مع موقع كنيسة الإسكندرية للأقباط الكاثوليك بمصر
بمناسبة زيارة قداسته للفاتيكان
قبل مغادرة لبيت القديسة مارتا متجها إلى ميلانو
يوم 13 مايو 2013
الفاتيكان – حاوره مونسنيور يوأنس لحظي جيد
موقع كنيسة الإسكندرية: ما هو انطباع قداستكم عن زيارة روما؟
البابا تواضروس الثاني: بداية أرغب في تأكيد أن ترتيب هذه الزيارة كان من عند الرب كليًّا، لأني كنتُ قد رتبت أن تكون زيارتي الأولى إلى مدينة فيننا، وقد تم تحديد هذا الأمر في شهر ديسمبر الماضي. ثم فرحنا باختيار بابا روما الجديد وكنت أشتهي حضور احتفال التجليس ولكن الوقت كان ضيقا جدا والظروف بالنسبة لي لم تكن مواتية، فقررت تأجيله. وفي بداية شهر أبريل الماضي جاءت في ذهني فكرت أن تكون الزيارة يوم 10 مايو (احتفالا بزيارة قداسة البابا شنودة الثالث الأولى لروما في 10 مايو 1973)، ولكني اكتشفت أن الوقت المتبقي هو قليل جدا، لا يتخطى الخمس أسابيع، فانتهزت فرصة زيارة سفير الفاتيكان لي بالقاهرة وطرحت عليه الفكرة، وقلت له أن يحاول، فرتب الرب أن يوافق الفاتيكان وأن يرحب البابا فرنسيس بالزيارة بمحبة كبيرة. وهنا أريد أن الآن أقول بالتعبير المصري أني “لا اصدق نفسي” (أن الزيارة قد تمت بهذه الطريقة الرائعة برغم ضيق وقت تحضيرها).
كنيسة الإسكندرية: من المؤكد أنكم يا قداسة البابا عندما جئتم إلى هنا كان في قلبكم اشياء كثيرة، فهل من الممكن أن تقولون لنا اليوم، آخر أيام الزيارة، بماذا تشعرون في قلبكم؟
البابا تواضروس الثاني: أولا أشعر بمحبة المسيح التي تجمعنا، كما قال القديس بولس الرسول “لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا” (2 كو 5، 14)، وهذا حقيقي، فمحبة المسيح تحصرنا. فقد كان اللقاء مع قداسة بابا روما ممتعا وجميلا، وكان لقاء بالحقيقة ممتلئ بالبركة. فبابا روما هو من الأشخاص القلائل في العالم الذين عندما قابله تشعر بأنك تنال منه بركة، تنال منه فرحة، تنال منه قوة. فكل حديثه هو حديث روحي، فحتى الأطفال ينجذبون لمثل هؤلاء الأشخاص _ وقد قال قداسته عندما تكلمنا عن أثناء الغداء الذي جمعنا عن قداسة البابا كيرلس وانجذاب الجميع لشخصه، إن الروح القدوس هو الذي يحرك القوب الطاهرة، كقلوب الأطفال، نحو هؤلاء الأشخاص الفردين.
كنيسة الإسكندرية: ماذا كانت أهدافكم من الزيارة؟ وفي نهاية الزيارة هل تشعرون بأنها تحققت؟
البابا تواضروس الثاني: الهدف الأول من الزيارة كان تهنئة البابا على تجليسه على كرسي القديس بطرس، وكذلك الرد على التهنئة التي أرسلها لي بابا روما السابق بمناسبة تجليسي على كرسي القديس مرقس الإنجيلي والذي كان قد أرسل وفدا رفيع المستوى لحضور حفل التجليس بقيادة الكاردينال كورت كوخ (رئيس المجلس الحبري لوحده المسيحيين)، ثم بعد أيام قليلة زيارة الكاردينال ساندري (عميد مجمع الكنائس الشرقية)، أي أن الهدف الأول كان تأكيد المحبة المتبادلة.
الهدف الثاني هو مزيد من الانفتاح بين الكنيستين، فأنا أقول دائما أن الوحدة المسيحية هي كعلامة الصليب: تبدأ بالمحبة في الأساس، ثم تستمر بالحوار والدراسة، وتكتمل بالصلاة. إن هذا هو الصليب الذي يجمعنا: محبة، حوار ودراسة، وصلاة.
كنيسة الإسكندرية: ماذا يحمل قداستكم لشعبه القبطي في مصر من هذه الزيارة؟
البابا تواضروس الثاني: أحمل لهم من هذه الزيارة المحبة الكبيرة الموجودة هنا في روما تجاه كنيستنا القبطية الأرثوذكسية. فكنيستنا هي محبوبة من الجميع، وهذا أمر يدعونا للفرح، فكم يُنظر إليها نظرة اعتبار وتقدير من أجل تاريخها وقيمتها وجذورها العريقة جدا وأصالتها. ففي الحقيقة قد شعرت بكثير من الفرح وأنا أرى الكرادلة والأساقفة والكهنة والرهبان وهم يحضرون معنا الليتورجيا القبطية مظهرين تقديرا وتبجيلا. إن أعرف أن نقاط الاتفاق كثيرة جدا جدا وأنا شخصيا سأميل في الفترة القادمة إلى توسيع معرفتنا المتبادلة بعضنا لبعض أكثر وأكثر. وليعطنا الروح القدس “اتساع القلب واتساع الفكر” لأن العقول الضيقة والقلوب الضيقة توقف المراكب السائرة، كما نقول في مصر.
