أجري الحوار مايكل فيكتور
٢٩ ديسمبر ٢٠١٤
عام النهضة للكنيسة الكاثوليكية بمصر
نستعد لتغيرات إدارية داخل الكنيسة.. وندرس تقسيم الإيبارشيات وأسقفية للشباب
مازالت كنائس المهجر تفضل التواصل مع البطريرك مباشرة.. واحتلفنا بمرور 25 سنة لتأسيس الكنيسة بفرنسا
نبدء البث التجريبي للقناة الكاثوليكية في أوائل العام الجديد
تحديات قوية تواجه المدارس الكاثوليكية وأدعو الأمانة العامة لدراستها
زيارة بابا الفاتيكان لمصر متوقفة علي تحسن الحالة الأمنية
استلمنا قطعة أرض بالعبور وفي انتظار تخصيص أرض بالقاهرة الجديدة
لا يوجد في الكاثوليكية طلاق.. فالناص الكتابي واضح والزواج لا يحل إلا بالموت
مازالت الجامعة الكاثوليكية موضع رفض من الدولة رغم أنها استكمال للمدارس الكاثوليكية
رسالتي بقداس العيد تمس شئون الأسرة المسيحية
لبطريرك الأقباط الكاثوليك مهمة ثلاثية الالتزام, فهو بطريرك الأقباط الكاثوليك.. ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر.. وعضو في مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك.. وهذه المهام الثلاث تجعله في وظيفة رابعة بارتباطه مع الكنيسة الجامعة – الفاتيكان بصفاته الثلاث.. وعندما أعلن في يناير 2013 أن المجمع المقدس للكنيسة القبطية الكاثوليكية انتخب الأنبا إبراهيم إسحق, مطران المنيا بطريركا للكنيسة, استقبل الجميع – آباء وشعبا – خبر الاختيار بفرح لما لغبطته من نشاط رعوي وخدمي معروف.. واذكر ولعلكم تذكرون معي أنه قبل ساعات قليلة من التنصيب – 12 مارس 2013 – جلسنا مع غبطته نسجل رؤيته وتتطلعاته لمستقبل الكنيسة عروس المسيح.. والحقيقة لمسنا يومها في غبطته قدرته لاستكمال المسيرة بروح الشباب التي تحتاجها الكنيسة في أيامنا هذه.. وأردكنا وقتها أنها بغبطته سنحقق بناء الكنيسة الحديثة. وطوال هذه الفترة – سنة وتسعة أشهر – تركنا غبطته ليعمل في صمت ويرتب البيت من الداخل بهدوء, ولكن ظلت عيوننا تتابعه وهو يبذر بذور الخدمة في حقل الكنيسة والمجتمع وأيضا في بلاد المهجر.. ومع قرب عام جديد ذهبنا إلي غبطته.. وجلسنا لساعات طويلة نتحدث عن ثمار الخدمة من خلال مهام بطريرك الأقباط الثلاثية.. وبدا لنا أن عام 2015 هو عام النهضة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية بمصر.
المهمة الأولي
* ماذا عن النظام الداخلي للبطريركية خلال الفترة القادمة؟
** نحن بصدد ترتيبات جديدة للجانب الإداري للكنيسة, فمن قبل كان هناك تجربة الأسقف المعاون البطريركي وكان دور ومهام الأسقف المعاون البطريركي كدور ومهام الأب الوكيل العام للبطريركية.. وهذا ما لا نقبله إطلاقا.. وعندما نرسم أسقفا فنحن لا نقدم له أجندة للعمل بها, بالطبع هناك رؤية واضحة للكنيسة ولكن علي كل أسقف أن يجتهد في خلق روح إبداعية بخدمته وهذا الأمر جعلنا نفكر في تعيين أكثر من وكيل عام للبطريركية كلا في مجال تخصصه وهذه خطوة مهمة نتخذها في بداية شهر يناير المقبل – 2015 – ومن الأمور التي نأمل جدا في تأسيسها هي أسقفية للشباب ولكنني في الحقيقة لست متسرعا في هذا القرار ولكن الخطة مطروحة ومحل دراسة.. فالقرار سهل ولكن التحضير له أهم لصالح الكنيسة.
