 2001.
  • مجموعة من المؤلفين، «دليل إلي قراءة تاريخ الكنيسة، المجلد الثاني: الكنائس الشرقية الكاثوليكية»، دار المشرق، بيروت، 1997.
  1. مجموعة من المؤلفين، «موسوعة من تراث القبط = المجلد الثاني»، القاهرة، 2004.

 

إعداد الأب إسطفانوس دانيال جرجس عبد المسيح

راعي كنيسة مار مرقس الرسول للأقباط الكاثوليك بالجلاوية- ساقلتة – سوهاج

 

[1] إن كلمة سنكسار sinaxaire  يونانية الأصل،  ومعناها مجموعة سير الشهداء والقديسين. وفي اللغة الفرنسية يسمى martyrologe “مرتيرولوج” وهو يخص سير الشهداء فقط،  ثم أصبح شاملًا للشهداء والقديسين. ففيه دونت أخبار وتواريخ القديسين والشهداء الذين أرضوا الرب بأعمالهم الصالحة وسفكوا دماءهم في سبيل الإيمان والفضيلة،  ابتداء من آدم والآباء الأولين،  ثم قديسي العهد الجديد الذين يحتلون أكثر صفحات الكنيسة، حتى ننظر إلى نهاية سيرتهم ونتمثل بإيمانهم (عب 13/7). ولكن كاتب هذه السير له ثلاثة شروط في تدوين السيرة الذاتية للقديس أو الشهيد:

أ- كشاهد عيان مباشرة.

ب- كمستمع لسير رواها آخرون .

جـ-كشخص اشترك في حياة هؤلاء الذين يروي سيرتهم. فإذًا كتاب السنكسار هو كتاب طقسي يحتوي على نبذة تاريخية عن القديسين الذين يحتفل بعيدهم كل يوم من أيام السنة. والسنكسار يُقرأ عقب تلاوة الإبركسيس مباشرة في القداس الإلهي ماعدا أيام الخمسين المقدسة التي تعقب عيد القيامة المجيد. وطقسه في التقليد القبطي:

1- يقول القارئ: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد له المجد دائمًا وعلينا نعمته ورحمته وبركته إلى أبد الآبدين آمين.

2- يُنَبِّه القارئ الحاضرين ويحثهم على الإصغاء لما هو عتيد أن يخبرهم به قائلًا: « اسمعوا أيها الآباء الروحيون والإخوة النجباء المسيحيون حفظكم الله بيمينه الحصين. وأفاض علينا وعليكم مراحمه بشفاعة السيدة العذراء وكافة الملائكة والآباء والأنبياء والرسل والشهداء القديسين. وحفظنا وإياكم مسيحيين إلى النفس الأخير آمين».

3- ثم يذكر القارئ اسم اليوم والشهر حسبما يكون.

4-مثال: اليوم الأول من شهر توت المبارك. أحسن الله استقباله وأعاده علينا وعليكم ونحن وأنتم في هدوء واطمئنان.  مغفورين الخطايا والزلات والآثام من قبل مراحم الرب يا آبائي و إخوتي آمين.

5- وفي النصف الأول من كل شهر قبطي أي من 1-15 يقول “أحسن الله استقباله”.

6-وأما في النصف الثاني من كل شهر قبطي أي من 16-30 يقول “أحسن الله انقضاءه”.

7- في حضور الآب البطريرك أو الأسقف فهو الذي يقول المقدمة.

8- تصير رسامة الآباء البطاركة والأساقفة بعد قراءة الإبركسيس والسنكسار.

9-تطلعنا قوانين مجمع اللاذقية (341-381) في القانون 51 وها نصه: «لا تجوز إقامة أعياد ميلاد الشهداء في الصوم الكبير أما تذكاراتهم أيام السبوت والآحاد», ومن هنا منع قراءة السنكسار في زمن الصوم الكبير وأيضًا في زمن الخمسين المقدسة.

 

 

[2] راجع، اللجنة المجمعية للطقوس، السنكسار الذي يحوي أخبار الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين المستعمل في كنائس الكرازة المرقسية، الجزء الأول (من توت إلى أمشير)، مكتبة دير السريان، القاهرة، 32014، ص10-68.

 

[3] راجع، مجموعة المؤلفين،  المنجد في اللغة العربية المعاصرة، دار المشرق، بيروت، 22001، ص799.

[4] راجع، صبحي حموي اليسوعي(الأب)، معجم الإيمان المسيحي، درار المشرق، بيروت، 1994، ص289.

[5] راجع، أحد رهبان برية القديس مقاريوس، التدبير الإلهي في بنيان الكنيسة، مصطلحات ومعارف كنسية=3، القاهرة، 1999، ص180.

