«باباوات الفاتيكان ومصر»..

«باباوات الفاتيكان ومصر»..

علاقات قوية في عهد «يوحنا» ومقاطعة بسبب تصريحات «بندكت»..

منذ تجليس البابا فرنسيس على الكرسى البطرسى للفاتيكان، نشر السلام والمحبة بين الجميع وجدد العلاقة مع الأزهر الشريف من خلال اللقاءات والحوارات المتبادلة بعد قطيعة دامت 5 سنوات بسبب تصريحات البابا بنديكت السادس عشر وهجومه على الإسلام بالشرق الأوسط، حتى جاء البابا فرنسيس ليعيد المودة والتواصل بين الجميع وأيضا الكنائس بالشرق الأوسط.

وتستعد الكنيسة الكاثولكية بمصر لاستقبال البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، يومي 28 و29 من الشهر الحالى بعد غياب دام 17 عاما عقب زيارة البابا الراحل يوحنا عام 2000 في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.

ووصل أمس، الاثنين، وفد من الفاتيكان لإعداد البرنامج النهائى مع الدولة والكنيسة الأرثوذكسية لتأمين الزيارة ومواعد اللقاءات الرسمية.

ومن المقرر أن يلتقى بابا الفاتيكان أثناء زيارته للقاهرة، بالرئيس عبد الفتاح السيسى بقصر الاتحادية والبابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، وفضيلة الإمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وجاءت تلك الزيارة بناءً على دعوة من الرئيس السيسى والبابا تواضروس وشيخ الأزهر لزيارة البابا فرنسيس إلى مصر، وتعد تلك الزيارة الأولى له منذ تجليسه على الكرسى البطرسي للكنيسة الكاثوليكة. 

ويرصد موقع “صدى البلد” أهم الزيارات لباباوات الفاتيكان إلى مصر وأهم اللقاءات التى جمعت البابا فرنسيس مع الرئيس السيسى والبابا تواضروس وفضيلة الإمام أحمد الطيب، حيث تعد الزيارة الأولى له والثانية لبابوات الفاتيكان، حيث قام البابا يوحنا بولس، بابا الفاتيكان السابق، بزيارة مصر في عام 2000، أي منذ 17 عاما.

البابا يوحنا بولس الثاني يزور مصر
زار البابا الراحل يوحنا الثانى القاهرة بناءً على دعوة من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك يوم 24 فبراير 2000، وكان في استقباله عدد من الوزراء ومسئولي الدولة، كما اصطفَّ لاستقباله آلاف من طلبة المدارس الكاثوليكية في مصر التي تبلغ 168 مدرسة كاثوليكية، أبرزها مدارس الراهبات، والجزويت، والفرير، والراعي الصالح، وسان جورج.

وبدأ البابا يوحنا الثاني برنامجه بمحادثات مع الرئيس محمد حسني مبارك في مطار القاهرة، تتناول مسيرة السلام في الشرق الأوسط، والعلاقات الثنائية، ومستقبل المنطقة.

وقام البابا يوحنا الثاني، بابا الفاتيكان، بزيارة الراحل البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، في المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وذلك ردًا على زيارة سابقة للبابا شنودة إلى البابا يوحنا بولس الثاني في الفاتيكان عام 1973، كما قام بزيارة مماثلة لشيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي في مقر مشيخة الأزهر.

وفي يوم الجمعة 25 فبراير 2000، صلى البابا يوحنا الثاني قداسا في ستاد القاهرة حضره نحو 23 ألف مسيحي من الطوائف المختلفة، وشارك في القداس البطاركة والأساقفة الكاثوليك فى المنطقة من أقباط وللاتين ومارونة ويونانيين وأرمن وآشوريين وكلدان، وأقيم القداس بسبع لغات.

البابا فرنسيس يستقبل البابا تواضروس
وعقب تجليس البابا فرنسيس على كرسي الفاتيكان يوم 13 مارس 2013، استقبل البابا تواضروس الثانى بالقصر الرسولي بالفاتيكان في يونيو من نفس العام، وجاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها البابا تواضروس الثاني إلى روما والفاتيكان.

