البابا يعين كاهن رعية بولندي متواضع وكيلاً جديداً للصدقات

البابا يعين كاهن رعية بولندي متواضع وكيلاً جديداً للصدقات

ترجمة سامح المدانات – كاليفورنيا

واصل البابا فرنسيس، بابا الفقراء، الاسبوع المنصرم، تواصله مع الفقراء والمحتاجين، وذلك بتعيين كاهن رعية متواضع بولندي الاصل يدعى المونسينيور كونراد كراجوسكي وكيلاً جديداً له للصدقات، وسيكون هذا الكاهن هو الذي سيعطي الصدقات والمساعدات للفقراء باسم قداسة البابا.

ورغم ان هذا التعيين مر دون ان يعيره الكثيرون انتباههم، الا انه ليس تعيينا بيروقراطيا بسيطا. فان قداسة البابا قد اختار المونسينيور كونراد بالذات لهذا المنصب الذي يوليه البابا اهتماماً كبيراً، لأن قداسته يعرف ما يتميز به هذا الكاهن بين اوساط “الكوريا” في الفاتيكان، وهو ان هذا الكاهن الطيب الذي جاء من مدينة لودز في بولندا اعتاد ولعدة سنوات على توزيع الطعام للفقراء والمحتاجين في الشوارع المتاخمة لحاضرة الفاتيكان.

ويجيء هذا التعيين، في الوقت الذي كان فيه المونسينيور كونراد احد مدراء المراسم الاحتفالات البابوية، وقد انهى دراسته في روما في التسعينات، ولم يمضِ وقتٌ طويلٌ حتى أستُدعِيَ للعمل في مكتب المراسيم الاحتفالية البابوية في الفاتيكان من قِبل قداسة البابا الأسبق يوحنا بولس الثاني، والذي كان يترأسه آنذاك المونسينيور بييرو ماريني واحتفظ بهذا المنصب في زمن قداس البابا بندكتس السادس عشر وقداسة البابا فرانسيس الى حين ترقيته مؤخراً.

وقد ادلى المونسينيور ببعض المعلومات عن هذا التعيين في مقابلة اجرتها معه في الرابع من اغسطس الجاري، الصحيفة اليومية “ناسز دزاينيك”، البولندية الكاثوايكية. وقد صرح بانه بقي يفكر طوال الوقت بهذا التعيين أثناء تواجده علي متن الرحلة المتوجهة الى “يوم الشبيبة العالمي” في ريو مع قداسة البابا فرنسيس. ويظهر ان قداسة البابا اعلمه بهذا القرار قبل ان يغادر روما.

ويقول الاسقف البولندي انه تأثر بالأُم تريزا، والتي ساعد في اجراءات تطويبها، ليبدأ باطعام الفقراء والمحتاجين. ولم يكن يقوم بهذا العمل لوحده، بل كان يستعين براهبات جميعة القديسة البيرتين واللاتي يعملن مع الحراس السويسريين ومع “راهبات جمعية التقدمة” اللاتي يعملن في مستودعات الفاتيكان.

ويقول المونسينيور كونراد: “نقوم بجمع ما يتبقى من الطعام في قاعة الحراس السويسريين (ويزيد عددهم عن المئة) وما يتبقى من الطعام على مائدة قداسة البابا، ونأخذه الى الفقراء والمحتاجين في الشوارع المجاورة للفاتيكان”.

ويسترسل المونسينيور كونراد قائلا: “نحن لسنا موظفي شؤون اجتماعية. فهم افضل منا في هذا المضمار، ومحترفون في هذا المجال”، “نحن نقوم بهذا العمل لنلمس المسيح الموجود في الشارع”، واضاف قائلا:” قالت الأم تريزا من يلمس الفقراء يلمس المسيح” وقداسة البابا فرنسيس يقول هذا الشئ ايضا.

ويعترف بالقول انه لا يعلم مَنْ أخبر قداسة البابا بهذا العمل. ولكنه يعلم بكل تأكيد مضيفا: “ان ترشيحي لهذا المنصب سيبقى سراً غامضاً”.

وقد صرح المونسينيو كونراد ان قداسة البابا فرنسيس قال له لحظة اعلامه بتعيينه وكيلا عن الصدقات: “هناك امثلة كثيرة من الناس ممن بمقدورهم تقديم المساعدة للمحتاجين، فعليك ان تتعلم منهم، وعليك ان تقوم بهذا العمل بكثير من التصور والابداع”.

وبتعيينه وكيلاً للصدقات فقد قام قداسة البابا ايضاً بترفيعه الى درجة رئيس اساقفة واختار المونسينيور كونراد كلمة “رحمة” كشعار اسقفي له لانها تحتوي على كل شيء.