[6]  راجع، التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، المكتبة البوليسية، لبنان، 1999، ص693.

[7] راجع، سليم إلياس(الدكتور)، الموسوعة الكبرى للمذاهب والفرق والأديان – الكنيسة القبطية، مركز الشرق الأوسط الثقافي=6، بيروت، 2009، ص166.

[8] راجع، تادرس يعقوب ملطي(القمص)، آباء مدرسة الإسكندرية الأولون، الإسكندرية، 2001، ص96-98.

[9] راجع، المرجع السابق، ص123-124؛128؛ 245-246؛ 248.

[10] راجع، تادرس يعقوب ملطي(القمص)، الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية، القاهرة، 1986، ص20و21.

[11] راجع، إيريس حبيب المصري(الدكتورة)، قصة الكنيسة القبطية، الجزء الأول، القاهرة، 82003 ، ص133.

[12] راجع، مجموعة من المؤلفين،  الدليل والتقويم السنوي للكنيسة القبطية الكاثوليكية 1991(1707-1708) للشهداء، القاهرة، 1991، ص57.

[13] راجع، جورج شحاته قنواتي(الأب)، المسيحية والحضارة العربية، القاهرة، 21992، ص90.

[14] راجع، مصطفي نبيل، «المحرق دير الشهداء»، مجلة الهلال الصادرة بتاريخ الأول من شهر مايو لسنة 1994، العدد5، القاهرة، ص101.

[15] راجع، م. يقاريني، تاريخ الكنيسة رسالة الصّليب، الجزء الأول، ترجمة عن اللغة الفرنسية الأب ج. عقيقي اليسوعي، منشورات المعهد المعادي=19، القاهرة، 1965، ص48-66، وراجع أيضًا لوسيوس كايليوس فيرميانوس لكتانتيوس، موت المضطهدين، ترجمة د.م، القاهرة، 2006، ص19-42، وراجع أيضًا تاريخ مصر من خلال مخطوطة تاريخ البطاركة لساويروس بن المقفع، الجزء الأول،  إعداد وتحقيق عبد العزيز جمال الدين، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، 2012، ص186-191.

[16] لمن يهمه الأمر أو للمعرفة الأكثر راجع:

  1. توما بيطار (الأرشمندريت)، «سير القديسين وسائر الأعياد في الكنيسة الأرثوذكسية»، الجزء الأول (أيلول- تشرين الأول- تشرين الثاني)، دير القديس سلوان الآثوسي- دوما- لبنان، 2007.
  2. توما بيطار (الأرشمندريت)، «سير القديسين وسائر الأعياد في الكنيسة الأرثوذكسية»، الجزء الثاني (كانون الأول- كانون الثاني)، دير القديس سلوان الآثوسي- دوما- لبنان، 2009.
  3. توما بيطار (الأرشمندريت)، «سير القديسين وسائر الأعياد في الكنيسة الأرثوذكسية»، الجزء الثالث (شباط- آذار)، دير القديس سلوان الآثوسي- دوما- لبنان، 1999.
  4. توما بيطار (الأرشمندريت)، «سير القديسين وسائر الأعياد في الكنيسة الأرثوذكسية»، الجزء الرابع (نيسان- أيار)، دير القديس سلوان الآثوسي- دوما- لبنان، 2003.
  5. توما بيطار (الأرشمندريت)، «سير القديسين وسائر الأعياد في الكنيسة الأرثوذكسية»، الجزء الخامس (حزيران- تموز)، دير القديس سلوان الآثوسي- دوما- لبنان، 2005.
  6. توما بيطار (الأرشمندريت)، «سير القديسين وسائر الأعياد في الكنيسة الأرثوذكسية»، الجزء السادس (آب)، دير القديس سلوان الآثوسي- دوما- لبنان، 2006.
  7. توما بيطار(الأرشمندريت)، «القديسون المنسيون في التراث الأنطاكي»، دير مار يوحنا – دوما، 1995.
  8. دير الآباء الدومنيكيين، «تقديس السنة المسيحية بقراءة سير القديسين اليومية لننزُّه الأنفس الروحية في روضة الكنيسة الكاثوليكية»، المجلد الأول، العراق، الطبعة الثانية، 1891.
  9. دير الآباء الدومنيكيين، «تقديس السنة المسيحية بقراءة سير القديسين اليومية لننزُّه الأنفس الروحية في روضة الكنيسة الكاثوليكية»، المجلد الثاني، العراق، الطبعة الثانية، 1891.
  10. رهبنة الفرنيسيكانية بمصر، «السنكسار»، القاهرة، 1998.
  11. شنوده ماهر إسحق(القمص)، «دراسات في السنكسار»، الكتاب الأول، سلسلة دراسات في السنكسار=1، القاهرة، 2013.
  12. شنوده ماهر إسحق(القمص)، «دراسات في السنكسار»، الكتاب الثاني، سلسلة دراسات في السنكسار=2، القاهرة، 2013.

