اعداد مراسل الموقع من القاهرة – نقلا عن إذاعة الفاتيكان
تراس قداسة البابا فرنسيس صباح امس الأحد 15 اكتوبر قداسا احتفاليا في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان بحضور حشد غفير من المؤمنين وأعلن خلاله قداسة الشهداء: أندريا دي سوريفال وأمبروجيو فرنشسكو فيرّو، كاهنان أبرشيان، وماتيو موريرا، علماني، مع سبعة وعشرين من رفاقه؛ الشهداء المراهقون: كريستوفورو، أنتونيو وجوفاني؛ الكاهن فوستينو ميغيو مؤسس معهد بنات الرعاية الإلهية؛ الكاهن انجيلو دا أكري من رهبنة الأخوة الكبوشيين الأصاغر.
تخللت القداس الاحتفالى عظة للبابا توقف في مستهلها عند مثل ملكوت الله في الإنجيل والذي يشبه الملكوت بالعرس. ولا يتحدث يسوع في المثل عن العروس بل عن المدعوين إلى هذا العرس، وقال البابا إننا نحن المدعوون إلى هذا العرس لافتا إلى أن علاقتنا مع الرب يجب ألا تقتصر على كوننا خاضعين له كمن يخضع للملك وأكد أن الرب يحبنا، يدعونا ويبحث عنا ويريد أن يقيم معنا شركة حياة بكل ما للكلمة من معنى، يريد أن يقيم علاقة ترتكز إلى الحوار والثقة والمغفرة. وذكّر البابا المؤمنين بأن الحياة المسيحية هي قصة حب مع الله، يأخذ الرب فيها المبادرة ومن هذه المحبة المجانية تولد الحياة المسيحية.
وتساءل البابا ما إذا كان المؤمنون يعبرون عن حبهم لله ويقولون له إنه حياتهم، وهذا أمر ضروري لأنه إذا غاب هذا الحب تصبح الحياة المسيحية عقيمة، تصبح جسدا بلا نفس، وتتحول إلى سلسلة من الشرائع التي ينبغي اتباعها دون أن ندرك السبب. وحذّر البابا من المخاطر التي تترتب على عيش حياة مسيحية روتينية، تكتفي بالأمور العادية، وتفتقر إلى الحماسة والاندفاع. وشدد فرنسيس على ضرورة أن نعيد إحياء حبنا الأول كما جاء في سفر الرؤيا الفصل الثاني.
بعدها أكد البابا أن هذه الدعوة إلى العرس التي يحدثنا عنها المثل الإنجيلي يُمكن أن تُرفض، لافتا إلى أن العديد من المدعوين رفضوا الدعوة، لأنهم كانوا منشغلين بمصالحهم الخاصة. ولم يهتم هؤلاء الأشخاص بالدعوة إلى العرس فقد فضلوا الاعتناء بأمور أخرى، وابتعدوا بذلك عن الحب، ليس بدافع الشر لكنهم فضلوا الاهتمام بأمورهم الخاصة وبرخائهم الشخصي. وهكذا ينجر الإنسان وراء الأرباح المادية، واللذات ويشيخ بسرعة لأنه يصبح عجوزا من الداخل، وأشار البابا إلى أن الإنسان يصبح شريرا وقبيحا عندما يتمحور كل شيء حول الأنا ويتصرف تماما كما فعل المدعوون إلى العرس الذين رفضوا الدعوة.
هذا ثم ذكّر البابا المؤمنين بأن الإنجيل يدعونا إلى وضع الأنا جانباً لأن الله يتعارض مع الأنانية، وهو يتجاوب بمحبة مع الظلم الذي يعاني منه الإنسان. ولفت البابا إلى أهمية الرداء الذي يرتديه المدعوون، لأنه لا يكفي أن يقول الإنسان “يا رب، يا رب”، إذ لا بد أن يعمل بحسب مشيئة الله. ونحن بحاجة لأن نرتدي محبته يومياً، وهذا ما يعلمنا إياه القديسون الجدد، والعديد من الشهداء المسيحيين الذين قالوا نعم لله حتى الرمق الأخير. وقد ارتدوا محبة يسوع وطلب من المؤمنين أن يسألوا نعمة أن يلبسوا هذا الرداء يوميا هم أيضا ويحافظوا على نقاوته وطهارته.