عن اذاعة الفاتيكان
إن حل مشكلة الهجرة يمر عبر تبدّل ثقافي واجتماعي عميق يسمح بالانتقال من ثقافة الانغلاق إلى ثقافة الضيافة واللقاء. هذا ما قاله أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين خلال مشاركته في منتدى حول الهجرات عُقد يوم أمس الاثنين في العاصمة المكسيكية، التي يزورها الكاردينال الإيطالي ملبيا دعوة وجهه لها الرئيس المكسيكي بينيا نيتو خلال زيارة رسمية قام بها هذا الأخير إلى الفاتيكان في شهر حزيران يونيو المنصرم. وتكتسب زيارة بارولين أهمية كبرى لأنها تتزامن مع الأزمة الإنسانية التي تشهد تدفق آلاف الأطفال اللاجئين من المكسيك باتجاه أراضي الولايات المتحدة.
واعتبر المسؤول الفاتيكاني أن تعزيز حقوق الإنسان لم يكن مهمة سهلة بالنسبة لأي مجتمع ديمقراطي متقدّم، لكنه لفت إلى خطوات هامة تم تحقيقها خلال الفترة الماضية مشيرا بنوع خاص إلى تعديل قانون العمل في المكسيك من أجل ضمان احترام كرامة كل كائن بشري وإرساء أسس المساواة في المجتمع. وشاء الكاردينال بارولين أن يتوقف عند الدور المركزي الذي تضطلع به المسيحية من أجل الإقرار بكرامة كل إنسان لأن الكائن البشري مخلوق على صورة الله، مسلطا الضوء على أهمية تقديم الخدمة الملائمة للأشخاص الفقراء والمهمشين.
بعدها ذكّر أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان بالرسالة التي وجهها البابا فرنسيس لمناسبة اليوم العالمي للمهاجر واللاجئ وسطر من خلالها حجم تدفق المهاجرين في العالم المعاصر. ومن هذا المنطلق حثّ السلطات المكسيكية على بذل الجهود اللازمة من أجل بناء مجتمع أكثر عدلا وتضامنا. ثم شدد على الدور الذي تضطلع به الكنيسة في المكسيك والتي أطلقت سلسلة من المبادرات الرامية إلى تقديم الدعم والرعاية للمهاجرين.
وأكد بارولين أن التعاون بين الكنيسة والدولة يساهم في تعزيز الخير المشترك، مشيرا إلى استعداد الكنيسة للتعاون مع السلطات الرسمية والأشخاص ومنظمات المجتمع المدني من أجل بناء ثقافة اللقاء والضيافة، لأن مشاكل الهجرة – ختم قائلا – لا يمكن أن تُحل من خلال الأدوات التشريعية فقط أو بواسطة اللجوء إلى القوة.