إعداد مراسل الموقع من القاهرة – ناجى كامل، نقلا عن إذاعة الفاتيكان
لقد منح الله لكل شخص رفقة ملاك لينصحه ويحميه، ملاكًا ليصغي إليه بوداعة” هذا ما قا…له قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان في تذكار الملائكة الحرّاس.
استهل البابا فرنسيس عظته بالقول إن البرهان على أبوة تحب كل شيء وتستر كل شيء يمكننا أن نجده في الصفحات الأولى من الكتاب المقدس، فعندما طرد الله آدم من الفردوس لم يتركه وحده ولم يقل له “دبّر أمورك”. تابع الحبر الأعظم مذكرًا بصلوات ومزامير تحدثنا عن حضور الملاك الحارس في كل مرحلة من علاقة الإنسان بالسماء، وقال نقرأ في القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من سفر الخروج: “ها أَنا مُسَيِّرٌ أَمامَكَ مَلاكا، يَحفَظُكَ في الطَّريق، ويأَتِيَ بِكَ إِلى المَوضِع الَّذي أَعدَدْتُه”، ليتورجيّة مكرّسة لهذا الحضور الإلهي الخاص الذي منحه الرب للجميع. لكل منا ملاكه الحارس وهو يرافقه.
تابع الأب الأقدس يقول هو معنا دائمًا! وهذه حقيقة. إنه كسفير لله معنا. والرب ينصحنا: “تَحَفَّظ لَه، وامتَثِل قَولَه، ولا تَعصِه”. عندما نقوم بشيء سيّء لا نفكّرنَّ بأننا وحدنا: لا! لأن هذا الملاك حاضر وينبغي علينا أن نحترم حضوره، ونصغي إلى صوته لأنه ينصحنا. وعندما تسمع ذاك الإلهام الداخلي: “افعل هذا لأنه أفضل… أو لا تفعل ذلك…” أصغي إليه ولا تعصه. إن الملاك الحارس يدافع عنا على الدوام ولاسيما ضد الشر. هذا الملاك حاضر لينصحنا ويحمينا، كما سيفعل معنا أي صديق عزيز. إنه صديق لا نراه ولكننا نشعر بحضوره، صديق سيكون معنا في السماء يومًا ما في الفرح الأبدي.
أضاف البابا فرنسيس يقول لا يطلب منا إلا أن نصغي إليه ونحترمه. احترام وإصغاء لرفيق الدرب هذا، وهذا الإصغاء له يدعى طاعة. ينبغي على المسيحي أن يكون طائعًا للروح القدس. وهذه الطاعة للروح القدس تبدأ بالطاعة لرفيق الدرب هذا. ولنكون طائعين، تابع الأب الأقدس يقول، ينبغي علينا أن نكون صغارًا كالأطفال الذين يقول عنهم يسوع بأنهم الأَكبرُ في مَلَكوتِ أبيه.
وختم البابا فرنسيس عظته بالقول إن الملاك الحارس هو رفيق الدرب الذي يعلّمنا التواضع وينبغي أن نصغي إليه كالأطفال. لنطلب من الرب اليوم نعمة الطاعة هذه، نعمة الإصغاء لصوت هذا الرفيق، سفير الله هذا الذي يقوم بجانبنا باسم الله ويعضدنا ويساعدنا في مسيرتنا… وفي هذه الذبيحة الإلهيّة أيضًا التي من خلالها نرفع المجد والتسبيح لله، لنتذكّر صلاح الرب وطيبته الذي وبالرغم من أنه تعرّض للخيانة وفقد الصداقة، لم يتركنا وحدنا ولم يُهملنا.