اعداد مراسل الموقع من القاهرة – ناجى كامل
عقد مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك مؤتمره السادس والعشرين في الفترة ما بين 26 و30 نوفمبر 2018، في مقرّ البطريركية الكلدانية في بغداد (العراق):
شارك فيه أصحاب الغبطة: الكردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك بابل على الكلدان، والكردينال بشاره بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، وابراهيم اسحاق سدراك، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، واغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، ويوسف العبسي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، وكريكور بدروس العشرون، كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك، والمطران وليم شوملي، ممثّلاً بطريركية اللآتين، وشارك في جلسة الافتتاح سيادة السفير البابوي في العراق والأردن المطران ألبيرتو أورتيغا مارتين، مستنيرين بكلمة تلميذي عماوس للرب يسوع: «أمكث معنا، فقد حان المساء ومال النهار» (لوقا 24/29). وتدارس الآباء موضوع المؤتمر: ” الشبيبة علامة رجاء في بلدان الشرق الأوسط ”
– سبق افتتاح المؤتمر قداس إلهي احتفل به صاحب الغبطة البطريرك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بمشاركة الآباء البطاركة، وبضيافة رئيس أساقفة بغداد للسريان الكاثوليك المطران أفرام يوسف عبّا، في كاتدرائية سيّدة النجاة في بغداد، بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة للمذبحة المروّعة التي وقعت فيها وأدّت إلى استشهاد كاهنين شابّين وخمسة وأربعين مؤمنًا
وفي موعظته، دعا غبطة البطريرك يونان المؤمنينإلى أن يجدّدوا، رغم المعاناة الأليمة، ورغم بشاعة الشرّ وهول الآلام، فعل “الرجاء فوق كلّ رجاء” بالعناية الإلهية، واثقين بأنّ التضحية التي قدّمها الشهداء ستثمر خيراً ونِعَماً للعراق والشرق، سائلاً الله أن نصل إلى اليوم الذي فيه يتمّ إعلان تطويب الشهداء ورفعهم على المذابح
– استُهِلَّت الجلسة الإفتتاحية بصلاة تلتها كلمة ترحيب للكردينال لويس روفائيل ساكو، اعتبر فيها أنّ انعقاد المؤتمر للمرّة الأولى في العراق هو تعبير ناطق عن تضامن البطاركة مع هذا البلد، وعن تواصلهم مع مسيحييه، وتشجيع على عودة النازحين والمهجَّرين إلى قراهم وبلداتهم، مؤكّداً أنّ المؤتمر هو رسالة لمناهضة التعصّب والتطرّف وترسيخ قيم العيش الواحد
– وألقى السفير البابوي المطران ألبيرتو أورتيغا مارتين كلمة تطرّق فيها إلى موضوع المؤتمر حول دور الشبيبة في حياة الكنيسة، مشدّداً على ضرورة عيش المحبّة والوحدة بروح الشركة والرجاء.
قام الآباء البطاركة بزيارة رسمية إلى فخامة رئيس الجمهورية العراقية الدكتور برهم صالح و إلى دولة رئيس مجلس الوزراء السيّد عادل عبد المهدي.
وقدّموا التهنئة لفخامة الرئيس بمناسبة انتخابه، مشيدين بنجاح زيارته قبل أيّام إلى حاضرة الفاتيكان ومقابلته قداسة البابا فرنسيس. كما قاموا بزيارة رسمية إلى دولة رئيس مجلس الوزراء السيّد عادل عبد المهدي، مهنّئين بانتخابه
وخلال هاتين الزيارتين، تمّ تبادُل الآراء حول مواضيع تخص العراق ومنطقة الشرق الأوسط، لا سيّما المساواة بين أبناء الوطن الواحد في الحقوق والواجبات على قاعدة المواطنة، وعودة المهجَّرين إلى العراق. كما تطرّقوا إلى أهمّية قيام الدولة المدنية، دولة القانون والمؤسّسات، وضرورة احترام جميع المواطنين بدون أيّ تمييز. وأبدى البطاركة ارتياحهم لما سمعوه خلال الزيارتين من تأكيد على أنّ المسيحيين ليسوا أقلّية بل مكوّن أساسي من مكوّنات العراق.