* وماذا عن أحوال الإيبارشيات؟
** للأقباط الكاثوليك سبع إيبارشيات يخدمها آباء مطارنة أفاضل كلا منهم علي درجة كبيرة من الثقافة والعلم وخدماتهم كبيرة داخل إيبارشياتهم, ولكننا دائما نجتمع ونحرص أن نكون علي تواصل مستمر لنعمل سويا برؤية واحدة لخير الكنيسة, ومنذ تنصيبي رتبت العناية الإلهية أن أزور ثلاث إيبارشيات.. زرت المنيا أكثر من مرة, والمنيا من الإيبارشيات المبنية علي الصخر, فقد خدمها غبطة الكاردينال الأنبا أنطونيوس نجيب – أطال الله حياته – أكثر من 25 سنة واستطاع أن يؤسس حيوية الكنيسة, فاهتم بالعمل الدعوي ونشر العمل التنموي داخل الإيبارشية دون تمييز دين المسلم والمسيحي, وعندما جئت لأكمل الخدمة بالمنيا قبل اختياري بطريركا لم تكن المهمة صعبة وكل ما حاولت أن أفعله هو دور القديس بولس التشجيع والتوجيه وجمع الشمل, ويعد التنصيب كان الكرسي شاغرا وأصبحنا في حاجة إلي رسامة أسقف للمنيا لسد احتياجات الخدمة هناك, وعقدنا اجتماعا لآباء المجمع المقدس لهذا الشأن واختير نيافة الأنبا بطرس فهيم وتم تجليسه وسط فرحة كبيرة من أبناء كنيسة المنيا.. وحقيقي اختيار الأنبا بطرس كان اختيار الروح القدس فهو تتلمذ علي يد غبطة الأنبا أنطونيوس نجيب, وخدم كاهنا بالمنيا في بداية خدمته, ومعروف أنه يبذل كل جهده من أجل خدمة الشباب ويدعو دائما إلي التطوير والإصلاح.. وخلال زيارتي للمنيا حرصت علي متابعة الخدمات فلدينا بالمنيا معهد تربية دينية لإعداد خدام التربية الكنيسة, مدارس, جمعية الصعيد, وبالمنيا أيضا خدمة يسوع السجين لخدمة المساجين والتي أصبحت اليوم معروفة عالميا.. وندرس أن تكون هذه الخدمة علي مستوي الكنيسة ككل ويتم التنسيق رسميا مع الدولة, ليكون هناك شخص معتمدا بكل إيبارشية لخدمة المساجين ونحن بصدد عمل لائحة خاصة بهذه الخدمة تظهر للنور مع العام الجديد.
ومن المحطات المهمة خلال زيارتي لإيبارشية المنيا هي تدشين كنيسة العائلة المقدسة بملوي, بعد انتهاء القوات المسلحة من إعادة الإعمار بالكنيسة ومبني الخدمات الملحق بها وهي من الكنائس التي كانت تعرضت للاقتحام والنهب والحرق من قبل الإرهابيين عقب فض اعتصام رابعة.
وقمت بزيارة سريعة لإيبارشية أسيوط, وهي من الإيبارشيات الكبيرة وعدد الراعية بها كبير فلديهم معهد للاهوت, ومعهد تربية دينية, وألمس دائما في أسيوط روح التعمير فنيافة الأنبا كيرلس وليم في منتهي النشاط علي جميع مستويات الإيبارشية والجميع لمس دوره في الفترة الانتقالية للكنيسة – 11 شهرا – منذ أن تخلي غبطة الكاردينال الأنبا أنطونيوس نجيب عن خدمته حتي انتخابي بطريركا فحمل الكنيسة بكل أمانة.
