بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم ويزاد
تأمل في قراءات الجمعة 14 فبراير 2014 الموافق العشرون من شهر أمشير1730
الأب/ بولس جرس
اليوم من شهر أمشير
نياحة البابا بطرس الثانى الإسكندرى
في مثل هذا اليوم من سنة 370 م تنيح الاب القديس المغبوط الانبا بطرس الثاني بابا الإسكندرية الحادي والعشرون . وقدم بطريركا بعد القديس أثناسيوس الرسولي معلمه ، وقد قاسي شدائد كثيرة من اتباع اريوس ، الذين حاولوا قتله مرارا ، فكان يهرب منهم وظل مختفيا مدة سنتين أقاموا خلالها واحد منهم بدله اسمه لوكيوس ، غير إن المؤمنين تمكنوا من إبعاد لوكيوس الدخيل، وإعادة الاب بطرس حيث أقام في كرسيه ست سنين مضطهدا مقاوما . ولما كمل له ثماني سنين نقله الرب من أتعاب هذا العالم ومضي إلى النعيم الدائم . صلاته تكون معنا امين.
تذكار القديسين باسيليوس وثاؤذورس وتيموثاوس
نص الإنجيل
“ثم قال لهم : هل يؤتى بسراج ليوضع تحت المكيال أو تحت السرير ؟ أليس ليوضع على المنارة لأنه ليس شيء خفي لا يظهر ، ولا صار مكتوما إلا ليعلن إن كان لأحد أذنان للسمع ، فليسمع وقال لهم : انظروا ما تسمعون بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم ويزاد لكم أيها السامعون لأن من له سيعطى ، وأما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه وقال : هكذا ملكوت الله : كأن إنسانا يلقي البذار على الأرض وينام ويقوم ليلا ونهارا ، والبذار يطلع وينمو ، وهو لا يعلم كيف لأن الأرض من ذاتها تأتي بثمر . أولا نباتا ، ثم سنبلا ، ثم قمحا ملآن في السنبل وأما متى أدرك الثمر ، فللوقت يرسل المنجل لأن الحصاد قد حضر” (مرقس 4 : 21 – 29).
نص التأمل
عندما نقف عند بائع لنستري ما نشاء من فواكه وخضراوات نلاحظ أننا عادة ما ننظر نحو الميزان ونسعى أن يكون بالفائض لا بالناقص… وعندما نكيل ما نقدم من الأشياء او الحبوب او السوائل نسعى أن نكيل بمكيال واحد لنرضي الدجيع ونريح الضمير… فهل نحرص على فعل ذلك عندما نحكم على الآخرين أو نتحدث عنهم؟
ينبهنا الرب يسوع في غطار الموعظة على الجبل على هذه القاعدة الساسية والنقطة الجوهرية ” بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم ويزاد“وبهذا يقدم لنا قاعدة واضحة للحكم والقياس:
فإذا طلبنا رحمة فعلينا أن نكون رحماء أولا
وحين نطالب بالرحمة لنا علينا أن نرحم غيرنا
ومتى سعينا للحقيقة علينا أن نبرزها وندافع عنها بأنفسنا
ومتى نشدنا العدالة فعلينا أن نمارس العدل بأنفسنا
وإذا دعونا للسلام فعلينا أن نسالم بعضنا ونسعى للسلام بانفسنا
وكلما دافعنا عن الكرامة يتوجب علينا ان نصونها نحن قبلا
وحين ندعو للعدل الإجتماعي يجب أن نحترم الفقير قبل الغني
وحين نتحدث عن المساواة لا يجب ان نمارس التمييز
وعندما نطالب الاخرين بالتسامح والغفران يجب ان نغفر نحن قبلا
وحين نرفض الظلم يجب ألا نقع نحن فيه في حياتنا
وحين نرفض مبدا الكراهية علينا ان نقدم المحبة
وعندما ننتقد الرياء يجب ان يكون الصدق مبدأنا
وكلما انتقدنا الكبرياء لزم علينا أن نحيا التواضع
فإذا ما عشنا هذا المبدأ الإنجيلي وحسب سنجد انفسنا نحيا من خلاله محتوى الإنجيل بمجمله
وإذا صار محور حياتنا فإنا واثقون أنا سنصل من خلاله لتحقيق مليء المحية وكمال الرحمة وتاج الغفران…
فلنجرب اليوم ان نكيل للآخر بما نكيل به لانفسنا:
ان نتحدث عنه بمقدار ما نود ان يتحدث هو عنا…
ان نصفح عنه بمقدار ما نود ان ينسى أخطاءنا
وأن نعامله كما نود ان يعاملنا