هذا ثم عرض السفير البابوي روايات لعدد من الرجال والنساء والأطفال السوريين الذين قضت الحرب على حياتهم، أكان من خلال التهجير، أم الجوع أم الإصابة أو حتى الموت، وعلى الرغم من تلك الصعوبات الجمّة تمسك هؤلاء بالأمل والرجاء بطريقة بطولية. وأضاف أن هذه المعاناة الكبيرة تولّد لدينا الدهشة، لكن في الوقت نفسه قد نتعرض لصدمة إذا ما نظرنا إلى الهدوء والطمأنينة اللذين يواجه من خلالهما هؤلاء السوريون المحن والمعاناة الصعبة. وذكّر الكاردينال زيناري المشاركين في اللقاء العالمي للعائلات بمصرع وإصابة أكثر من ستين طفلاً نتيجة قنبلة استهدفت مدرسة تابعة للأرمن الكاثوليك خلال أسبوع الآلام عام 2014. وقال إنه قام بزيارة الجرحى في المستشفى بعد هذا الحادث، والتقى طفلا في التاسعة من عمره أُجبر الأطباء على بتر ساقيه، وسأله لماذا حصل معه هذا الأمر! وتحدث الدبلوماسي الفاتيكاني أيضا عن معاناة النازحين السوريين المقيمين في المخيمات، ومن انفصلوا عن عائلاتهم وقدّم صورة أيضا عن العديد من الأطفال الذين قُتلوا أو أصيبوا بالأمراض فضلا عن الكم الهائل من معاناة مئات آلاف الأشخاص منذ اندلاع الحرب في شهر آذار مارس من العام 2011.
في مداخلته أثناء اللقاء العالمي للعائلات أشار السفير البابوي في سورية الكاردينال زيناري إلى وجود جهات تستفيد من الحروب من أجل تحقيق الأرباح المادية، وهي تفعل ذلك على حساب الأشخاص الأبرياء، مع هذا أشار إلى أمثلة كثيرة على التعاضد ومساعدة الغير، وهذا يحصل بين اللاجئين أنفسهم في غالب الأحيان. يُذكر هنا أن لقاء البابا فرنسيس مع الأسر المشاركة في هذا الحدث تخللته شهادات قدمتها بعض العائلات ومن بينها عائلة عراقية مسيحية وأكد أن العائلات قادرة على صنع السلام، لأنها تعلّم المحبة، والضيافة والمغفرة، وهي بالتالي تشكل أكبر ترياق في وجه الانتقام لافتا إلى إن هذه الأسرة اختبرت كيف يمكن التغلب على الشر من خلال الخير وعلى الحقد بواسطة المغفرة.