وقمت بزيارة أخري لسوهاج وهي الإيبارشية التي أخذت مشوارا طويلا مع المتنيح الأنبا مرقس حكيم ويكمل الآن المسيرة بكل نشاط نيافة الأنبا يوسف أبوالخير وهناك رأيت نشاط الكهنة الكبير وهم علي استعداد لتقديم المزيد فهم لديهم النواة باستمرار سواء من الناحية التنموية أو التكوينية.. ولكنهم في احتياج لمزيد من الأنشطة, وهي موضع اهتمامهم ودراستهم وننتظر منهم دائما النهضة لخير الكنيسة.
وخلال زيارتي للإيبارشيات لمست حجم المسئوليات الكبيرة علي الآباء المطارنة ففي المنيا لدنيا 29 كنيسة وبأسيوط 39 وبسوهاج 22, كنيسة خلاف المعاهد والمدارس والمؤسسات, وهذا ما يجعلنا نضع تقسيم الإيبارشيات محل دراسة ونأمل أن تنفذ تدريجيا لمزيد من الاهتمام لأبناء الكنيسة.
* وماذا عن أوضاع الكنيسة بالمهجر؟
** قمت بزيارة عدة دول, فزرت إيطاليا, سويسرا, النمسا, فرنسا, ألمانيا, كندا, وأمريكا.. كان منها زيارات رعوية ومنها زيارات من أجل شرح الأوضاع في مصر, فقمت بمقابلة الرئيس النمساوي, والتقيت بالعديد من مسئولي العلاقات الخارجية بهذه الدول, وأكدنا في كل جولاتنا علي تماسك المجتمع المصري بمختلف أطيافه, وأن الشعب يعمل علي تقديم كل أنواع الدعم والمساندة للحكومة المصرية للنهوض بالاقتصاد المصري ودعم قطاع السياحة علي وجه الخصوص.. أما علي الجانب الرعوي فاحتفالنا في فرنسا بمرور خمسة وعشرين عاما علي تأسيس الكنيسة هناك وافتقدنا أحوال الرعية في كل بلد نزورها.
* هل هناك تفكير لرسامة أساقفة لكنائس المهجر؟
** الفكرة طرحت ولكن أبناء المهجر يفضلون العلاقة المستمرة مع الأب البطريرك وهذا مطلبهم منذ عهد غبطة الكاردينال الأنبا أنطونيوس نجيب, ونحن نحترم رغبتهم ولكن يظل هذا مؤقتا حتي تتغير الأمور في ظل احتياجاتهم المتزايدة للخدمة.
* قانون بناء الكنائس.. ماذا يمثل للكنيسة الكاثوليكية؟
** قانون ينتظره جميع المسيحيين وليس الكنيسة الكاثوليكية فقط, فمشكلة بناء الكنائس عالقة منذ زمن وللأقباط الكاثوليك 160 كنيسة فقط علي مستوي الجمهورية.. ولكن بالنسبة لنا أهم ما في هذه المشكلة, أننا نريد أن نشعر أننا مواطنون مصريون بالدرجة الأولي لسنا مجرد مذهبا أو طائفة وأعتقد أن هذا من حقوقنا أن نجد مكانا نصلي فيه, نأمل أن البرلمان القادم يعبر القانون الجديد الذي تقدمت به جميع الكنائس المصرية إلي وزارة العدالة الانتقالية.. وهو قانون يحقق العدالة ويرسخ المواطنة, وقد أعد في خمس مواد.. تبدأ بتقديم الرئيس الديني طلب الترخيص للمحافظ, ويقوم المحافظ خلال الأربع والعشرين ساعة التالية بإحالة طلب بناء الكنيسة إلي الجهة الإداري المختصة التي يتعين عليها إبلاغ المحافظ بموافقتها في مدة لا تجاوز 30 يوما, ويتعين علي المحافظ أن يصدر قراره النهائي بالقبول أو الرفض خلال 30 يوما من تاريخ موافقة الجهة الإدارية المختصة, ويجوز للرئيس الديني أو من يمثله أن يطمن علي هذا القرار أمام المحكمة المختصة خلال 60 يوما التالية لإبلاغه بالقرار وأسبابه.. هذا يجعلنا لا ننتظر عشرات السنوات لأخذ موافقة بناء كنيسة, ونحن قدمنا طلب بناء لكنيسة بالقاهرة الجديدة منذ عدة سنوات ومازال الطلب بإدراج الجهات الحكومية, بالرغم من أنه لا توجد لدينا كنيسة واحدة هناك والشعب في أشد الحاجة إلي مكان للصلاة.. وهذا الشهر استلمنا قطعة أرض بمدينة العبور وسنبدأ في وضع رسوماتها الهندسية مع بداية العام الجديد.. فلاشك أنه عندما يكون لدينا قانون سيكون الأمر أكثر تنظيما وراحة للكنيسة والدولة معا.
