التأمل رقم ثلاث مائة(300)
إضطراب القلب
الطريق والحق والحياة (2)
تأمل في قراءات الأحد 25 مايو 2014 الموافق 30 بشنس 1730
الأب/ بولس جرس
نص الإنجيل
“لا تضطَرِبْ قُلوبُكُمْ. أنتُمْ تؤمِنونَ باللهِ فآمِنوا بي. في بَيتِ أبي مَنازِلُ كثيرَةٌ، وإلا فإنِّي كُنتُ قد قُلتُ لكُمْ. أنا أمضي لأُعِدَّ لكُمْ مَكانًا، وإنْ مَضَيتُ وأعدَدتُ لكُمْ مَكانًا آتي أيضًا وآخُذُكُمْ إلَيَّ، حتَّى حَيثُ أكونُ أنا تكونونَ أنتُمْ أيضًا، 4وتعلَمونَ حَيثُ أنا أذهَبُ وتعلَمونَ الطريقَ”.قالَ لهُ توما:”يا سيِّدُ، لسنا نَعلَمُ أين تذهَبُ، فكيفَ نَقدِرُ أنْ نَعرِفَ الطريقَ؟”. قالَ لهُ يَسوعُ: “أنا هو الطَّريقُ والحَقُّ والحياةُ. ليس أحَدٌ يأتي إلَى الآبِ إلا بي. لو كنتُم قد عَرَفتُموني لَعَرَفتُمْ أبي أيضًا. ومِنَ الآنَ تعرِفونَهُ وقد رأيتُموهُ”. قالَ لهُ فيلُبُّسُ:”يا سيِّدُ، أرِنا الآبَ وكفانا”. قالَ لهُ يَسوعُ:”أنا معكُمْ زَمانًا هذِهِ مُدَّتُهُ ولم تعرِفني يا فيلُبُّسُ! الذي رَآني فقد رأَى الآبَ، فكيفَ تقولُ أنتَ: أرِنا الآبَ؟ ألستَ تؤمِنُ أنِّي أنا في الآبِ والآبَ فيَّ؟ الكلامُ الذي أُكلِّمُكُمْ بهِ لستُ أتكلَّمُ بهِ مِنْ نَفسي، لكن الآبَ الحالَّ فيَّ هو يَعمَلُ الأعمالَ. صَدِّقوني أنِّي في الآبِ والآبَ فيَّ، وإلا فصَدِّقوني لسَبَبِ الأعمالِ نَفسِها. ( يوحنا 14: 1-11)
نص التأمل
إضطراب القلب
الطريق والحق والحياة (2)
توقفنا في تأمل الأمس على الصفات الثلات التي وصف بها الرب يسوع نفسه أمام تلاميذه
ما معناها وما مدلولها وما نتيجتها فلا أحد أبدا تجرأ ان يصف نفسه بهذه السمات الإلهية
ما لم يكن هو بالفعل الله ذاته متجسدا بين البشر يحدثهم عن نفسه ليهديء قلوبهم المضطربة ويسكن في نفوسهم القلق من الضياع في غيابه والخوف من عدم وجوده الخلاصة إذن:
– إما أن يكون هذا الشخص كاذبا مدعيا ينسب لنفسه ما ليس له
فهو كافر جاحد، كاذب، ضال مضلل وملعون من الله ومن الجميع، مستحق الموت
– إما ان يكون صادقا يقول الحق وينطق بالحقيقة المطلقة التي لا تقبل جدالا
وهي انه الإبن الوحيد الجنس الكائن في حضن الآب منذ الأزل
نور من نور إله حق من الإله الحق عظيم ورهيب ومجيد وممجد
تسجد له كل ركبة و تنحني أمام صولجان مجده كل الرؤوس
المقياس: هو المصداقية…
هل تنطبق مواصفات هذا الإنسان مع ما يدعي ؟
وهل يتوافق كلامه مع أعماله وآياته ومعجزاته؟
هل هو مستقيم ونقي؟
صادق وامين؟ هل هو بار وبريء؟
هل هو طاهر وقدوس؟
هل يستطيع أن يثبت هذا الرجل الذي وقف يواجه الجميع:
” من منكم يمسك عليّ خطيئة” أنه على حق
وأن صاليبه مخطئون ام هو مستحق الصلب والموت واللعنة…
لقد أثبت التاريخ والأيام والدهور أن هذا الرجل على حق
فمازال إلى اليوم بعد موته بواحد وعشرين قرن وأعتقد إلى الأبد،
السيد والمعلم والملهم والقائد والمرشد
الحضن الدافيء والملاذ الحصين لكل من يؤمن به
مازال الى اليوم تنطق السلاطين بمجده
وتسبحه كل الألسن والشعوب واللغات
ووتغنى بمجده وحمده وحبه كل الشعوب
مازالت إلى اليوم تُبنى له الكنائس
وتشيد باسمه الأديرة في كل بقعة على الأرض
ما انفتأ إلى اليوم شباب يتركون الأهل والخلان
ويتبعونه إلى برية الرهبنة والخدمة والإرسالية
ما إنفك إلى اليوم رجال يتنازلون عن مجد الأبوة
ليسيروا خلفه في كهنوت متبتل وعطاء مسكوب
وما توقفت جميلات الدنيا أن يتتركن
جمالهن ويسكبنه تحت أقدام التكرس له
ويهجرن جلال الأمومة ليصرن له متبتلات
هو يسوع بعينه يظل إلى الأبد يحير عقول الفلاسفة
ويلهم خيال الشعراء ويبهر عبقرية اللاهوتين
مازال إلى اليوم وسيظل إلى الأبد ملهم الشهداء
فههنا إلى اليوم من هو مستعد لأن يموت
ويصلب ونُقّطع اطرافه على ألا ينكر يسوع
فهل بعد حياته حياة؟ وهل بعد طريقه من دروب
وأين بعد كشفه توجد الحقيقة من سواه؟؟ّ!!!
يختم يسوع إنجيل اليوم بعد ان رسم خارطة الطريق
بطلب إلى تلاميذه يعالج كل صدمة وقلق وخوف وإضطراب لديهم
آمنوا بي : ثقوا في ، إعتمدوا عليّ، صدقوا كلامي…
فلا يعرف الإضطراب إلى قلوبكم سبيلا