 

[17] هي الآن قرية الشيخ عبادة بمركز ملوي بمحافظة المنيا.

[18] لمن يهمه الأمر راجع:

  1. أنطوان خاطر(الدكتور)، «شهداء مدينة إسنا في عهد أسقفهن آمونيوس ومضطهديهم اريانوس الوالي للأنبا بولس، أسقف أسيوط وأبو تيج ومنفلوط»، دراسات شرقية مسيحية_ بحوث تحليلية رقم18_ مصريات، مطبوعات المركز الفرنسيسكاني للدراسات الشرقية المسيحية، مطبعة الآباء الفرنسيين- القدس، 1981.
  1. ميخائيل عساف(المطران)، «السنكسار المشتمل على سير القديسين الذين تكرمهم كنيسة الروم الملكيين على مدار السنة»، الجزء الأول(أيلول – آذار)، منشورات المكتبة البولسية، الطبعة الرابعة، 1988.
  2. ميخائيل عساف(المطران)، «السنكسار المشتمل على سير القديسين الذين تكرمهم كنيسة الروم الملكيين على مدار السنة»، الجزء الأول(نيسان – آب)، التريوذي – البندكستاري – الفهارس، منشورات المكتبة البولسية، الطبعة الرابعة، 1988.
  3. ميشيل عساف(الأرشمندريت)، «السنكسار المشتمل على سير القديسين الذين تكرمهم كنيسة الروم الملكيين على مدار السنة»، ج1(أيلول)، ج2(تشرين الأول)، ج3(تشرين الثاني)، ج4(كانون الأول)، ج5(كانون الثاني)، ج6و7(شباط وآذار)، ج8و9(نيسان وآيار)، ج10(حريزان)، ج11(تموز)، ج12(آب)، ج13(فهرس الأعياد والمتنقلة)، المطبعة البولسية، حريصا، لبنان، 1947.

 

[19] بدأ السنكسار في الشرق ينتشر في بعض الأديرة البيزنطية وتوجد عدة مخطوطات تحتوي على السنكسار البيزنطي. وفي دير سانت كاترين توجد مخطوطات السنكسار تعود للقرنين السابع والثامن. أما في الكنيسة القبطية فأول من اهتم بتدوين سير الشهداء هو القديس يوليوس الأقفهصي الذي استشهد في سنة 325. ولكننا لم نعثر على النسخة التي كُتبت باللغة القبطية. وهناك سنكسار البهنسا الذي يعود إلي القرن السادس،  وقد أضيف إليه بعد ذلك سير الشهداء والقديسين من رهبان ونُسَّاك وأساقفة وبطاركة القسطنطينية وأورشليم وبلاد اليونان وسوريا وأرمينيا علاوة على الأحبار الرومانيين.  وأقدم سنكسار في الكنيسة القبطية ومُسَطَّر باللغة العربية ومنسوب للأنبا بطرس أسقف مليج، ويعتبر هذا الأسقف هو الذي قام بمحاولة لجمع سير الشهداء والقديسين، أما المحرر النهائي فهو ميخائيل أسقف أتريب ومليح وينسب أيضا إليه الصياغة النهائية للسنكسار .

