ما من أحد بار
الأب/ بولس جرس
تأمل في قراءات الجمعة 21 فبراير 2014 الموافق السادس والعشرين من شهر أمشير1730
السنكسار
نياحة هوشع النبى
في مثل هذا اليوم تنيح القديس هوشع النبي أحد الاثني عشر نبيا من أنبياء بني إسرائيل . تنبأ هذا البار في ايام عزيا ويوثام واحاز وحزقيا ملوك يهوذا وفي ايام يربعام بن يواش ملك إسرائيل وذكر في نبوته أشياء غريبة وعجيبة وبكت بني إسرائيل علي سيئاتهم وزلاتهم وأنذرهم بالشرور التي تحل بهم عقابا لهم علي جرائمهم ووعدهم بزوال هذه المصائب عنهم إذا رجعوا إلى الرب ألههم وتنبأ عن آلام المخلص وقيامته وخلاص بني البشر . فقال ” ضرب فيجبرنا يحيينا بعد يومين في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه لنعرف فلنتتبع لنعرف الرب ” وتنبأ عن أبطال سطوة الموت وكسر شوكة الجحيم بقوله ” أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية ” وتنيح في شيخوخة صالحة . صلاته تكون معنا امين.
استشهاد القديسون صادوق و المئة و الثمانية و العشرون رجلا في بلاد الفرس
في مثل هذا اليوم استشهد القديسون صادوق والمئة والثمانية والعشرون رجلا في بلاد الفرس . وذلك إن بهرام ملك الفرس أحضرهم أمامه وعرض عليهم إن يسجدوا للشمس فأجابه القديس صادوق بقوله إنني لا اسجد إلا لله خالق الشمس وكل الكون . فقال له الملك وهل لهذه الشمس اله ؟ فأجابه نعم هو السيد المسيح إلهنا . فأمر بقطع رأسه فصلي القديس وتقدم السياف فقطع رأسه فظهر عند ذلك نور عظيم رآه الحاضرون فصاحوا نحن جميعا مسيحيون فأمر الملك بضرب أعناقهم كلهم ونالوا إكليل الشهادة . صلاتهم تكون معنا امين .
نص الرسالة
“إذًا ما هو فضلُ اليَهوديِّ، أو ما هو نَفعُ الخِتانِ؟ كثيرٌ علَى كُلِّ وجهٍ! أمّا أوَّلاً فلأنَّهُمُ استؤمِنوا علَى أقوالِ اللهِ. فماذا إنْ كانَ قَوْمٌ لم يكونوا أُمَناءَ؟ أفَلَعَلَّ عَدَمَ أمانَتِهِمْ يُبطِلُ أمانَةَ اللهِ؟ حاشا! بل ليَكُنِ اللهُ صادِقًا وكُلُّ إنسانٍ كاذِبًا. كما هو مَكتوبٌ: “لكَيْ تتبَرَّرَ في كلامِكَ، وتغلِبَ مَتَى حوكِمتَ”.ولكن إنْ كانَ إثمُنا يُبَيِّنُ برَّ اللهِ، فماذا نَقولُ؟ ألَعَلَّ اللهَ الذي يَجلِبُ الغَضَبَ ظالِمٌ؟ أتكلَّمُ بحَسَبِ الإنسانِ. حاشا! فكيفَ يَدينُ اللهُ العالَمَ إذ ذاكَ؟ فإنَّهُ إنْ كانَ صِدقُ اللهِ قد ازدادَ بكَذِبي لمَجدِهِ، فلماذا أُدانُ أنا بَعدُ كخاطِئٍ؟ أما كما يُفتَرَى علَينا، وكما يَزعُمُ قَوْمٌ أنَّنا نَقولُ:”لنَفعَلِ السَّيِّآتِ لكَيْ تأتيَ الخَيراتُ”؟ الذينَ دَينونَتُهُمْ عادِلَةٌ.فماذا إذًا؟ أنَحنُ أفضَلُ؟ كلاَّ البَتَّةَ! لأنَّنا قد شَكَوْنا أنَّ اليَهودَ واليونانيِّينَ أجمَعينَ تحتَ الخَطيَّةِ،كما هو مَكتوبٌ:”أنَّهُ ليس بارٌّ ولا واحِدٌ. ليس مَنْ يَفهَمُ. ليس مَنْ يَطلُبُ اللهَ. الجميعُ زاغوا وفَسَدوا مَعًا. ليس مَنْ يَعمَلُ صَلاحًا ليس ولا واحِدٌ. حَنجَرَتُهُمْ قَبرٌ مَفتوحٌ. بألسِنَتِهِمْ قد مَكَروا. سِمُّ الأصلالِ تحتَ شِفاهِهِمْ. وفَمُهُمْ مَملوءٌ لَعنَةً ومَرارَةً. أرجُلُهُمْ سريعَةٌ إلَى سفكِ الدَّمِ. في طُرُقِهِمِ اغتِصابٌ وسُحقٌ. وطَريقُ السَّلامِ لم يَعرِفوهُ. ليس خَوْفُ اللهِ قُدّامَ عُيونِهِمْ”. (رومية 3 : 1 – 18).
