الميلاد رسالة سلام ومصالحة

الميلاد رسالة سلام ومصالحة

بطريركية الأقباط الكاثوليك

أبرشية بيروت المارونية

رعية القديس انطونونيوس الكبير

جديدة المتن

 

الميلاد

رسالة سلام ومصالحة

 

الأب انطونيوس مقار ابراهيم

راعي الأقباط الكاثوليك في لبنان

 

p.ishac.ibrahim@gmail.com

TL: 0096170975228

 

بيروت في 6 كانون الثاني

“يناير”2017

  

عندما ولد المسيح ظهر فجأةً جوق من الملائكة يسبحون ويقولون ” المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرّة”.

ونحن نصلّي في قدّاسنا ونقول أصلحت الأرضيّين مع السمائيّين، وجعلت الإثنين واحدًا.

نسأل السيد المسيح، في هذا العيد، بحقّ ميلاده المجيد، أن يحفظ بلادنا وشرفنا ويعيننا على تحمل الصعاب كي نعبر منها بسلام. لقاؤنا اليوم هو لقاء صلاة من أجل السلام لا سيّما في المناطق التي تشهد صراعًا دمويًّا ومريرًا وأعمالاً إرهابيّة وإجراميّة.

نصلّي من أجل الأمن والاستقرار وإعادة كرامة الإنسان وتعميق الإيمان الحقيقيّ بين الناس. من أجل المصالحة مع الله ومع بعضنا البعض لنتمكّن من لقاء الإنسان الآخر المختلف عنّا. من أجل نبذ التعصّب البغيض الذي يثير دائماً الخوف والقلق والاضطراب ويقتل في داخل الإنسان الحبّ والرجاء والإيمان ويغلقه على نفسه ويطفىء فيه الرغبة في رؤية ما يوجد في داخل الآخر من كنوز تبني الحياة وتُنمي الكرامة. نتذكّر في هذا العيد أنّ الله تنازل في كلمته وصار إنسانا ليعلن سموّ الإنسان، وسموّ دعوة الحياة البشريّة. إنّها فى الأساس دعوتُنا في هذا العيد للمصالحة الشاملة: مصالحة مع الله، مع القريب، مع ذواتنا.

نسأل الله في ميلاد ابنه يسوع: النور لمن هم في الظلام، والمعرفة لمن هم في الجهل، والرؤية الايمانية بالله والانسان لمن فقدوا مبادئهم والايمان بالله المحبة والسلام. وعلى صعيدٍ آخر، نتقدم بالتهنئة من الدولة اللبنانيّة والشعب اللبناني لأجل انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة وانطلاق عجلة الاستقرار والتقدّم لخير الإنسان. ونصلّي على نيّة فخامة الرئيس ميشال عون، كي يسدّد الله خطاه على دروب الحقّ.

يقول أبينا البطريرك إبراهيم في رسالته الميلاديّة لهذا العام ” جاء المسيح حقًا نورًا للعالم، من لحظة ميلاده إلى فجر قيامته. التجسّد هو فعل حبّ إلهيّ، بفضله نستطيع أن نلمس حضور الله في دقائق حياتنا اليوميّة. ما أحوج عالمُنا اليوم إلى التأمّل في ميلاد السيّد المسيح وحياته وتعاليمه، فالبشريّة في حاجة إلى صياغة جديدة للعلاقات بين الإنسان وأخيه الإنسان، علاقات تحترم كرامة كل شخص وتقدّس معنى الحياة. فهذا العالم في حاجةٍ إلى أن ينبذ العنف والقسوة والظلم، وأن يُرسيَ حقوقَ الشخصِ البشريَ، وأن تتعمّقَ في الأجيالِ الصاعدةِ ثقافةُ العدل والرحمة والسلام.

