“ثِقْ! قُمْ! هوذا يُناديكَ”
تأمل في قراءات السبت 5 ابريل 2014 الموافق 10 برمودة 1730
الأب/ بولس جرس
نص الإنجيل
وجاءوا إلَى أريحا. وفيما هو خارِجٌ مِنْ أريحا مع تلاميذِهِ وجَمعٍ غَفيرٍ، كانَ بارتيماوُسُ الأعمَى ابنُ تيماوُسَ جالِسًا علَى الطريقِ يَستَعطي. فلَمّا سمِعَ أنَّهُ يَسوعُ النّاصِريُّ، ابتَدأَ يَصرُخُ ويقولُ:”يا يَسوعُ ابنَ داوُدَ، ارحَمني!”. فانتَهَرَهُ كثيرونَ ليَسكُتَ، فصَرَخَ أكثَرَ كثيرًا:”يا ابنَ داوُدَ، ارحَمني!”. فوَقَفَ يَسوعُ وأمَرَ أنْ يُنادَى. فنادَوْا الأعمَى قائلينَ لهُ:”ثِقْ! قُمْ! هوذا يُناديكَ”. فطَرَحَ رِداءَهُ وقامَ وجاءَ إلَى يَسوعَ. فأجابَ يَسوعُ وقالَ لهُ:”ماذا تُريدُ أنْ أفعَلَ بكَ؟”. فقالَ لهُ الأعمَى: “ياسيِّدي، أنْ أُبصِرَ!”. فقالَ لهُ يَسوعُ:”اذهَبْ. إيمانُكَ قد شَفاكَ”. فللوقتِ أبصَرَ، وتبِعَ يَسوعَ في الطريقِ.
نص التأمل
“ثِقْ! قُمْ! هوذا يُناديكَ”
الإنسان الأعمي جالس في الظلام يصرخ
والقافلة البشرية تمضي ولا احد يعبأ به
العالم يسمع عن يسوع ويتوق مريدا ان يلقاه
العالم يصرخ مناديا والقافلة تريد ان يذهب النداء سدى
والإنسانية تصرخ يا رب لا تمض بعيدا فبنورك نعاين النور
لكن الضجيج والعجلة يروح يبددا امل الانسان في ان يلاقي النور
هوذا من يصرخ طالبا نجدتك أفلا أصغيت أفلا سمعت أفلا استجبت؟
ام يصم ضجيج العالم أذنيك ويذهب عجيجه حولك بانتباهك عمن يصرخ نحوك
“يا يَسوعُ ابنَ داوُدَ، ارحَمني!”
انت تعرف وتسمع وترى وتبصر بل وتتوقف
بلى إنك مستعد ان توقف موكبك وتؤجل مسيرتك إلى أورشليم لتتم مشيئة ابيك
من أجل خلاص نفس واحدة تصرخ
ها أراك قد أوقفت المسيرة وامرت بان يُنادي ذلك المنادي
ان يُصتصرخ ذلك الصارخ
فتحولت الأنظار نحوه وتوجهت الأيدي مشيرة إليه
وخاطبته الكلمات الخالدات :”ثِقْ! قُمْ! هوذا يُناديكَ”
تطلب منه الثقة فيك والإيمان بك قبل ان يراك ويسمعك
تطالبه بالنهوض من جلسته القعيدة الكئيبة ليخرج إلى نورك
يطرح الرجل رداءه ويأتيك فرحا مهللا فليس بأحد غيرك الخلاص
تلقاه معجبا بإصراره وتمسكه وقد كنتت صغي إليه وتنتظره
تستعجب من لقب عرفه وهو الأعمى بينما عمي عنه المبصرون
ها وقد عرفتني فاطلب ما تريد: ماذا تريد أيها الإنسان؟
“ياسيِّدي، أنْ أُبصِرَ!” فأنا أبحث عن النور وأنت نور العالم
وحيث ادرك الرب مدى شوقه وعمق ايمانه وحسن استعداده
اعلن تلك الحقيقة الغالية” ان البار بالإيمان يحيا
وأن العليل بالإيمان يُشفى” .
فقالَ لهُ يَسوعُ:“اذهَبْ. إيمانُكَ قد شَفاكَ“
فللوقتِ أبصَرَ، وتبِعَ يَسوعَ في الطريقِ
لم يذهب كما امره ولم ينصرف إلى بيته ولم يتوجه بعيدا
حيث لا يريد الإنفصال بعد اليوم عن مصدر استنارته لقد إتبع النور على الطريق
فهوذا النور والطريق والحق والحياة والشفاء في شخص واحد ” يسوع”
فهل نتبعه؟