استمع الآباء إلى تقارير عن أعمال اللجان والمجالس والهيئات المعني بها المجلس، وقرّروا عقد المؤتمر المقبل في بطريركية الأقباط الكاثوليك، في القاهرة، مصر، ما بين 25 و29 نوفمبر 2019، بضيافة غبطة البطريرك ابراهيم اسحق سدراك، تحت عنوان “الإعلام في خدمة الإنجيل”
+ كلمة غبطة البطريرك ساكو في إفتتاح مؤتمر بطاركة الشرق الكاثوليك بغداد، العراق
الأثنين 26 نوفمبر 2018
أصحاب الغبطة والنيافة والسيادة،
انعقاد هذا المؤتمر لبطاركة الشرق الكاثوليك السادس والعشرين، ولأول مرة في العراق، له مغزى عميق ووقع على وجودنا المسيحي في هذه الظروف الصعبة والتحدّيات غير المسبوقة في نوعها. ان قدومكم الينا كرؤساء وآباء كنائس عريقة لهو حقاً تعبير قوي عن تضامنكم معنا، ووقوفكم الى جانبنا، في كل ما عانيناه ونعانيه من اضطهاد وقتل وتشريد وتهجير وهجرة. مجيئكم يشجـّع النازحين على العودة الى ديارهم ويشحن رجاءنا في البقاء والتواصل، والاحتفاظ بايماننا وهويتنا وأخلاقنا وتقاليدنا ولغتنا.
شدد البابا فرنسيس في كلمة افتتاح سينودس الأساقفة بروما من 3-28 تشرين الأول 2018 حول الشباب وتمييز الدعوة، على أهمية: أن “يوقظ السينودس قلوبنا!”، ليكون “مثمراً بشكل كبير لإشاعة الرجاء”. وكذا الحال في مؤتمرنا هذا، فدعوني أتمنى ان يكون لقاؤنا هذا منعطف نعمة وبركة غزيرة للمسيحيين ولمواطنينا في هذا الشرق المتألم، ورجاءً بمستقبل أفضل للسلام والاستقرار، وبمجتمع اكثر ازدهاراً.
تدعونا اليوم الضرورة القصوى، إلى بلورة رؤية مسيحية مشرقية موحدة تخطط لاستراتيجية الحفاظ على وجودنا ودورنا. علينا ان نكون اقوى من الانقسام، وان نرفع الحواجز النفسية والتاريخية ونحترم الاختلاف في الرؤى والأفكار، والذي هو أمرٌ طبيعي، فنحقق وحدة كنائسنا الضرورية والمصيرية، والتي فضلاً عن كونها استجابة لأمنية يسوع المسيح (يوحنا 17/27)، فإنها سوف تساعدنا على بلوغ حضور اكثر تاثيراً على المستقبل، خصوصاً في هذه الظروف، حيت نواجه تحديات ضاغطة، منها على سبيل المثال، لا الحصر، الهجرة والاكثر جسامة في هذه التحدّيات هو التطرف الديني.
ثمة خبرة بديعة في العهد القديم عن لاهوت “التهجير – السبي” والعودة والبناء. هذه النصوص تحتوي على تراث غني مفيد لتطوير روحانية موحية وخصبة قادرة على دعم المهجّرين في العراق وسوريا وفلسطين في عملية عودتهم الى ديارهم.
لقاؤنا هذا هو دعوة لكل الكنائس في المنطقة ان تتعاون على بلورة لاهوت المهجرين والمهاجرين، ولاهوت العودة والاحتفال بعملية البناء والتجديد. هذا اللاهوت – الروحانية ينطلق من الرجاء المسيحي، الذي يمثل نقاط الضوء التي ينبغي ان تكبر وتنتشر وان نتمسك بها.