 وقد نسخ هذا السنكسار سنتذاك بطرس أبو الفرج الدمنهورى في العام 1211م الموافق 927ش،  ويخبرنا اميلينو في مقدمة هذا النص أن هذا هو المخطوط الوحيد الموجود في مكتبة الفاتيكان تحت رقم( 62-65)،  ويعود أصله إلى أحد الرهبان أديرة أنبا مقار. وفي العام 1247 قام الأنبا ميخائيل أسقف أتريب بنسخ السنكسار وهو موجود بالمكتبة الأهلية بباريس تحت رقم (4869- 4770) ومخطوط آخر لسنه 1742 موجود بفلورنسا تحت رقم(115). في العام 1904 ظهرت ترجمه السنكسار باللغة الفرنسية وقام بطبعها رينيه باسيه، وقام بترجمتها إلى اللغة العربية الراهب صموئيل السرياني ونشرها في جزئين، وعندما رُسِمَ أسقفًا على كرسي شبين القناطر قام بإعادة نشره على ثلاثة أجزاء. وفي سنة 1912 طبع كتاب (الصادق الأمين) بالقاهرة ويحوي سير الشهداء والقديسين،  ويعتبر من المراجع الهامة للسنكسار. وفي السنة 1935 طبع السنكسار باللغة العربية ثم توالت من بعده طبعات كثيرة. وقد قيل أن في دير السريان بوادي النطرون نسخة من السنكسار السرياني يعود لسنة 412, ولكنه موجود حاليا بأحدى المكتبات بالغرب. وقد انبثق من السنكسار الذكصولوجيات (تمجيدات) لأن أجدادنا في الماضي العريق يذهبون للأديرة لأخذ خبرات روحية من الرهبان ليعيشوا بها في أعمالهم وحياتهم اليومية, فلذلك نجد ذكصولوجيات لكاروز الديار المصرية مرقص الرسول والرهبان كأنطونيوس وبولا وباخوميوس … فالمسيحية حياة لذلك هي مرئية في التاريخ فأول المراجع الروحية هو القديس أنطونيوس الكبير, والذي كتب سيرته هو البطريرك الاسكندرى أثناسيوس الرسولي (328-373), وذلك في النفي الثاني لهذا البطريرك الذي كان في 16من شهر أبريل لسنة 339 حتى سنة 21 من شهر أكتوبر 346 وذلك أثناء الحبر الروماني يوليوس ( 337-352). وعلى أثر ذلك سَطَّر القديس أمبروسيوس: «إن كثيرين من أعيان روما رجالًا ونساءً لما قرأوا ترجمة أنطونيوس التي كتبها القديس أثناسيوس هجروا العالم ورفضوا أباطيله وحملوا صليب سيدنا يسوع المسيح في الحياة الرهبانية».

 

[20] لمن يهمه الأمر راجع:

1.صموئيل (الأنبا)، «السنكسار القبطي اليعقوبي لرينيه باسيه»، الجزء الأول(توت- بابه- هاتور)، القاهرة، 1999.

2.صموئيل (الأنبا)، «السنكسار القبطي اليعقوبي لرينيه باسيه»، الجزء الثاني (كيهك- طوبة- أمشير)، القاهرة، 1999.

3.صموئيل (الأنبا)، «السنكسار القبطي اليعقوبي لرينيه باسيه»، الجزء الثالث(من برمهات حتى نسيء)، القاهرة، 1999.

4.صموئيل (الأنبا)، «ترتيب البيعة عن مخطوطات البطريركية بمصر والإسكندرية ومخطوطات الأديرة والكنائس»، الجزء الأول (توت- بابه- هاتور)، القاهرة، 2000.

5.صموئيل (الأنبا)، «ترتيب البيعة عن مخطوطات البطريركية بمصر والإسكندرية ومخطوطات الأديرة والكنائس»، الجزء الثاني  (كيهك- طوبة- أمشير)، القاهرة، 2000.

6.صموئيل(الأنبا)، «ترتيب البيعة عن مخطوطات البطريركية بمصر والإسكندرية ومخطوطات الأديرة والكنائس»، الجزء الثالث(الصوم الكبير- ومن برمهات إلى النسيء)، القاهرة، 2000.

7.عادل فرج عبد المسيح، «موسوعة آباء الكنيسة»، الجزء الأول، دار الثقافة، القاهرة، الطبعة الثانية، 2006.

8.عادل فرج عبد المسيح، «موسوعة آباء الكنيسة»، الجزء الثالث، دار الثقافة، القاهرة، 2002.

9.عادل فرج عبد المسيح، «موسوعة آباء الكنيسة»، الجزء الثاني، دار الثقافة، القاهرة، الطبعة الثانية، 2009.

10.فيلوثاوس المقاري(الإيغومانس) وميخائيل المقاري(القس)، «الصادق الأمين في أخبار القديسين المستعمل بكنائس الكرازة المرقسية في أيام وآحاد السنة التوتية»، الجزء الأول، بمطبعة التوفيق، القاهرة، 1913.

11.فيلوثاوس المقاري(الإيغومانس) وميخائيل المقاري(القس)، «الصادق الأمين في أخبار القديسين المستعمل بكنائس الكرازة المرقسية في أيام وآحاد السنة التوتية»، الجزء الثاني، بمطبعة التوفيق، القاهرة، 1913.

12.يوحنا كابس(الأنبا)، «الكنز الثمين في مختصر سير الآباء القديسين المصريين», الجزء الأول، القاهرة، 1981.

13.يوحنا كابس(الأنبا)، «الكنز الثمين في مختصر سير الآباء القديسين المصريين», الجزء الثاني، القاهرة، 1984.

14.يوسف حبشي(القمص)، «دليل السنكسار القبطي وفيه فصول الأيام والحدود والأعياد التي تقرأ في الكنيسة المرقسية الأرثوذكسية»، طبع بجريدة الرأي العام بمصر، القاهرة، 1894.