وخلال الزيارة، تم عقد لقاء ثنائى مغلق بين البابا تواضروس والبابا فرنسيس الأول بعيدا عن وسائل الإعلام، حيث تناول الأحداث التى تمر بها مصر وما يحدث، كما تناولا العلاقات البابوية بين الكنيستين التى أعلنت عن توحيد مسيحيى العالم. 

وأعرب بابا الفاتيكان عن سعادته بالزيارة لروابط الصداقة والأخوّة التي تربط كرسي بطرس بكرسي مرقس الوريث لميراث نفيس من شهداء ولاهوتيين ورهبان قديسين وتلاميذ أمناء للمسيح شهدوا للإنجيل عبر الأجيال وغالبًا في أوضاع في غاية الصعوبة.

وقال البابا فرنسيس إنه منذ أربعين سنة شكل الإعلان المشترك لأسلافنا حجر الأساس في المسيرة المسكونية، ومنه نشأت لجنة للحوار اللاهوتي بين كنيستينا وأعطت نتائج جيّدة وهيأت التربة لحوار أشمل بين الكنيسة الكاثوليكية وسائر الكنائس الأرثوذكسية الشرقيّة. 

وختم البابا فرنسيس كلمته مؤكدًا صلاته لبابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثاني لكي يبقى دائمًا القطيع الموكل إلى رعايته أمينًا لدعوة الرب، بشفاعة القديسين بطرس الرسول ومرقس الإنجيلي اللذين تعاونا في حياتهما بشكل فعّال لنشر الإنجيل.

من جانبه، قال البابا تواضروس: “لقد جئت من “بلد النيل” ومن كنيسة عريقة من 19 قرنًا ووطن الرهبنة”، معربًا عن الأمل أن هذا اللقاء يكون الأول في سلسلة طويلة من الاجتماعات من المحبة والأخوة بين اثنين من كبرى الكنائس، مقترحًا أن يكون يوم 10 مايو من كل عام هو “عيد الحب الأخوي” بين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية القبطية.

الرئيس السيسى يلتقى بابا الفاتيكان بروما 
والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسى بالبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، أثناء زيارة الرئيس السيسي لأوروبا فى نوفمبر 2014 بمقر الفاتيكان، حيث تبادل كل منهما الهدايا في ختام لقائهما، وأهدى بابا الفاتيكان للرئيس المصري نسخة من أول رسالة تعليمية له بعنوان “فرح الإنجيل”، في حين أهدى السيسي البابا صندوقا صغيرا مطرزا بالفضة.

وتعد تلك الزيارة الاولى التى جمعت الرئيس السسيسى بالبابا فرنسيس، وجاءت خلال جولة الرئيس السيسى إلى أوروبا، والتى شملت إيطاليا وفرنسا فى نوفمبر 2014.

البابا فرنسيس يلتقي شيخ الأزهر
كما استقبل البابا فرنسيس بابا الفاتيكان فى 23 مايو 2016 فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عقب قطيعة طالت لمدة 5 سنوات بين الأزهر والفاتيكان وتوتر شديد سبق تلك القطيعة طيلة 4 سنوات فى عهد البابا بنديكت السادس عشر الذى كانت تجمعه أزمات كبيرة جدًا مع العالم الإسلامى، إذ استشهد فى أحد خطاباته عام 2006 بقول ربط بين الإسلام والعنف فى محاضرة ألقاها لطلبة إحدى الكليات الدينية، ما أثار غضب الأزهر الذى جمَّد حواره مع الفاتيكان.

وعاد الحوار مرة أخرى فى عام 2008، وسرعان ما انقطعت العلاقات بين الأزهر والفاتيكان فى عام 2011، بعد تصريحات البابا حول حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية فى يناير من ذلك العام، والتى طالب فيها بحماية المسيحيين فى مصر، وهاجم فيه الإسلام وربطه بالعمليات الإرهابية واستهداف المسيحيين فى المنطقة وترويعهم، الأمر الذى دفع شيخ الأزهر لقطع العلاقات نهائيًا مع الفاتيكان.

