الوحدة في بداية الطريق…ولجنة الحوارات اللاهوتية تبدأ مناقشاتها
الاثنين 17 فبراير 2014 –
أجري الحوار: مايكل فيكتور – تصوير: عيد سعد
أربع صفات رئيسية عن الكنيسة ترد في قانون الإيمان ”واحدة” .. ”مقدسة” .. ”جامعة” .. “رسولية” وهذه الصفات الرئيسية تمثل حلما كبيرا للإكليروس والشعب, حيث يرفعون الصلوات ليلا ونهارا لعودة وتحقيق الوحدة وعلي طريق وحدة الكنائس استضاف قداسة البابا تواضروس رؤساء الكنائس المصرية يوم الاثنين 18فبراير العام الماضي -2013- ليعلنوا تأسيس مجلس كنائس مصر.. وكان لقاء محبة جمع جميع رؤساء الكنائس - القبطية الأرثوذكسية, الكاثوليكية, الإنجيلية, الروم الأرثوذكس, والكنيسة الأسقفية- واتفقوا علي إنشاء هذا المجلس الكنسي تدعيما للمحبة والتعاون المستمر والمثمر وللتشاور والحوار, وهو الأمل الذي بدأ في حبرية مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث, وتناقش فيه مع رؤساء الكنائس منذ أبريل2010 وشاءت إرادة الله أن يكون ميلاده في حبرية قداسة البابا تواضروس, القلب الممتلئ بالمحبة والفكر المتحمس للشركة الحقيقية.. ونحن نقترب من الاحتفال بالعام الأول علي تأسيس المركز – 18 فبراير - كان علينا أن نبحث عن ثمار العام الأول ونضع تطلعات وآمال الشعب المحب للمسيح علي أكتاف وعاتق أمين عام مجلس كنائس مصر القس الدكتور بيشوي حلمي فكان هذا الحوار الذي تحمل السطور القادمة نصه…
■ في البداية نريد أن نتعرف عن هيكلية مجلس كنائس مصر, كيف يتم اختيار الأمين العام وأعضاء اللجان؟
●● المجلس في هيكله يتكون من أمين عام تختاره الكنيسة في دورتها, فكان اختياري من قبل قداسة البابا تواضروس الثاني حيث كانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالدورة الأولي, و يم تغير الأمين العام بعد عامين فيأتي الدور بعد ذلك علي الكنيسة الإنجيلية, ثم الكاثوليكية, وبعدها الروم الأرثوذكس, وبعد ذلك الكنيسة الأسقفية…كما يوجد بالمجلس لجنة تنفيذية يمثلها ثلاثة تنفيذيين عن كل كنيسة, ولأن المجلس يضم الكنائس المصرية الخمس فلدينا خمسة عشر عضوا باللجنة التنفيذية والأمانة العامة تتكون من خمسة أعضاء.
■ بعد اختياركم أمينا عاما للمجلس…كيف وضعت أجندة عمل لبداية النشاط وماهي كانت أولوياتكم؟
●● لقد فوجئت باختياري عندما كنت حاضرا حفل توقيع تأسيس المجلس حيث اختارت كل كنيسة خمسة من الآباء للمشاركة في التوقيع, وكنت أحد آباء الكنيسة الأرثوذكسية وعند إعلان الأمين العام وجدنا قداسة البابا تواضروس يعلن الاختيار- القس بيشوي حلمي - والحقيقة لم أكن أحمل أجندة أو برنامجا وفي البداية ذهبت لزيارة كل رؤساء الكنائس بمقراتهم وتعرفت عليهم بصورة أكثر واستمعت لتطلعاتهم, وجميعهم أكدوا أنهم في حاجة إلي مزيد من اللقاءات واقترحوا مؤتمرات وأنشطة مشتركة.. وبعد زيارة جميع الكنائس المصرية بدأنا ندرس الاحتياجات واللائحة الداخلية لتنظيم المجلس حتي نبدأ الطريق وقضينا العام الماضي كله في تأسيس اللجان التمهيدية لانطلاق و لتفعيل نشاط المجلس حتي يشعر الشعب بالوحدة الحقيقية وليس باللقاءات المؤقتة.
