الأب بولس جرس
ما عساه رأى يسوع في تلك الشخصية حتى يتجاهل الجموع حوله ويلتفت نحوه؟
ما عساه شعر يسوع امام هذا الجابي الجالس يحصي حصيلة يومه الهزيلة القيمة؟
ما عساه أحس يسوع وهو يتوجه إلى تلك الشخصية الغامضة بكلمة واحدة ” اتبعني”
بلا شرح بلا تفسير بلا مبررات بلا وعود ولا حتى مقدمات!!!!!!…
وما عساه رأى لاوي في شخصية يسوع حتى يترك ماله ومائدة صرافته ومصدر عيشه ويتبعه؟
ما عساه شعر بداخله امام قرار يجب ان يتخذه في التو والساعة دون فرصة للتتفكير او التشاور
وما عساه يحس وعيناه تتلاقي بتلك العينين الآمرتين فلا يجد من طاعتهما مفرا ومهربا؟
لقد تم كل شيئ في لحظة، تحول جابي العشور إلى جابي النفوس ومسجل الوارد والمنصرف إلى مسجل اطول الأناجيل وأولها واكثرها تقديما للمسيح الإنسان إبن الإنسان إبن آدم ابن داوود إبن الله….
حقا يا رب إن عيناك تبصران ما لا نبصر،
وقلبك يلتقط ما لا نشعر به
ويدك تمتد كالفخاري لتصنع من كل انسان “ذو ارادة صالحة” ” إناء آخر” …….
هلم ايها الفخاري العظم وادعني أيضا
واصنع مني إناء آخر مثلما يحسن في عينيك