كما ان هذا المؤتمر هو في ذات الوقت، رسالة الى العراقيين وشعوب المنطقة العربية لمناهضة التعصب وتعزيز الحوار، وإشاعة قيم السلام والمواطنة وترسيخ مبادئ العيش المشترك من خلال الاعتراف بالآخر وقبوله واحترام خصوصيته، هذاه الثقافة التي تكاد تخلو منها مجتمعاتنا في المنطقة.
وضمن أجواء التجدد الحقيقي في سبيل غد أفضل، لنا الأمل الوطيد بالحكومة العراقية الجديدة التي تشكلت حديثاً، بأن تضع في أولوياتها خطة عملية جادّة للمصالحة المجتمعية وستراتيجية لبناء دولة المواطنة والقانون والمساواة وتوفير الخدمات فيعيش العراقيون بحرية وكرامة وعدالة اجتماعية.
وأريد أن أختم كلمتي بطلب تلميذي عماؤس من الرب “ليمكث معنا، فقد حان المساء ومال النهار” ( لوقا 24/29). وشكرا.
بطاركة الشرق الكاثوليك يستهلون يومهم الثاني من مؤتمرهم في بغداد بقداس إلهي بحسب الطقس القبطي يترأسه غبطة البطريرك الانبا ابراهيم :
إستهل بطاركة الشرق الكاثوليك اليوم الثاني من مؤتمرهم السادس والعشرين المنعقد في البطريركية الكلدانية- بغداد- العراق فى ضيافة البطريرك الكردينال مار لويس روفائيل ساكو بإقامة القداس الإلهي في كنيسة البطريركية إحتفل به بحسب الطقس القبطي ترأسه غبطة ابينا البطريرك الانبا إبراهيم إسحاق سدراك. شارك في القداس اصحاب الغبطة البطاركة : الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، يوسف العبسي، كريكور بدروس العشرون، المطران وليم شومالي ممثلا المدبر البابوي لكنيسة اللاتين في اورشليم، المطران باسيليوس يلدو المعاون البطريركي في البطريركية الكلدانية وٱباء كهنة في حضور المطرانين جان سليمان وشليمون وردوني، الامين العام لمجلس كنائس الشرق الاوسط الدكتور / ثريا بشعلاني، و اخوات راهبات، المسؤول الاعلامي في البطريركية المارونية المحامي وليد غياض، الإعلامية ليا عادل معماري من قناة تيلي لوميار ونورسات.
وبعد تلاوة الإنجيل المقدس الذي حمل عنوان” المشي على ماء البحيرة”.
القى غبطة البطريرك إبراهيم إسحاق عظة قال فيها:” ان فرحتنا عظيمة لأننا نعيش مع بعضنا البعض خداما للكنيسة ولكن الأهم في لقائنا هذا هو الخبرة الروحية الإنسانية والرعوية حيث من خلالها نصل الى المسيح.
وتابع، نتحد اليوم مع كنيسة العراق والبطريرك مار لويس روفائيل ساكو وهذا الاتحاد يحمل عنوان التضامن والشهادة والقيامة.
واضاف، لقد تأثرنا بلقاء شبيبة بغداد، هذه الشبيبة المباركة التي تؤكد البذار الصالحة التي تنتجها مؤسسة العائلة.
واكد غبطة البطريرك الانبا إبراهيم أننا بدون المسيح نحن عاجزون وضعفاء وعلينا ان نخصص وقتا” للصلاة لأننا بحاجة لسماع صوت المسيح.
وفي الختام، رفع غبطته الصلاة من اجل شعوب العالم والشرق الجريح ورعاة الكنائس من اجل تحقيق الخدمة والخير العام”.
اليوم الثاني الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٨ كان عنوان لقاء اليوم ” امكث معنا فقد حان المساء و مال النهار)” (لوقا ٢٤ : ٢٩) تقابل اصحاب الغبطة البطاركة مع شبيبة بغداد في كاتدرائية مار يوسف الكلدانية بخربندة و ذلك بالتنظيم مع لجنة الشبيبة الكاثوليكية ببغداد ، و قد تضمن برنامج اليوم خبرة حياة شاب و شابة و تم عرض فيديو قصير مصور كرسالة من الشباب الي اصحاب الغبطة البطاركة، فترانيم قصيرة و ترتيلة اتبعك حتي الصليب تلاها اسئلة من الشبيبة الي اصحاب الغبطة البطاركة حول اوضاع الشباب في ظل الظروف التي تعيشها العراق من ثم كلمات من اصحاب الغبطة بطاركة الشرق الكاثوليك للشبيبة و كصلاة للختام تم ترتيل صلاة الابانا مع تشابك الايدي و اعطاء البركة الختامية من قبل البطاركة للشبيبة.