■ قداسة البابا تواضروس قام بزيارة للفاتيكان في مايو العام الماضي والتقي خلالها بقداسة البابا فرنسيس, وكانت زيارة تركت أثرا طيبا لدي الجميع.. لماذا لم يستثمر المجلس نتائج هذه الزيارة لدراسة الأمور الخلافية للوصول إلي وحدة الإيمان؟
●● المجلس مكون من ثلاث عشرة لجنة منها لجنة الحوارات اللاهوتية وسوف نعلن عن تفعيلها يوم الاحتفال بمرور عام علي تأسيس المجلس -18فبراير- وأعضاء هذه اللجنة سيجتمعون ويدرسون ويناقشون نقاط الخلاف لنصل إلي إيمان واحد.. فهناك بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الإنجيلية حوالي30 نقطة خلاف, والكنيسة الكاثوليكية 15نقطة, والروم الأرثوذكس نقطة واحدة وهي خاصة بطبيعة السيد المسيح, والكنيسة الأسقفية كنيسة وسطي حيث أنها تعترف بثلاثة أسرار المعمودية, الكهنوت والأفخارستيا و أقصد هنا أن اللجنة تستطع أن تختار نقطة مشتركة بين الخمس كنائس وتتواصل إلي الوحدة في الإيمان.
■ ماهي النقاط التي يجب أن تكون في أولويات الحوار؟
●● أثق أن مع انطلاق اللجنة سوف نشعر بأهمية مجلس مصر ونصلي أن تتحقق رغبة السيد المسيح ليكونوا واحدا وبالحوار سوف تتضح لنا أمور كنا لانعرفها, فعلي سبيل المثال كنت أعتقد أن الكنيسة الإنجيلية تؤمن بالحكم الألفي الأرضي الذي يأتي فيه السيد المسيح ويملك الأرض ألف عام, وباقترابي من قادة الكنيسة الإنجيلية أوضحوا لي أنهم يؤمنون تماما بالحكم الألفي الروحي كالكنيسة الأرثوذكسية وأن هناك مجموعة كنائس صغيرة تسمي “الإخوة” هم الذين يؤمنون بالحكم الألفي الأرضي, وأريد أن أقول هنا أننا عندما نقترب من بعض سنصل إلي حلول للكثير من نقاط الخلاف فنترك اللاهوتيين يختارون الأولويات ونحن نصلي ونثق أن عمل الرب قريب.
■ ماذا عن تفعيل باقي اللجان؟
●● هناك لجان كان لابد من تفعيلها في العام الأول لأنها خاصة بتنظيم العمل بالمجلس كاللجنة القانونية التي وضعت اللائحة الداخلية للمجلس والمنتظر اعتمادها من جميع رؤساء الكنائس المصرية في الاحتفال بالعام الأول للتأسيس, كما تم تفعيل لجنة خدام الرعاية الكهنة والقسوس وهي لجنة تقدم الدراسات التي تساعد الرعاة في خدمتهم, تقدم دراسات وأبحاثا مشتركة,وتعمق الشركة بين الرعاة وبعضهم في اللقاءات العامة, أو في مناطق رعايتهم.. وقد أقامت اللجنة في الفترة من21 أكتوبر إلي24 أكتوبر العام الماضي مؤتمرالخدمة بالرياضة حضره مائة من القساوسة وقادة خدمة الشباب بواقع عشرين من كل كنيسة, وهناك لجان تم دراسة برامجها طوال العام الماضي لتفعيلها هذا العام كلجنة الطفولة ولجنة التربية الكنسية التي تختص بخدمة النشء في كل المراحل العمرية روحيا وثقافيا واجتماعيا ونفسيا ووطنيا, فجميل جدا أن نجد دروسا مشتركة بين أطفالنا بجميع الكنائس فيتعلموا قبول الآخر ومحبة السيد