***
المهمة الثانية
* قانون الأحوال الشخصية.. قانون يخضع له كل المسيحيين.. فهل للكنيسة الكاثوليكية مواقف مختلفة عن سائر الكنائس المصرية؟
** نحن نتفق مع الكنائس المصرية علي كل مواد القانون الخاصة بالعقود وحقوق الزوجين, ولكن الكنيسة الكاثوليكية لديها قانونا يخص الطلاق والتطليق وهذا ما شرحناه أمام ممثلين الكنائس المصرية, فنحن ككنيسة لا يوجد فيها طلاق لأنه في صميم العقيدة أن ما جمعه الله لا يفرقه إنسان ولكن هناك ما يسمي ببطلان الزواج فإذا تم الزواج علي أساس خاطئ أي عدم الصراحة بين الزوجين بأي مرض مثلا , أو عجز جنسي كامل, أو غش في الشخص, فما يبني علي باطل فهو باطل ولكن هذا البطلان له شروط حازمة, فمقدم طلب البطلان يفتح ملفا خاصا بقضيته ويمر بالاستئناف والنقض, فالأمر ليس سهلا لدي الكنيسة فنحن نري أن الزواج لا يحل إلا بالموت.
* تردد كثيرا أن مجلس البطاركة والأساقفة بمصر يفكر في إطلاق قناة فضائية خاصة بالكنيسة؟
** يقوم بتجهيز هذا العمل الضخم ويشرف عليه نيافة المطران عادل زكي, مطران اللاتين بمصر, وقد اقتربنا من انتهاء وضع الترتيبات للمرحلة الأولي للقناة, وسيكون البث من مقر مطرانية اللاتين بمصر الجديدة ونأمل في اجتماع المجلس القادم – يناير 2015 – أن نحدد موعد البث التجريبي للقناة خلال الربع الأول من العام الجديد فهو حلم ننتظره جميعا وكل الشعب الكاثوليكي بمصر يشتاق له.
* وماذا عن المدارس الكاثوليكية.. وكيف تواجهون التحديات التي تتعرض لها؟
** الكنيسة تحافظ علي المدارس الكاثوليكية كحدقة العين, وتحامي عن حقوقها وتقف بوجه كل من يعرقل مسيرتها ورسالتها أو ينال من وحدة أسرتها التربوية, إدارة ومعلمين وطلابا وأولياء أمور.. فالتعليم أهم ما يميز الكنيسة الكاثوليكية وهذا يرجع إلي النهضة التعليمية التي شاهدتها مصر علي يد محمد علي باشا ومنذ ذلك الحين فتح محمد علي المجال للمدارس الأجنبية الكاثوليكية فجاء الأخوة الفرنسيسكان, واليسوعيين وراهبات القلب المقدس.. وتكاثرت الرهبانيات لتفتح المدارس في كل أنحاء مصر حتي وصلنا اليوم إلي 170 مدرسة كاثوليكية من الإسكندرية إلي أسوان للمسلمين والمسيحيين ولكن أهم ما يواجه المدارس الفترة الحالية من صعوبات ونحن نشعر بهذا وقلة طلب الرهبنة – الدعوات – وهذا موضع بحث الكنيسة لأنه خاص بنا, فلا يمكن أن أكلف راهبا أو راهبة علي إدارة مدرسة دون تنميتهم علي هذه الرسالة والموهبة, كما نفتقد أيضا الأشخاص الأجانب الذين كانوا يساعدون في عملية تعليم اللغة, هذا من الجانب الكنسي, ما المجتمع أيضا فعليه دور أن يساعدنا في تكوين الأشخاص, فنحن نسعي منذ عشرات السنوات لإقامة جامعة كاثوليكية بمصر ومازال موضع رفض برغم أنها جامعة تهدف إلي استكمال مشوار التعليم بالمدارس الكاثوليكية ولتخريج أفراد متميزين في مختلف المجالات, فالتعليم بالنسبة لنا رسالة للجميع وأغلب تلاميذنا من المسلمين, فنحن جميعا مصريين.. ولكن هذا أمر يجعلني بالفعل أدعو الأب أنطونيوس غطاس, المسئول عن الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية, أن يضع هذه التحديات محل دراسة لرفع مستوي التعليم الذي اعتدنا أن نقدمه علي مر السنين.
