إعداد مراسل الموقع من القاهرة – ناجى كامل- نقلا عن موقع اليتيا
تتطرق الوثيقة الى وضع العائلات في العالم على تنوعه من العائلات العادية التي تضم رجلاً وامرأة الى الأسر ذات المعيل الواحد وتعدد الزيجات والزيجات المختلطة، إلخ.
ووافق السينودس (مجمع الكرادلة والبطاركة والاساقفة من مختلف دول العالم ويعاونون البابا في تدبير شئون الكنيسة ) على وثيقة من ٩٤ نقطة تتضمن الاقتراحات التي يرفعها السينودس الى الحبر الأعظم لكي يأخذ بعين الاعتبار الجوانب الأنسب منها خاصةً وان السينودس يُعتبر هيئةً استشارية للبابا. ووافقت اللجنة العشرية على الوثيقة الختامية بالاجماع معترفةً بالملاحظات الـ٢٤٨ التي ضمتها وثيقة العمل والمنشورات اللغوية الـ١٣.
وانطلاقاً من هنا، نسلط الضوء على المفاتيح العشرة الأساسية التي وردت في الوثيقة الختامية لسينودس العائلة. وجدد الأساقفة التأكيد على أولوية البابا على الكنيسة كلها وأشارت الوثيقة الختامية الى ان السينودس كان سينودس رعوياً لا عقائدياً.
المفاتيح العشرة
تتطرق الوثيقة الى وضع العائلات في العالم على تنوعه من العائلات العادية التي تضم رجلاً وامرأة الى الأسر ذات المعيل الواحد وتعدد الزيجات والزيجات المختلطة، إلخ.
١- يدافع السينودس عن العائلة على اعتبارها “خلية المجتمع الأولى والحيوية” والناتجة عن اتحاد رجل بامرأة من خلال الزواج إضافةً الى الأبناء والأجداد. وبالتالي، يرفض انواع الارتباط الآخرى التي لا يمكن اعتبارها “زواج” كزواج المثليين إذ خلق اللّه الرجل والمرأة، كما يقول سفر التكوين، كأساس الخليقة البشرية. لكن، وفي جميع الأحوال، من الواجب احترام المثليين وكرامتهم والانتباه لتلافي أي نوع من الوصمة التمييزية الجائرة. ومن الواجب أيضاً مساعدة العائلات التي تضم في صفوفها فرداً يعاني من ميل مثلي. فشلت “ايديولوجية النوع البشري” لنكرانها الفرق الطبيعي بين الرجل والمرأة” ولافراغها القاعدة الأنثروبولوجية للعائلة واقتراح مجتمع خالٍ من الفوارق بين الجنسَين. ترفض الكنائس الضغوطات الخارجية التي تتعرض لها من أجل القبول بزواج المثليين.
٢- على المسيحيين اكتشاف “جمال الزواج والعائلة” من خلال أمثلة العائلات المسيحية التي تعيش دعوتها وتهتم بالآخرين على اعتبارهم هبة من اللّه. وثمّن السينودس دور العائلات التي لم تتخلى عن خطة اللّه لها علي الرغم من جميع الصعاب فالتزمت بالزواج واهتمت بالأبناء واحترمت الأجداد. علي الدول والسلطات الرسمية حماية العائلة. ومن أجل تعزيز دور العائلة، من الضروري أن يتحضر أزواج المستقبل تحضيراً جيداً للزواج كما ومن الواجب تحصين الكهنة بالتدريب المناسب في شؤون الزواج والعائلة.
٣- تواجه العائلة تحديات عديدة ومنها التكنولوجيا الجديدة التي تُضعف افرادها غير الناضجين. يؤكد السينودس انه وعلماً بأن اللّه هو واهب الحياة، من غير الجائز التلاعب بالجينات والتقنيات البيولوجية التي تجعل الحياة “غير مرتبطة بالعلاقة الجنسية بين رجل وامرأة”. إن الحياة البشرية مقدسة منذ بدايتها واللّه وحده سيد الحياة منذ بدايتها حتى نهايتها. “لا يمتلك آحد حق تدمير حياة أي كائن بريء مهما كانت الظروف.” ويستشهد السينودس بالبابا فرنسيس القائل: “يُعتبر الانسان اليوم سلعة استهلاكية من الممكن استخدامه ورميه. أطلقنا ثقافة التجاهل وها نحن نروج لها.” كما وأدان حكم الاعدام.
٤- لا عودة عن الزواج لأنه ناتج عن “وفاء اللّه للعهد”. ان اهداف الزواج هي الحب المتبادل وانجاب الأطفال. ولا يرتبط حب الزوجَين بالقدرات البشرية بل بوفاء اللّه لهذا العهد بقوة الروح. وبالتالي، لا يساعد حباً نرجسياً، غير مستقر (تفرض عليه حياة جنسية بلا حدود) ومتغير الشخص على النضوج أكثر. وندد السينودس بالمواد الإباحية والدعارة واستغلالها. يتسبب الطلاق بتابعات خطيرة عند الراشدين والأطفال والمجتمع كله. إن الأطفال هم أكثر من يعاني من آثار الطلاق وعلى الكنيسة مرافقة الأزواج المنفصلين لكي يعاملوا بعضهم البعض باحترام ورحمة وذلك لمصلحة الأطفال خاصةً وتفادي تعذيبهم أكثر. لا يجب أن يكون الأطفال سبب خلاف بين الزوجَين وعلى الكنيسة مرافقة من تزوج بحكم الواقع أو حسب زواج مدني بصورة إجابية لكي يتمكنوا من تلقف الزواج.