كنيسة الإسكندرية: هذا ما تحملونه لشعب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فماذا تحملون لشعب الكنيسة القبطية الكاثوليكية ولباقي الكنائس في مصر؟
البابا تواضروس الثاني: منذ يوم تحملي لهذه المسؤولية الجديدة وقلبي منفتح للجميع، فعبارة السيد المسيح “لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا” (يو 17، 21) والتي قالها قبل الصليب بساعات قليلة هي ماثلة أمام عيني في كل لحظة: ” لِيَكُونَ المسيح وَاحِدًا”. وعلى المستوى الشخصي وعلى مستوى المسؤولية التي أحملها سوف انتهز كل فرصة ممكنة لتأكيد هذه الوحدانية التي تكلم عنها السيد المسيح.
كنيسة الإسكندرية: ما هو رأيكم في تعبير قداسة البابا عن وجوب أن يوجد بيننا “مسكونية الألم”؟
البابا تواضروس الثاني: هو تعبير رائع وجديد: “مسكونية الألم” أو “مسكونية المعاناة” وهو أيضا صدى لما جاء في الكتاب المقدس الذي يقول: “إِذا تَأَلَّمَ عُضوٌ تَأَلَّمَت مَعَه سائِرُ الأَعضاء، وإِذا أُكرِمَ عُضوٌ سُرَّت معَه سائِرُ الأَعضاء” (1 كو 12، 26). وهو تعبير قوي لأنه يعبر عن “جسد المسيح” والذي هو الكنيسة (را. كو 1، 81). فهدف هذه المشاركة وهذه المسكونية في الألم وفي المعاناة هو ألا يشعر أي مسيحي بأنه وحيد. وما أكثر الركب الراكعة تصلي من أجل هذا.
كنيسة الإسكندرية: ما هو الانطباع الذي تركه فيكم قداسة البابا فرنسيس عندما تقابلتم معه المرة الأولى، عندما كان بانتظاركم عند وصولكم من المطار؟
البابا تواضروس الثاني: شيء لم أكن أصدقه. ففي الطريق قال لي نيافة الأنبا برنابا (أسقف تورينو بروما): “إن قداسة البابا بانتظاركم”. فقلت له: “أليس موعد لقائنا غدا 10 مايو”. فقال لي: “نعم ولكنه الآن في انتظاركم”. فإذ بي عندما وصلت السيارة داخل الفاتيكان أجده أمامي وفي انتظاري. وقد كانت صورة تواضع بالغة وصورة محبة بالغة. وما يشغلني الآن هو كيفية الرد على هذه المحبة.
كنيسة الإسكندرية: ما رأيكم في اقتراحكم لجعل يوم 10 مايو عيدا للمحبة بين الكنيستين؟
البابا تواضروس الثاني: بين الزيارة الأولى للبابا شنودة والزيارة الثانية للبابا يوحنا بولس الثاني 27 سنة، وبين الزيارة الثاني للبابا يوحنا بولس الثاني وزيارتي 13 سنة وهذا يؤكد أن المسافات تقترب دائما. ومن ناحية أخرى، طول الفترة يجعلنا ننسى ولهذا اقترحت أن نسمى يوم 10 مايو يوما للمحبة الأخوية ونحاول أن نمارسه في كنائسنا وأن نتبادل فيه الرسائل بين بابا روما وبابا الإسكندرية تأكيدا على هذه المحبة وهذا التواصل وهذا التقارب والانفتاح على الآخر، لنتبادل فيه محبتنا ومشاركتنا في كل شيء.
كنيسة الإسكندرية: السؤال الأخير هو ماذا تقولون للأشخاص الذين يحيون بنوع من التعصب وأحيانا بنوع من الانغلاق تحت ستار الغيرة؟
البابا تواضروس الثاني: أقول لهذا الشخص: “أنت لم تعرف المسيح الحقيقي”؛ “أنت لم تعرف المسيح الذي غسل الأقدام”؛ “أنت لم تعرف المسيح الذي غفر لأعدائه وهو في قمة الألم فوق عود الصليب”؛ “أنت لا تعرف المسيح الذي نادى بالوحدانية في صلاته الوداعية”؛ “أنت لا تعرف المسيح الذي قال على الصليب: «أنا عطشان» (يو 19، 28)، أنا عطشان لكل إنسان”.
كان رجلا له ابنان توأم والاشرار قتلوه وهم صغار جدا فتفرقا الطفلان وذهب واحد فى الشرق والاخر فى الغرب وبعد ان كبرى الطفلان واصبحا شابان والظروف جمعتهما معا وتعرفا كل منهما على الاخر فوجدا انهما متقاربان فى كل شىء ( الشكل – الطول – الجسم – الى اخره ) ولكن شىء واحد مختلفان فيه الشبان وهى العادات والتقاليد التى تربى عليها كل منهما تبقى عائقا بينهما ولكن مع المعيشه معا تتقارب اوجه النظر وتنتهى الاختلاف ولكن يحاول كل منهما قبول الاخر كما هو لا احد يزايد على الاخر فتنمو المحبه الموجوده منذ ان تكونا فى الرحم معا