جيانلوكا بيسيني، ترجمة منير بيلوك، موقع ابونا
“هناك ما يزيد عن 9،300،000 من المتتبعين، وبفضل التغاريد الهاتفية تتواصل تغريدات الأب الأقدس مع ما لا يقل عن ستين مليون شخص على هواتفهم الذكية وأجهزتهم اللوحية”. كما يزور 10,260,000 شخص كل شهر صفحاتنا في لغات مختلفة من خلال الموقع www.news.va عبر الفيسبوك.
هي إحصاءات السجل الخاصة بالبابا فرنسيس عن الشبكات الاجتماعية للأشهر الستة الأولى من توليه الكرسي البابوي. وبحسب رأي المطران كلاوديو ماريا تشيلي، رئيس المجلس الحبري للاتصالات الاجتماعية، فإنه نجاح إعلامي “لا نجد إلا القليل من زعماء العالم الآخرين الذين يستطيعون التباهي به”. لقد تحدث المطران عن ذلك في مقابلة مع صحيفتنا الايطالية اليومية عشية انعقاد الهيئة العامة للمجلس الحبري للاعلام الذي افتتح يوم 19 أيلول وانتهى في 21 أيلول بلقاء مع البابا.
ما هي الجديد في أسلوب البابا فرنسيس في عالم وسائل الإعلام الفاتيكانية؟
أعتقد أن أهم الابتكارات تتمثل في قدرته على جعل نفسه مفهوماً من قبل الناس من كل أصول. هذا هو الدرس الرئيسي الذي سعينا لتطبيقه على طريقتنا في الأداء. وبالإمكان تلخيص أسلوب بيرجوجليو في مجال الاتصالات في أربع خصائص محددة بوضوح.
يتلخص العامل الأول في استخدامه لغة بسيطة، ومباشرة، وعامية – اللغة التي يفهمها الناس اليوم بصورة تامة. ثانياً: لديه مقدرة على طرح أسئلة على ضمائر الناس وقلوبهم، تتجاوب مع معاناة الإنسان وتوقه للبحث عن الذات علما، أن البابا يدرك ما يحتويه قلب الإنسان. وهذا ما يفسر أيضاً نجاحاته مع غير المؤمنين، ومع الناس الذين يعتنقون ديانات أخرى و مع عدد كبير جداً من المسيحيين البعيدين. أما العنصر الثالث فهو طريقته المتبعة في الاشارات والتعابير. لا يقول البابا فرنسيس فقط أشياء معينة، وإنما يقدم إيماءات قادرة على نقل هذا الثراء للإنسان، بصورة مرتبطة إلزاميا مع روحانية عميقة.
وأخيراً، فهو يعلم أيضاً كيف يثير خيال الإنسان وحساسيته من خلال اللجوء إلى لغة مجازية، فعلى سبيل المثال، عندما يستخدم تعبيرات فارهة قادرة على التواصل تقوله عادة كلمات عادية. فهو يستخدم جملاً بسيطة للتعبير حتى عن مفاهيم صعبة. من ينسى نداءه إلى الكهنة والأساقفة في خميس الأسرار للحفاظ على على “رائحة أغنامهم” فوق أكتافهم؟