الخميس, 10 أكتوبر 2013- 30 توت 1730
القراءات اليومية من القطمارس القبطي
” الحق الحق أقول لكم : إن الذي لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف ، بل يطلع من موضع آخر ، فذاك سارق ولص وأما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف لهذا يفتح البواب ، والخراف تسمع صوته ، فيدعو خرافه الخاصة بأسماء ويخرجها ومتى أخرج خرافه الخاصة يذهب أمامها ، والخراف تتبعه ، لأنها تعرف صوته وأما الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه ، لأنها لا تعرف صوت الغرباء هذا المثل قاله لهم يسوع ، وأما هم فلم يفهموا ما هو الذي كان يكلمهم به فقال لهم يسوع أيضا : الحق الحق أقول لكم : إني أنا باب الخراف جميع الذين أتوا قبلي هم سراق ولصوص ، ولكن الخراف لم تسمع لهم أنا هو الباب . إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك ، وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل أنا هو الراعي الصالح ، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف وأما الذي هو أجير ، وليس راعيا ، الذي ليست الخراف له ، فيرى الذئب مقبلا ويترك الخراف ويهرب ، فيخطف الذئب الخراف ويبددها والأجير يهرب لأنه أجير ، ولا يبالي بالخراف أما أنا فإني الراعي الصالح، وأعرف خاصتي وخاصتي تعرفني كما أن الآب يعرفني وأنا أعرف الآب . وأنا أضع نفسي عن الخراف ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ، ينبغي أن آتي بتلك أيضا فتسمع صوتي ، وتكون رعية واحدة وراع واحد” (يوحنا 10 : 1 – 16 ).
وكأن الرب يريدنا ان نستكمل معا ما توقفنا امامه بالأمس…
يبدو كما لو كنت أتنبا حين تكلمت بالأمس عن تكرار القراءات فإذا بي افاجأ بأن إنجيل الراعي الصالح الذي تأملنا به أمس يتكرر اليوم بنفس النص…ودفعني الذهول للاتصال بأحد الدارسين المتعمقين في الطقوس القبطية فامدني بإحصائيات مذهلة…تعالوا نتأمل حياتنا الطقسية قبل أن ندخل في تأمل اليوم:
أولا: ولنزع فتيل القدسية والقداسة ليست هذه النصوص المختارة دهرية أزلية فقد تم وضع القطمارس في القرن الثالث عشر الميلادي.
ثانيا: حيث لم يكن يقام القداس اليومي حينذاك كان القطمارس يحوي فقط قراءاتالآحاد
ثالثا:حتى في كتب روفائيل الطوخي في القرن الثامن عشر وضع قراءات أيام الآحاد فقط ولم يضع قراءات يومية.
رابعا: نلاحظ الغياب التام لأي نص من نصوص العهد القديم في قراءات القطمارس القبطي ولمعرفة السبب علمنا أن القديس البابا كيرلس السكندري فرضها على الموعوظين ( الذين لم ينالوا المعمودية بعد) ثم حظر قراءة العهد القديم في الايام العادية وقصرها على زمن الصوم والبصخة المقدسة.
خامسا: وأخيراً تعال نستعرض بعض أمثلة هذا التكرار:
يتكرر انجيل” خمير الفريسيين” لوقا 11: 53 (11) مرة في اعياد شهداء كنيسةالأسكندرية
اما متى 23 ” إنجيل الويلات” فيتكرر عشرون مرة في ذكرى استشهاد الأنبياء
اما الفصل الأول من إنجيل لوقا: “البشارة” فيتكرر (5) مرات في السنة في أعياد مريم وآلها.
