التأمل رقم 365 و الأخير: مريم في جميع ظهوراتها

التأمل رقم 365 و الأخير: مريم في جميع ظهوراتها

التأمل الثلاثون في مريم والأخير:

مريم في جميع ظهوراتها

التأمل رقم 365 و الأخير

الأب/ بولس جرس

بهذا التامل نكون قد اتممنا دورة السنة الطقسية القبطية كاملة 365 يوما بنصوصها وقراءاتها من شهر توت حتى عيد النيروز اليوم

وقد خصصنت الشهر الأخير شهر مسرى كاملا للتأمل في العذراء مريم ويعتبر هذا التامل رقم ثلاثون وهو الأخير في هذه السلسة ايضا

وعلى امل اللقاء مجددا في سلسلة تأملات جديدة قريبا… اطلب صلاتكم

نص التأمل

الظهورات المريمية ليست بالأمر الحديث في التاريخى المسيحي

حيث إنّ عددًا كبيرًا من الظهورات المثبتة تعود لفترة القرون الوسطى وما سبقها

كما تؤمن أغلب الطوائف المسيحية، بأن العذراء تظهر على الأرض بهدف إيصال رسالة إلهية معينة،

وتمر عملية إثبات ظهورات السيدة العذراء وتثبيتها بشكل رسمي بمراحل عديدة:

أولاً: إن أي تقرير حول أي ظهور أو أمر غير طبيعي يجب أن يحظى أولاً بمصادقة

    اسقف المكان الذي يبني قراره على تقييم تقدمه لجنة يعينها لتقوم بدراسة دقيقة

     لتتأكد أن الحدث لا يحمل شيئاً معاكساً للإيمان أو الأخلاق وبأنه موحى به أو فوق الطبيعي

     وبالتالي مستحق أن يحظى بإكرام المؤمنين

ثانياً: يقوم عمل اللجنة على أسس علمية مثل إخضاع مَن يتلقى الرؤيا لفحوص نفسية،

     وفي حال حدوث أي أمر في الطبيعة كظهور نجوم أو تحرك الشمس

    تُخضع اللجنة كل هذه الأمور للبحث العلمي مرتكزة على علوم الفيزياء والفلك والرياضيات وغيرها

ثالثاً: يلي ذلك في الكنيسة الكاثوليكية رفع القضية إلى الكرسي الرسولي في روما

     الذي يعيد النظر بالقضية مجددًا ليثبتها بشكل رسمي،

     في حين تختصّ المجامع المقدسة لدى سائر الطوائف بالتصديق على الأمر،

    على أن التشكيك عادة يرافق أي ظهور أو حدث عجائبي.

ومريم في جميع ظهوراتها المتعددة في مختلف الاماكن وعلى مدى التاريخ

كانت ومازالت تقدم رسالة واحدة وإن اختلفت اللهجات

إنها في كل مرة تحث العالم على الالتفات نحو ابنها والاقتراب منه

فما ظهوراتها المتعددة على مدار التاريخ سوى رسالة للعالم

أنظروا نحو ابني وإليه وجهوا قلوبكم

أشهر الظهورات المريمية الرسمية

1-    سيدة الوردية : تولوز، فرنسا   1213   القديس عبد الأحد. (القديس دومينيك). وكان  الهدف من الظهور هو تطوير صلاة المسبحة الوردية،

والتأكيد على أهميتها في تذليل صعوبات الحياة اليومية ومرضاة الله وفق المعتقدات الكاثوليكية؛ يعترف بهذا الظهور في الكنيسة الكاثوليكية فقط.

2-   سيدة جوادالوبي: غوادلوبي في المكسيك سنة1531 وهي راعية الأمريكيتين:

ظهرت ثلاث مرات بين 9 ديسمبر و12 ديسمبر. للمزارع خوان دييغو. (صدّق رئيس أساقفة المكسيك على الظهور عام 1555)

وكان الظهور للدعوة لبناء الكنائس في المكسيك والتأكيد على أهمية العمل التبشري؛

حسب المعتقدات الكاثوليكية فإن سيدة غوادالوبي اجترحت عددًا كبيرًا من العجائب ولا تزال تجري حتى اليوم؛

يزور مقام سيدة غوادالوبي سنويًا أكثر من عشرة ملايين زائر وبالتالي الكنيسة الكاثوليكية الثانية

بعد كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان من حيث عدد الزوار سنويًا؛

ويحتفل بعيد سيدة غوادالوبي في 12 ديسمبر سنويًا وقد أعلنها البابا يوحنا بولس الثاني شفيعة الأمريكيتين.

3-    سيدة لورد: سيدة الحبل بلا دنس : لورد، فرنسا 1858 ظهرت العذراء بين 11 فبراير و18 يوليو للقديسة بيرناديت سيبروس

ظهرت العذراء وفق المعتقدات الكاثوليكية ثماني عشر مرة سنة 1858 لبرناديت سوبيرو عندما كانت في الرابعة عشر من عمرها

يعتبر هذا الظهور شديد الأهمية في العصور الحديثة إذ قالت فيه العذراء: أنا سيدة الحبل بلا دنس،

تثبيتًا منها للعقيدة الكاثوليكية التي أعلنها البابا بيوس التاسع سنة 1854 بكون العذراء قد حبل بها بلا دنس؛

اجترح في لورد عجائب عديدة لا تزال حتى اليوم وفق المعتقدات الكاثوليكية، أبرزها نبع الماء الذي قدمته العذراء كدليل على ظهورها؛

أما برناديت فقد التحقت برهبنة أخوات المحبة وبقيت كراهبة إلى أن توفيت عام 1866 عن عمر 35 عامًا،

وقد أعلنها البابا بيوس الحادي عشر قديسة سنة 1933. ويبلغ عدد زوار محج لورد سنويًا خمسة ملايين نسمة،

ولا يعترف بهذا الظهور سوى في الكنيسة الكاثوليكية. وقد (صدّق الكرسي الرسولي على الظهور في 18 يناير 1862).