و علي اثر ذلك تم توجيه سؤال من شاب الي غبطة البطريرك الانبا ابراهيم اسحق بطريرك الاسكندرية للأقباط الكاثوليك بمصر محتواه هو كيفية العمل بفاعلية في الدولة و اهمية الدور الاجتماعي و السياسي للكنيسة ، و قد علق غبطته مجيبا علي السؤال : ” ن دور الكنيسة هو ان تكون للشعب و للناس و لتغيير الواقع المعاش يجب البدء بتغيير الذات لأنه اوقع من محاولة تغيير الآخر ، كما تهتم الكنيسة بدورها الاساسي و هو اعلان الحق و الدفاع عن حقوق المحتاجبن و المظلومين و التشبه بيسوع المسيح المثل الاعلي فهي تنتمي الي يسوع المسيح بشكل مباشر ، و اضاف غبطته ان حينما بأخد الطفل المعمد سر الميرون فى العماد يصبح بالفعل عضوا في الكنيسة و التي هي جزء من المجتمع و دوره هو تفعيل عضويته في الكنيسة و المجتمع عن طريق تكوين فكر واضح و معرفة تعاليم الكنيسة الاجتماعي و الذي يتوفر في كتاب do cat بطريقة مبسطة و ايضا التمييز و الثقافة ، فليس علي المؤمن ان يكون ذو منصب ليكون فعال في المجتمع و لكن كلا منا في مكانه لديه رسالة لتفعيل دوره في الكنيسة و المجتمع.”
تصريح غبطة البطريرك الانبا ابراهيم لقناة نورسات :
أكد غبطة البطريرك الانبا ابراهيم إسحاق سدراك أن اجتماع مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك في بغداد كان من صلب اهتمامات بطاركة الشرق الكاثوليك الذين ارادوا هذا الاجتماع على ارض العراق دعما لشبيبة وكنيسة العراق ولكل الشعب العراقي السمح والمضياف
واضاف غبطته ، طغت على اللقاء جملة موضوعات تتعلق بشؤون الشبيبة ومسألة الوجود المسيحي في المنطقة لكن الأجمل في لقاء مجلس البطاركة هو لقاء شبيبة بغداد، الشبيبة التي تحدثت بعفوية وبراءة وجرأة عن تحديات وجودها وتطلعاتها المستقبلية التي لاقت أجوبتها في جعبة أصحاب الغبطة البطاركة
وعن الوضع في جمهورية مصر العربية قال غبطته:” إن مصر مستهدفة بالكامل ويا ليت المسؤولين يتخذون موقفا يعلنون خلاله اسم من يرتكب تلك الافعال الارهابية التي تهدد كل الشعب المصري من مسيحيين ومسلمين، لأن الشعب المصري اكتفى من المعاناة الاقتصادية والمعيشية ولم تعد لديه قدرة على استيعاب المعاناة الإنسانية
ويأمل غبطته أن يأتي عيد ميلاد السيد المسيح حاملا الى الشرق ولمصر الحبيبة كل الٱمال والسلام المنشود.
