كتب : عصام عياد
وسط مشاعر تفيض بالشكر والامتنان لله القدير، تكليلا لمسيرة المئوية الأولى ( 1916 – 2016 )، على رحيل الأخ شارل دي فوكو، وابتهاجا بختام السنة اليوبيلية ( 2015 – ديسمبر – 2016 )، ببركة وصلوات غبطة أبينا البطريرك الأنبا ابراهيم اسحق الكلي الطوبى بطريرك الاسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك ورئيس هيئة البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، احتفلت مؤخرا الأسرة الروحية للأخ شارل دي فوكو، في مصر. . . أخوة يسوع الصغار، أخوات يسوع الصغيرات، الأخوة العلمانية، بذبيحة الشكر في يوم الجمعة قبل الماضي تزامنا مع مسيرة الكنيسة الكيهكية استعدادا للأعياد الميلادية.
أقيمت الذبيحة الآلهية على مذبح كنيسة السيدة العذراء والقديس اسطفانوس للأقباط الكاثوليك، بجهة شبرا الخيمة، وترأسها الأب ميخائيل رشدي راعي الكنيسة وشاركه في الخدمة الأب ميشيل لوكلير من أخوة يسوع الصغار، و لفيف من الآباء الكهنة الرعاة من مختلف ايبارشيات الجنوب، وقام بالخدمة فريق خورس الكنيسة قيادة الشماس أشرف بخيت، ومشاركة فريق كورال الكنيسة، وقام بالخدمة فريق الكشافة بالكنيسة.
شارك بالحضور العديد من الجماعات الرهبانية الرجالية والنسائية الى جانب أخوات يسوع الصغيرات من مختلف الأديرة في مصر، وأخوة يسوع الصغار، واعضاء الأخوة العلمانية ومشاركة أبناء الرعية والأصدقاء والمحبين.
في بداية الأحتفالية، وبعد موكب الدخول ” بأيقونة الأخ شارل ” بمصاحبة ” مارش ” الكشافة وسط الألحان الطقسية والترانيم الروحية، رحب الأخ أمير بهجت مسئول أخوة يسوع الصغار في مصر، بالحضور الكريم، بعدها تم عرض تقديمي power-point بانورما لما تم خلال السنة المئوية بهمة الأسرة الروحية للأخ شارل. . من لقاءات، ندوات، أمسيات صلاة، أنشطة متنوعة. . . . في العديد من الرعايا والاجتماعات الروحية، لتبدأ مسيرة الذبيحة الآلهية والتي غلبتها روح الصلاة وسادتها البساطة، علتها البهجة والفرحة.
جاءت ” شهادات الحياة ” غنية. . رائعة. . صادقة، عبر مسيرة تواصل مع الأخوة العلمانية للأخ شارل، بمشاركة الأخوة ثروت راضي، عفاف سلامة، روماني، من أخوة القصيرين، وشبرا الخيمة.
شارك العديد من أعضاء الأسرة الروحية في ” الصلوات والطلبات ” وتركزت حول. . السلام، ضحايا الارهاب. . شهداء الكنيسة البطرسية، المهمشين والنازحين، المرضى، المسجونين وأسرهم، الأسرة الروحية للأخ شارل دي فوكو. . . ليجيب الحضور عقب كل طلبة “. . . كيرياليسون. . كيرياليسون. . كيرياليسون.
في ختام الذبيحة الآلهية وقبيل البركة الرسولية هنأ الأب الراعي الأب رشدي. . أخوة يسوع الصغار بالاحتفالية اليوبيلية ذكرا لهم استقباله له آبان تعينه بالرعية وتعاونهم وتضامنهم في خدمة أبناء الرعية وما لهم من أيادي بيضاء على كافة الأصعدة.
في كلمات دافئة من الأخت الصغيرة مي – يسوع مسئولة الأخوات في مصر، وجهت كلمات الشكر لكل المشاركين وبخاصة كل من كان له تعب المحبة لانجاح احتفالية اليوم و الجو الروحي الذي عاشه واختبره الجميع.
في روح الصلاة اشترك الجميع في صلاة ” أبت. . . أني أسلم لك ذاتي. . . ” لينطلق موكب الخروج وسط تسابيح وترانيم الأخوة الشمامسة والكورال والجميع لسان حاله يعلن. . ” عظم الرب الصنيع معنا، فصرنا فرحين ” لتمتد الاحتفالية بقاعة الاحتفالات الكبرى الملحقة بالكنيسة حول لقاء المحبة وتبادل التهاني والتقاط الصور التذكارية توثيقا لهذه الاحتفالية اليوبيلية الغالية.
من جانبه ذكر الأخ ادوار ابادير من أعضاء الأخوة العلمانية انه تخللت هذه السنة اليوبيلية سلسلة من التأملات اليومية انطلاقا من كلمات وأقوال الأخ شارل دي فوكو كانت لها أثر رائع في نفوس الجميع.
تجدر الاشارة أنه على هامش الاحتفالية تم توزيع ” مطوية ” توثق للأسرة الروحية للأخ شارل دي فوكو، رهبانية اخوة يسوع الصغار، رهبانية أخوات يسوع الصغيرات، الأخوة العلمانية للأخ شارل دي فوكو، المحطات الرئيسية في حياة الأخ شارل دي فوكو. . . مولده في فرنسا عام 1858، خدمته في الجزائر كضابط جيش، ذهابه للمغرب في مغامرة استكشافية وتأثره بأصدقائه المسلمين، زيارته للأراضي المقدسة واكتشاف وجه يسوع الناصري العامل البسيط في قرية الناصرة، انضمامه لدير السكوتيين مدة 7 سنوات، ثم عمله كبواب في دير لراهبات الكلاريسيات بالناصرة، وخبرة الصلاة لساعات طوال وعشرته مع سر القربان المقدس كحبيب ينتظر حبيبه، نواله سر الكهنوت المقدس، رجوعه الى الجزائر واستقراره في الصحراء بمنطقة بني عباس، عيشه بين قبيلة الطوارق، وأخيرا مقتله في سنة 1916 ليكون علامة رجاء بأن الأخوة الانسانية أكثر قوة من الكراهية التي تمزق الشعوب، وأخيرا امكانية التواصل مع الأخوة.
جدير بالذكر انه تم توفير وسيلة انتقال لكل المشاركين تسهيلا للوصول للكنيسة والمشاركة في الاحتفالية اليوبيلية بمعرفة الأخوة العلمانية بهمة الأخ مينا وجية.
في سياق متصل جاءت قراءات القداس متواكبة مع الاحتفالية اليوبيلية للأخ شارل. . من رسالة القديس بولس لأهل رومية الفصل ال 8 والأعداد من 14 الى 17، وكلمات المزمور لدواد النبي المزمور ال 40، والأعداد من 7 الى 9، والانجيل لربنا يسوع المسيح حسب ما دونه البشير يوحنا الفصل ال 15 والأعداد من 9 الى 17.
تبقى لكلمات الأخ شارل دي فوكو : ” أرغب أن أكون كلا للكل، وفي القلب رغبة وحيدة هي تقديم يسوع للنفوس ! ” وغيرها الكثير الصدى العميق في النفس.
تهنئة من القلب للأسرة الروحية للأخ شارل دي فوكو لهذه المسيرة اليوبيلية. . . وصولا لختام المئوية الأولى على رحيل الطوباوي شارل دي فوكو، لترافقهم نعمة الرب ومزيدا من العطاء والخدمة والرسالة لمجد الله وخدمة النفوس على خطى الطوباوي شارل، وليرسل الرب دوما فعلة لحصاده بشفاعة أمنا مريم العذراء.