4-    سيدة نوك: ملكة إيرلندا نوك، جمهورية أيرلندا 1879 وظهرت العذراء مرة واحدة في21 أغسطس.

وقد ظهرت السيدة العذراء لماري ماكلوغلين بيرن وكان هدف الظهور هو الحث على المواظبة على حضور القداس الإلهي والصلاةإضافة إلى الدعوة للتوبة؛

حصلت عدد من العجائب وحالات الشفاء إثر هذا الظهور وفقًا للمعتقدات الكاثوليكية؛ وقد صدّق الكرسي الرسولي على الظهور عام 1936

وقد كان السبب الرئيس لمبادرة البابا بيوس الثاني عشر بتطويب مريم سلطانة للسماء والأرض .

5-   سيدة فاطمة، مريم المنزهة عن كل عيب: تقع مدينة فاطمة في البرتغال وقد تجلت السيدة العذراء ستة مرات1917

 بين مايو وأكتوبر في 13 كل شهر. للقديسة لوسيا سانتوس، وجاسينتا وفرانسيسكو مارتو.

اعتبر البابا بيوس الحادي عشر الظهور: أعظم حدث روحي جدّ في أيامنا. وقد طلبت العذراء في ظهوراتها حسب المعتقدات الكاثوليكية:

ارفعوا إلى الرب بلا انقطاع تضرعات وتضحيات. كفارة عن الخطايا الجمة التي تغيط العزة الإلهية.

وألحت أن يتلو الوردية كل يوم. وترافق الظهور بحوادث شفاء عديدة، وكانت العذراء قد وعدت الرؤاة:

إن الأشخاص الآخرين ينالون في غضون سنة النعم المبتغاة إذا ما ثابروا على تلاوة الوردية.

وخلال الظهور الثالث قدمت للرؤاة ثلاثة أسرار وخلال الظهور السادس حصلت معجزة الشمس التي عاينها سبعون ألفًا.

صدّق الكرسي الرسولي على الظهور في أكتوبر 1930 وعلى معجزة الشمس في أكتوبر 1950.

6-   سيدة بانو: تقع مدينة بانو، في بلجيكا  وقد تم الظهور سنة 1933 لثمانية ظهورات بين 15 يناير و2 مارس. للقديسة مارييت بيكووكان

كان هدف الظهورات هو الحث على الصلاة والدعوة إلى الإيمان؛ وقد جرت عدة حوادث شفاء وفق المعتقدات الكاثوليكية في هذا الظهور وكانت العذراء قد أعلنت:

جئت لأخفف المعاناة. تعرف سيدة بونو أيضًا باسم عذراء الفقراء. وقد صدّق الكرسي الرسولي على الظهور عام 1949.

7-   سيدة كنيسة الزيتون: القاهرة، مصر 1968 2 أبريل و3 أبريل امام جمهرة من المواطنين المتواجدين بالمكان ومن ثم آلاف المتوافدين إليه.

ُيعترف بهذا الظهور في الكنائس الأرثوذكسية المشرقية وبنوع خاص في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية،

وقد صرح البابا كيرلس السادس في أعقابهأن هذا الظهور بشير خير، وعلامة من السماء على أن الرب معنا،

وأنه سيكون في نصرتنا، ولن يتركنا وقد ترافق الظهور بحالات شفاء عديدة؛ وعلى عكس أغلب الظهورات حيث تظهر العذراء لأشخاص بعينهم

فقد كان هذا الظهور شاملاً بحيث رآه جميع من كان متواجدًا ويشير البعض أن جمال عبد الناصر كان من بين المتواجدين.

وقد صدقت عليه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في 4 مايو 1968.

8-    سيدة الصوفانية: دمشق، سوريا 1982 إلى 2004 مرة كل عام يوم خميس الأسرار. ظهرت السيدة العذراء لمريم الأخرس.

وكان هدف الظهور هو الدعوة إلى وحدة المسيحيين، والتأكيد على أهمية التوبة والرجوع إلى الله،

إضافة إلى التأكيد على أهمية الصلاة والتكفير عن خطايا الآخرين،

وفقًا للمعتقدات المسيحية كما يعتقد المسيحيون أن أيقونة الظهور المحفوظة اليوم في كاتدرائية الصليب المقدّس في دمشق

قد رشحت زيتًا مباركًا تزامنًا مع تلك الظهورات.

(صّدقت بطريركية الروم الأرثوذكس في 31 ديسمبر 1982 على الظهور.)

هذا قليل قطر من غيث لكنه المعتمد رسميا

فمن منا لم تخاطبه العذراء يوما؟ ومن منى لا يحلم بها مرارا؟

ومن منا لم يحظ منها بنعمة خاصة في العديد من المواقف؟

فيا مريم الحاضرة دوما والحية إلى الأبد في كنيسة ابنك

اسبغي علينا جميعا فيض نور هذا الحضور.