٥- جدد السينودس التأكيد على منشور بولس السادس “الحياة البشرية” ورفض بكل قوة التدابير القسرية المؤيدة لوسائل منع الحمل والاجهاض وأيّد استخدام دورات الخصوبة الطبيعية (إن كان الزوجان موافقان) إذ تحترم جسد الزوجان وتزيد من الحنان بينهما وتعزز التعليم على حرية صادقة. “إن الأبناء هم هبة رائعة من اللّه وفرح الآباء والكنيسة.”
٦- من واجب الآباء تعليم الأبناء وتربيتهم على الإيمان ويُعتبر ذلك تحدياً أساسياً تواجهه عائلات اليوم. يؤكد السينودس على حق الآباء في اختيار المسار التعليمي الذي يريدونه لأولادهم حسب قناعاتهم. إن الآباء هم المسؤولون عن تعليم أبنائهم وعليهم بمساعدتهم أيضاً على انضاج إيمانهم والشعور بالمحبة تجاه القريب. ويدعم السينودس المدارس الكاثوليكية مشيراً الى ان هذه المدارس هي الوحيدة المتاحة في بعض البلدان لأبناء العائلات الفقيرة مقدمةً بديلاً للفقر.
٧- لا تسمح الكنيسة بحالات العنف المنزلي التي تؤثر خاصةً بالأكثر ضعفاً مثل النساء والأطفال. ويطلب السينودس، في هذا السياق، دعم القضاء من أجل صد المعتدين وحماية الضحايا كما ينبغي. ترافق الكنيسة الشريك المتروك والعائلات التي غاب عنها المعيل لفترات طويلة ومنها لضرورة الخدمة العسكرية. وترافق أيضاً العائدين من الحرب والذين يعانون من عوارض ما بعد الصدمة ومن مشاكل نفسية عديدة.”
٨- من الواجب ادماج المطلقين والمتزوجين مدنياً ثانيةً في الجماعات المسيحية بطرق متعددة متفادين أي نوع من أنواع الفضائح. من الممكن لهم المشاركة في أنشطة كنيسية عديدة وعدم الشعور بأنهم “مطرودين”. ويُعتبر هذا الاندماج ضرورياً لتعليم الأطفال المسيحي وهو الأهم. وحدد السينودس سلسلة من الشروط لكي يكون هذا الاندماج أكثر فعالية. سيتم النظر في الوضع غير النظامي وإذا ما كان الزواج من أساسه باطلاً. ومن ثم من الواجب العمل حسب الحالة انطلاقاً من التمييز الرعوي بعد تقديم المرافقة الرعوية المناسبة لهؤلاء للنظر الى جوهرهم ومسؤوليتهم الشخصية. ولذلك، ومن أجل ضمان عملية اندماج أفضل في الكنيسة، من الواجب تأمين شروط التواضع والتحفظ والمحبة للكنيسة وتعاليمها في البحث عن مشيئة اللّه. لم يتحدث السينودس صراحةً عن حصول المطلقين المتزوجين ثانيةً على الأسرار إذ ان السينودس كان سينودس رعوي لا عقائدي.
٩- من الواجب مرافقة العائلات خاصةً في الرعايا وضمن اطار الحركات والمنظمات الكاثوليكية وذلك في تدريب أفرادها على المستوى الروحي. نتعلم في العائلة قيّم محبة اللّه والكنيسة وعلى أفراد العائلات عيش حياة روحية من خلال الصلاة وقراءة الإنجيل والقراءات الروحية. ومن الواجب المحافظة في الرعايا على توازن بين رعاية الشباب ورعاية العائلة. واستعاد السينودس قول البابا بولس السادس: “ان الانفصال بين الإنجيل والثقافة هو ودون أدنى شك مأساة حقبتنا كما كانت الحال في الأزمنة الماضية.”
١٠- شملت وثيقة السينودس جميع العائلات وخاصةً أكثر العائلات احتياجاً إما لكونها فقيرة أو تعاني من مشاكل. وتطرق الى المسائل المرتبطة بكبار السن والترمل والنساء والرجال والأطفال والآبناء المتبنين والمهاجرين والمضطهدين. ورفض السينودس استغلال المرأة والأطفال والرجال في أعمال غير بشرية فيها عنف واستغلال جنسي. وأشارت الى ان موقع الأطفال هو أولاً في احضان الحياة العائلية والرعوية وبأن الأجداد هو الرابط بين الأجيال وضمانة التوازن النفسي وناقلي التقاليد والقيم ومرجع الشباب الباحثين عن جذورهم وهم غالباً ما يساهمون في نقل الإيمان