خلق الله الإنسان للحب .. خلقه على صورة ابنه يسوع المسيح الذى كشف لنا أن ” الله محبة : أى أن الله أحبنا أولاُ.. محبة أزلية وأبدية.. محبة باذلة ومعطاءة بلا حدود.. حتى الموت .. موت الصليب! خلق الله الإنسان للسعادة فى الدنيا وفى الآخرة.. خلق من أجله الكون وكل ما فيه من خير ومتعة وجمال ليعيش فيه سعيداُ وليسعد هو أيضاُ جميع إخوته على هذه الأرض .
خلق اله الإنسان لكى يستطيع بدوره أن يعيش هذا الحب ويمارسه وينشره حواليه .. حتى يسعد يوما برؤيته تعالى وجها لوجه ويتمتع بحبه الإلهى مدى الأبدية فى السماء . ويحدثنا القديس بولس الرسول فى رسائله العميقة عن عظمة هذه المحبة الإلهية – فى شخض السيد المسيح – وقدرتها وفاعليتها فى قلوب المؤمنين .. ويعطينا نصائح عملية ثمينة لممارستها خاصة فى علاقتنا الأخوية (1كور-غل) وفيها يؤيد ويؤكد تعليم السيد المسيح وجميع الرسل الذين كتبوا عن هذه الفضيلة العظمى أساس وجوهر الديانة المسيحية والشريعة كلها .
يقول الكاتب الكبير جبران خليل جبران: ” إن الحب حركة عطاء مستمر .. الحب متواضع .. يهان فلا ينطوى على ذاته ويتألم .. لا يعاقب من أهانه، بل يبقى حركة عطاء مستمرة لكل إنسان ، مهما كان موقف الإنسان الآخر . وإذا استقبل الإنسان الحب بدلاُ من الغضب والإنتقام ، فهو يولد من جديد ويتحول من إنسان عنيف إلى إنسان محب رحيم وحنون .. إذ ليس فى الدنيا ما يستطيع أن يوقف الحب الجارف والنابع من قلبه .. وما من أحد يستطيع أن يطفىء نور الشمس ، نور المسيح ، الذى بدد ظلام الشر” وما أجمل كلمات القديسة تريزا ليسوع الطفل فى هذا العهد : ” إن الحب هو كل شىء .. يسطع الحب ويتجلى فى كل دعوة : فى الزواج وفى حياة التكريس .. فى الأسرة وفى الدير .. فى المسئوليات الكبيرة والأعمال الصغيرة المتواضعة .. الحب يشمل جميع الأزمنة والأماكن .. لأنه حيث الحب هناك الله ! لذلك دعوتى هى الحب : ففى قلب الكنيسة أمى سأكون الحب .. سأكون الحب فى قلب أسرتى فى المجتمع .. فى قلب جماعتى الرهبانية والكهنوتية سأكون الحب .. سأكون الحب فى خدمتى ورسالتى ..فى الآمى فى مرضى .. فى ضعفى ومحدوديتى سأكون الحب .ز فى كل الظروف وفى كل مكان سأكون الحب .. وهكذا سأكون كل شىء” … صديقى.. إن الحب يصنع المعجزات : بالحب تستطيع أن تكون عضواُ شجاعاُ فى أسرة ..متحدى الإعاقة مثل الشاب الأمريكى “نقولاس” (24سنة) الذى أشعل قلوب الجماهير بإيمانه وحبه لرسالته فى العالم .. وفى الإسكندرية والقاهرة ، رغم إعاقة يديه ورجليه .. بالحب تستطيع مثل الأخت إيمانويل من راهبات نوتردام دى سيون التى أنتقلت إلى السماء منذ قليل … ان تحارب الفقر والبؤس فى بلادنا ، كما فعلت هى وسط الزبالين فى عزبة النخل والمقطم ..
بالحب تستطيع أن تنتصر على البغض والكراهية والإنتقام ، على مثال السيد المسيح ، الذى غير قلب بولس الرسول … وغير قلب قائد المائة ال1ى اعترف أنه ابن الله مخلص البشرية
الأب/ يوسف المصرى