تجلى الآن فهذا أوان التجلي
تأمل في قراءات الأربعاء 6 أغسطس 2014 الموافق الثالث عشر من مسرى1730
الأب/ بولس جرس
عيد التجلى المجيد
في هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار تجلي ربنا ومخلصنا يسوع المسيح علي طور طابور وكان معه في ذاك الوقت تلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا وهم الذين عناهم بقوله: “ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان أتيا في ملكوته” (مت 16: 28) وقد أكمل وعده هذا. فانه بعد ستة أيام من قوله هذا أخذ التلاميذ الثلاثة وصعد بهم علي جبل عال منفردين وتغيرت هيئته قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور وإذ موسى وإيليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه. وقد قصد المسيح بذلك أن يعلمنا بأنه رب موسى ومقيمه من الأموات وإله إيليا ومنزله من السموات. وفي قول بطرس: أن شئت نقيم هنا ونصنع ثلاث مظال ضعف وأدب. أما الضعف فلتفكيره أن الرب في حاجة إلى ما يستره من الشمس. وأما الأدب فلأنه لم يطلب لنفسه ولمن معه من التلاميذ ما طلبه للمسيح وموسى وإيليا. ولا تعجب من نقص علم التلاميذ فأنهم لم يكونوا قد أكملوا بعد. ولما قال هذا أتت سحابة وظللتهم، ليري بطرس أنه غير محتاج إلى مظال مصنوعة بالأيدي. وأتاهم صوت ليثبت في نفس التلاميذ ألوهيته قائلا: “هذا هو أبني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا.ولما سمع التلاميذ ذلك سقطوا على وجوههم فلمسهم يسوع بيده المباركة وقال لهم: “قوموا ولا تخافوا. فرفعوا أعينهم ولم يروا أحدًا إلا يسوع وحده)” (مت 17: 1 – 8.(له المجد دائما إلى الأبد. أمين.
نص الإنجيل
2وبَعدَ سِتَّةِ أيّامٍ أخَذَ يَسوعُ بُطرُسَ ويعقوبَ ويوحَنا، وصَعِدَ بهِمْ إلَى جَبَلٍ عالٍ مُنفَرِدينَ وحدَهُمْ. وتغَيَّرَتْ هَيئَتُهُ قُدّامَهُمْ، 3وصارَتْ ثيابُهُ تلمَعُ بَيضاءَ جِدًّا كالثَّلجِ، لا يَقدِرُ قَصّارٌ علَى الأرضِ أنْ يُبَيِّضَ مِثلَ ذلكَ. 4وظَهَرَ لهُمْ إيليّا مع موسَى، وكانا يتكلَّمانِ مع يَسوعَ. 5فجَعَلَ بُطرُسُ يقولُ ليَسوعَ:”ياسيِّدي، جَيِّدٌ أنْ نَكونَ ههنا. فلنَصنَعْ ثَلاثَ مَظالَّ: لكَ واحِدَةً، ولموسَى واحِدَةً، ولإيليّا واحِدَةً”. 6لأنَّهُ لم يَكُنْ يَعلَمُ ما يتكلَّمُ بهِ إذ كانوا مُرتَعِبينَ. 7وكانَتْ سحابَةٌ تُظَلِّلُهُمْ. فجاءَ صوتٌ مِنَ السَّحابَةِ قائلاً:”هذا هو ابني الحَبيبُ. لهُ اسمَعوا”. 8فنَظَروا حَوْلهُمْ بَغتَةً ولم يَرَوْا أحَدًا غَيرَ يَسوعَ وحدَهُ معهُمْ. (مرقس 9: 1-8)
نص التأمل
حسن أن نبقى ههنا
حيث تحتفل الكنيسة اليوم بعيد التجلي
تجلي الرب يسوع على جبل طابور
أمام اعين تلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا
فسامحوا لي ان أوقف التامل ليوم واحد عن أمنا مريم
على ان نستانفه في الغد الباكر لأن هذا العيد عيد سيدي
يجب الإحتفال به والتوقف امامه والتأمل في أحداثه الجليلة
فتعالوا معي نتامل وجه ذاك الجالس على الجبل
في حضرة موسى وإيليا ربي وسيدي ومخلصي يسوع
لنهتف مع بطرس والرسل:
ما أبهى جمالك وجلالك اليوم على جبل الطابور
ما اسعد اللحظة وما اسعد التلاميذ الثلاثة بل ما اسعد الجبل
ليتني كنت معك ومعهم حاضرا تلك اللحظة الجليلة
اراك ايها القدوس في مجدك للمرة الأولى
وقد عرفتك ذاك المعلم الناصري البديع
لكني لم اتصور ابدا ان يصل مجدك غلى هذا البهاء والجلال
بين اليقظة والحلم ابصرك في البهاء ابيض الثياب ناصع الضياء
لا استطيع ان افتح عيني الأرضيتين الرمدتين أمام عظم مجدك
ابصر معك ابي موسى النبي والمشرع والقائد والمعلم
وأرى إيليا اعظم انبياء العهد القديم ذاك الذي اختطف إلى السماء حيا
ومازال يعيش في المجد إلى ان تظهر
ها قد ظهرت يا سيدي ورأتك عيوننا ولمستك ايدينا
وها إيليا قد جاء في يوحنا المعمدان السابق والشهيد
هذا الذي شئنا ان نبتهج بنوره ساعة ثم قتلناه
ماذا يقول لك موسى وايليا وهما يخاطبنك وعن أي شيء تتحدثون
اشركني معكم في الحديث حول صعودك إلى أورشليم وحول الألم والمجد
حول الكأس والصلب والموت ثم حول القيامة والنصر
يا رب ما ابهاك اليوم في مجدك وما اجمل السحاب حين يظللك
وما أرهب واروع من صوت الآب السماوي
وما ابدع هذا افعلان للبشرية كلها:
هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت
يا ليتني مع بطرس ويعقوب واندروس
ويا ليتني على لسان بطرس اهتف:
يا رب حسن أن نظل هاهنا
فنبقى إلى جوارك في مجدك السعيد
لكنك تخرج من تحت الغمام
ومن حضرة القديسين لتوقظنا
وكانّا نيام وتفيقنا وتنزل بنا من جديد إلى الأرض
حيث هناك مسيرة ورسالة ينبغي ان نتممها
قبل ان نصعد إلى المجد الأبدي
فقدنا سيدي إليه