عمّان – بترا (عن ابونا)
يطلق قداسة البابا فرنسيس خلال زيارته للمملكة المقررة في الخامس والعشرين من أيار المقبل، رسالة سلام إلى العالم والمنطقة العربية لوقف النزاعات والحروب والاقتتال بين جميع الاطراف بهدف الحد من المعاناة الإنسانية المتفاقمة.
رسالة الحبر الاعظم يطلقها خلال لقائه مجموعة من اللاجئين السوريين والعراقيين، في تعبير عن حرصه على إدراج الفئات الانسانية من اللاجئين والمعاقين والأيتام على جدول أعمال زيارته للأردن، لتأكيد وقوفه إلى جانب المملكة ودعمها، لرعايتها هذه الفئات وعلى الأخص اللاجئين، بحسب الأب رفعت بدر الناطق الرسمي باسم زيارة قداسة البابا إلى الأردن.
وقال الأب بدر، إن الدور الاردني في تحقيق العدالة والسلام هو منطلق البابا في دعم المملكة والوقوف إلى جانبها، مشيراً إلى علاقات الصداقة التي تجمع الاردن والفاتيكان والممتدة على مدى خمسين عاماً.
وتعد زيارة البابا فرنسيس الرابعة خلال نصف قرن، بعدما زارها البابا بولس السادس في كانون الثاني 1964، ويوحنا بولس الثاني في 2000، وبندكتس السادس عشر في 2009.
وبحسب الأب بدر فإن الزيارة البابوية القادمة للمملكة هي الأولى ضمن برنامج قداسته خارج الفاتيكان منذ توليه سلطاته الكنسية. موضحاً أن زيارة أربعة بابوات للمملكة يعتبر تعميقاً لعلاقات الصداقة والتعاون مع الكرسي الرسولي في الفاتيكان، لافتاً إلى جهود الفاتيكان في الحفاظ على الحضور المسيحي في الشرق الاوسط.
وأشار الأب بدر، الذي يشغل موقع مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن، إلى أن زيارة البابا فرنسيس تتزامن مع مرور عشرين عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الأردن والفاتيكان، لافتاً إلى أن الدولتين استطاعتا بجهود مشتركة منذ قيام العلاقات الدبلوماسية في العام 1994 رفع مستوى التعاون في مختلف القضايا التي تعنى بتحقيق العدل والسلام للبشرية.
وأكد على جهود جلالة الملك عبدالله الثاني وحرصه على تعميق علاقات الصداقة مع الفاتيكان وجهوده المتواصلة لدعم قضايا الانسانية في مختلف مناطق العالم، حيث تعتبر هذه الزيارة الثانية للحبر الأعظم إلى الأردن منذ تولي جلالة الملك سلطاته الدستورية، فيما زار جلالته الفاتيكان مرتين، الأولى في آب من العام الماضي والثانية قبل حوالي شهر.
وتتوج زيارة البابا إلى الأردن بلقاء يجمعه مع جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، إلى جانب لقائه كبار المسؤولين، قبل أن يقيم القداس الحبري الحاشد في ستاد عمان الدولي، ثم يتوجه في زيارة إلى موقع المعمودية في المغطس، ويلتقي اللاجئين والشباب ذوي الإعاقات في كنيسة اللاتين التي وضع حجر أساسها البابا بندكتس خلال زيارته للمملكة قبل أربعة أعوام.
ووفق الأب بدر، فإن الزيارة الحالية للحبر الأعظم تتميز بوقوف البابا فرنسيس على نهر الأردن وهو ما لم يقم به أسلافه، لافتاً إلى “أن هذا الأمر يدل على أن قداسته جاء إلى الاردن حاجاً ومصلياً ومعززاً لدور الأردن في رعاية الجماعات المسيحية، وحرصه على تمكين المؤمنين من إقامة شعائرهم بكل حرية ويسر”.
وأشار إلى تطابق وجهتي النظر بين الأردن والفاتيكان تجاه إحلال السلم والتسامح والوسطية والاعتدال تشكل “صرخة سلام” تنطلق من الأردن خلال زيارة البابا للتأكيد أولاً على الاستقرار والأمن الذي تعيشه المملكة وأبناؤها، وثانيها الدعوة إلى الشعوب التي تعاني من انعدام الأمن لتحقيق تطلعاتها في وقف معاناتها جراء ما ترزح تحته من ويلات وحروب.
وأشاد مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الاردن بجهود جلالة الملك عبدالله الثاني في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية، مشيراً إلى “أن هذا الدور المشرف للقيادة الهاشمية، هو محط احترام مختلف الدول وعلى رأسها الفاتيكان الذي يقدر الدور الأردني الحريص بالحفاظ على دور العبادة لضمان ممارسة أتباع الديانات عباداتهم”.
ودعا الأب بدر إلى بذل الجهود لتعزيز مكانة الأردن على خريطة السياحة الدينية عالمياً، نظراً لكونه يضم أكثر من 30 موقعاً تخص أتباع الديانة المسيحية، لافتاً إلى الحضور الإعلامي الكبير الذي سيرافق زيارة البابا وأهمية استثماره لترويج هذا الجانب من السياحة، إضافة إلى استقبال الاردن للعديد من أتباع الديانة المسيحية خلال الفترة المقبلة التي تسبق الزيارة وتستمر إلى ما بعدها.
ويرى أن نهج الأردن في بث قيم السلام والتسامح والحرية ينطلق من حرص هاشمي على تعزيز هذه المفاهيم، “ولا أدل على ذلك من رسالة عمان التي تمثل البنود التي تقوم عليها سياسة المملكة في الدعوة إلى الحوار والجنوح إلى السلم والحفاظ على المقدسات ورعاية الأقليات واحتواء الآخر ورعاية الإنسان بغض النظر عن عرقه ودينه”، موضحاً أن الأردن برعايته الهاشمية أضاف إلى ذلك مبادرة “كلمة سواء” التي أسست للمنتدى الكاثوليكي الإسلامي برعاية الأمير غازي بن محمد مستشار جلالة الملك عبدالله الثاني للشؤون الدينية، إضافة إلى دعوة الأردن وعبر منبر الأمم المتحدة لأسبوع الوئام تأكيداً على أهمية الحوار الإسلامي المسيحي في العالم.