كتب : عصام عياد
أمضت آخوات جمعية راهبات ” الميردي ديو ” بديرهن الاقليمي بمنطقة جاردن سيتي بوسط المدينة يوما مبهجا حول الأخت ايفون فريج – من أبناء محافظة المنيا – التي احتفلت بتقديم نذورها الاحتفالية الدائمة بعد مسيرة طويلة من التكوين و الدراسات اللاهوتية و الانسانية و اللغات و الاعداد ، بين يدي سيادة المطران عادل زكي النائب الرسولي للاتين بمصر ، و امام الأخت جوليت الرئيسة العامة للرهبنة التي حضرت خصيصا من فرنسا ، و محاطة باخواتها الراهبات من مختلف الأديرة المنتشرة بالقاهرة و أوسيم بالجيزة و المنيا و الاسكندرية و لبنان ، و بين الأهل و الأقارب و الأصدقاء الى جانب أعضاء هيئة التدريس و الخريجات و طالبات المدرسة .
أقيمت الذبيحة الالهية بالكنيسة الملحقة بالدير يوم الأحد قبل الماضي بالتزامن مع زمن ” المجىء ” ، و ترأسها نيافة الحبر الجليل الأنبا أنطونيوس عزيز مطران ايبارشية الجيزة و الفيوم و بني سويف للأقباط الكاثوليك و شاركه في الخدمة لفيف من الآباء الكهنة الرعاة و الرهبان و الراهبات ، بمصاحبة كورال ” المدرسة و الآخوات الراهبات ” قيادة الأب بطرس دانيال الفرنسيسكاني .
قدمت الأخت ايفون التزامها الرهباني متخذة شعارا لها حسب ما سطره الوحي الالهي على لسان هوشع النبي الفصل الثاني و العدد 20 ” و أخطبك لنفسي بالأمانة فتعرفين الرب ” ( هوشع 2 / 20 ) ، حيث جاءت مراسيم النذور بعد العظة حسب الأصول المتبعة مردة كلمات ” ها أنا ذا ” و تلاوة طلبة ” جميع القديسين ” مقدمة حياتها بكل طواعية حبا للرب في طاعة كاملة و عفة دائمة و فقر حقيقي ، ثم البستها الأخت جولبت ” الخاتم ” رمزا للعهد الأبدي ، بعدها سلمها المطران عادل ” الصليب ” وسط فرحة الجميع ، و هنا استقبلتها الأخت جوليت و هي تتلو هذه الكلمات… ” أيتها الأخت ايفون لقد التحقت بصفة دائمة في جمعيتنا ، فليمنحك الرب روحه القدوس كي تثبتي في محبة يسوع و تعيشي مع اخواتك الراهبات في شركة و محبة و وئام و تفاهم تام ، و اخيرا لكي يجعلك تضحين بذاتك من غير حدود في تربية و تقويم النشىء حسب روح الأب أوليه مؤسس جمعيتنا و معونة أمنا مريم العذراء أم الله … آمين ” .
من جانبه تحدث المطران عادل زكي في عظة القداس عن أهمية ” المشورات الانجيلية ” في حياة الكنيسة … الفقر ، العفة ، الطاعة كأساس لنمو الدعوة الرهبانية و انطلاقا من نعمة العماد المقدس ، حياة عفة تامة منفتحة في ذات الوقت على محبة الله و الآخرين ، حياة فقر متواضعة على صورة السيد المسيح ” الذي لم يكن له موضع يسند رأسه اليه ” ، حياة طاعة منفتحة كحياة السيد المسيح الذي أطاع آباه السماوي حتى الموت ، و أضاف سيادته ان انفتاح الأخت ايفون لدعوة الله هي على مثال انفتاح مريم مع بشارة الملاك جبرائيل حسب ما دونه البشير لوقا من خلال النص الانجيلي الذي تلى على مسامعنا ” ها أنا آمة للرب ” ، و اختتم كلمته بالاشادة برسالة الاخوات الراهبات من خلال رسالة التعليم و الخدمات الرعوية المتنوعة ، و مهنئا للأخت ايفون بالتزامها التكريسي الدائم .
تجدر الاشارة الى أن روحانية رهبانية الميردي ديو ..ترتكز على استقبال ” الكلمة ” لاعلانها للملأ ، و كانت قد تأسست في سنة 1648 على يد الأب جان جاك أوليه في باريس برعية ” سانسلبيس ” لتربية الأطفال و بخاصة الأيتام و المحرومين من عاطفة الوالدين و هادفا الى تربيتهم تربية انسانية و مسيحية حقة فكانت انطلاقة رهبانية ” أم الله ” و اتخاذها الطريق الى الوجود ، و بعد انتهاء الثورة الفرنسية في سنة 1789 حرصت الأم ” دي ليزو ” على العمل على استمرارية الرهبانية ، و الرهبانية منفتحة على كل أشكال الرسالة و التي تتفق و دعوتها و ملبية لنداء المسيح .
و أسرة الموقع تهنىء الأخت ايفون بهذه الخطوة التكريسية الدائمة .. مع كل التمنيات القلبية برسالة مثمرة و خدمة منفتحة متجددة لمجد الرب و خدمة النفوس .