خبز الحياة والقيامة
تأمل في قراءات الأحد الثاني من الخماسين المقدسة
4 مايو 2014 الموافق 9 بشنس 1730
الأب/بولس جرس
نص الإنجيل
“فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”أنا هو خُبزُ الحياةِ. مَنْ يُقبِلْ إلَيَّ فلا يَجوعُ، ومَنْ يؤمِنْ بي فلا يَعطَشُ أبدًا. ولكني قُلتُ لكُمْ: إنَّكُمْ قد رأيتُموني، ولستُمْ تؤمِنونَ. كُلُّ ما يُعطيني الآبُ فإلَيَّ يُقبِلُ، ومَنْ يُقبِلْ إلَيَّ لا أُخرِجهُ خارِجًا. لأنِّي قد نَزَلتُ مِنَ السماءِ، ليس لأعمَلَ مَشيئَتي، بل مَشيئَةَ الذي أرسَلَني. وهذِهِ مَشيئَةُ الآبِ الذي أرسَلَني: أنَّ كُلَّ ما أعطاني لا أُتلِفُ مِنهُ شَيئًا، بل أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ. لأنَّ هذِهِ هي مَشيئَةُ الذي أرسَلَني: أنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الِابنَ ويؤمِنُ بهِ تكونُ لهُ حياةٌ أبديَّةٌ، وأنا أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ”.
فكانَ اليَهودُ يتذَمَّرونَ علَيهِ لأنَّهُ قالَ:”أنا هو الخُبزُ الذي نَزَلَ مِنَ السماءِ”. وقالوا:”أليس هذا هو يَسوعَ بنَ يوسُفَ، الذي نَحنُ عارِفونَ بأبيهِ وأُمِّهِ؟ فكيفَ يقولُ هذا: إنِّي نَزَلتُ مِنَ السماءِ؟”. فأجابَ يَسوعُ وقالَ لهُمْ:”لا تتذَمَّروا فيما بَينَكُمْ. لا يَقدِرُ أحَدٌ أنْ يُقبِلَ إلَيَّ إنْ لم يَجتَذِبهُ الآبُ الذي أرسَلَني، وأنا أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ. إنَّهُ مَكتوبٌ في الأنبياءِ: ويكونُ الجميعُ مُتَعَلِّمينَ مِنَ اللهِ. فكُلُّ مَنْ سمِعَ مِنَ الآبِ وتعَلَّمَ يُقبِلُ إلَيَّ. (يوحنا 6: 35- 45)
نص التأمل
خبز الحياة والقيامة
بكل ثقة واطمئنان نستطيع أن نقول”
إن كل ما تحقق بموت يسوع على الصليب وقيامته المجيدة قد حول التاريخ وغير العالم
فبعد ان كان شعب الله وخاصته يقتصر على نسل إسرائيل فقط شعب اليهود
صارت جميع الأمم والشعوب والألسن خاضعة له مؤمنة به تناديه أبا وهو يدعوها أبناء
يعلن القديس بولس هذه الحقيقة المجيدة لأهل افسس 2: 19 :
” لستم بعد غرباء ولا دخلاء بل شركاء مع اهل مدينة بيت الله”
فنحن قد بنيينا وتأسسنا على حجر الزاوية يسوع المسيح ،
وعلى هذا الأساس يصيير كل مسيحي مهما كان جنسه ولونه او مركزه، هيكلا مقدسا للرب…
حيث صار الأمم شركاء في الميراث- – شركاء في الجسد- شركاء في الموعد
– شركاء في الميراث: أي ابناء بكل ما تعني البنوة من حقوق وواجبات
– شركاء في الجسد: أي ليسوا لقطاء بل من صلب نفس الآب يتغذون على مائدته بجسد ابنه ودمه
– شركاء في الموعد: كان الوعد الأول لحواء” يخرج من نسلك من يسحق رأس الحية” والجميع أولادها
هذا هو التحقيق الكامل للكيان البشري
وكما راينا في تأملات سابقة فالإنسان باحث دائم عن الحقيقة ، عن الحياة الأبدية والخلود…
فقد ظلت البشرية تخشى الموت وتهاب سطوته وترهبه إلى أن تمت “قيامة المسيح”
وهو قد سبق وقدم نفسه في كثير من المناسبات على هذا الأساس لكن كان رد الفعل تجاهل أو رفض او عجز عن إدراك كنه ما كان يقوله لهم…لكن برغم صعوبة الفهم وعسر الإدراك وخطورة ما يقول، وجدت كلماته صدى في قلب الإنسان الجائع الى الحياة الباحث عن الخلود الطامح دوما الى الأبدية
فالبشرية كانت وظلت طوال تاريخها:
جوعي تبحث عن خبز الحياة
عطشى تفتش عن نبع الماء الحي
حيرى تستطلع الطريق الى الحياة
وحين جاء المسيح وقدم نفسه على انه:
– الطريق والحق والحياة
– خبز الحباة
– والماء الحي؛
انتفض أبناء البشرية ورفضوا وحاولوا قتله والقضاء عليه وإنهاء وجوده
لأنهم ظنوا واعتقدوا أن هذا الحلم والوعد يجب أن يتحقق
لكن فقط بالطريقة التي تستوعبها عقولهم ومخيلاتهم…
فهاجم البعض الرب وقتلوه وهاجر البعض حزنا عليه ويأسا من الحياة
لكن المسيح بظهوره بعد قيامته وشرحه لما كان ينبغي أن يمر به ليصل إلى مجده…
انار عيونهم السقيمة وشدد ركبهم المرتعشه وقوى قلوبهم المضطرمة
بل وملأهم بقوة قيامته المجيدة وأرسلهم ليبشروا العالم اجمع أنه هو وإلى الأبد
– الخبز الحي الذي نزل من السماء وصعد إلى السماء
– وهو الذي رسم الطريق للسماء
– وهو الذي اعطي البشر ذاته خبزا للسماء
فهل تريد اليوم أن تشارك في رحلة إلى السماء؟
تأكد أنك عبر القداس وكسر الخبز ستجد حياة لا تعرف غروبا وطعاما يبقى للحياة الأبدية