تأمل في قراءات السبت, 7 ديسمبر 2013 – 12كيهك 1730
اليوم الثانى عشر من شهر كيهك
التذكار الشهري لرئيس الملائكة الجليل ميخائيل
نياحة القديس هدرا الاسوانى
تعتز مدينة أسوان بجنوب مصر بشفيعها وقديسها الأنبا هدرا، وبالدير الأثري الذي يحمل اسمه الذي يرجع إلى القرن الخامس الميلادي.
نشأته: وُلد من أبوين مسيحيين فربّياه وعلّماه مخافة الرب منذ صغره. ولما بلغ الثمانية عشر من عمره أحب والداه أن يزوجاه من إحدى قريباته. فلما جاء الوقت امتنع بحجة المرض.
لقد رفض الزواج ليس هربًا من المسئوليات الأسرية، ولا بكونه أمرًا دنسًا أو غير لائقٍ، وإنما لأنه عشق تكريس كل كيانه ووقته للعمل الروحي. وكما يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص عن البتولية: “إننا نقولها الآن بوضوح أن البتولية هي رفيقة الإنسان في عمله الروحي ومساعدة له في الوصول إلى الهدف السامي للحياة. إنها قوة، حتى أنهم يتشبهون بالطبائع الروحية”.
في إحدى الليالي رأى شخصًا منيرًا يقول له: “يا هدرا يا هدرا، لا تبطئ عن النهوض إلى ما اهتممت به من الفكر الصالح، بل قم مسرعًا وتممه”. فقام مسرعًا ومضى إلى الكنيسة مصليًا كعادته، سائلًا اللَّه أن يعينه وأن يرشده إلى ما فيه خلاص نفسه، وكان يردد المزمور القائل: “طوبى للذين بلا عيب في الطريق، السالكون في ناموس الرب” (مز1:118). ذهب إلى الكنيسة مبكرًا، وصلى مع الجماعة، وطلب من السيد المسيح أن يسمعه من أقوال الكتب المقدسة ما يتفق وما في قلبه، فسمع ما ارتاح إليه.
رهبنته:ما خرج من الكنيسة رأى رجلًا ميتًا محمولًا ذاهبين به إلى الدير، فسار مع المشيعين وكان يحدث نفسه قائلًا: “اسمع يا هدرا، ليس هذا الذي قد مات ولكنك أنت الذي قد متّ عن هذا العالم الزائل”. ولما وصلوا الدير ودفنوا الميت لم يعد إلى بيته بل دخل الدير وأقام مع الرهبان. ولما سمع أقاربه وأصدقاؤه أتوا إليه وقالوا له: “إنك بعملك هذا تجلب علينا الحزن كما تؤلم قلب خطيبتك وأنت تستطيع أن تعبد اللَّه في أي مكان شئت”. وإذ لم يفلحوا في إرجاعه عن رأيه عادوا والحزن يملأ قلوبهم على فراقه.
أما هو فقد سكب نفسه في عبادةٍ حارةٍ ونسكٍ عظيمٍ وصومٍ دائمٍ وصلواتٍ متواترةٍ ومطانيات عديدة. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ). وكان في أيام القديس بيمين، فتتلمذ له، وكان يسترشد بتعاليمه وقدوته الصالحة.
لاحظ المتوحدون جهاد القديس الأنبا هدرا فقالوا له: “يا أخانا الحبيب جيد هو كل شيء يُصنع بمقياس”. أما هو فأجابهم: “إن كل ما أفعله لا يقوم مقام خطية واحدة من خطاياي”. فإذ سمع الإخوة هذا الكلام اتعظوا ومضوا، وصاروا يخبروا الآخرين بما قاله لهم. وكان المتوحّدون يلتقون به ويقتدون بأفعاله، ويطلبون مشورته، كما كانوا يتعجبون من تواضعه وانسحاق نفسه.
في البرية الداخلية:جاءت الجموع تتقاطر عليه من كل البلدان تطلب كلمة منفعة وتتمتع بتعزيات الروح. لكنه إذ كثرت الزيارات جدًا استشار أباه الروحي أنبا بيمن وطلب أن ينفرد في البرية. ترك مغارته بعد ذلك بثماني سنين ودخل في البرية الداخلية، وكأن يسأل اللَّه أن يختار له موضعًا لسكناه.
بعد ثلاثة أيام جاءت بعض وحوش البرية لتفترسه، أما هو فوقف يصلي طالبا من اللَّه أن يصنع معه رحمة، ويُبعد عنه الخوف من الوحوش الكاسرة كما أخضع الأسود لدانيال. للحال صارت الوحوش تستأنس به.
