كتب : عصام عياد
في كلمته في افتتاحية أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني ( 1962 – 1965 ) ،أشار الطيب الذكر البابا القديس يوحنا ال 23 : ” تفضل عروس المسيح أي الكنيسة الآن أن تستعمل دواء الرحمة بدلا من أن تحمل أسلحة القساوة و التزمت .. ” ،و في ذات السياق أيضا …ذكر خلفه الصالح الطيب الذكر الطوباوي بولس ال 6 في ختام المجمع : ” نريد أن نشير الى أن اهتمام المجمع بالمحبة بشكل خاص ،و قصة السامري الصالح قد شكلت نموذج روحانية المجمع.. كما ينبغي علينا أيضا أن نلاحظ أمرا آخر .. لقد توجه هذا الغنى العقائدي بأسره في اتجاه واحد .. خدمة الانسان .. الانسان في كل ظروفه و مرضه و حاجاته ” .
و تؤكد في هذا الصدد القديسة فوستين ” رسولة الرحمة الالهية “، الراهبة البولونية من راهبات سيدة الرحمة في فرصوفيا على نداء يسوع المباشر و على مدى السنوات … ” يعلن فيه حبه الفائق و رحمته اللا محدودة للبشر ،وان رغبته من النفوس البشرية هو أن تثق في هذه الرحمة و يرغب في خلاصهم .. ” ،و تضيف رسولة الرحمة الالهية علينا اعلان الرحمة للعالم .. فهذا هو هدف المسيح و ليس في استطاعتنا التنحي أو الاعتذار أو التبرير عن عدم فعل الرحمة،و تلخص رسالة الرحمة الى العالم بطرق ثلاث … الأعمال .. ” أي أعمال الرحمة بكافة أشكالها و مع كل انسان “، الكلمة .. أي دراسة و تأمل لكلمة الرب التي تغذي حياتنا اليومية “، الصلاة .. ” أي الصلاة من أجل رحمة العالم “، و تعلن كلمات السيد المسيح : ” أنني أحمي النفوس التي تنشر اكرام رحمتي طوال حياتها كما تحمي الأم رضيعها … و لا أكون قاضيا بالنسبة لها في ساعة الموت بل مخلصا رحميا ” .
هذا ما اختبرته و عاشته ” أسرة الرحمة الالهية ” بمدينة الثغر و بالتحديد بكنيستنا ” القلب المقدس ” بالابراهيمية بالاسكندرية بارشاد الأب بيوس ادمون فرح الفرنسيسكاني راعي و رئيس دير كنيسة القلب المقدس،حيث تكونت مجموعة من سبعة أشخاص تعيش في التزام كامل برسالة الرحمة الالهية.. و كانت قد أبرزت المجموعة وعدها الأول في يوم 6 ديسمبر 2015 بكنيسة القلب المقدس على يد سعادة رئيس الأساقفة المطران برونو موزارو القاصد الرسولي بمصر تزامنا مع عيد العذراء التي حبل بها بلا دنس .. و هي تعد من أولى المجموعات في مصر .
من جانبه ذكر الأستاذ نادر فؤاد – محام بالاسكندرية – و منسق المجموعة .. تعود البدايات أننا كنا نجتمع لدراسة الكتاب المقدس مع مجموعة من أبناء الرعية بارشاد الأب فرح ،و في احدى اللقاءات و تحديدا في نوفمبر 2014 حضرت سيدة تدعى لوليتا كارتاردجه تعمل قنصل سابق لدولة ايطاليا بمدينة بورسعبد – احدى أعضاء المجموعة – و معها أيقونة ” الرحمة الالهية ” حيث تفضلت بشرح للأيقونة و معانيها و ألوانها و قصة القديسة فوستين رسولة الرحمة الالهية، و يضيف فؤاد أن الأيقونة وصلت لبلادنا المصرية من أحد الآباء الأساقفة في بولونيا و بدات الأيقونة تطوف منازل الأعضاء و الاشتراك في صلاة ” التساعية ” الخاصة بالرحمة الالهية و المسبحة … و الحقيقة – الكلام على لسان نادر – أنها غيرت الكثير من تفكيرنا و صنعت معنا ” الرحمة الالهية ” آيات و معجزات عديدة و من هنا جاءت التسمية ” أسرة الرحمة الالهية ” وضعنا لنا لائحة و نظام داخلي لتسيير عملها و تواصلنا مع الأب مايكل سليم الفرنسيسكاني المسئول في مصر و هو يعمل في هذا المجال منذ تسعينيات القرن الماضي و في اتصال مع مجموعات الرحمة الالهية المنتشرة في العالم … و اختتم كلمته بأن مجموعة ” الرحمة الالهية ” تضع كافة امكانيتها في خدمة الكنيسة و خدمة فعاليتها .. الخدمة الليتروجيا .. ساعات السجود و صلوات المسبحة .. الكورالات .. اجتماعات الكتاب المقدس .. أخوة الرب .. الافتقادات بالتنسيق مع الآباء الرعاة .. نشر حب الله و رحمته بين مختلف الأنشطة الكنسية بروح المحبة و الرحمة …..
في سياق متصل ذكر عصام عدلي – عميد بحري متقاعد – أحد أعضاء المجموعة .. أنه هناك عدد كبير من أبناء الرعية أعضاء في مجموعة ” الرحمة الالهية ” و كذلك من طالبي العضوية .
تحية و تقدير لأسرة ” الرحمة الالهية ” و خطوتها الاستباقية لاعلان رحمة الرب و عنايته لمختلف الفئات ،و بخاصة في هذه السنة اليوبيلية ،مع مسيرة الكنيسة في العالم و لنردد جميعا بثقة و بلا انقطاع كلمات المزمور : ” يارب أذكر حنانك و مراحمك فانها قائمة منذ الأزل ” ( مز 25 / 6 ) .