خاص بالموقع ، نعرض وجهة نظر و تعليق لابد منه من شاب مصرى قبطى كاثوليكي مقيم بالخارج.
وفاة عروسين غداة زواجهما بمحافظة المنيا جلب الحزن على أسرة العروسين ولكل من سمع خبر الوفاة، وبعد الوفاة بساعات أنتشر الخبر على الإنترنت عنوانه: “رفضت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمحافظة المنيا الصلاة على عروسين لقيا مصرعهما بعد الزواج مباشرة “. تعاطف المئات مع المنتقلين، وأنتقد العديد موقف الكنيسة .
لم يتم الإنتظار لمعرفة خلفيات الحدث! لم يفكر أحد في النية من وراء نشر هذا الخبر بهذه الصيغة! وتدافع العديد من المسيحيين على شبكات التواصل الإجتماعي بتداول هذه الخبر من دون تروي، وفي أقل من يوم تداولت وسائل الإعلام العامة الحدث ووصف أحد الأشخاص – غير مسيحي – “الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بداعش بسبب منعها الصلاة على جثمان عروسين بروتستانت”.
و بالرغم أني ملتزم الصمت وأمتنع عن التعليق على مثل هذه الأمور- لان التدين في البلاد العربية أقوى من الإيمان والعادات تغلبت على الطقوس- إلا أنني وجدت نفسي مدفوعا بحبي للكنيسة عامة ومسيحيتى خاصة، بكتابة الخواطر التالي :
أولا: تم كل هذا في اسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، وكأنه أختبار لإمتحان محبة المسيحيين تجاه بعضهم، وللأسف سقط الكثير في رجم الأخر بدون تروي، ( من منكم بلا خطية…)، ويتسابق الجميع في تجريم الطرف الآخر ، وننسى أننا أولاد مسيح واحد.
ثانيا: الكل يعرف بأن بداخل كل طائفة وكنيسة موجود العديد من العيوب وأشياء تحتاج لتطوير وتغير، ولا توجد أي طائفة مسيحية كل شعبها قديسيين يعيشون على الأرض، إنما كل طائفة تحتوى على قديسيين وخطأة، فلا داعي النظر فقط للخطاة ونتنسى قداسة الآخرين. اذا كانوا أتباع كل طائفة قديسيين وملائكة ما أصبح هذا حل المسيحية والمسيحيين.
ثالثا: في ظل ما حدث أنتقد البعض اسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين ، وتم وصفه بأنه مجرد مظاهر، ربما هؤلاء الأشخاص معهم حق، ولكن لا ننسى أن الجوهر هو الصلاة، فمن يحضر الصلاة ليتظاهر بالصلاة هذه مشكلته هو، الصلاة بمعنها الحرفى علاقة بين الإنسان والله فإذا تظاهر الإنسان بالصلاة فعلاقته بالله ربنا وحده من يستطيع محاسبته.وللعلم طريق الاتحاد أو الوحدة ليس سهل كما يعتقد البعض، ولن يحدث كما يتوقع البعض الآخر ، ولا أعتقد سيأتي اليوم وتصبح المسيحية طائفة واحدة وطقس واحد ولغة واحدة، ربما يتم توحيد بعض الأعياد ومشاركة بعض الصلوات بمجهود المخلصين والمؤمنين بوحدة الايمان.
رابعا: أريد ألفت الإنتباه بأن لكل مؤسسة قوانينها التي تنظم الحياة بداخلها، فكما يقبل الطالب قواعد المدرسة أو الجامعة ويحترمهما، فيحضر في المواعيد المحددة للمحاضرات، ويدرس لإجتياز الامتحانات هكذا كل شخص التحق بمؤسسة سواء كانت ثقافية أو عسكرية أو دينية يتبع قوانين المؤسسة، وأخص بالذكر المؤسسة الدينية المسيحية ( الكنيسة) فإن لكل كنيسة قوانينها التي تنظم الحياة الداخلية بها، وبداخل الطائفة إيبارشيات ولذلك قامت الكنائس بسن قانون “الولاية المكانية” لكي يستطيع كل راعي القيام بخدمته في إطار إيماني كنسي طقسي صحيح.
خامسا: رجاء محبة بالرغم من كل الاختلافات وتعصب البعض وجهل البعض الأخر لا نعطي لأنفسنا الحق في تشكيك أي شخص في كنائسنا (وأقصد جميع الطوائف) وفي مسيحيتنا، نحتاج أن نظهر المحبة ولا شيء غير ذلك. و لا نعطي الحق لأشخاص في التدخل بشؤون الكنيسة والمسيحية.
أخيرا هذا مجرد رأي الشخص ، ورأي نابع من غيرتي على المسيحية التي يحاول عدو الخير يشوها بسبب اختلاف طوائفنا وتعدد كنائسنا. لا أقصد إهانة أي شخص إنما أرغب في كبح جماح عاصفة الغضب المتزايده على الانترنت، وعدم السماح لأشخاص من خارج الكنيسة بمحاولة تشويه أحد الكنائس، فمحاولة تشويه كنيسة هو محاولة النيل من جميع الكنائس لا بل من المسيحية خاصة.
يارب أحفظ كنائسنا ومسيحيتنا من ضربات عدو الخير،
ساعدنا أيها المسيح أن نوحد قلوبنا ونعلن محبتك للآخرين،
أيها الروح القدس قدس نيتنا وأعمالنا من أجل مجد المسيح.