حرب دائمة مع الشيطان:طلب من القديس بيمن أن يطَّلِع على سيرة القديس العظيم أنبا أنطونيوس أب الرهبان ليتعلم منها قتال العدو الشرير. ومكث هناك أيامًا كثيرة يجاهد ضد إبليس وجنوده، وكان الشيطان يجربه كثيرًا. من ذلك أنه ظهر له وبيده سيف مسلول يريد قطع يديه، فصرخ القديس إلى الرب، فغاب عنه الشيطان في الحال.
جاء في المخطوط الخاص بسيرته: “استمر يصنع صلوات كثيرة ونسكيات، فإذا عدو الخير الذي هو الشيطان صار يفزعه بأشكالٍ مخيفةٍ ومناظرٍ مفزعةٍ، ويظهر له في شكل نساء جميلات الصورة لكي يوقعه في شباك الخطية المهلكة. لكن القديس أنبا هدرا كان يقوى عليه ويقهره بقوة الصليب المقدس فينفضح ويضمحل”.
وفي أحد الأيام خرج من مغارته، ولما عاد وجد تنّينًا عظيمًا داخلها، فصلى إلى الرب قائلًا: “يا ربى وسيدي، إن كانت هذه إرادتك أن أسكن مع هذا الوحش فلتكن”، ثم تطلع إلى التنين فوجده مقطعًا إلى ثلاثة أجزاء.
حدث أن سقط القديس أنبا هدرا وانطرح على الأرض بسبب نسكه الزائد، فظهر له شخص نوراني وسكب على رأسه دهنًا. للحال تقوى وشعر أن قوة إلهية قد أدركته. لكن عدو الخير لم يتركه بل كان يظهر له في أشكال مخيفة. أما هو فكان يرشمهم بعلامة الصليب فيهربوا من أمام وجهه.
كان في حرب دائمة مع الشيطان، لا ينام الليل ولا يستقر بالنهار، وكان الرب يخلصه منها. وأخيرًا حبس نفسه في قلايته، وكانوا يأتون إليه بالمرضى والمصابين بالأرواح النجسة، فيصلى على زيت ويدهنهم به فيبرأون في الحال، وكانت الأرواح النجسة تصرخ قاتلة: “ويلاه منك يا هدرا أحرقتنا بصلواتك وطردتنا من البراري”.
معرفته للكتاب المقدس:أتى إليه رهبان من الشام وسألوه عن مسائل غامضة في الكتب المقدسة، ففسّر لهم معانيها، فأعجبوا بعلمه قائلين: “لقد طفنا جبالًا وأديرة كثيرة، وزرنا معلمين وفلاسفة فلم نجد من يفسر لنا هذه المسائل كما فسّرها لنا هذا القديس”.
سيامته أسقفًا:إذ تقدم به السن ترك موضع الوحدة في البرية الداخلية وذهب إلى أحد الأديرة حيث حبس نفسه في قلاية بها.وقد وهبه اللَّه صنع العجائب. وفي ليلةٍ رأى في حلمٍ إنسانًا لابسًا شكل الأسقفية، جالسًا على كرسي، خاطبه قائلًا: “تمسك بالإيمان الذي قبلته من الآباء القديسين”. ثم قام عن كرسيه وأشار بيده نحوه، قائلًا له: “قد وهبتك هذا الكرسي…” ثم اختفي عنه.سجّل الأنبا هدرا هذه الرؤيا ولم يخبر بها أحدًا إلى لحظة دعوته للأسقفية.لما تنيّح أسقف مدينة أسوان ذهب بعض من شعبها إلى الدير، وهناك اجتمعوا بالرهبان الذين حضروا من الشام، وهؤلاء قد أثنوا لهم على القديس هدرا. فذهبوا إليه وأخذوه رغمًا عنه وسافروا إلى الإسكندرية، ورسمه لهم الأنبا ثاؤفيلس بابا الإسكندرية أسقفًا عليهم.
ما أن جلس على كرسيه حتى عكف على وعظ شعبه وتعليمه طريق الحياة. فقد اهتم بالجانب التعليمي وتثبيت شعبه على الإيمان المستقيم. وكان يصلي على المرضى، ووهبه اللَّه موهبة شفاء المرضى وصنع آيات كثيرة، كما كان يهتم بالفقراء والمساكين والغرباء، ويفتقد المحبوسين. وأكمل حياتهٍ بسيرةٍ حسنة، ثم تنيّح بسلام.