المسيح,ونفعل لجنة باسم الدياكونية تختص بالخدمة الاجتماعية وتقديم مشروعات تنموية للشاب وتشغيلهم ومساعدتهم, وهناك لجنة للمرأة تختص بكل شئون المرأة من حيث تدربيها لخدمة الكنيسة والمجتمع وتنمي المرأة روحيا واجتماعيا ونفسيا وثقافيا وماديا ووطنيا وقانونيا, ونفعل هذا العام أيضا لجنة العلاقات العامة ولجنة الإعلام والنشر, والحقيقة هناك لجنة قد بدأ تفعيلها ولكنها توقفت بسبب الظروف الأمنية التي شهدتها مصر العام الماضي وهي لجنة الشباب, وبالفعل كان هناك مؤتمر منظم في الفترة من1 يوليو حتي4 يوليو بالعجمي ولكنه تم إلغاؤه نظرا لظروف الثورة ولكن كل هذه اللجان سوف تنطلق للنور هذا العام, لأننا طوال العام الماضي كان المجلس مهتما كل الاهتمام باللائحة التنظيمية ودراسة انطلاق تفعيل اللجان فعقدنا عشرة اجتماعات للأمانة العامة وسبعة اجتماعات للجنة التنفيذية وستة اجتماعات للجنة القانونية…
●● لدينا أمنيات وتطلعات كثيرة ولكن ظروف الوطن لن يسمح بإنجاز العديد من الخطة المطروحة بسبب الظروف الأمنية, ونأمل أن تكون السنة القادمة انطلاقة حقيقية للمجلس.
■ نحن نعيش هذه الأيام حالة من الفرحة بأسبوع الصلاة من أجل الوحدة…لماذا لايتبني المجلس مزيدا من الصلوات حتي لا نشعر أنه لقاء أسبوعي كل عام؟
●● في افتتاح أسبوع الصلاة من أجل الوحدة أشار القس الدكتور صفوت البياضي رئيس الكنيسة الإنجيلية إلي هذه الفكرة وقال نحمل علي عاتق أبونا بيشوي تنظيم يوم صلاة كل شهر, وتدعي كل الكنائس للصلاة من أجل الوحدة ومن أجل مصر,وكان اقتراح يحمل محبة قوية وعمقا روحيا لقوة الصلاة وسوف يفعل المجلس هذه الدعوة فنحن في حاجة كبيرة للصلاة من أجل الوحدة والسلام.
■ أكد بيان تأسيس المجلس عن عدم تدخله في الحياة السياسية..لكن هناك بيانات رسمية تصدر من المجلس لتأييد ثورة 30يونيو وبيانات أخري توضح لكنائس العامل حقيقة مايحدث بمصر…ما تعليق قدسكم؟
●● المجلس لايعمل في السياسة ولا يوجه الشعب لتيار معين وفي الاستفتاء علي الدستور لم نوجه الشعب لقولنعم ولا حتي في الانتخابات الرئاسية القادمة سنوجه أحدا لصالح مرشح معين, ولكن هذا لايعني أن المجلس لايتفاعل مع المجتمع فالكنائس جزء من الوطن,وعلينا أن نفرق بين المواطنة والعمل السياسي فلم يكن من الممكن أن تنجح ثورة 30 يونية ولا نهنئ الشعب المصري ولايمكن أن تحدث أحداث إرهابية ونري الغرب يصف مايحدث في مصر أنه انقلاب ونسكت فقمنا -3يوليو 2013- بإرسال 180 رسالة إلي مجالس وجمعيات وجهات عالمية نشرح فيها حقيقة الموقف في مصر وأن ماحدث هو ثورة شعبية خرج علي أثرها أكثر من30مليونا, كما أرسلنا برسائل مماثلة في17 أغسطس إلي نفس الجهات لشرح الموقف الإرهابي والاعتداءات الذي يواجهها المصريون علي منشآتهم وممتلكاتهم وكذلك علي الكنائس.