نص التأمل
أمازال هناك من يصنع الخير
(بدلا من نص إنجيل الراعي الصالح ، يوحنا 10: 1-16، الذي سبق وتأملناه مراراً عديدة)
“أنَّهُ ليس بارٌّ ولا واحِدٌ. ليس مَنْ يَفهَمُ. ليس مَنْ يَطلُبُ اللهَ. الجميعُ زاغوا وفَسَدوا مَعًا. ليس مَنْ يَعمَلُ صَلاحًا ليس ولا واحِدٌ.” صورة مأساوية حزينة كئيبة …فهل اظلمت الدنيا إلى هذا الحد؟ وهل ضلت البشرية إلى هذه الدرجة الوحشية الموحشة؟ هل انعدم الخير بين البشر فليس من يعمل صلاحا ولا واحد؟ وهل كما يقول الكثيرون آن الزمان لغضب الرب والقضاء؟ هل اقتربت الدينونة وحلّت ساعة الصفر؟
أسئلة متعددة تتقافز الى الذهن صباح اليوم ونحن نتأمل هذا النص الطوباوي الرهيب
أكاد أرد بطريقة تلقائية: كلا
فمازال في العالم من يصنع الخير اليوم وغدا
وهناك من يقدم حياته للخدمة والعطاء
وملايين من الكهنة والرهبان والراهبات والخدام والخادمات يبذلون في سخاء
هناك امهات يضحين من اجل الحفاظ على الأسرة متماسكة مترابطة متحابة
وأباء يبذلون العرق والدم في سبيل تنشأة البنين
هناك كثير من الشباب على اهبة الإستعداد للإنطلاق في الخدمة والعطاء
هناك ملايين من الشيوخ وكبار السن مازالوا يؤمنون بالخير والعدل والحق
هناك رواد يتبعهم كثيرون يسعون جاهدين في طريق السلام
هناك أطفال أبرياء يحلمون بمستقبل زاهر….
هناك قلوب مؤمنة ساجدة خاشعة متضرعة وعابدة
إطمئن يا سيدي
فبرغم وجود الزؤان وسيطرة لونه على معظم ارجاء الحقل
لكنك “زرعا جيدا قد زرعت في حقلك”
وعندما يحين الحصاد سنرى منجلك الذهبي يجتث الزؤان من جذوره
ليقيم لأبناءه الابرار الذين عانوا ومازالوا إلى اليوم يعانون الأهوال في سبيل إيمانهم
ملكوتا أبديا ويهبهم مجدا سرمديا ونورا لا يعرف غروبا
نحن نعلم ونثق ونؤمن انك امين ولن تبطل عدم أمانتنا أمانتك
نحن نعلم ونثق ونؤمن أنك آت لن تتأخر أو تتوانى وإن تأنيت وصبرت
نحن نعلم ونثق ونؤمن أنك لمنتصر وإنا معك لغالبون….
آمين تعالى أيها الرب يسوع