رسالة اصحاب الغبطة بطاركة الشرق الكاثوليك إلى قداسة البابا فرنسيس :
بعث أصحاب الغبطة بطاركة الشرق الكاثوليك، برسالة إلى قداسة البابا فرنسيس، بمناسبة انعقاد مؤتمرهم الـ 26 في بغداد للفترة من 26 الى 30 نوفمبر في بغداد، وفيما يأتي نصها
قداسة الحبر الأعظم، البابا فرنسيس
” إذ نحن مجتمعون في البطريركيّة الكلدانية – بغداد العراق في مناسبـة انعقاد مؤتمرنا السنوي السادس والعشرين من الإثنين 26 إلى الجمعة 30 نوفمبر 2018، تحت عنوان: «الشبيبة، علامة رجاء في بلدان الشّرق الأوسط». نحن، بطاركة الشّرق الكاثوليك، نفكّر معًا حول دور الشباب وشهادتهم ورسالتهم في هذه المنطقة المضطربة من العالم والتوّاقة إلى العدالة والسلام، راغبين في أن تكون صدى لصوت سينودوس الأساقفة من أجل الشباب، في انتظار الإرشاد الرسولي
نشكر لقداستكم على عقد هذه الجمعيّة العموميّة العادية : «الشباب، الإيمان وتميز الدعوات»، الذي نرجو أن نجني ثماره في كنائسنا.
فيما ندرك ما تواجهون من مصاعب، نسأل الله أن يحقق جميع نواياكم من أجل خير الكنيسة والبشرية جمعاء
ونعرب إلى قداستكم عن عواطف إتحادنا بكرسي بطرس؛ ونؤكّد لكم صلواتنا الحارّة من أجل خدمة قداستكم، ملتمسين بركتكم الرسوليّة لكنائسنا وبلداننا في الشّرق الأوسط.”
البيان الختامي للمؤتمر السادس والعشرين لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك
بغداد (العراق)، 26 – 30 نوفمبر 2018
استمع الآباء البطاركة إلى تقارير عن أعمال اللجان والمجالس والهيئات المعني بها المجلس، وقرّروا عقد المؤتمر المقبل في بطريركية الأقباط الكاثوليك، في القاهرة، مصر، ما بين 25 و29 نوفمبر 2019، بضيافة غبطة البطريرك ابراهيم اسحق سدراك، تحت عنوان “الإعلام في خدمة الإنجيل واختُتم المؤتمر بقداس احتفل به البطاركة في كاتدرائية مار يوسف في بغداد، شارك فيه جمهور غفير من المؤمنين
وفي ختام المؤتمر، أصدر الآباء البطاركة البيان التالي
أوّلًا، الشبيبة علامة رجاء في بلدان الشرق الأوسط أيّها الشبّان والشابّات الأعزّاء: لقد شاركنا في السينودس الخاص الذي دعا إليه قداسة البابا فرنسيس حول “الشبيبة: الإيمان وتمييز الدعوات”، وخرجنا بتوصيات عديدة تخص رسالتكم في الكنائس والمجتمعات، وتابعنا في بغداد مسيرتكم حول موضوع الشباب، وغمرنا فرح عظيم وفخر كبير لدى احتفالنا بأمسية الصلاة مع شبيبة بغداد، في كاتدرائية مار يوسف للكدان، حيث أصغينا إلى خبرات الشباب وتساؤلاتهم وهمومهم وهواجسهم وتطلّعاتهم
في ظلّ ما تعانونه من صعوبات وتحدّيات في خضمّ الأوضاع الراهنة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، وأمام نزيف الهجرة الذي يهدّد مستقبلكم والحضور المسيحي في الشرق برمّته، نعرب عن وقوفنا إلى جانبكم. وكما نشارككم الألم الحاضر عينه، نتطلّع معكم نحو غدٍ مشرق بزوغه مرهون بحضوركم، ونؤكّد لكم أننا سنعمل معاً في سبيل توفير مقوّمات صمودكم وثباتكم في أرضكم
وها نحن نردّد أمامكم ما قلناه لمؤمنينا في ختام الرسالة الراعوية الحادية عشرة التي أصدرناها في عيد العنصرة الماضي
“أثبتوا في إيمانكم وفي أوطانكم، وساهموا في بنائها… نحن عدد قليل، ولكنّنا “ملح ونور وخميرة”، ونحن كنيسة شهداء. كونوا مؤمنين محبّين بمثل محبّة الله لكلّ خلقه… وكونوا أقوياء بالمحبّة. وكونوا بناةً لأوطانكم مع كلّ مواطنيكم، مشاركين في كلّ الآلام والتضحيات، من أجل ترقّيها وازدهارها، كونوا في قلب بلادكم صنّاعاً لتاريخها مهما كانت قسوة الناس أو الأحوال” (رسالة بطاركة الشرق الكاثوليك 11، رقم 19)
