زكا أيها القصير المديد
تأمل في قراءات الأحد 16 فبراير 2014 الموافق الثانى والعشرين من شهر أمشير1730
الأب/ بولس جرس
السنكسار
استشهاد القديس ماروتا اسقف ميافرقين
في هذا اليوم تذكار نياحة القديس ماروتا أسقف ميافرقين ونقل أعضاء القديسين الذين استشهدوا بها ايام دقلديانوس. وكان ماروتا رجلا عالما فاضلا ولذلك وقع اختبار الملك الكبير ثاؤدسيوس أبو اركاديوس واونوريوس ، لإرساله إلى ملك الفرس لمفاوضته في أمر الهدنة التي كانا يرغبان في توقيعها فاكرم سابور الملك وقادته، واسكنه في قصر ملكي ولما علم ماروتا إن للملك ابنة مجنونة طلب إحضارها إليه وصلي عليها فبرئت وفرح سابور بذلك وزاد في إكرامه فطلب القديس من الملك أجساد القديسين الذي استشهدوا في بلاد فارس فأذن له بذلك فأخذها وبني لها كنيسة ثم حصنا كبيرا حولها. وفيما بعد بنيت مدينة داخل ذلك الحصن دعوها باسمه ماروتا. وبعد إن أتم عمله عاد إلى الملك ثاؤدسيوس وأقام برومية إلى إن تنيح. صلاته تكون معنا امين.
زكا أيها القصير المديد
نص الإنجيل
“ثُمَّ دَخَلَ واجتازَ في أريحا. وإذا رَجُلٌ اسمُهُ زَكّا، وهو رَئيسٌ للعَشّارينَ وكانَ غَنيًّا، وطَلَبَ أنْ يَرَى يَسوعَ مَنْ هو، ولم يَقدِرْ مِنَ الجَمعِ، لأنَّهُ كانَ قَصيرَ القامَةِ. فرَكَضَ مُتَقَدِّمًا وصَعِدَ إلَى جُمَّيزَةٍ لكَيْ يَراهُ، لأنَّهُ كانَ مُزمِعًا أنْ يَمُرَّ مِنْ هناكَ. فلَمّا جاءَ يَسوعُ إلَى المَكانِ، نَظَرَ إلَى فوقُ فرَآهُ، وقالَ لهُ:”يا زَكّا، أسرِعْ وانزِلْ، لأنَّهُ يَنبَغي أنْ أمكُثَ اليومَ في بَيتِكَ”. فأسرَعَ ونَزَلَ وقَبِلهُ فرِحًا. 7فلَمّا رأَى الجميعُ ذلكَ تذَمَّروا قائلينَ:”إنَّهُ دَخَلَ ليَبيتَ عِندَ رَجُلٍ خاطِئٍ”. فوَقَفَ زَكّا وقالَ للرَّبِّ:”ها أنا يارَبُّ أُعطي نِصفَ أموالي للمَساكينِ، وإنْ كُنتُ قد وشَيتُ بأحَدٍ أرُدُّ أربَعَةَ أضعافٍ”. فقالَ لهُ يَسوعُ:”اليومَ حَصَلَ خَلاصٌ لهذا البَيتِ، إذ هو أيضًا ابنُ إبراهيمَ، لأنَّ ابنَ الإنسانِ قد جاءَ لكَيْ يَطلُبَ ويُخَلِّصَ ما قد هَلكَ”. (لوقا 19 : 1 – 10 )
نص التأمل
زكا الرجل الذي أفني ُجلّ عمره يجمع المال ويكتنزه دون شبع ولا اكتفاء
زكا الرجل الذي استخدم في جمع امواله جميع الطرق المشروعة وغير المشروعة
زكا الذي طرق جميع الدروب وارتقى في مهنته على اعلى الرتب
زكا الرفيع المقام في مجتمعه المعروف القدر في وسطه المهاب من الجميع
زكا الغني الذي لم يغنه ماله فافتقر مشتاقا وتاق آملا أن يرى الرب يسوع
زكا الذي منعه حياءه وحجبه خجله واعجزه قصر قامته عن الخروج للقاء يسوع
ظل “يتوق مشتاقا” والفعل باليونانية يعني المضارع المستمر…
بمعنى أنه ليس مجرد إحساس عابر، بل شعور متجذر متزايد متنام.
لكن الشوق وحده لا يكفي فليس بالشوق وحده يحيى الإنسان
يحتاج الشوق إلى حركة خروج من الذات وتخلى عن الأنا واستعداد للبذل والتضحية
ولقدغلب شوق قلبه تردد طبعه وخجله،
فقرر الخروج ولو للحظة عن إطار وقاره والتنازل عن رفيع مقامه ووجد الحل في جميزة رابضة امام داره
فأسرع بالصعود إليها لأنه يعلم أن يسوع “مزمع” ان يعبر من هناك وهي كلمة تشمل النية والقصد…
فذاك “يتوق مشتاقا” وهذا “مزمع ان يجتاز نحوه”… وهكذا التقى الطريقان …
فالإنسان في بحث وشوق والله في مسيرة ومبادرة ولقاء…
فاقل مبادرة من الإنسان ستجد ردا مباشرا وحاسما من الله
” يا زكا أسرع فانزل ” الله هنا يعلم نبض قلبك ويقرأ عمق فكرك ويعرفك باسمك…
“اليوم ينبغي ان اكون في بيتك” ما اجمل هذا
يمكن للرب اليوم ان يكون في بيتك إذا اردت…
مهما قصرت قامتك وعظمت خطاياك يكفيه اشتياق قلبك
وبلقياه ستطول قامتك وتترفع رأسك حتى تلامس السماء