في مثل هذا اليوم تنيح الأب العظيم الأنبا هدرا أسقف مدينة أسوان ، وقد ولد من أبوين مسيحيين ، فربياه وعلماه مخافة الرب منذ صغره ، ولما بلغ ثماني عشرة سنة أحب والداه إن يزوجاه من إحدى قريباته ، ولكنه امتنع بحجة المرض ، حتى إذا كان صباح ذلك اليوم ، ذهب إلى الكنيسة مبكرا ، وصلي مع الجماعة وطلب من السيد المسيح إن يسمعه من أقوال الكتب المقدسة ما يتفق وما في قلبه ، فسمع ما استراح إليه ، ولما خرج من الكنسية رأي ميتا محمولا ذاهبين به إلى المقبرة ، فسار مع المشيعين وكان يحدث نفسه قائلا ” اسمع يا هدرا ، ليس هذا الذي قد مات ، ولكنك أنت الذي قد مت عن هذا العالم الزائل ” ، ولما وصلوا ودفنوا الميت ، لم يعد إلى بيته بل التحق بالدير وأقام مع الرهبان ، ولما سمع أقاربه وأصدقاؤه أتوا إليه وقالوا له ” انك بعملك هذا تجلب علينا الحزن ، كما تؤلم قلب خطيبتك ، وأنت تستطيع إن تعبد الله في أي مكان شئت ” وإذ لم يفلحوا في إرجاعه عن رأيه عادوا والحزن يملا قلوبهم علي فراقه ، أما هو فقد اندفع في عبادة حارة ، ونسك عظيم وصوم دائم ، وصلوات متواترة ، ومطانيات عديدة . وكان في ايام القديس بيمين ، فتتلمذ له ، وكان يسترشد بتعاليمه وقدرته الصالحة ، وبعد ذلك بثماني سنين طلب إن ينفرد في البرية ، وإذ سمحوا له ، انطلق حتى عثر علي مغارة فسكن فيها ، وطلب من القديس بيمين إن يطلع علي سيرة القديس العظيم أنبا أنطونيوس أب الرهبان ليتعلم منها قتال العدو الشرير ، ومكث هناك أياما كثيرة يجاهد ضد إبليس وجنوده ، وكان الشيطان يجربه كثيرا ، فمن ذلك انه ظهر له وبيده سيف مسلول يريد قطع يديه ، فصرخ القديس إلى الرب ، فغاب عنه الشيطان في الحال ، وفي أحد الأيام خرج من مغارته ، ولما عاد وجد تنينا عظيما داخلها ، فصلي إلى الرب قائلا “ يا ربي وسيدي إن كانت هذه إرادتك إن اسكن مع هذا الوحش فلتكن ، ثم تطلع إلى التنين فوجده مقطعا إلى ثلاثة أجزاء . وكان في حرب دائمة مع الشياطين ، لا ينام الليل ولا يستقر بالنهار ، وكان الرب يخلصه منها ، وأخيرا حبس نفسه في قلايته ، وكانوا يأتون إليه بالمرضي والمصابين بالأرواح النجسة ، فيصلي علي زيت ويدهنهم به فيبرأون في الحال ، وكانت الأرواح النجسة تصرخ قائلة ” ويلاه منك يا هدرا ، أحرقتنا صلواتك وطردتنا من البراري” ، ومرة أتى إليه رهبان من الشام وسألوه عن مسائل غامضة في الكتب المقدسة ، ففسر لهم معانيها، فاعجبوا بعلمه قائلين ” لقد طفنا جبالا وأديرة كثيرة ، وزرنا معلمين وفلاسفة ، فمل نجد من يفسر لنا هذه المسائل كما يفسرها لنا هذا القديس ” ، ولما تنيح أسقف مدينة أسوان ذهب بعض من شعبها إلى الدير ، وهناك اجتمعوا بالرهبان الذين حضروا من الشام ، وهؤلاء قد اثنوا لهم علي القديس هدرا ، فذهبوا إليه وأخذوه رغما عنه وسافروا إلى الإسكندرية ورسمه لهم الانبا ثاؤفيلس بابا الإسكندرية أسقفا عليهم ، وما إن جلس علي كرسيه حتى عكف علي وعظ شعبه وتعليمه طرق الحياة ، وقد صنع آيات كثيرة ، وكمل حياته بسيرة حسنة ، ثم تنيح بسلام.