البابا فرنسيس يزور مصر
وأعلنت الكنيسة الكاثوليكية بمصر عن نية البابا فرنسيس لزيارة مصر، حيث حددت يومي 28 و29 من الشهر الجارى بناءً على دعوة مسبقة من الرئيس السيسى.

وقال الأنبا عمانوئيل عياد، مطران الأقصر للأقباط الكاثوليك رئيس اللجنة المنظمة لزيارة البابا فرنسيس لمصر، إن هناك مشاورات بين الكنيسة والحكومة والجهات الأمنية لتنظيم قداس صلاة للبابا فرنسيس بابا الفاتيكان خلال زيارته المرتقبة للقاهرة يوم 28 أبريل المقبل ولمدة يومين في استاد القاهرة أو مكان آخر يتسع لآلاف المسيحيين على غرار ما حدث أثناء تنظيم زيارة البابا يوحنا بولس الثاني للقاهرة عام 2000.

وأضاف مطران الأقصر لـ “صدى البلد”، إنه من المقرر أن يشمل اليوم الأول لزيارة البابا فرنسيس للقاهرة عقد لقاءات رسمية تبدأ بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى بقصر الاتحادية وزيارة مشيخة الأزهر ولقاء فضيلة الأمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبنهاية اليوم يلتقى قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، بالمقر البابوى بالكاتدرئية المرقسية بالعباسية وزيارة للكنيسة البطرسية. 

وتابع أنه من المقرر يشمل اليوم الثانى للزيارة عقد اجتماعات لأبناء الكنيسة الكاثوليكية فى مصر، ويبدأ اليوم بالصلاة بأحد الأماكن، ومن المقرر أن تقوم اللجنة المخصصة لذلك بإرسال دعوات المشاركة في القداس لمختلف الإيبارشيات التي سوف ترسلها بدورها لمختلف الرعايا.

وقال إن برنامج زيارة البابا فرنسيس يشمل حضور حفل عشاء مع ذوى الاحتياجات الخاصة والإعاقة والأيتام بإحدى المؤسسات التابعة للكنيسة الكاثوليكية.

وأضاف مطران الأقصر لـ”صدى البلد”، أن تلك الزيارات تأتى نتيجة اهتمام بابا الفاتيكان بالأيتام وذوى الاحتياجات الخاصة، وطلبه لقاءهم فى كل الأماكن التى يقوم بزيارتها.

وتابع أنهبرنامج زيارته يضم إلقاء كلمة لشباب الكنيسة، وذلك فى اليوم الثانى من الزيارة يومى 28 و29 أبريل المقبل.

وأكد مطران الأقصر أنه من المقرر أن يصل الأسبوع المقبل وفد مكلف من الفاتيكان للإعداد الزيارة بالتنسيق مع اللجنة المحلية ووفد من رئاسة الجمهورية.

من ناحيته، قال الأب رفيق جريش، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الكاثوليكية، إن البابا فرنسيس يرغب في زيارة مصر منذ فترة طويلة وبذلك تعد زيارة مرتقبة للجميع، موضحا أنه تلقى دعوات بزيارة مصر في عدم اللقاءات السابقة مع بابا الإسكندرية الأنبا تواضروس الثانى وفضيلة الإمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبطريرك الكاثوليك بمصر الأنبا إبراهيم إسحق.

وأضاف “جريش” في تصريح لـ”صدى البلد”، أن تلك الزيارة تؤكد للعالم جميعا أن مصر بلد الأمن والأمان وتصحح صورة مصر أمام الغرب وتعزيز للعلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية والأزهر في ظل لقائه بالبابا تواضروس وشيخ الأزهر.

وأوضح أنه من المقرر أن يصل برفقة البابا فرنسيس وفد من الفاتيكان ووفد إعلامي ينضم 85 صحفيا لتغطية الزيارة العالمية لبابا الفاتيكان لمصر.