العذراء مريم في طقوس الكنيسة القبطية
“هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبنى”
تأمل في قراءات الخميس 14 أغسطس 2014 الموافق الحادي والعشرون من مسرى1730
الأب/ بولس جرس
التذكار الشهري لوالدة الاله القديسة مريم العذراء
فى مثل هذا اليوم نعيد بتذكار السيدة العذراء الطاهرة البكر البتول الذكية مرتمريم والدة الإله الكلمة أم الرحمة، الحنونة شفاعتها تكون معنا. آمين.
نص الإنجيل
انجيل العذارى
1″حينَئذٍ يُشبِهُ ملكوتُ السماواتِ عَشرَ عَذارَى، أخَذنَ مَصابيحَهُنَّ وخرجنَ للِقاءِ العَريسِ. 2وكانَ خَمسٌ مِنهُنَّ حَكيماتٍ، وخَمسٌ جاهِلاتٍ. 3أمّا الجاهِلاتُ فأخَذنَ مَصابيحَهُنَّ ولم يأخُذنَ معهُنَّ زَيتًا، 4وأمّا الحَكيماتُ فأخَذنَ زَيتًا في آنيَتِهِنَّ مع مَصابيحِهِنَّ. 5وفيما أبطأَ العَريسُ نَعَسنَ جميعُهُنَّ ونِمنَ. 6ففي نِصفِ اللَّيلِ صارَ صُراخٌ: هوذا العَريسُ مُقبِلٌ، فاخرُجنَ للِقائهِ! 7فقامَتْ جميعُ أولئكَ العَذارَى وأصلَحنَ مَصابيحَهُنَّ. 8فقالَتِ الجاهِلاتُ للحَكيماتِ: أعطينَنا مِنْ زَيتِكُنَّ فإنَّ مَصابيحَنا تنطَفِئُ. 9فأجابَتِ الحَكيماتُ قائلاتٍ: لَعَلَّهُ لا يَكفي لَنا ولكُنَّ، بل اذهَبنَ إلَى الباعَةِ وابتَعنَ لكُنَّ. 10وفيما هُنَّ ذاهِباتٌ ليَبتَعنَ جاءَ العَريسُ، والمُستَعِدّاتُ دَخَلنَ معهُ إلَى العُرسِ، وأُغلِقَ البابُ. 11أخيرًا جاءَتْ بَقيَّةُ العَذارَى أيضًا قائلاتٍ: ياسيِّدُ، ياسيِّدُ، افتَحْ لنا! 12فأجابَ وقالَ: الحَقَّ أقولُ لكُنَّ: إنِّي ما أعرِفُكُنَّ. 13فاسهَروا إذًا لأنَّكُمْ لا تعرِفونَ اليومَ ولا السّاعَةَ التي يأتي فيها ابنُ الإنسانِ. (متى 25 :1-13)
نص التأمل
العذراء مريم في طقوس الكنيسة القبطية
تقدم كنيستنا القبطية للعذراء مريم تطويبا وافراً وتمجيداً لائقاً بكرامتها السامية
وإذ تتبعنا صلوات التسبحة اليومية ومزامير السواعي والقداس الإلهي
فسنجد تراثاً غنياً من التعبيرات والجمل التي تشرح طوباويتها وتذكر جميع الأوصاف التي خلعتها عليها الكنيسة،
وهي مستمدة ومأخوذة عن أصالة لاهوتية، وكلها من وضع آباء قديسين ولاهوتيين،
استوحوها من الله، ومن رموز ونبوات العهد القديم، التي تحققت في شخصية العذراء.
فمثلا نجد هذا النص من ميمر للأبنا بولس البوشي:
أنت أرفع من السماءين وأجل من الشاروبيم، وأفضل من السيرافيم،
وأعظم من طغمات الملائكة الروحانيين.
أنت فخر جنسنا، بك تكرم الطهارة والعفة الحقيقة اذ تفضلت على الخلائق
التي ترى عظمة وكرامة الرب المسجود له الذى اصطفاك وولد منك..
من أجل هذا كرامتك جليلة وشفاعتك زائدة في القوة والإجابة كثيراً.. ،
1- في الابصلمودية المقدسة السنوية
وهو الكتاب الذى يحوى التسبحة اليومية نجد في الأيام العادية تمجيداً لاسم السيدة العذراء
في بدء صلاة نصف الليل في القطعة الخاصة بالقيامة نخاطبها قائلين:
“كل الأفراح تليق بك يا والدة الآلة لأنه من قبلك أرجع آدم الى الفردوس ونالت الزينة حواء عوض حزنها”
ونطلب شفاعتها في آخر لبشين (آى تفسير) الهوس الأول والثاني وكذا في أول صلاة المجمع.
وهناك ثلاثة ذكصولوجيات (آى تماجيد) خاصة بالعذراء تقال في صلاة عشية ونصف الليل وباكر،
تحوى كثير من عبادات تمجد طوباويتها مثل: “زينة مريم في السماويات العلوية عن يمين حبيبها تطلب منه عنا”.