نياحة القديس يوحنا المعترف
انعقاد مجمع برومية على نوباطس القس
في مثل هذا اليوم من سنة 249 م . اجتمع برومية مجمع مقدس . وذلك في أول سنة من ملك داكيوس الوثني ، وفي بطريركية قرنيليوس بابا رومية ، وديونوسيوس بابا الإسكندرية ، وفلابيانوس بطريرك إنطاكية ، وجرمانوس أسقف بيت المقدس ، وذلك لمحاكمة نوباطس القس الذي قال ” إن الذي أنكر الإيمان وقت الاضطهاد ، لا يقبل إذا تاب . وإن الذي يقع في الزنا لا تقبل له توبة ايضا ” . فنهاه الاب قرنيليوس عن ذلك ، فلم ينته . فجمع مجمعا من ستين أسقفا وثمانية عشر قسا وشماسا من علماء رومية ، وناظروه في هذا القول . فاحتج بقول بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين ” لان الذين استنيروا مرة وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس . وذاقوا كلمة الله الصالحةوقوات الدهر الأتي وسقطوا لا يمكن تجديدهم ايضا للتوبة إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه ” فرد عليه الأباء موضحين له إن الرسول لم يقل هذا عمن يتوب . بل عمن يقصد إن يعتمد كلما أخطاء . لان المعمودية إنما تكون دفعة واحدة . ولهذا اتبع الرسول القول بقوله ” إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله مرة ثانية ويشهرونه ” . فاضح بهذا انه لما كان الصلب قد حدث مرة واحدة ، هكذا تكون المعمودية مرة واحدة . أما التوبة فبابها مفتوح لكل تائب ، وإلا فيكون كل من سقط في الكفر أو الخطية غير مقبول ولو تاب . فداود النبي إذن لم تقبل توبته ، وبطرس لما جحد لم تقبل ايضا توبته ، وعلي ذلك يكون باطلا حلول الروح المعزي عليه ، وباطلا ايضا تقليده رعاية خرافه، وتكون معمودية كل من اعتمد من يده باطلة ، وبالإجمال يكون الكل علي حسب رأيك قد هلكوا ، وفي هذا منتهى الجهل . هذا والسيد المسيح لم يأت إلى العالم إلا ليخلص الخطاة ويقتادهم إلى التوبة ، بدليل قوله “إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون ” فأرجع عن هذا الرأي النجس وتب عنه ،و لا تكن عدوا لله ولنفسك وللإنسانية ، وإذ لم يرجع نوباطس عن رأيه نفاه المجمع وحرمه هو وكل من يقول بقوله. صلاة هؤلاء القديسين تكون معنا . ولربنا المجد دائما ابديا امين .
غدا أول فصل الشتاء
كل شيء لكم
تأمل في قراءات السبت, 7 ديسمبر 2013 – 12كيهك 1730
اليوم الثانى عشر من شهر كيهك
نص القراءة
الأب/ بولس جرس
حيث تتناول قراءة انجيل اليوم نص القديس لوقا 16 : 1 – 12 المعروف ب”وكيل الظلم” نلجأ ايوم إلى نص البولسمن الرسالة إلى 1كورنثوس 3 : 4 – 23
“لأنه متى قال واحد : أنا لبولس وآخر : أنا لأبلوسأفلستم جسديين فمن هو بولس ؟ ومن هو أبلوس ؟ بلخادمان آمنتم بواسطتهما ، وكما أعطى الرب لكل واحد أناغرست وأبلوس سقى، لكن الله كان ينمي إذا ليس الغارسشيئا ولا الساقي ، بل الله الذي ينمي والغارس والساقيهما واحد، ولكن كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه فإننانحن عاملان مع الله، وأنتم فلاحة الله ، بناء الله حسب نعمةالله المعطاة لي كبناء حكيم قد وضعت أساسا وآخر يبنيعليه. ولكن فلينظر كل واحد كيف يبني عليه فإنه لا يستطيعأحد أن يضع أساسا آخر غير الذي وضع ، الذي هو يسوعالمسيح ولكن إن كان أحد يبني على هذا الأساس : ذهبا ،فضة ، حجارة كريمة ، خشبا ، عشبا ، قشا فعمل كل واحدسيصير ظاهرا لأن اليوم سيبينه . لأنه بنار يستعلن ،وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو إن بقي عمل أحد قدبناه عليه فسيأخذ أجرة إن احترق عمل أحد فسيخسر ،وأما هو فسيخلص ، ولكن كما بنار أما تعلمون أنكم