***
المهمة الثالثة
* كيف تري غبطتكم أحوال الشرق الأوسط؟
** إذا تألم عضو تألمت معه سائر الأعضاء, هذا هو قانون الحياة المسيحية وبهذا المعني يمكننا القول بوجود مسكونية الألم أيضا.. وكما أن دم الشهداء كان بذور قوة للكنيسة فاليوم آلام مسيحيي الشرق أصبحت أداة فعالة للوحدة, فأعمل مع إخوتي بطاركة الشرق بصوت واحد من أجل هدف واحد لعيش مشترك مسيحي إسلامي.. أمام تنظيمات تكفيرية تهدم وتقتل وتنتهك حركة الكنائس وتحرق تراثها, فاليوم أصبحنا لا نحتاج إلي إدانة من أحد فكل حاجتنا إلي تحرك فعلي حتي تتوقف التنظيمات الإرهابية عما تفعله تجاه مسيحيي المشرق, فلم نجد أي تحرك حقيقي وسط تهجير قسري وترويع للأطفال وتعذيب وقتل وأتعجب أن تظل قلوب هؤلاء الجماعات بهذه القساوة وهم أمام شعب يقدم نفسه للموت من أجل الله, فدول العالم مجبرة اليوم علي إيقاف وردع هذه التنظيمات الإرهابية وإعادة الذين هجروا إلي بيوتهم وتأمين الحماية لهم فلا يحق التفرج عما يحدث من انتهاك لحقوق الإنسان فإما أن يكون هناك عدالة في هذا العالم وأما عندنا إلي شريعة الغابة..
ونحن نشكر الله أن مصر نجحت في مواجهة هذا الإرهاب الأسود ومازالت تحاربه, واستطاع الأزهر الشريف أن يقف صفا واحدا مع الدولة ضد هذا الإرهاب بحكمة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب, فمصر جعلت أمام الشرق الأوسط والعالم أجمع درسا في مواجهة الإرهاب بوحدة الصف.. وهذا ما شعرنا به خلال مشاركتنا بمؤتمر الأزهر في مواجهة الإرهاب, والذي أكد فيه أن تهجير المسيحيين وغيرهم من الجماعات الدينية والعرقية الأخري جريمة, وأوضح أن المسلمين والمسيحيين في الشرق هم أخوة, ينتمون معا إلي حضارة واحدة وأمة واحدة, عاشوا معا علي مدي قرون عديدة, وهم عازمون علي مواصلة العيش معا في دول وطنية حرة, تحقق المساواة بين المواطنين جميعا وتحترم الحريات.