إنجيل لوقا 21: ” فيتكرر (15) مرة في السنة في أعياد الشهادة الجماعية لأكثر من قديس
لوقا 11 فيتكرر (11) مرة في أعياد آباء الكنيسة الجامعة
أما متى 4: 23 فيتكرر ثمان مرات في السنة في ذكرى الرهبان( أنطونيوس-مكاريوس- شنودة)
متى 16: 13- 19 فيتكرر (14) مرة في ذكرى نياحة البطاركة
لوقا 10 ” عّن الرب سبعين ىحرين وارسلهم” فينكرر (13) مرة تذكار التلاميذ
يوحنا 21 ” اتحبني” فتتكرر (7) مرات السنة في أعياد الرسل
إنجيل يوحنا 16: 20- 33: ” ستبكون وتنوحون لكن حزنكم يؤول إلى فرح” فيتكرر (26) مرة في السنة في أعياد اساقفة الكنيسة الشرقية غير السكندريين
أما متى 25 ” إنجيل مثل العذارى” فيتكرر(23 ) في السنة في كل احتفالات القديسات
لوقا 21 ” الناس تطلب آية” فيتكرر (21) في مناسبة المجامع الكنسية
مرقس 10 ” طلب إ بني زبدى فيتكرر (8) ثمان مرات في اعياد الشهداء المقطّعين
أما في أعياد الأساقفة السكندريين فيتكرر ” انجيل علامات الأزمنة” اربعة عشرة مرة
أما بطل تأملنا اليوم ” إنجيل الراعي الصالح” (يوحنا 10 : 1 – 16 ). فيتكرر(17) سبعة عشر مرة في أعياد نياحة الآباء البطاركة اليوم مثلا نياحة البطريرك الأنبا ساويروس.
دعونا ندلف إلى تأملنا…أخذنا من نفس النص بالأمس آية واحدة “وأعرف خاصتي وخاصتي تعرفني” وركزنا على نصفها الأول فحسب وهو مدى معرفتنابالمسيح… وتواعدنا ان نستكمل ب ” مدى معرفة المسيح بنا ” كخراف يحبها ويرعاها ويبذل ذاته من أجلها لنصل من خلال تأملنا لصورة ذلك الراعي الذي ينظر إلى الشعب الباحث عنه بتحنن وإشفاق وكأنه “أمام” خراف لا راع لها “واشعر بذاتي واحد من تلك الجموع الزاحفة نحوه الساعية إليه… أقترب رويدا رويدا أنظر إليه فأرى ذلك الراعييلتفت إلى وينظر باتجاهي…
ها هو يرنو إلى بنظرات عطف وحنان
أرقبه وما زلت وسط الجموع فألمحه يرمقني بحب لا مثيل له
اصغي إليه فأسمعه كأنه يهمس في إذني وحدي
يخفق القلب في داخلي إذ أحس انه يعرفني
يقرأ عقلى ويخترق كياني ليكشف مكنونات قلبي
أشعر أنه ملم بكل مشاعري ومشاكلي… يقدر همومي ومشاغلى
يعرف أحزاني ويمد يده الحانية فيلمس جراحي ليشفيها
وفي وسط الجموع، وسط وفي وسط الصخب وضجيج العالم حولي…
اراه يقترب مني ويداه ممدوتان نحوي يلمسني برفق ويقربني إليه
يقيمني ويوقفني على قدمي ويحتضنني بحنان فائق الوصف
الآن فقط يختفي الضجيج وتخفت أنوار العالم حولى فلا أعود أرى واسمع سواه
استطيع ان إلقي براسي فوق كتفه وانسى همومي
استطيع أن أرتاح على صدره وأداوي كلوم نفسي،
أستطيع ان اعتمد عليه وإن سقطت يقيمني ومن سقطتي ينتشلني
استطيع أن أضمن غفرانه حين اخطأ وصفحه حين أسهو ومعونته حين اضعف
أسمعه يدعوني باسمي ويصل حبه إلى أن ينقشني على كفه وفي حدقة عينه يخبأني
باختصار هو يعرفني أكثر مما أعرف انا ذاتي
هيا اقترب انت ايضا وتأكد انه يعرفك باسمك
يحبك لشخصك ومستعد أن يُصلب من جديد لأجلك