ألقى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغر محاضرة بعنوان “تعزيز ثقافة السلام” وذلك في “جامعة صوفيا” بالعاصمة اليابانية طوكيو، مع العلم أن المسؤول الفاتيكاني بدأ زيارته لليابان في السابع والعشرين من كانون الثاني يناير الماضي وأنهاها هذا الجمعة. المطران غالاغر خاطب أساتذة وطلاب هذه الجامعة التابعة للرهبنة اليسوعية وتطرق إلى مواضيع عدة أبرزها موضوع السلام. وأكد سيادته أن المعنى الحقيقي للسلام، بالنسبة لعقيدة الكنيسة الكاثوليكية، هو “الفضيلة الناشطة” التي تتطلب التزام كل شخص والجسم الاجتماعي كله.
اعتبر المطران غالاغر أن السلام، وقبل أن يتمثل في العيش المنظّم بين الشعوب، ينبغي أن يحمي الناس من الأسباب التي يمكن أن تُشعل الحروب. لذا فإن السلام يستمد جذوره من العدالة التي هي من حق كل إنسان. من هذا المنطلق، انتقل أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول إلى الحديث عن ثقافة السلام التي تتمثل قبل كل شيء في نبذ الحرب واللجوء ـ بلا كلل ـ إلى طريق التفاوض من أجل حل الصراعات. واعتبر أن ثقافة السلام قادرة على تقديم الحلول إزاء المشاكل الأخرى والأعمال الإرهابية التي تزعزع حياة الأشخاص والجماعات.
وتحدث المسؤول الفاتيكاني عن ضرورة الانتقال من السلام السلبي ـ أي غياب الحرب وحسب ـ إلى مفهوم السلام الإيجابي الذي يتطلب الالتزام في مجال التنشئة والتربية والدراسة والحرية الفكرية وحرية الدين والاستنكاف الضميري. وأكد سيادته أن ثقافة السلام تعني أيضا حق النازحين واللاجئين بسبب الحرب أن يستعيدوا أملاكهم، وتتطلب أيضا مواجهة مشكلة الأشخاص المفقودين في زمن الحروب والصراعات المسلحة. وأكد أنه لا يحق لأي شخص أو مجموعة بشرية أن يدوسوا على كرامة وحقوق باقي الأشخاص والجماعات.
في ختام محاضرته شاء المطران غالاغر أن يسلط الضوء على الإسهام الذي يمكن أن تقدمه الديانات في إطار البحث عن السلام معتبرا أن هذه الديانات مدعوة إلى إعداد الدرب أمام مستقبل من السلام ينعم به الجميع. وختم مستشهدا بكلمات البابا الراحل يوحنا الثالث والعشرين الذي دعا في رسالته العامة “السلام في الأرض” شعوب المسكونة كافة إلى عيش الأخوة كي تتفتح في الأرض براعم السلام الذي يتوق إليه الجميع.
عن راديو الفاتيكان