نشكر مَن حضروا ليشاركونا الصلاة وعلى رأسهم صاحب السيادة المطران بولس مطر رئيس أساقفة بيروت والمسؤول عن رعاية شؤوننا كأقباط كاثوليك إننا ياصاحب السيادة باسم ابينا البطريرك ابراهيم وابينا الكاردينال انطونيوس وأبناء الكنيسة القبطية الكاثوليكية في لبنان نشكر لكم حُسن رعايتكم لنا وتدبير شؤوننا الرعوية سائلين الرب أن يحفظكم في سلامٍ وأمانٍ كما ونتقدم سيادة المونسنيور توماس حليم المستشار البابويّ في السفارة الفاتيكانيّة بالجمهوريّة العربيّة السوريّة. وحضرة الأب الحبيب كرمي وليم سمعان وحضرات الآباء كهنة رعية مار أنطونيوس الكبير. وبإسمكم ياصاحب السيادة وياسعادة المونسنيور توماس نتقدم بالشكر ايضاً الى فخامة الرئيس ميشال عون الذي أوفد سعادة الأستاذ زياد شبيب محافظ بيروت ليشاركنا الصلاة كما نشكر فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي بعث لنا ببرقية تهنئة مع سعادة السفير الاستاذ نزيه النجاري الذي يشاركنا أيضا الصلاة ونشكر سعادة المستشار محمد حنفي والإستاذ القنصل وائل السيسي والأستاذ فاروق كما نشكر حضرة الشيخ سامي الجميل رئيس حزب الكتائب اللبنانية على تهنئته لنا بالعيد وقد أناب عنه الأستاذ إلياس حنكش عضو المكتب السياسي ونشكرحضرة الاستاذ أحمد ياقوت رئيس الجالية المصرية وأعضاء الجالية. والأستاذ إيلي التنّوري عضو مجلس بلديّة الجديدة السدّ ونتوجه بالشكر الى الإستاذ صالح حامد رئيس جمعية الفكر والحياة لحضوره معناونشكر حضرة الكولونيل كميل نجيم . نشكركم جميعاً أيها الإخوة والاخوات جميعهم. معكم وبكم اتوجه بخالص الشكر الى تلفزيون تيلي لوميير ونور سات إدارة وموظفين وعاملين وعلى رأسهم حضرة الأخ نور ومعاً نصلّي في هذا المساء المبارك ، متّحدين مع قداسة البابا الذي يصلّي من أجل وطننا العزيز في هذه الأوقات العصيبة التي تمرّ بها بلادنا .

نرفع صلاتنا متّحدين مع قداسة البابا تاوضروس الثاني، وكل أبناء الكنيسة في مصر، من أجل شهداء الحادث الإرهابيّ الغادر في الكنيسة البطرسيّة، وغيرهم من الشهداء الذين سقطوا في الأعوام الماضية، مؤمنين أنهم يشاركون القدّيسين في فرح الملكوت، كما نصلّي لكي يغمر الله قلوب عائلاتهم بسلامه وعزائه, وأن يمنح الشفاء لكلّ المصابين. نصلّي من أجل الأمّهات والآباء الذين يسهرون على تربية أبنائهم لبناء مستقبلهم، كما نبعث لأبنائنا في بلاد الانتشار رسالة محبة وسلام ونقول لهم أمام العالم إنّ مصر في طريق البناء والتقدّم، وإنّها خالدة بعرق أبنائها واتّحادهم ووعيهم لمسؤوليتهم، بشفاعة أمّنا مريم العذراء والقديسين جميعهم وصلواتهم.

نلتمس من الله أن يحفظ لنا حياة القائمين على شؤون الوطن جميعهم رئيسِنا المحبوب عبد الفتاح السيسي وفخامة الرئيس العماد ميشال عون ومعاونيهم الكرام، ويباركَ خطواتِهم من أجل تحقيق سلامة الوطن وتعزيزِ القيمِ الروحيّة والاجتماعيّةِ السامية. كما نصلي من أجل القائمين بأمانة على مسؤولية الوطن، على المستويات كافةً السياسيةِ والشعبيّةِ والأمنية من وزراء ونوّاب وجنود. حتّى يشرقَ فجرُ نهارٍ جديدٍ ومستقبلٍ واعدٍ بالمحبّة والسلام ،على أبناء الوطن كلِّهم. وليحفظْ اللهُ لبنانَ ومصرَ وبلدانَ الشرق والعالمِ كافّةً ودائماً في خيرٍ وأمنٍ واستقرار، وفي أخوّةٍ وحبٍّ وسلام.

ولدا المسيح هللويا

دايم دايم حضورك معنا يالله

وكل عيد وأنتم بالف خير