هيكلالله ، وروح الله يسكن فيكم إن كان أحد يفسد هيكل اللهفسيفسده الله ، لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم هو لايخدعن أحد نفسه . إن كان أحد يظن أنه حكيم بينكم فيهذا الدهر ، فليصر جاهلا لكي يصير حكيما لأن حكمة هذاالعالم هي جهالة عند الله ، لأنه مكتوب : الآخذ الحكماءبمكرهم وأيضا : الرب يعلم أفكار الحكماء أنها باطلة إذا لايفتخرن أحد بالناس فإن كل شيء لكم أبولس ، أم أبلوس ،أم صفا ، أم العالم ، أم الحياة ، أم الموت ، أم الأشياءالحاضرة ، أم المستقبلة . كل شيء لكم وأما أنتم فللمسيح ،والمسيح لله” (1كورنثوس 3 : 4 – 23)
نص التأمل
“فإن كل شيء لكم أبولس ، أم أبلوس ، أم صفا، أم العالم ، أم الحياة ، أم الموت ، أم الأشياء الحاضرة ، أمالمستقبلة . كل شيء لكم وأما أنتم فللمسيح ، والمسيح لله”
تناولنا في تأمل الأمس اهتداء أبلوس إلى معرفةالرب يسوع وفصاحته في الحديث عنه وقد يبدو الأمر صدفةلكنه تدبير الله أن نجد نص رسالة اليوم يتناول نفس موضوعالأمس ويتممه بطريقة يعجز الفكر عن التعبير عنها، فالروحيقود ويهب حيث يشاء وما علينا سوى أن نفتح عقولنا وقلوبناوأن نفرد شراع قواربنا ليسير بها ويوجهها إلى ميناءالخلاص…
لمسنا بالأمس مدى تطابق النص مع روحالإنجيل ومدى عصرية المشكلة التي واجهها وانتصر عليهاالرسل باتباعهم روح التعليم الإنجيلي روح الثواضعوالتخلي وإخلاء الذات لإفساح المجال أمام الجميع للعملفي حقل الرب كل بموهبته … فلو كان بطرس والرسل رفضواقبول بولس وارتداده لغاب عن المسيحية شمسها ولما ولدتيموثاوس وتيطس وفليمون وغيرهم ولظلت بلاد كثيرة ونفوسلا تحصى تقبع في ظلام الوثنية دون أن تستنير بنورالإيمان المسيحي. ولو لم يقبل بولس التلاميذ الذين ” ولدهمفي المسيح” ورباهم وعلمهم وكبرهم واقامهم شيوخا ومعلمينوسلمهم مسئولية الكنائس كاملة لسقطت تلك الكنائسالوليدة ولتعطل الإيمان ولم يسلم راية الجهاد والكرازة فيالكنيسة جيل لمن يليه لماتت الكنيسة مع انتقال الجيلالأول… فبرغم حاجة الكنيسة لبطرس الصخرة فهي لاتستطيع ان تستغني عن بولس رسول الأمم وبقدر فرحتهابلوقا الطبيب هي بحاجة إلى برنابا ومرقص وسيلاوأبلوس…لا يستبعد احدهم الآخر ولا يشعر نحوه بأي نوعمن الغيرة والتنافس…هم يتنافسون جميعا في العمل لصالحالملكوتوهم عارفون أن ” كل واحد سيأخذ أجرته بحسبتعبه” فجميعهم عاملين مع الله ، وما الكنيسة والعالموالكرازة سوى “أفلاحة الله ، بناء الله” حسب نعمة اللهالمعطاة للخادم كبناء حكيم قد وضعت الأسس قبلنا وماعلينا سوى أن نبني عليها لنحافظ على البناء ونعلو به فوقكل شيء آخر المهم أن نستمر جميعا في العمل بهذه الروحعينها ولا يهم إن كان أحد يبني على هذا الأساس :” ذهبا، فضة ، حجارة كريمة ، خشبا ، عشبا ، قشا فعمل كلواحد سيصير ظاهرا لأن اليوم سيبينه” علينا فقط ان نعملبكل اجتهاد في سبيل البنيان ونترك الحكم والدينونة للديانفالحكم سيكون لله في ذلك اليوم الذي سيمتحن بالنار” لأنهبنار يستعلن ، وستمتحن النار عمل كل واحد”
إذا لا يفتخرن أحد بالناس فإن كل شيء لكمأبولس ، أم أبلوس ، أم صفا ، أم العالم ، أم الحياة ، أمالموت ، أم الأشياء الحاضرة ، أم المستقبلة . كل شيء لكموأما أنتم فللمسيح ، والمسيح لله”
هلا تعلمنا الدرس إذن : من يفتخر فليفتخربالرب فجميع الرسل لنا وكل القديسين شفعاء فيناوكل من يحمل مشقة الجهاد في سبيل بنيان بيتالله ويعمل بمشيئته فهو أخي واختي وأمي ونحنجميعا أعضاء جسد واحد لنا كل شيء ونملك كلشيء نأخذ كل شيء ونعطي كل شيء ولا ينقصناشيء لأن لنا في المسيح كل شيء.