“فما قُلتُموهُ في الظُّلمَةِ يُسمَعُ في النّورِ”
وما كلَّمتُمْ بهِ الأُذنَ في المَخادِعِ يُنادَى بهِ علَى السُّطوحِ.
تأمل في قراءات الأربعاء 16 يوليو 2014 الموافق 22 أبيب 1730
الأب/ بواس جرس
نص الإنجيل
وفي أثناءِ ذلكَ، إذ اجتَمَعَ رَبَواتُ الشَّعبِ، حتَّى كانَ بَعضُهُمْ يَدوسُ بَعضًا، ابتَدأَ يقولُ لتلاميذِهِ:”أوَّلاً تحَرَّزوا لأنفُسِكُمْ مِنْ خَميرِ الفَرِّيسيِّينَ الذي هو الرِّياءُ، 2فليس مَكتومٌ لن يُستَعلَنَ، ولا خَفيٌّ لن يُعرَفَ. 3لذلكَ كُلُّ ما قُلتُموهُ في الظُّلمَةِ يُسمَعُ في النّورِ، وما كلَّمتُمْ بهِ الأُذنَ في المَخادِعِ يُنادَى بهِ علَى السُّطوحِ. 4ولكن أقولُ لكُمْ يا أحِبّائي: لا تخافوا مِنَ الذينَ يَقتُلونَ الجَسَدَ، وبَعدَ ذلكَ ليس لهُمْ ما يَفعَلونَ أكثَرَ. 5بل أُريكُمْ مِمَّنْ تخافونَ: خافوا مِنَ الذي بَعدَما يَقتُلُ، لهُ سُلطانٌ أنْ يُلقيَ في جَهَنَّمَ. نَعَمْ، أقولُ لكُمْ: مِنْ هذا خافوا! 6أليستْ خَمسَةُ عَصافيرَ تُباعُ بفَلسَينِ، وواحِدٌ مِنها ليس مَنسيًّا أمامَ اللهِ؟ 7بل شُعورُ رؤوسِكُمْ أيضًا جميعُها مُحصاةٌ. فلا تخافوا! أنتُمْ أفضَلُ مِنْ عَصافيرَ كثيرَةٍ! 8وأقولُ لكُمْ: كُلُّ مَنِ اعتَرَفَ بي قُدّامَ الناسِ، يَعتَرِفُ بهِ ابنُ الإنسانِ قُدّامَ مَلائكَةِ اللهِ. 9ومَنْ أنكَرَني قُدّامَ الناسِ، يُنكَرُ قُدّامَ مَلائكَةِ اللهِ. 10وكُلُّ مَنْ قالَ كلِمَةً علَى ابنِ الإنسانِ يُغفَرُ لهُ، وأمّا مَنْ جَدَّفَ علَى الرّوحِ القُدُسِ فلا يُغفَرُ لهُ. 11ومَتَى قَدَّموكُمْ إلَى المجامعِ والرّؤَساءِ والسَّلاطينِ فلا تهتَمّوا كيفَ أو بما تحتَجّونَ أو بما تقولونَ، 12لأنَّ الرّوحَ القُدُسَ يُعَلِّمُكُمْ في تِلكَ السّاعَةِ ما يَجِبُ أنْ تقولوهُ”. (لوقا 12 : 4 – 12)
نص التأمل
يقشعر البدن هولا ويحمر الوجه خجلا لمجرد تصور ما سيحدث عندها
تصوروا معي أن كل ما قلناه عن الأهل والأصدقاء وما توشوشنا به في الأذن عن القريب
وكل كلمة سوء تفوهنا بها عن إنسان في غيبته وما فكّرناه عنه في بواطن أنفسنا
وكل سر ونقيصة حاولنا أن نواريها عن الأعين، وكل رزيلة وداء داريناه عن الآخرين
كل هذا سيصير واضحا لكل الناس لاسيما الذين جرّحناهم وإغتبناهم ونهشنا سيرتهم
يا للهول حقا وما أهوله من هول
– تصور ما تتحدث به مع زملاءك عن الرئيس بنما انت أمامه شخص آخر
– تصور ما يقوله القسوس عن المطارنة بينما هم ينحنون امامهم مقبلين أيديهم
– تصور ما يقوله الزوج لعشيقته عن زوجته التي تخدمه وهو يخونها والعكس ممكن…
– تصور ما يقوله زملاء العمل عن زميلاتهم وكيف ينظرون إليهن
– تصور ما تقولونه عن الكاهن في غيابه بينما تقبلون يديه في حضوره
– تصوروا كم قصائد النفاق والرياء التي صيغت في مديح ملوك ورؤساء
– بينما تضمر القلوب عكس ذلك ونقيضه تماما…
تصور انك تقف شخصيا امام من سلبته عرضه واستبحت حياته بلسانك
وهو يسمع ما قلته عنه من كذب وإفتراء وتزوير
تصور مدى ما قد سببته من ضرر نفسي ومادي ومعنوي
وكم من بيوت خربت وتشرد ابناؤها وتشتت شملها بلا رجاء
بسبب كلمات حمقاوات توفوهت بها عن أخيك او أختك
تصوروا مدى الخجل والإحراج حين تسمع حماتك وتعرف ما كنت تقولين وتشعرين تجاهها
وحين يعرف من تتحجثين بالسوء عنهم وهم من عطفوا عليك يوما أحسنوا إليك واكرموك
اتصور حين اتصور نفسي عريانا امام هؤلاء جميعا…
أمام من سببت وشتمت ولعنت وعنه نممت وتكلمت بالسوء
أمام من عليه كذبت وافتريت وضللت وشهدت بالزور
امام من كرهت واظهرت حبا
ومن مللت وأبديت عشقا
وامام من حنت وأظهرت وفاء…
يا ويلي …من الآن اعدك ربي أني:
– لن اشارك في مجلس نميمة ولو إضطررت ساغلق فمي وأبدي امتعاضي
– لن اتكلم إلا بالحقيقة وسأصمت حين لا يستحسن قولها
– ولن أُسيء الكلام عن أحد في غيابه بل سأدافع عن الغائب