تأمل في قراءات الاثنين 24 فبراير 2014 الموافق الثلاثون من شهر أمشير1730
الأب/ بولس جرس
نص الإنجيل
“ادخلوا من الباب الضيق ، لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك ، وكثيرون هم الذين يدخلون منه ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة ، وقليلون هم الذين يجدونه احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ، ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة من ثمارهم تعرفونهم . هل يجتنون من الشوك عنبا ، أو من الحسك تينا هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثمارا جيدة ، وأما الشجرة الردية فتصنع أثمارا ردية لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثمارا ردية ، ولا شجرة ردية أن تصنع أثمارا جيدة كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار فإذا من ثمارهم تعرفونهم ليس كل من يقول لي : يا رب ، يا رب يدخل ملكوت السماوات . بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات (متى 7 : 13 – 21).
نص التأمل
من ثمارهم تعرفونهم
قاعدة في كلمة،
كلمة بسيطة رقيقة دقيقة، اثبت الزمن صدقها وفاعليتها
فهناك في الحياة وبالذات في شرقنا العزيز وبلادنا المصرية الكثير ممن يتخفون وراء المظهر
وقد ينجحوا في خداع الكثيرين لفترات طويله فليس من الصعب ان تخدع الناس
وليس من الصعب أن تخدع ذاتك لكن من المستحيل ان تخدع خالقك …
فهو الفاحص القلوب والكلى الذي يقرأ ما في الضمائر ويعرف ما تكمن النفوس.
حقا ليس من الصعب خداع البشر ولقد ُخدعنا في مصر لحقبات طويلة ممن يرفعون الأصوات بالصلاة والدعاء ويمارسون الشعائر الخارجية ويلتحفون بثياب بعينها ويطلقون اللحى
يتصنعون التقوى ويظهرون بثياب الحملان المضطهدين الذين يحملون الخير للجميع
ثم انتهى الأمر بفضح خداعهم وكشف حقيقتهم بل وإعلانهم جماعة إرهابية…
وعلى مدار العصور منذ أيام الرسل وحتى يومنا هذا ظهر في الحياة الكنسية
اناس عديمي الضمير قال عنهم المسيح ” يضلّون الكثيرين إن امكن”
وكتب عنهم بولس وبطرس ويوحنا بل صرخ بولس في النهاية
” إن اتيناكم نحن أو ملاك من السماء بخلاف ما بُشّرتم به فليكن محروما”…
كم عانت الكنيسة على مدار عصورها من هؤلاء وكم تعاني اليوم ولاسيما في الإعلام ممن يتخذون من الدين تجارة
ممن يملؤن شاشات الفضائيات كل ساعة يصرخون ويهللون وينادون على بضاعتهم الفاسدة
ممن يهاجمون كل ما عداهم ويتهمون الكل بالابتعاد عن الإيمان وصحيح الدين
“مع ان التقوى مع القناعة تجارة عظيمة”… وهكذا يضع ويضل الكثيرون
يحدث هذا على مرأى ومسمع الجميع بينما الكنيسة الحقيقية شبه غائبة وغافلة عما يحدث من تمزق واختطاف
حقا لقد هرمنا من الهرطقات والبدع والشخصيات المريضة التي تأتزر بزي الدين
حقا لقد سئمنا هذه الأنماط التقليدية الخادعة المظهر
حقا لقد ان الأوان لينفضح كل هؤلاءالذئاب كما انفضح اخوتهم الإرهابيين
فليس من الدين من يعلمك أن تكره الآخر لمجرد أنه مختلف
وليس من الدين من يجعلك تتعالى وتحتقر الآخرين وتسخر منهم
وليس من الدين من يتحدث بشيء وهو يضمر شيئاً آخر
وليس من الدين من يحض على الإنفصال والبعد فيزيد من التمزق والشقاق
وليس من الدين من يدفعك لإذاء الآخرين والإعتداء عليهم وإحراق مقداساتهم
فإذا حضرت عظة أو وُجدت في مناسبة يمارَس فيها هذا الهراء باسم الدين
فقم فورا واترك هذه الذئاب المفترسة واعلم أن الكراهية التي بها ينادون لا يمكن ان تثمر فرحا أو سلاما
واعرف ان ثياب الحملان التي بها يتزينون إنما تخفي خلفها ذئاب مفترسة
وتأكد ان الأقنعه التي وراءها يتخفون حتما ستسقط يوماً
وتعلم من إنجيلك دوما ” كل شجرة جيدة تصنع أثمارا جيدة ، وأما الشجرة الرديئة فتصنع أثمارا ردية “