البابا فرنسيس يبدأ زيارته الرسولية إلى بنجلاديش

البابا فرنسيس يبدأ زيارته الرسولية إلى بنجلاديش

اتابعها معكم من القاهرة – مراسل الموقع – ناجى كامل

نقلا عن إذاعة الفاتيكان

من ميانمار إلى بنغلاديش حيث وصل البابا فرنسيس صباح الخميس بالتوقيت المحلي، وكان في استقباله في مطار دكا رئيس الجمهورية وممثلون عن السلطات وعدد من الأساقفة. وبعد مراسم الاستقبال، توجه الأب الأقدس إلى “النصب التذكاري الوطني للشهداء” في سافار وزار أيضًا “متحف بنغاباندو التذكاري”. كما وقام البابا فرنسيس  بزيارة مجاملة إلى رئيس جمهورية بنجلاديش السيد عبد الحميد في القصر الرئاسي حيث التقى من ثم بممثلى الحكومة  والمجتمع المدني والسلك الدبلوماسي. وألقى الأب الأقدس كلمة للمناسبة شكر فيها رئيس جمهورية بنجلاديش على كلمته الترحيبية وقال إنه هنا على خطى سلفيه بولس السادس ويوحنا بولس الثاني ليصلي مع الإخوة والأخوات الكاثوليك ويقدم لهم رسالة محبة وتشجيع. وأضاف أن بنجلاديش هي دولة فتية لكنها حظيت دائما بمكانة خاصة في قلب الباباوات الذين قد أعربوا منذ البدء عن التضامن مع شعبها بهدف مرافقته لتخطي الصعوبات الأولية، وقد دعموه في المهمة المتطلبة في بناء البلد وتنميته.
وإذ أشار قداسته إلى الجمال الطبيعي لهذا البلد، و تابع الأب الأقدس كلمته قائلا إن بنجلاديش تعمل بجهد من أجل بلوغ وحدة لغة وثقافة في احترام مختلف التقاليد والجماعات التي تتدفق كجداول كثيرة وتعود لتُغني المجرى الكبير للحياة السياسية والاجتماعية للبلاد. كما وأشار البابا فرنسيس إلى أنه في عالم اليوم، ما من جماعة، أمة أو دولة تستطيع أن تستمر في العيش وتتقدم وهي في عزلة. ولكوننا أعضاء في العائلة البشرية الواحدة، فنحن نحتاج إلى بعضنا البعض. وأشار إلى أن الرئيس الشيخ مجيب الرحمن قد أدرك هذا المبدأ وسعى إلى إدراجه في الدستور الوطني. لقد تصوّر مجتمعًا حديثا، تعدديًا وشاملا، يتمكن فيه كل شخص وكل جماعة من العيش بحرية وسلام وأمان، في احترام الكرامة والمساواة في الحقوق للجميع. وتابع البابا فرنسيس كلمته مشيرًا إلى أن مستقبل هذه الديمقراطية الفتية وصحة حياتها السياسية هما مرتبطان جوهريا بالأمانة لهذه الرؤية المؤسِّسة. كما وأشار البابا فرنسيس إلى أن الحوار الحقيقي ينظر إلى المستقبل ويبني الوحدة في خدمة الخير المشترك ويتنبّه لاحتياجات جميع المواطنين لاسيما الفقراء وجميع الذين لا صوت لهم.
قال البابا فرنسيس في كلمته إن روح السخاء والتضامن الذي يميز مجتمع بنجلاديش قد ظهر بوضوح خلال الأشهر الأخيرة في اندفاعه الإنساني لصالح اللاجئين المتدفقين بأعداد كبيرة من ولاية راخين، وذلك من خلال توفير الملجأ المؤقت والاحتياجات الأولية للحياة. وأشار إلى أن ما من أحد منا يستطيع عدم إدراك خطورة الوضع وظروف الحياة الصعبة للكثير من الإخوة والأخوات، ومعظمهم من النساء والأطفال، المكدسين في مخيمات اللاجئين. وأضاف الأب الأقدس أنه من الضروري أن تتخذ الجماعة الدولية إجراءات فعالة لمواجهة هذه الأزمة الخطيرة، ليس فقط من خلال العمل لحل المسائل السياسية التي أدت إلى هذا النزوح الكثيف للأشخاص، إنما أيضًا من خلال تقديم مساعدة مادية فورية لبنجلاديش في جهودها لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة.
ومع أن زيارته – كما قال – هي موجهة أولا إلى الجماعة الكاثوليكية في بنجلاديش، تابع البابا فرنسيس كلمته مشيرًا إلى أهمية اللقاء المسكوني وما بين الأديان في “رامنا” يوم غد الجمعة وقال: سنصلي معا من أجل السلام وسنؤكد مجددا التزامنا بالعمل من أجل السلام. وأشار الأب الأقدس إلى أن بنجلاديش معروفة تقليديًا بالتناغم بين أتباع مختلف الأديان، وأضاف أن هذا الجوّ من الاحترام المتبادل وتنامي مناخ الحوار بين الأديان يسمحان للمؤمنين بالتعبير بحرية عن قناعاتهم العميقة حول معنى الحياة وهدفها. وهكذا يتمكنون من الإسهام في تعزيز القيم الروحية التي هي الأساس الأكيد لمجتمع عادل وسلمي. ففي عالم غالبًا ما يُساء فيه – وبشكل مخزي – استخدام الدين، بهدف تأجيج الانقسامات، فإن هذه الشهادة لقدرته على المصالحة والاتحاد هي ضرورية أكثر من أي وقت مضى. وقد ظهر ذلك بشكل واضح في الاستنكار المشترك بعد الهجوم الإرهابي العام الماضي في دكا، وفي الرسالة الواضحة التي وجهتها السلطات الدينية في البلاد بأنه لا يجوز أبدا التذرع باسم الله لتبرير الكراهية والعنف ضد كائنات بشرية أخرى، مثلنا.
أضاف البابا فرنسيس أن الكاثوليك في بنجلاديش وبالرغم من قلة عددهم، يسعون للعب دور بنّاء في تنمية البلاد ولاسيما من خلال مدارسهم وعياداتهم ومستوصفاتهم. وأشار إلى أن الكنيسة تقدّر الحرية، والتي تتمتع بها الأمة كلها، في ممارسة إيمانها والقيام بأعمالها الخيرية ومن بينها أن تقدّم للشباب، الذين يمثلون مستقبل المجتمع، تربية جيدة وممارسة قيم أخلاقية وإنسانية سليمة. وفي مدارسها، تسعى الكنيسة إلى تعزيز ثقافة اللقاء التي تجعل الطلاب قادرين على تحمّل مسؤوليتهم في حياة المجتمع. وأشار إلى أن الغالبية العظمى للطلاب والعديد من المعلمين في هذه المدارس ليسوا مسيحيين، وإنما من ديانات أخرى. وفي ختام كلمته إلى السلطات والمجتمع المدني والسلك الدبلوماسي في دكّا، قال البابا فرنسيس: كلي ثقة أنه وفقًا لنص وروح الدستور الوطني، ستستمر الجماعة الكاثوليكية في التمتع بالحرية في المضي قدما بهذه الأعمال الصالحة كعلامة لالتزامها من أجل الخير العام.

L’image contient peut-être : 1 personne, debout
L’image contient peut-être : 3 personnes
L’image contient peut-être : 2 personnes, personnes debout, mariage et barbe
L’image contient peut-être : 2 personnes, personnes debout