“أولا تحرزوا لأنفسكم من خمير الفريسيين الذي هو الرياء”
تأمل في قراءات الأثنين، 14 أكتوبر 2013 – 4 بابة 1730
الاب بولس جرس
“وفيما هو يكلمهم بهذا ، ابتدأ الكتبة والفريسيون يحنقون جدا ، ويصادرونه على أمور كثيرة وهم يراقبونه طالبين أن يصطادوا شيئا من فمه لكي يشتكوا عليه وفي أثناء ذلك ، إذ اجتمع ربوات الشعب ، حتى كان بعضهم يدوس بعضا ، ابتدأ يقول لتلاميذه : أولا تحرزوا لأنفسكم من خمير الفريسيين الذي هو الرياء فليس مكتوم لن يستعلن ، ولا خفي لن يعرف لذلك كل ما قلتموه في الظلمة يسمع في النور ، وما كلمتم به الأذن في المخادع ينادى به على السطوح ولكن أقول لكم يا أحبائي : لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ، وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر بل أريكم ممن تخافون : خافوا من الذي بعدما يقتل ، له سلطان أن يلقي في جهنم . نعم ، أقول لكم : من هذا خافوا أليست خمسة عصافير تباع بفلسين ، وواحد منها ليس منسيا أمام الله بل شعور رؤوسكم أيضا جميعها محصاة . فلا تخافوا أنتم أفضل من عصافير كثيرة وأقول لكم : كل من اعترف بي قدام الناس ، يعترف به ابن الإنسان قدام ملائكة الله ومن أنكرني قدام الناس ، ينكر قدام ملائكة الله وكل من قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له ، وأما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له ومتى قدموكم إلى المجامع والرؤساء والسلاطين فلا تهتموا كيف أو بما تحتجون أو بما تقولون لأن الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب أن تقولوه ” (لوقا 11 : 53 – 12 : 12).
حياة المسيحي في العالم دعوة خاصة جداً، فالمسيحي يجب أن يكون بحياته وسلوكياته وموته، شهادة ورسالة واضحة المعالم إلى هذا العالم الذي ينطق بمفاهيم قاسية ويتكلم بلغة غريبة ويقيس بمعايير تخالف تماما ما خلقه الله لأجله. …لذا تختلف حياتنا كمسيحيين وتتناقض مع مبادئ هذا العالم تناقضاً جوهريا فهي:
حياة بساطة ترفض كل أنماط المظاهر والشكليات
حياة طهارة تأبي ان تتلامس مع كل ما هو ملوث
حياة عفاف تنأى بنفسها عن كل ما هو دنس
حياة صدق تنتفض رافضة كل ما هو كذب
حياة تُعاش في الشفافية والنقاء والبراءة
لذا تستبعد وترفض وتنبذ كل توافق مع أي تزوير وزيف ورياء…
فحيث يسعى العالم إلى المجد الباطل
يسعى المسيحي إلى مجد أبيه السماوي
وحيث يتباهي العالم بمنجزاته المادية
يفتخر المسيحي بتواضع بسعيه الروحي نحو الكمال
وحيث يلهث العالم لإمتلاك الخيرات المادية واكتنازها
يسعي هو للوصول للفضائل لإمتلاك الكنز السماوي
وحيث يفخر العالم بغزوه للفضاء،
يفتخر المسيحي بحمله للصليب
وحيث يثمن العالم الموضة ويشجع الاختراع،
يقدس المسيحي البساطة ويتعانق مع الفقر ويحتضن الفقراء
وحيث تقاس قوة الأمم بمدى تقدمها في العلوم والتكنولوجيا،
تقاس قوة المسيحي بمدى تجذره في القيم الإنجيلية
وحيث يعتقد الناس أن تحقيق الرفاهية و العيش في الترف هما الهدف من الحياة،
يؤمن المسيحي أن الحق والعدل والحب والمساواة هم الهدف
وحيث يختار الناس الدرب الواسع والطريق الرحب ويلجون الأبواب المتسعة،
يسعى هو في الدرب الصعب ويحاول الدخول من الباب الضيق
وحيث يخشى الناس الاقتراب من الفقر ويحاربونه ويسعون للفكاك من دائرته
يقبله المسيحي ويختاره الراهب نذرا أبديا ويُعاش بفرح كبير
وحين يتمرد الجميع صارخين بحقهم في الحرية وكسر كل قيد،
يتنازل هو عن حريته طوعا واختيارا كي يربح المسيح
وحين يغرق العالم في افكار الإنحلال الخلقي ويشجع الإباحية الجنسية
يعانق المسيحي العفة حتى في حياته الزوجية
حقا إن المسيحي لكائن مختلف عن عالمه او هكذا ينبغي ان يكون ويسألني الناس وأتساءل أنا ذاتي إلى متى سيطول الخلاف؟ وتأتيني الإجابة إلى الأبد! وذلك لسبب بسيط “لو كنتم من العالم لأحبكم العالم، لكنكم لستم من العالم لهذا يبغضكم العالم”
– عزيزي هل يبغضك العالم……؟ متى ولماذا….؟
رفيق تأملى، هل تبغض أنت هذا العالم، عالم الظلمة والرياء أم أنت جزء منه؟