وفي نهاية كل ذوكصولوجية نكمل: “السلام لك أيتها العذراء الملكة الحقيقة الحقانية السلام لفخر جنسنا لأنك ولدت لنا عمانوئيل،
نسألك اذكرينا أيتها الشفيعة الأمينة لدى ربنا يسوع المسيح ليغفر لنا خطايانا”.
وحسب النظام الأساسي للتسبحة اليومية تصلى المقدمة والهوسات الثلاثة الأولى ومديح الثلاثة فتية،
ثم المجمع، والذكصولوجيات، فالهوس الرابع ثم ابصالية اليوم وتذاكية اليوم
(التذاكية هى تمجيد لوالدة الإله العذراء).
2- في رفع بخور عشية وباكر :
ترتل أرباع الناقوس بعد صلاة الشكر، وفيها تختلف الجمل،
نرسل بها السلام للعذراء في الأيام الواطس أو الآدام ثم نكمل: “…
السلام لك يا مريم سلام مقدس السلام لك يا مريم أم القدوس”
وتصلى القطع التي تسبق قانون الايمان وأولها:
السلام لك أيتها القديسة” وبعض الذكصولوجيات ثم
“نعظمك يا أم النور الحقيقى…”…. وقانون الإيمان.
3- في مزامير السواعى:
رتبت الكنيسة في صلاة الأجبية قطعاً مختارة بعد إنجيل كل ساعة في نظام دقيق،
تختص القطعة الثالثة دائماً لطلب شفاعات العذراء.
وفي بعض هذه القطع تلقب العذراء بأنها الكرمة الحقيقية الحاملة عنقود الحياة،
والممتلئة نعمة، سور خلاصنا الحصن المنيع غير المنثلم، باب الحياة العقلي.
4- في القداس الإلهى:
هنا يجرى ذكرى تطويب العذراء في حوالى عشر أجزاء:
- في لحن البركة: وقبل رفع الحمل يقال النشيد الكنسى للعذراء ومطلعة: “السلام لمريم الملكة ونبع الكرمة والتى لم تشخ…”.
- بعد صلاة الشكر: ترتل في الصوم المقدس إعداد من (مزمور 87) الذى يشير إلى العذراء باعتبارها مدينة الله المقدسة وهى: “أساساته في الجبال المقدسة”
- عند رفع بخور البولس: يقال في الأعياد وأيام الفطر لحن: “المجمرة الذهب…. ..”
- قبل وبعد قراءة الابركسيس: ويتغير المرد الخاص بالعذراء في خمس مناسبات من السنة القبطية.
- مردات الإنجيل: وهذه تختلف في الأحدين الأولين من شهر كيهك عنها في الأحدين الآخرين فضلاً عن طلب شفاعتها في أيام السنة العادية بعد تطويب قديس كل يوم.
- في قانون الإيمان : أبرزت الكنيسة أهمية شخصية العذراء مريم كوالدة الآلة في التقليد الكنسى، بعد انعقاد مجمع أفسس مباشرة سنة 431م، وذلك لضبط مفهوم التجسد الإلهى ومقاومة بدعة نسطور وهكذا أضافت مضمون العقيدة التى أقرها هذا المجمع في مقدمة قانون الإيمان والتى مطلعها: “نعظمك يا أم النور الحقيقى…”.
- اسبسمس أدام وواطس :هى تقال بعد صلاة الصلح وقبل قداس المؤمنين وأشهرها “أفرحى يا مريم العبدة والأم…”.
- في مجمع القديسين وبعده :طبقاً لمركز العذراء في الطقس الكنسى يطلب الكاهن شفاعتها على رأس قائمة أعضاء الكنيسة المنتصرة في صلاة المجمع،
- وكذا في صلاة البركة والطلبة الختامية، ثم تردد قطعة: “بصلوات وشفاعات ذات كل قداسة الممجدة الطاهرة المباركة…”.
10. ما يقال في التوزيع: يردد لحن “خبز الحياة الذي نزل من السماء واهب الحياة للعالم، وأنت أيضا يا مريم حملت في بطنك المن العقلى الذى أتى من الآب…”.
يؤهلنا هذا العرض السريع لترتيب كنسيتنا القبطية الخاص بالسيدة العذراء،أن نلاحظ
– عظمة ورفعة مقام السيدة العذراء في لاهوت وطقوس كنيستنا القبطية من القرون الأولى
– وكذا مقدار الغنى والوفرة في الصلوات والتسابيح المخصصة لتطويب وتمجيد العذراء مريم،
– لدرجة جعلت الكنيسة القبطية تخصص شهرا كاملا لإكرامها وتمجيدها والتشفع بها ( شهر كيهك)
– كما تقضى الكنيسة القبطية يوميا عدة ساعات طوال في تكريم العذراء
بالتسابيح الرائعة والألحان الرقيقة والمردات التشفعية المنسكبة بالتقوى والملتحفة بالخشوع