ثانياً، الأوضاع الكنسية والسياسية ونداءات:
عرض كلّ واحد من الآباء البطاركة الأوضاع في بلاده، والصعوبات السياسية والإقتصادية والإجتماعية، والتطلّعات المستقبلية، وأوضاع المهجَّرين وإمكانية عودتهم إلى قراهم وديارهم، والعلاقة مع المنتشرين والتواصل معهم. ووجّهوا نداءات إلى أبنائهم وإخوتهم في بلدان الشرق الأوسط
في العراق
نثمّن الأجواء الإيجابية التي بدأت تسود في العراق بانتخاب رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب ومجلس الوزراء، ممّا يساهم في تعزيز بوادر الإستقرار التي نرجو أن تكتمل بتشكيل الحكومة الجديدة لتقوم بمهامها لما فيه خير الوطن بكلّ مكوّناته. وإذ نترحّم على أرواح الشهداء ونسأل الشفاء للجرحى، نؤكّد على ضرورة اقتلاع الفكر الداعشي الظلامي من النفوس والخطابات، ونطلب من المسؤولين في العراق العمل يداً بيد لنهضة البلد وتطوّره. كما نحثّ أبناءنا وبناتنا على التشبّث بأرضهم والمحافظة على إرث آبائهم وأجدادهم رغم الصعوبات والتحدّيات، فهذه بلادنا وفيها تاريخنا وحضارتنا وثقافتنا
في سوريا
نعرب عن ارتياحنا لما آلت إليه الأوضاع في سوريا من استقرار شمل معظم أرجاء الوطن، حيث عادت الحياة إلى طبيعتها، راجين أن يشمل هذا الإستقرار ربوع سوريا كلّها، ومطالبين المسؤولين وجميع مكوّنات الوطن بشبك الأيدي وإعادة بناء سوريا مزدهرة ومتطوّرة، مبنية على الإحترام المتبادل بين الجميع، مترحّمين على أرواح الشهداء، وطالبين الشفاء التامّ للجرحى. كما نناشد جميع أصحاب القرار بالعمل الجادّ لعودة النازحين والمهجَّرين إلى ديارهم، لما في ذلك من أثر بالغ في صون الوحدة الوطنية، حتى تبقى سوريا أرض السلام والحرّية والكرامة
في لبنان
نهنّئ اللبنانيين بالإنتخابات النيابية التي أجريت في شهر أيّار/ مايو المنصرم في جوّ من الحرّية والديمقراطية، ونطالب المسؤولين بتشكيل الحكومة الجديدة في أقرب وقت ممكن، متعالين عن كلّ مصلحة شخصية أو فئوية، لتسير عجلة الدولة وفق ما يتناسب وحاجات المواطنين، في ظلّ الظروف الإقتصادية الصعبة التي يرزح لبنان تحت وطأتها. كما نشكر الدولة اللبنانية بكلّ مكوّناتها على استقبال النازحين من بلادهم في العراق وسوريا رغم المصاعب الإقتصادية التي يعانيها لبنان، مشدّدين على ضرورة عودتهم إلى أرضهم ووطنهم من أجل المحافظة على حقوقهم المدنية وعلى حضارتهم وثقافتهم. ونؤيّد المساعي لإعلان لبنان مركزاً دولياً لحوار الأديان والحضارات
في فلسطين
نؤكّد تضامننا مع الشعب الفلسطيني الذي لا يزال يئنّ تحت وطأة الإحتلال ويتوق إلى فجر الخلاص والإستقلال، فالأوضاع يلفّها الجمود، لكنّنا نطالب الأسرة الدولية بإقرار الدولة الفلسطينية ضمن قيام الدولتين، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم. ونجدّد رفضنا الكامل لقرار إعلان القدس عاصمةً لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها وجعل اسرائيل دولة قومية لليهود
في الأردن
نقدّر الاستقرار القائم في المملكة الهاشمية الاردينة ونتمنى النجاح في مواجهة التحدّيات المتنوعة، مؤكّدين تضامننا مع جميع المواطنين في حياتهم واستقرارهم وعيشهم المشترك. كما نثمّن الجهود المبذولة لخدمة اللاجئين والمهجَّرين، وبالأخص من سوريا والعراق.