*هل هناك مؤتمرات وطنية أو محافل عالمية شارك خلالها المجلس خلال هذا العام؟
**في مارس العام الماضي شاركنا بمؤتمرالهوية الوطنية مابين الوطن والمقدس وألقيت كلمة عن مصرنا الغالية وفي أبريل حضرنا مؤتمرمصر لكل المصريين وألقيت كلمة عن وطنية الكنيسة القبطية وفي شهر مايو شاركت في بيروت بمؤتمر المسيحيون في الشرق الأوسط حضور وشهادةوألقيت كلمة مجلس كنائس مصر,وف مايو أيضا شاركنا في مؤتمرالاندماج الوطني وألقيت كلمة عن وطنية الأقباط عبر التاريخ الحديث, وفي أكتوبر الماضي حضرنا الجمعية العامة العاشرة لمجلس الكنائس العالمي بيوسان بكوريا الجنوبية ويحرص المجلس علي إصدار بيانات تواكب الأحداث كالاعتداء علي الكاتدرائية في أبريل2013 واستنكار التصريحات العدائية تجاه شيخ الأزهر..وهكذا.
*في طريق لقدسكم كنت حريصا أن أنقل لكم تساؤلات من الشعب المحب للكنيسة وتطلعاته نحو مزيد من الانفتاح… فالسؤال الأول:هناك بعض الآباء الكهنةخلال عظتهم يهاجمون كنائس أخري وتعاليمها فهل للمجلس سلطة للتدخل في هذه الأمور؟
**المجلس ليس جهة رئاسية ولكن اليوم عندما تنشر الروح المسكونية بين الكنائس والجميع يشاهد لقاءات المحبة والاجتماعات والمناهج المشتركة اعتقد أنه بالتدريج سوف تختفي روح التشدد والسلبية والكل يتعلم من لقاء رؤساء الكنائس قبول الآخر واحترامه,فهي مسألة وقت وأعتقد أنها سوف تنتهي في المستقبل القريب.
*السؤال الثاني:متي نجد كاهنا كاثوليكيا يعظ في كنيسة أرثوذكسية ونستمع لترانيم فرق إنجيلية؟
**افتتاح أسبوع الصلاة من أجل الوحدة كان بكنيسة مارجرجس بالمنيل وهي قبطية أرثوذكسية وألقي الكلمة الروحية نيافة الأنبا يوحنا قلته النائب البطريركي للأقباط الكاثوليك,والقس الدكتور صفوت البياضي رئيس الكنيسة الإنجيلية والمطران منير حنا رئيس الكنيسة الأسقفية,وهذا دليل أننا في محبة أيا كانت الكنيسة, ولكن علي الشعب أن يعي أن يكون هذا بحدود معينة وبخطوات مدروسة فمن الممكن أن يقف أحد ويركز علي عقائد ونقاط خلافية فنعود للوراء بدلا من أن نخطو نحو الوحدة.
*ماذا تتمني قدسكم في العام الجديد للمجلس؟
**أتمني مزيدا من الانفتاح بين أفراد الكنائس وتفعيل لجنة الحوارات اللاهوتية,وأكثر ما سوف يسعدني هو وصول اللجنة لنقاط مشتركة,وبعدها ترفع نتيجة الحوارات للمجامع الكنسية حتي تتم الموافقة.
*سيحتفل المجلس بعد أيام بمرور عام علي تأسيسه..ماذا عن برنامج الاحتفال؟
**يحتفل المجلس يوم الثلاثاء 18فبراير بمرور عام علي تأسيسة بالمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي, ويبدأ البرنامج في الخامسة مساء باجتماع رؤساء الخمس كنائس بحضور الأمين العام لعرض جدول أعمال اللجنة التنفيذية واللجنة القانونية لعرض اللائحة الداخلية ودعوة رؤساء الكنائس لتوقيعها, يعقب ذلك الحفل العام في السادسة والنصف حتي التاسعة مساء نقدم خلاله تقريرا لأعمال العام الماضي وكل كنيسة تتحدث عن طموحاتها للعام القادم ونستمع لأمنيات المشاركين بالحفل.