***
الارتباط مع الفاتيكان
* كيف ينظر قداسة البابا فرانسيس للكنيسة الكاثوليكية بمصر؟
** قداسة البابا فرانسيس ينظر إلي كل الكنائس الشرقية نظرة خاصة, فمنذ اللحظة الأولي لبداية حبريته دعا قداسته جميع بطاركة الشرق الأوسط لمرافقته في زيارته الأولي لمزار القديس بطرس وتأتي دعوة البابا للبطاركة كشعار للتضامن مع كنائسهم التي تشعر بالألم وعنوان لتعاون الكرسي الرسولي مع مسيحيي الشرق الأوسط, فلاشك أن الكنيسة الكاثوليكية بمصر موضع اهتمام كبير من قداسته ولا من مرة نطلب لقاء قداسته إلا ونجده يلبي طلبنا, وكلمات البابا خلال قداس الشركة بين قداسته وكنيستنا القبطية تعبر عن مكانة الكنيسة القبطية الكاثوليكية في عيونه.. يومها قال لنا أنتم تعبير لكرازة القديس مرقس الإنجيلي.. تشجعوا ولا تخافوا, أشكر الله علي هذا اللقاء الذي يعطيني الفرصة لتعزيز رجائنا ورجائكم.. واختيار قداسة البابا أيضا للمونسينور يوأنس لحظي, سكرتيرا لقداسته, وهو من كهنة الكنيسة القبطية الكاثوليكية له دلالة كبيرة علي مكانة الكنيسة لدي قداسة البابا فرانسيس.
* لماذا لم تصدر دعوة جادة حتي الآن لزيارة بابا الفاتيكان لمصر؟
** دعوة بابا الفاتيكان لزيارة مصر أو أي بلد أخري لا تقتصر علي دعوة الكنيسة فقط لقداسته, فلابد أن تكون دعوة رسمية من قبل رئيس الدولة لأنه ضيف ليس عاديا ويحتاج إلي تأمينات خاصة, فعندما قام البابا يوحنا بولس الثاني بزيارته التاريخية لمصر كانت بدعوة من قبل مثلث الرحمات البطريرك الأنبا اسطفانوس الثاني غطاس وبدعوة الدولة الرسمية لقداسته, والحقيقة نحن قمنا بدعوة قداسة البابا فرانسيس ونشتاق لهذا اليوم من كل قلوبنا ولكننا في ذات الوقت نعلم بالأحوال الأمنية في مصر, فالوقت غير مناسب لنكون سبب ضغط علي الدولة ولكن عندما تستقر الأوضاع قريبا بإذن الله لن نتردد للتنسيق مع الدولة لدعوة بابا الفاتيكان بدعوة رسمية.
كيف رأيتم غبطتكم لقاء قداسة البابا فرانسيس بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي؟
** إنها الزيارة الأولي التي يقوم بها رئيس مصري إلي الفاتيكان منذ ثماني سنوات, وكانت زيارة لها دورا كبيرا في فتح الباب لإعادة الحوار بين الأزهر والفاتيكان التي توقفت منذ أعوام وعبر البابا للرئيس عن قناعته بسماحة الدين الإسلامي وقيمه النبيلة وأكد أن الممارسات التي تقوم بها بعض التنظيمات المتطرفة لا تمثل قيم ومبادئ الدين الصحيح.. والحقيقة أري أن هناك اهتمامات مشتركة بين الرئيس السيسي والبابا فرانسيس تتمثل في الهدوء والبساطة وفي الاهتمام بالفقراء وعندما نسمع أن قداسة البابا يكسر ست قواعد بروتوكوية من أجل لقاء الرئيس السيسي فهذا وحده يعطي معنا كبيرا للزيارة.
***
رسالة الميلاد
* ساعات قليلة ونحتفل بقداس عيد الميلاد المجيد وفقا للتقويم الغربي – 25 ديسمبر الجاري – ما رسالتكم للشعب هذا العام؟
** رسالتي ستكون بعنوان ميلاد المسيح ميلاد العائلة المقدسة, انطلاقا من سينودس العائلة الذي عقد بالفاتيكان في أكتوبر الماضي لدراسة كل ما يمس شئون العائلة وآمالها وآلامها, فالمسيح قدم للبشرية في الإنجيل تعاليمه السامية التي تقدم الرجاء الحقيقي لقيام أسرة مؤمنة.. فأتأمل في رسالتي ثلاث نقاط خاصة بالعائلة وهي عائلة بيت لحم التي يوحدها الطفل الإلهي, عائلة بيت لحم التي هي في العالم وليست في العالم, وأخيرا عائلة بيت لحم التي تحتفظ كل الأمور في قلبها وتتأمل بها.