في مصر:
نقدّر حجم التحديات ونثني على الجهود المبذولة لتجديد الخطاب الديني والسعي لتحديث المناهج المدرسية في مصر، بما يضمن المساواة وبناء المستقبل على أساس المواطنة وروح الإخاء بين جميع المصريين. ونجدّد تضامننا مع عائلات الشهداء، مؤكّدين أنّ مصر ستبقى عنواناً للإنفتاح والصمود في وجه كلّ تطرُّف. ونؤيّد كلّ المساعي التي تؤول إلى تحسين أوضاع المواطنين والنهوض بالإقتصاد كي ينعم الجميع بحياة كريمة
نداء عام
نتوجّه إلى المسؤولين المدنيين في شرقنا لنؤكّد لهم أنّ مسيرة بلداننا ومستقبلها الحضاري، لا ولن يتحقّقا إلا باحترام حقوق جميع المواطنين حسب “شرعة حقوق الإنسان” التي سنّتها منظّمة الأمم المتّحدة قبل سبعين عاماً، وهي شرعةٌ تفرض على جميع الدول الأعضاء واجب تأمين الحرّيات المدنية والدينية للمواطنين كافةً. والحقيقة كما ينبّهنا قداسة البابا السابق بنديكتوس السادس عشر أنه: “إن السلام والعدالة في عالمنا لا يتحققان إن لم تُحترَم الحرّيات الدينية للجميع.”
إنّ إيماننا المشترك بالإله الواحد، خالق الكون ومدبّره، يوحّد قلوبنا ويشركنا في بناء الوطن الواحد في العيش الفاعل والمتفاعل، والمؤسَّس على مبدأ المواطنة الواحدة. إنها حضارة المحبّة، التي يدعونا إليها اليوم شهداؤنا وجرحانا، فلا نخيّب أملهم. على مثالهم لنكن “صانعي السلام”، فنستحقّ أن نُدعى “أبناء الله.
خاتمة
من أرض العراق المباركة، بلاد الرافدين، التي تعمّد ترابها بدماء شهدائنا وشهيداتنا الأبرار، والتي تعبق بعطر الشهادة للرب يسوع ولإنجيل المحبّة والفرح والسلام، والإستشهاد حبّاً بالمعلّم الإلهي ، وفي هذه الأيّام المقدسة ونحن نستعدّ للإحتفال بعيد ميلاد الرب يسوع المسيح ونهاية عام 2018 وبداية العام الجديد 2019 الذي نرجوه مباركاً وملؤه السلام والأمان، نجدّد مشاعر المحبّة الأبوية وعواطف التضامن والتعاضد مع أبنائنا في الشرق الذين يؤدّون الشهادة للرب يسوع وسط عالم مضطرب تتلاطمه الأمواج العاتية مهدّدةً وجودهم، ونمنحهم جميعاً بركتنا الرسولية، مذكّرينهم بقول معلّمنا الإلهي: “لا تضطرب قلوبكم ولا تجزع”، وبتأكيد مار بولس رسول الأمم: “إن كان الله معنا فلا أحد يقدر علينا”، فنحن “بدون الرب لا نستطيع أن نفعل شيئاً”، “ومن يتّكل عليه لا يخيب.
كلمة غبطة ابينا البطريرك إبراهيم إسحق فى ختام اعمال مؤتمر مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك
” أن مؤتمر اعمال مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك السادس والعشرين كان بمثابة حج الى العراق، هذا البلد بكل مكوناته واراضيه وقراه يشبه الأراضي المقدسة. مؤكدا ان المؤتمر انتهى لكن التضامن مع الشعب العراقي وحضارته وثقافته لم ينته والعراق سيعود افضل مما كان.”
.