تأمل اليوم: العذارى الجاهلات الغافلات

تأمل اليوم: العذارى الجاهلات الغافلات

تأمل في إنجيل اليوم
الجمعة 20 سبتمبر 10 توت
العذارى الجاهلات الغافلات
متى الفصل 25

بقلم الأب بولس جرس

“حينئذ يشبه ملكوت السماوات عشر عذارى ، أخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس وكان خمس منهن حكيمات ، وخمس جاهلات أما الجاهلات فأخذن مصابيحهن ولم يأخذن معهن زيتا وأما الحكيمات فأخذن زيتا في آنيتهن مع مصابيحهن وفيما أبطأ العريس نعسن جميعهن ونمن ففي نصف الليل صار صراخ : هوذا العريس مقبل ، فاخرجن للقائه فقامت جميع أولئك العذارى وأصلحن مصابيحهن فقالت الجاهلات للحكيمات : أعطيننا من زيتكن فإن مصابيحنا تنطفئ فأجابت الحكيمات قائلات : لعله لا يكفي لنا ولكن ، بل اذهبن إلى الباعة وابتعن لكن وفيما هن ذاهبات ليبتعن جاء العريس ، والمستعدات دخلن معه إلى العرس ، وأغلق الباب أخيرا جاءت بقية العذارى أيضا قائلات : يا سيد ، يا سيد ، افتح لنا فأجاب وقال : الحق أقول لكن : إني ما أعرفكن فاسهروا إذا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان”

السهر انواع
سهر التسالي أمام شاشات التلفزيون
سهر الأنس والطرب
سهر الحراسة والدرك
سهر الأرق والفكر والقلق
سهر العشاق  بالتنهد والشبق
سهر العبادة بالزهد والتقشف

السهر الإنجيلي بالمعنى المسيحي للانتظار المتيقظ المتأهب والمستعد لمجيء الرب يسوع
وقد اصطلح على تسمية هذا المثل الإنجيلي الرائع بمثل ” العذارى الحكيمات” لكن في تأمل اليوم أقف مذهولا مندهشا منبهرا من غفلة العذارى الجاهلات:

– فقد ذهبن بدون إحتياطي من الزيت
– ولم يطفئن المصابيح توفيرا للطاقة حتى يأتي العريس
–  ثم سمحن لأنفسهن أن يذهبن في نوم عميق بما يتبع ذلك من اتلاف لزينتهن وملابسهن
– وحين سمعن النداء بقدوم العريس واكتشفن خواء المصابيح من الزيت اعتقدن ان عمل الآخرين واجتهادهم يمكن أن يعوضهن
–  ولما نصحن بالذهاب للشراء خرجن وكأن العريس المعلن وصوله بعد طول انتظار سيوقف المراسم انتظارا لجهلهن
-والأعجب من ذلك أنهن مازلن يقرعن انتظارا ان يترك العريس احتفاله ويتجاهل عروسه ليلتفت إلى ثرثرتهن!!!!!!
كلها علامات تعجب واستغراب امام سذاجة وجهل وعنجهية الغافلين عن خلاصهم الأبدي والباحثين فقط عن ملذات وملاهي وقتية
والأعجب أن نكتشف أننا “أنا وأنت” احد هؤلاء الجهلاء الذين ننتقدهم ونتهكم عليهم ونسخر من جهلهم وغفلتهم.
إسأل نفسك كم مرة سهرت وأي نوع من انواع السهر أدمنت وكم من مرة شغلتك عن الصلاة أمور بسيطة وتافهة وقابلة للتأجيل بل والإلغاء كم مرة غبت عن القداس الإلهي بغير عذر وكم مرة أجلت اعترافك بخطاياك إلى ميعاد لاحق قد لا يأت أبدا

لا تكن غافلا
 اسهر متيقظا واعمل في كل لحظة أن تكون مستعدا للقاء العريس
 لتلقاه فرحا مشرقا متزيناً مستنيرا