(نطالب بتحقيقات عادلة وشفافة في موت بهاء ميخائيل المجند بالجيش المصري)
بقلم Athanasius القمص أثناسيوس جورج
مصر, 3 يوليو 2015 (وكالة زينيت)
لقد استفحل مرض جنون قتل الأقباط؛ حتى وصلت إحصائيته لتبلغ ملايين المسعورين؛ الذين استشرى جنونهم؛ وشمل طول البلاد وعرضها … وكالمعتاد كل المجرمين القتلة مختلون عقليًا ومصابون بلوثة هذا السعار .
فحتى هذه الساعة لم تفصح جهات الاختصاص عن أية إفادة حول أسباب توجه كل مختل للاعتداء فقط على الأقباط؟!! وهل هذا الخلل يصاب به جماعات تصل بالمئات والألوف؛ تجعلهم يحرقون الكنائس ويهدمونها ويذبحون الناس؟!! وهل وصل الخبل العقلي ليمتد فيشمل كل أنحاء القطر (الجغرافيا) وعلى مدى كل هذه السنين (التاريخ)؟!
كيف إذن لهؤلاء المختلّين والمخبوليين بهذه اللوثة أن يتمكنوا من فرز الأقباط وتحديدهم دون غيرهم؛ سواء في الطريق العام أو في وسائل المواصلات… وهل ما يرتكبونه من إجرام هو بمثابة خدمة مقدمة لدين معين أو لجهة معينة؛ كي تُحسب لهم إراقة هذه الدماء البريئة في ميزان حسناتهم؟؟! وأﻱُّ إله هذا الذﻱ يأمر ويُسَرّ بسفك الدماء وجزّ الأعناق، وحرق البشر والحجر؟!! حرام عليكم كل هذه الدماء والخراب !؟
إن عدد الشهداء الأقباط في هذا الزمان الغابر يقارن بعددهم في كنيسة القرون الأولى، وهم محط استهداف كل المخبولين والمختلين بهذا التلوث النفسي والعقيدﻱ والعقلي.. فكل هذه الدماء المراقة وما خلفته من يُتم وترمل وأوجاع؛ ماهي إلا نتيجة الشحن الكريه وخطاب الظلامية والجهل والتكفير الذﻱ دفع القتلة لتفجير وذبح ضحاياهم من الذين لا يرتدون زيًا معينًا أو من الذين ليست عليهم السمة؛ بإعتبار أن هذه العلامات صارت أداة ترميز اجتماعي خطيرة للمواطنين الآن في مصر .
أعداد كبيرة من الأقباط تستشهد على أيدﻱ هؤلاء القتلة بلا سبب أو ذنب.. لذلك على الدولة أن توسع رقعة علاج المختلين عقليًا؛ حتى لا تسجل البلاد Record عالميًا في قوائم المجانين لا قدر الله؛ لكي وبهذا سيصبح الحصول على شهادة مختل عقليًا؛ مغنمًا كبيرًا، إذ لن يهدر أحد جهده فيما بعد للحصول على أﻱ شهادة علمية؛ لأن الحصول على شهادة للخلل العقلي ستحفظ لحاملها ضمانة كبيرة؛ بحيث تصبح أهم من كل الشهادات!! عندما يتيقن الدارسون بأن حاجتهم لهذه الشهادة أكثر من سواها؛ ما دامت هذه شهادة معتمدة عندنا؛ وليس على المجنون حرج.
الظاهرة اللافتة والمتكررة أيضا قتل الشباب المسيحي أثناء تأديتهم الخدمة العسكرية بالجيش المصري، والذين يغدر بهم، وتختفي معهم ملابسات شهادتهم، سواء بإطلاق الرصاص أو بالحرق والتسميم أو الضرب بالآلات التعذيب على اختلاف أنواعها؛ وسط غياب التحقيقات العادلة والشفافة؛ مع اعتماد أكاذيب وإشاعات القضاء والقدر والانتحار وغيرها من الأسباب المعلبة !! .
إننا نتطلع أن تكون دولة مصر الحديثة آخذة بالعدالة الناجزة والشفافة!! مع مواجهة الظلاميين والمخربيين والقتلة ومظلمي العقول من أئمة اللوثة والخبل؟!! فإلى متى يُقتل المواطن مرتين، مرة على أيدي القتلة، وأخري لغياب العدالة المنجزة؟! فمصر الوطن لن تقوم ما دامت هذه الذئاب تعوﻱ سمومًا ومطاعن وأكاذيب.
الله أبو كل الأرواح يسكب تعزية وسلامًا لأهل وأقرباء كل شهداء القبط، وليعطِ أن تكون كنيسته في مصر مبتسمة بإيمانها وسكيب سلامها في العالم، ممتلئة بفرح آلام ربنا غير المتزعزع، قابلة برضا لآلام هذا الزمان الحاضر، على اعتباره امتياز واجتياز للعبور الفصحي كثمرة شهية من خشبة الصليب، مستعلنة للعالم بدماء ودموع وعرق وإمحاء شهدائها ومعترفيها ومؤمنيها البررة .