إنجيل الأحد الثالث من بابه
27 أكتوبر 2013 — 17 بابة 1730
الأب بولس جرس
“حينئذ أحضر إليه مجنون أعمى وأخرس فشفاه ، حتى إن الأعمى الأخرس تكلم وأبصر فبهت كل الجموع وقالوا : ألعل هذا هو ابن داود أما الفريسيون فلما سمعوا قالوا : هذا لا يخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين فعلم يسوع أفكارهم ، وقال لهم : كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب ، وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت فإن كان الشيطان يخرج الشيطان فقد انقسم على ذاته . فكيف تثبت مملكته وإن كنت أنا ببعلزبول أخرج الشياطين ، فأبناؤكم بمن يخرجون ؟ لذلك هم يكونون قضاتكم ولكن إن كنت أنا بروح الله أخرج الشياطين ، فقد أقبل عليكم ملكوت الله ” (متى 12 : 22 – 28)
هذا الرجل مجنون أعمى وأخرس… يبدو كامل الإعاقة يلوح كشبح من الماضي وكصورة لم يعد لها وجود
مجنون: فقد عقله فابتعد عن الصواب كثيرا وراح يقلب الحقائق ويجرى وراء الأوهام
مجنون يرى في أصغر الأشياء كنوزا ويدوس بقدميه على أثمن الكنوز
مجنون لا يحسن التقدير وينأى عن كل منطق وقياس
مجنون يجانب تصرفاته الصواب حتى ولو انتوى الخير
مجنون غير قادر على الدخول في حوار ويهرب من أي مواجهة
مجنون يشوه الحقيقة ويدمر جسده ونفسه وروحه والآخرين
ألست إياه أيها الإنسان المتحضر إنسان القرن الحادي والعشرين!!!
أعمى: هل فقد بصره أم ولد أعمى في حالتنا لا تفرق كثيرا وإن كنت أرجح انه فقده بفعل فاعل
هو أعمى لا يرى الحقيقة مهما كانت واضحة امامه وينفي حتى وجود الشمس وهي في كبد السماء
هو أعمى لا يبصر الطريق فيتحسسه متخبطا في دهاليز عالم الظلمات
هو أعمى لا يستطيع أن يدرك جمال الألوان ودفئها ولا رقه الزهور وعبيرها
هو أعمى لا يستطيع أن يبصر الوجوه ويتطلع على النجوم ويرى عظمة الكون
ألست إياه أيها الإنسان المتحضر إنسان القرن الحادي والعشرين!!!
أخرس: منعدم النطق مهما صاح وأخرج من اصوات،
أخرس ابكم أشبه بالحيوان الأعجم لا يستطيع أن يستخدم الكلمات
عاجز عن الهمس غير قادر عن التعبير فاقد للتواصل
لا يسمع أحد ولا يجد من يستمع إليه ويتفهمه فهو رافض ومرفوض
يسخر منه الجميع ولا يجد سوى أن يستشيط غضبا وهياجا …
ألست إياه أيها الإنسان المتحضر إنسان القرن الحادي والعشرين!!!
أما إذا أردت ان تشفى فليس لك من طبيب لكل سقامك سواه
هو ابن داوود…ابن الإنسان…ابن الله…جاء ليحررك